مبابي في سباق مع الزمن للعودة أمام يوفنتوس
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
دخل ريال مدريد مرحلة الحسم في بطولة كأس العالم للأندية، بعد فوزه المقنع على ريد بول سالزبورغ النمساوي بثلاثية نظيفة، في ختام دور المجموعات، ليحسم بطاقة التأهل إلى دور الـ16 متصدرًا مجموعته، ويضرب موعدًا قويًا مع يوفنتوس الإيطالي، الثلاثاء المقبل الساعة 21:00 بتوقيت مدريد.
وبينما تتجه الأنظار إلى المواجهة الكبرى، يبقى السؤال الأهم داخل معسكر “الميرينغي”: هل سيكون كيليان مبابي جاهزًا للظهور الأول في البطولة؟
مبابي يتعافى بعد أزمة صحية حادةمبابي لم يشارك حتى الآن في أي مباراة ضمن مونديال الأندية، نتيجة إصابته بحمى شديدة مصحوبة بفيروس، أدت إلى نقله للمستشفى الأسبوع الماضي بسبب نوبة حادة من التهاب المعدة والأمعاء، أفقدته خمسة كيلوغرامات من وزنه إلى جانب كتلة عضلية ملحوظة.
وعلمت مصادر صحفية أن مبابي تحدث مطولًا مع رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، بشأن حالته الصحية. وتشير التقارير إلى أن اللاعب في طريقه للتعافي الكامل، ما يفتح الباب أمام مشاركته المرتقبة ضد يوفنتوس.
سباق نحو الكرة الذهبيةفلورنتينو بيريز لم يخفِ أهمية هذه البطولة بالنسبة لمبابي، حيث قال له: “ما زال أمامك الوقت للفوز بالكرة الذهبية.” مبابي، الذي يعيش موسمه الأول بقميص ريال مدريد، يتسلح بـ43 هدفًا هذا الموسم، متأخرًا بهدف واحد فقط عن رقمه القياسي الشخصي (44 هدفًا في موسم 2023/2024).
وإذا ما بلغ الفريق المباراة النهائية في 13 يوليو، ستكون أمام مبابي أربع مباريات لتحطيم رقمه السابق، ما يعزز من فرصه للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة France Football بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).
الجدير بالذكر أن الجائزة في العام الماضي أثارت جدلًا واسعًا بعد منحها لرودري هيرنانديز على حساب فينيسيوس جونيور، في قرار أثار امتعاض جماهير الريال وحتى بعض مسؤولي اللعبة.
تشابي ألونسو: نحن بحاجة إلى مبابيمن جانبه، أكد مدرب الفريق تشابي ألونسو أن عودة مبابي تمثل أولوية، وقال بعد الفوز على سالزبورغ:
“نحتاج إليه ونتمنى عودته بأفضل حال. لن أكون مفرطًا في التفاؤل بشأن مشاركته الثلاثاء، لكننا ننتظر عودته لأنه لاعب من الطراز العالمي.”
كما أشار ألونسو إلى أهمية التناغم بين مبابي وفينيسيوس، الذي تألق أمام سالزبورغ بتسجيله هدفًا وأداء دفاعي مميز، مضيفًا:
“يمكن لفيني أن يبرز من الأطراف، بينما يعمل مبابي في العمق. كل شيء يبدأ بالتخطيط الجماعي، ومن خلال المنظومة يمكن لكل لاعب أن يبرز بأفضل صورة".
وشهدت المباراة الأخيرة اعتماد ألونسو على نظام تكتيكي جديد بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي، يشبه ما كان يستخدمه في باير ليفركوزن، مما أظهر مرونة تكتيكية متزايدة في الفريق، وفتح بابًا لدمج مبابي ضمن خطة أكثر توازنًا وفعالية.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
كيف نتعايش مع أوجاع الزمن ؟!
سعود بن خالد الأغبري -
الفكرة ليست في السؤال وإنما في كيفية الحصول على الإجابة النموذجية التي لا تتعلق بالاجتهادات العشوائية والتخمينات والتوصيات غير المبنية على الحقائق.
في حقيقة الأمر إذا كان البعض يبحث عن إجابة شافية فعليه لأي سؤال أن يطرق أبواب عقله، وعليه أن يعلم بأنه سيواجه في طريقه الكثير من النظريات من بعض مدّعي المعرفة أو الخبرة في معالجة مشاكل الناس.
وقد يواجه الكثير من التحديات والتحديثات من أجل الوصول إلى الطرق الصحيحة التي تأتي بنتائج إيجابية. أشد الأمور إيلاما للنفس هو كيفية إقناع الذات المكسورة بأن التعايش من المرض يمكن أن يخفف من حدته ويؤجل من مضاعفات تأثيره على المدى القريب.
لماذا بعض الناس تنهار قواهم في مواجهة المرض بسرعة كبيرة؟ الجواب في أمرين؛ الأول الخوف الشديد من المرض ذاته، وثانيا عدم وجود الأشخاص المحفزين لهم على المقاومة والصمود.
في إحدى العيادات كان الطبيب يسدي نصائحه لمرضاه، يسهّل عليهم الأمر ويخبرهم بأن الحياة ما قبل المرض عليهم أن يعتبروها مرحلة وانقضت، وما بعد الإصابة هي مرحلة يجب أن يتعايش معها وألا يجعلها عقبة يصعب تجاوزها، ويسوق لهم بعض التجارب الناجحة التي مرّ بها بعض مرضاه وهم الآن ينعمون بالراحة والسكينة.
البعض لا يقتنع بأن المرض الذي يواجهه يمكن التعايش معه إذا ما تم الالتزام بالتعليمات والإرشادات الطبية، والأنماط المعيشية الصحية، فكل داء له طريقة للتعامل معه.
يذكر الطبيب لمرضاه بأن العامل النفسي هو جزء مهم في مرحلة العلاج، فكلما كان الإنسان مقبلا على الحياة كان متقبلا للوضع الذي هو فيه، والنماذج على تحدي المرض كثيرة وهناك تجارب شفاء تمت بسبب الالتزام ومساعدة الذات في تحدي المرض.
قد تكون هي لحظة -المفاجأة- تعاني من الصدمة بالصمت ربما من أجل استيعاب الواقع الجديد، وأيضا تحس بأنك قد دخلت في مخاض عسير في اقتناع النفس بأن ما كشفته التحاليل والتقارير الطبية هو الواقع الجديد الذي يجب أن يستعد لملاقاته.
في بعض المستشفيات تجد البعض مصابا بحالة انهيار تام، من هول «المفاجأة» التي نزلت عليه كحجر يسقط من الأعلى، تجد أنفاسه محبوسة نتيجة خوفه من الواقع الذي ينتظره خارج العيادة، دون وعي أو إدراك يسرع نحو تكبيل نفسه بأسلاك شائكة قد تدمي كل أجزاء جسده.
لا يكف عن سؤال نفسه، هل يمكن أن أكمل مسيرة حياتي في زحمة المرض أم أنه لم تعد لدي القدرة الكافية والوقت لفعل المستحيل؟ أصبحت الأمراض المزمنة أوجاعها في تزايد مستمر وإصاباتها لا تتخطى الصغير والكبير وذلك بسبب العادات الغذائية الخاطئة والضغوطات النفسية والصدمات العصبية وغيرها، فمن يوم وليلة قد تكون أنت أحد الذين يواجهون نوعا من تلك الأمراض العصرية مثل «السكر والضغط والقلب» وغيرها.
بعد هذا اليوم، سيكون لديك سجل مرضي «ليس مخيفا»، وأدوية لا بد لك من المداومة عليها، لنقل ليس قبولا برضا أو حبا فيها ولكن حتى تستطيع الصمود لأكبر وقت ممكن كمتعايش مع المرض وربما تكون قدوة حسنة لمن هم يعانون مثلك أو سيعانون مستقبلا- لا قدّر الله.
لا تدّعي البطولات على مدى الحياة؛ فهذه الأمراض وإن بدت صامتة لفترة زمنية من مسيرتك، فسوف تهاجمك بقوة لا تتخيلها إذا لم تحسن التصرف، إذن السبيل إلى اتقاء شرها وغضبها هو «التعايش مع المرض».
هذا القرار قد لا يكون سهلا لدى البعض من الناس خاصة ممن يكرهون تناول العقاقير بشكل متقطع، فكيف سيداومون عليها على مدار حياتهم. البعض يعتقد بأن سكون المرض في معدلات معقولة نجاح باهر، يجعلهم يعرضون عن الاستمرار في تناول الدواء دون استشارة طبية، ويدّعون أمام الملأ بأنهم قد وصلوا إلى مرحلة الشفاء التام وبالتالي «لا داعي لأخذ الأدوية»! هذا المعتقد هو الخطأ بذاته، فهُم لا يعلمون بأن «الهدنة الهشة» التي يقبلها المرض «يمكن أن تنهار في أي لحظة»! في الحياة العامة، مَن لم يجرّب حدة المرض وشدته، لا يفرّق ما بين مريض وسليم، يعتقد بأن المريض لديه من القوة ما يكفي لتساويه مع الشخص الذي يخلو من أي علة مرضية، والحقيقة أن بعض الأشخاص يخفون عذاباتهم وآلمهم عندما يلتقون بزملائهم سواء في العمل أو أي مكان، لا يشتكون مما عانوه البارحة، بل يحاولون الظهور بصورة القوة والصلابة رغم أن المرض ينخر أجسادهم ويضغط على أعصابهم.
إذن هناك شيء أخطر بكثير من المرض العضوي وهو «المرض النفسي» الذي يؤذي الإنسان، وإذا ما التقى الاثنان فإن أثرهما على الشخص يكون مضاعفًا، لذا ينصح الأطباء والمختصون المرضى بأن يكونوا أكثر قوة على تخطي العوامل النفسية حتى يستطيعوا التغلب على أمراضهم العضوية.
إن بيئة الحياة سواء العملية أو العامة قد تكون سببا في إحداث حالة من عدم القدرة على تخطي موجات الألم، فكلما كانت هناك ضغوطات نفسية كان الشخص عرضة لحدوث مضاعفات خطرة عليه من الجانب العضوي.
لذا ينصح الأطباء مرضاهم بالبُعد عن «المؤثرات والعُقَد النفسية» خاصة ممن يعانون من الأمراض المزمنة؛ فالجانب النفسي له دور فعّال سواء في عملية الصمود أو الانهيار التام وعدم الرغبة في مواصلة العلاج.