قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) «وكالات»: احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات من الكوادر الطبية والمرضى والجرحى ومرافقيهم والنازحين في مبنى الولادة والأطفال بمستشفى ناصر بخان يونس في قطاع غزة، وتخضعهم للاستجواب والتنكيل في ظروف قاسية وغير إنسانية».

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم إنه اعتقل مائة شخص في مستشفى ناصر بخان يونس في قطاع غزة فيما يتزايد القلق حيال وضع المرضى المُحاصرين في المركز الطبي بعد أن اقتحمته القوات الإسرائيلية.

وخلّف قصف إسرائيلي ليلي جديد على قطاع غزة نحو مائة شهيد، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وانقطع التيّار الكهربائي وتوقّفت المولّدات بعد مداهمة مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، ما أدّى إلى وفاة ستة مرضى بينهم طفل بحسب حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس اليوم السبت.

وأضافت الوزارة «يبقى مرضى وأطفال خدّج في العناية المركزة دون رعاية طبية، معرضون للوفاة خلال الساعات القادمة»، مشيرة إلى استشهاد نحو مائة شخص ليلًا جرّاء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة.

ولفت المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إلى أن «خمسة أطباء وممرضين وأكثر من مائة مريض ومصاب متروكون في المبنى القديم بالمستشفى بلا كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا أكسجين».

وأضاف: «تحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات من الكوادر الطبية والمرضى والجرحى ومرافقيهم والنازحين في مبنى الولادة والأطفال بمستشفى ناصر، وتخضعهم للاستجواب والتنكيل في ظروف قاسية وغير إنسانية».

وقالت وزارة الصحة في غزة إن نحو 10 آلاف شخص حاولوا الاحتماء بالمستشفى خلال الأيام الماضية لكن كثيرين منهم غادروه إما تحسبا للمداهمة الإسرائيلية أو بسبب أوامر إسرائيل بالإخلاء.

وفي رفح زاد برد الشتاء من الظروف القاسية بالفعل عندما أطاحت الرياح ببعض خيام النازحين وغمرت الأمطار عددا آخر منها.

وأثارت الخطط الإسرائيلية للتوغل في رفح قلقا دوليا من أن يؤدي مثل هذا الإجراء إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بشكل حاد.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن ما لا يقل عن 83 شخصا استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة منذ أمس الجمعة، أحدهم اليوم السبت في رفح، وهي منطقة على الحدود مع مصر تقول إسرائيل إنها آخر معقل لحماس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قتلت خلال عملياته في غزة منذ اليوم عددا كبيرا من المقاومة.

وانطلقت اليوم صفارات الإنذار في مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل للتحذير من قصف صاروخي.

ومساء الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي على تلغرام إنّه عثر على قذائف هاون وقنابل وأسلحة أخرى تابعة لحماس.

ووصف أطبّاء الوضع بأنه لا يمكن تحمّله في هذا المستشفى الواقع في مدينة استحالت ساحة خراب تُحيط بها المعارك.

وذكرت منظّمة أطبّاء بلا حدود أنّ موظّفيها «اضطرّوا إلى الفرار، تاركين المرضى وراءهم». وقال الأمين العامّ للمنظّمة كريستوفر لوكيير لفرانس برس «كان الوضع فوضويًّا وكارثيًّا».

ووفقًا لمنظّمة الصحّة العالميّة، فإنّ مستشفى ناصر، وهو واحد من 11 مستشفى لا تزال مفتوحة من أصل 36 مستشفى في قطاع غزّة قبل الحرب، بات «بالكاد يعمل».

وقال المتحدّث باسم المنظّمة طارق يساريفيتش خلال مؤتمر صحفي الجمعة في جنيف، إنّ «مزيدًا من الأضرار بالمستشفى يعني فقدان مزيد من الأرواح»، مطالبًا بأن يُتاح للمنظّمة الوصول إلى المجمّع الطبّي شكل عاجل.

وأضاف: «المرضى والعاملون الصحّيون والمدنيّون الباحثون عن ملاذ لهم في المستشفيات يستحقّون الأمان وليس الدَّفن في هذه الأماكن المخصّصة للعلاج».

ويُكثّف المجتمع الدولي دعواته لثني إسرائيل عن شنّ هجوم في مدينة رفح المكتظّة، حيث يحتشد نحو مليون ونصف مليون مدني عند الحدود المغلقة مع مصر.

وعبّر الاتّحاد الأوروبّي الجمعة عن «قلقه الشديد» في هذا السياق، حاضًّا إسرائيل على «عدم شنّ عمل عسكري في رفح من شأنه أن يُفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلًا».

وأفاد شهود اليوم عن سماع دوي انفجارات عنيفة في شرق ووسط رفح حيث استُهدف منزلان على الأقلّ بضربات جوية بحسب المصادر نفسها.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين مصريّين أنّ مصر تبني مخيّمًا مسوّرًا في سيناء تحسّبًا لاستقبال لاجئين فلسطينيّين من غزّة. وهذا المخيّم جزء من «خطط الطوارئ» لاستقبال اللاجئين في حال حصول هجوم إسرائيلي على رفح، ويُمكن أن يستوعب «أكثر من مائة ألف شخص»، وفق الصحيفة الأمريكيّة.

وقد أعرب القادة الفلسطينيّون والأمم المتحدة وعدد كبير من الدول عن القلق إزاء العواقب الكارثيّة لهجوم كهذا على السكّان، مبدين خشية من أن يؤدّي ذلك إلى جيل جديد من اللاجئين لن يكون لهم أيّ أمل لهم بالعودة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مستشفى ناصر وزارة الصحة فی مدینة فی قطاع فی رفح

إقرأ أيضاً:

شهداء بالقطاع والدمار يحول دون العثور على جثة أسير إسرائيلي بمخيم جباليا

أعلن مصدر في الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة استشهاد فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب الخط الأصفر في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، موازاة مع إعلان إسرائيل قتل فلسطينيين اثنين بدعوى تشكيل تهديد مباشر، شمالي القطاع.

وفي جنوب القطاع، أفاد مراسل الجزيرة بأن مروحيات إسرائيلية أطلقت النار بالتزامن مع قصف مدفعي في المناطق الشرقية من خان يونس وراء الخط الأصفر.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار على مقاتلين اثنين اجتازا ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" شمال قطاع غزة بزعم أنهما "شكّلا تهديدا مباشرا".

وقال في بيان إن قوات من فريقه القتالي في لواء كرملي (2)، قتلت فلسطينيين اثنين في حادثين منفصلين شمال قطاع غزة، بزعم "تشكيلهما تهديدا مباشرا"، وهي الذريعة ذاتها التي تكررها تل أبيب في معظم خروقاتها لاتفاق وقف النار.

وأُصيبت سيدة فلسطينية برصاص طائرة مسيّرة إسرائيلية قرب شارع يافا بحي التفاح في مدينة غزة.

وقالت مصادر طبية لوكالة الأناضول إن السيدة الفلسطينية نقلت إلى مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، بعد إصابتها برصاص مسيّرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر".

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال شنت هجمات شملت إطلاق النار والقصف المدفعي على منازل المواطنين في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

استمرار الخروقات الإسرائيلية

وتواصل إسرائيل خروقاتها لوقف إطلاق النار الذي وقعته مع حركة حماس، حيث ارتكبت منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 591 خرقا، وقتلت أكثر من 357 فلسطينيا وأصابت 903 آخرين، وفق ما صرح به المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس الأحد.

في سياق مواز، قال مراسل الجزيرة إن عمليات البحث عن جثة أسير إسرائيلي في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة قد انتهت دون العثور عليها.

وكان فريق مشترك من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكتائب القسام قد بدأ عمليات البحث في المنطقة الشمالية مما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، لكن الدمار الكبير الذي خلفته الضربات الإسرائيلية يصعّب عمليات البحث وانتشال جثة الأسير.

إعلان

وأمس الأحد، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على غزة إلى 70 ألفا و103 شهداء، و170 ألفا و985 مصابا.

وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 356 شهيدا، و908 مصابين، وجرى انتشال 607 جثامين، وفق المصدر ذاته.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعاد الجيش الإسرائيلي انتشاره إلى ما وراء "الخط الأصفر" الذي يمنحه السيطرة على أكثر من نصف مساحة القطاع.

ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ بعد أكثر من عامين على اندلاع حرب الإبادة الجماعية على أهالي قطاع غزة، تقوم إسرائيل يوميا بخرق الاتفاق وشن هجمات على مناطق مختلفة من القطاع، في حين يعاني السكان من أزمة إنسانية خانقة جراء الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • استشهاد صحفي وإصابة آخر بقصف إسرائيلي في غزة
  • استشهاد صحافي وشابين برصاص وقصف إسرائيلي في قطاع غزة
  • ارتفاع حصيلة فيضانات سومطرة الإندونيسية إلى 631 قتيلاً ومليون نازح
  • شهداء بالقطاع والدمار يحول دون العثور على جثة أسير إسرائيلي بمخيم جباليا
  • إصابة جندي إسرائيلي بجروح متوسطة جراء شظايا قذيفة دبابة شمال غزة
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 70,103 شهداء
  • الصحة بغزة: ️آلاف المرضى مهددون بفقدان البصر نتيجة نقص الأدوية والأجهزة الجراحية
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو قدم طلب عفو للرئيس الإسرائيلي
  • البحث عن جثة أسير إسرائيلي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
  • تل أبيب تبلغ واشنطن أنها لن تنتقل للمرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل إعادة الجثامين