يجسد «عام المجتمع» في دولة الإمارات رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ مجتمع متماسك ومترابط، حيث تُعدّ الدولة نموذجاً يُحتذى به في احتضان التنوع الثقافي والعيش المشترك، إذ تحتضن أكثر من 200 جنسية تنعم بالأمن والتعايش في بيئة يسودها الانسجام والسلام. ويأتي «عام المجتمع» 2025 كمبادرة وطنية أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تحت شعار «يداً بيد» بهدف تعزيز التلاحم المجتمعي ودعم الروابط الأسرية وتمكين الأفراد من إطلاق طاقاتهم للمساهمة في بناء مجتمع أكثر شمولاً واستدامة.


ويُسهم «عام المجتمع» في دعم التفاعل المجتمعي وتعزيز فرص المشاركة وترسيخ مبدأ المسؤولية المجتمعية المشتركة للحفاظ على القيم الإماراتية المتجذّرة والمتمثّلة في الطموح والإنسانية والتفاؤل والمرونة والأصالة والانفتاح، وهي جميعها مرتكزات أساسية في بناء مجتمع مزدهر يشعر فيه كل فرد بروح الانتماء والمسؤولية.

التراث الإماراتي


وتستلهم مبادرات «عام المجتمع» روحها من التراث الإماراتي العريق والهوية الوطنية الأصيلة القائمة على أسس التكافل والتضامن، حيث تُعدّ الثقافة والتقاليد الإماراتية ركيزة حاضرة في مختلف جوانب المبادرات دعماً لتعزيز الروابط بين الأجيال وترسيخ التراث الثقافي كجزء من الحياة اليومية.
ويُعدّ التنوّع الثقافي في الإمارات انعكاساً حياً لقيم التعايش والانفتاح حيث يُسهم في إثراء التفاهم المتبادل وبناء جسور الابتكار ما يعزّز من ترابط المجتمع وتكامله، ويهدف «عام المجتمع» إلى توسيع آفاق هذا التفاعل، وتعزيز روح التكافل والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع، عبر مبادرات تشجع على التواصل والتضامن والتطوّع والمساهمة في التنمية المجتمعية المستدامة. ويُشكّل الجانب الاقتصادي محوراً رئيسياً في «عام المجتمع» عبر إطلاق مبادرات تُعزّز النمو المستدام للأفراد والأسر والمؤسسات من خلال تنمية المهارات ورعاية المواهب وتشجيع الابتكار في مجالات حيوية مثل ريادة الأعمال والتقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي. كما يشهد العام تعاوناً فعّالاً بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ برامج ومبادرات تدعم الكفاءات الوطنية.

الشباب


ويولي «عام المجتمع» اهتماماً خاصاً بالشباب عبر مبادرات تمكّنهم من استثمار طاقاتهم ومن أبرزها مبادرة «الحي الإماراتي» التي أطلقتها المؤسسة الاتحادية للشباب بالتعاون مع مبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد، والتي تتيح للشباب عرض منتجاتهم المحلية في مطار دبي الدولي.
كما يُركّز العام على دعم وتمكين أصحاب الهمم من خلال مبادرات تشمل تطوير الخدمات المخصصة لهم ورفع الوعي المجتمعي بحقوقهم واحتياجاتهم، وتبرز في هذا الإطار مبادرات مثل تلك التي أطلقتها حكومة عجمان والتي تسعى لتحسين جودة الحياة لأصحاب الهمم ويحظى كبار المواطنين برعاية خاصة، حيث يسلط «عام المجتمع» الضوء على دعمهم من خلال مبادرات مثل «وياكم» التي أطلقتها هيئة الصحة بدبي لتوفير الخدمات الصحية، و«بركتنا» التي تنفذها دائرة تنمية المجتمع بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي لتحسين جودة حياة كبار المواطنين.
وأكد عيسى السبوسي مدير مشروع أعوام الإمارات أن المؤسسات الوطنية تلعب دوراً محورياً في إنجاح «عام المجتمع 2025» من خلال دعم المبادرات وتعزيز ثقافة التطوع وتفعيل المسؤولية المجتمعية بما يسهم في ترسيخ قيم التعاون والتلاحم.(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات عام المجتمع من خلال

إقرأ أيضاً:

"التراث والسياحة" تختتم بنجاح جولتها الترويجية في الصين

 

مسقط- الرؤية

اختتمت وزارة التراث والسياحة سلسلة حلقات العمل الترويجية التي نظمتها في جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 1 إلى 5 ديسمبر الجاري، والتي شملت عددا من المدن الصينية الرئيسية بمشاركة مؤسسات ومنشآت القطاع السياحي العُماني.

وهدفت الجولة إلى تعزيز حضور سلطنة عُمان في واحد من أكبر الأسواق السياحية في العالم، وتوسيع شبكة التعاون مع الشركات الصينية المتخصصة في السفر والسياحة.

وشهدت الجولات الترويجية حضورا واسعا من شركات السفر والسياحة الصينية، ومنظمي الرحلات، وممثلي قطاع المؤتمرات والحوافز والمعارض (MICE)، إلى جانب الإعلاميين وصناع المحتوى الرقمي.

وتضمنت الفعاليات عروضًا تعريفية موسعة حول مقومات سلطنة عُمان السياحية، إضافة إلى إبراز المنتجات الجديدة الموجهة للسائح الصيني، مثل سياحة المغامرات، والسياحة التراثية.

وعقد سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة خلال الجولة العديد من الاجتماعات الثنائية مع الشركات الصينية الرائدة، والتي أبدت اهتماما متزايدا بإدراج سلطنة عُمان ضمن برامج السفر خلال الأعوام المقبلة. كما تم بحث فرص تطوير برامج سياحية جديدة مخصصة للعائلات والشباب، ومحبي الطبيعة، والتجارب السياحية، والمغامرات.

وأشادت الشركات الصينية بالتنوع الطبيعي الذي تتميز به سلطنة عُمان والتراث العريق الذي يجعلها واحدة من الوجهات الواعدة في منطقة الشرق الأوسط، فيما أعربت عدة شركات عن استعدادها لتنظيم رحلات تعريفية إضافية لوكلاء السفر والمؤثرين في المرحلة المقبلة.

وعكست النتائج الإيجابية للجولة الترويجية تنامي اهتمام السوق الصينية بسلطنة عُمان، وتدعم توجه الوزارة نحو فتح أسواق جديدة وتعزيز التنوع السياحي. وسيستمر العمل خلال المرحلة المقبلة من خلال خطط تسويقية مشتركة ومبادرات رقمية مبتكرة، بما يسهم في زيادة أعداد السياح القادمين من الصين وتعزيز موقع سلطنة عُمان كوجهة سياحية مميزة في المنطقة.

ومن جانب الشركات السياحية العُمانية، قال حمد علي القمشوعي المدير العام للمنتجات السياحية في Visit Oman، أن المشاركة في ورشة العمل التي أُقيمت في بكين وقوانغتشو وشنغهاي تُعزّز من فرص الترويج للمواقع السياحية العُمانية، وتشجّع السياح الصينيين على زيارة عُمان. وأضاف القمشوعي أن منصة Visit Oman الرقمية تجمع جميع الخدمات السياحية في سلطنة عُمان، مما يسهم في تسهيل الحجز وتقديم تجربة سلسة للشركات السياحية حول العالم. وأكد القمشوعي أنه خلال هذه المشاركة جرى اللقاء بشركات عديده ذات اهتمام عالٍ بزيارة سلطنة عُمان، وذلك لما تتمتّع به من مواقع سياحية تراثية وطبيعية مميزة تخدم السائح الصيني. هذا ما لاحظناه من خلال لقاءاتنا في المدن الثلاث، مما يعكس مدى الاهتمام والتعاون المشترك.

وقال محمد النظيري من شركة "ترافل ماستر" إن المشاركة الأولى للشركة في حلقات العمل الترويجية التي تنظمها وزارة التراث والسياحة تمثل فرصة مهمة للانفتاح على السوق الصيني وتعزيز حضور الشركات العُمانية فيه. وأوضح أن دعوة الوزارة تعكس اهتمامها بتمكين القطاع الخاص وإتاحة منصات فعّالة للتعريف بالمقومات السياحية المتنوعة لسلطنة عُمان.

وأضاف النظيري أن اللقاءات شهدت تفاعلًا كبيرًا وطرح أسئلة دقيقة من الجانب الصيني حول المعالم العُمانية، والعادات والتقاليد، ومستوى الخدمات السياحية، مما يؤكد تزايد الاهتمام بالسوق العُماني. وأشار إلى أن العديد من الشركاء الصينيين عبّروا عن حماسهم لزيارة سلطنة عُمان والترويج لها ضمن برامجهم السياحية.

وأكد أن سلطنة عُمان وجهة واعدة ومهيأة لتحقيق نمو أكبر خلال السنوات المقبلة، بفضل ما تشهده من تطوير مستمر لقطاع السياحة والمبادرات الرامية إلى فتح أسواق جديدة وتعزيز التعاون الدولي.





 

مقالات مشابهة

  • "ملتقى مؤسسات المجتمع المدني" يناقش أثر المبادرات التطوعية وتعزيز الاستدامة المالية
  • موجز أخبار الوادي الجديد.. الانتهاء من حصر زراعات النخيل.. والتضامن تحرر 103 أسر من قيود الديون
  • محافظ القاهرة: انضمام العاصمة إلى شبكة مدن التعلم باليونسكو جاء اتساقًا مع رؤية مصر 2030
  • انضمام محافظة القاهرة إلى شبكة مدن التعلم باليونسكو
  • الفرح يعُم العرس الجماعي الحاشد في بركاء.. وإشادات بتجسُّد قيم التلاحم المجتمعي
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك ضد إرهاب المستوطنين
  • برلمانية: زيادة إيرادات السياحة محور رئيسي لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز فرص التنمية
  • "التراث والسياحة" تختتم بنجاح جولتها الترويجية في الصين
  • قافلة مساعدات إماراتية جديدة تحمل كسوة الشتاء ومواد إيواء إلى غزة
  • حزمة مبادرات ترويجية لـ"الموسم السياحي الشتوي" في سلطنة عُمان