أظن والله أعلم أن هناك حالة من عدم المعرفة والمتابعة للكم المتدفق من الأكاديميات وكتب التاريخ الإنتقائية والمقالات الدعائية في أوروبا وأمريكا وللأسف غالبها من أكاديميين من أبناء دارفور وجبال النوبة وجنوبسودانيين جميعهم نالوا حظهم في المرور بالجميلة ومستحيلة جامعة الخرطوم وغيرها من جامعات الولايات ووجدوا فرصهم في الخدمة المدنية ثم البعثات الخارجية للماجستير والدكتوراة على حساب دافع الضرائب السوداني وبدلا من العودة لخدمة البلد الذي أنفق عليهم استقر بهم الحال في جامعات أوروبا وأمريكا ومراكزها البحثية يدبجون الكتب والمقالات عن دولة الأبارتهايد والأسلمة والتعريب القسري واحتكار السلطة والثروة من قبل الجلابة والشماليين والإبادة العرقية genocide.
كل ذلك الغثاء والتزييف يصدر مغلفا في كتب ومنشورات فاخرة مزينة بصور تستغل ملامح الفقر في معسكرات النازحين دارفور وجبال النوبة.
الخلاصة والهدف لكل تلك المئات من الأكاديميات الإستهدافية التي لا تجد جهدا أكاديميا مضادا يواجهها ويفضح عوارها هي تشكيل صورة ذهنية في العقل الغربي مفادها أن جذور المشكلة في الدولة السودانية تكمن في مخلوق شيطاني ماكر وخبيث وكعب وبطال إسمه الشمالي northerner والجلابي gellabies والإسلاموعروبي.
تخيلوا أن أحدهم كتب في إحدى مؤلفاته للتدليل على أن الإسلاموعروبيين الشماليين الجلابة البطالين الكعبين يفرضون ثقافة آحادية أن المدرسة الثانوية التي درس بها في الفاشر كانت بها أربعة فصول سميت على أسماء الخلفاء الأربعة (أبو بكر ، عمر ، عثمان وعلي ) هكذا !!
قناعتي أن هناك مئات الكتب والمنشورات في مايطلق عليها زورا وبهتانا دوريات أكاديمية تستحق بلاغا جنائيا من النائب العام السودان.
أما من جنوب السودان فلا يزال أكاديمييه ممن مروا بمسار الحصول على حقوقهم الكاملة في المواطنة بل نالوا استقلال دولتهم يدبجون المقالات تعزف سيمفونيات الرق والاسترقاق وحجوة أم ضبيبينة لل 800 وظيفة التي ظلمهم فيها الشماليين وقت السودنة سنة 1955م مع أن تلك الحجة فندت وقتها بتقرير رسمي علما إن هناك بعض مؤرخين جنوبسودانين صدرت لهم مؤخرا مؤلفات إعترفت بأن البريطانيين هم من صنع وأسس بذور وجذور تخلف جنوب السودان عن الشمال في مجال التعليم خلال فترة الحكم الثنائي.
دولة الأبارتهايد كانت تعني تعني أن يوسف كوة وعبد العزيز الحلو ما كان ممكنا لهما وغيرهما دخول جامعة الخرطوم لأن القانون يمنع النوباويين من دخول جامعة الخرطوم ويمنع دخول الدارفوريين من الزغاوة والمساليت والفور كذلك ، هذا هو المعنى القانوني لدولة الأبارتهايد لا تلك القصص والمبررات السقيمة على لسان يوسف كوة مكي عن أن أستاذهم في ثانوية كادوقلي إستفزاهم بالقول أن لا فائدة من تعليم بنات وأولاد النوبة لأنهم في الأخير سيعملون خدما في بيوت الشماليين.
حقيقة القلم مابزيل بلم فهل منعته تلك المهاترة من أخرق إن صحت من حصوله بعد ذلك شخصيا على حقوق المواطنة متى ما كان مؤهلا بدرجاته ؟
ذلك قبل أن نصل إلى زمان تدليل أغبر تم فيه منح أبناء دارفور حقوق فوق المواطنة بالإعفاء من الرسوم وتخفيض درجات قبولهم وكلما قام حكامنا الوطنيين المنهزمين مدمني الإرضاءات بتقديم المكاسب والإمتيازات إزدادت الشهية والشراهة للحصول على المزيد وأزداد التكاثر في أعداد الحركات الإحترافية للتظلم والإحتجاج.
من يفتح بلاغا على من ؟ أم أن المطلوب ترهيب الشمالي حتى يظل خاضعا مستسلما للإفقار والتشريد عاكفا متنسكا في محراب الوحدة الوطنية ؟!
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري: هناك رموز ستختفي والحكومة ستتغير بعد الانتخابات.. فيديو
قال الإعلامي مصطفى بكري، إن نتائج الانتخابات الحالية تمثل نقطة تحول في مسار الانتخابات المصرية، والسؤال هو: كيف نقضي على السلبية ونعيد ثقة المواطن ونعيده مرة أخرى للمشاركة السياسية وصناديق الانتخابات.
وأضاف مصطفى بكري، خلال برنامج "حقائق وأسرار" على فضائية "صدى البلد"، أن الناس تثق في الرئيس عبد الفتاح السيسي، متوقعا أن تكون هناك مراجعة كاملة بعد الانتخابات.
وتابع: هناك رموز ستختفي وحكومة ستتغير وأجواء سياسية عامة ستمثل انفتاحا على كل القوى، وحرص على تمكين الرأي والرأي الآخر في كل وسائل الإعلام، واستجوابات ستناقش في مجلس النواب.
وسيكون هناك تأكيد على دولة القانون واحترام الدستور، وتخفيف الأعباء الاقتصادية، وقوانين ستحال إلى البرلمان بهدف ضبط الأوضاع ووقف الشائعات الممنهجة.
وتابع: سنكون في مرحلة جديدة وسيكون هناك تطورات مهمة على كافة الأصعدة، وعلينا التصالح مع كل القوى التي قامت بثورة 30 يونيو.