الإمارات تكافح التصحر باستراتيجية وطنية تمتد لـ 2030
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
دبي: يمامة بدوان
حظيت قضية مكافحة التصحر باهتمام كبير في دولة الإمارات، حيث مثلت أحد مرتكزات نهج الدولة في حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية وضمان استدامتها، حيث شكَّلت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر 2030، التي تتضمن 33 مبادرة رئيسية قصيرة وطويلة المدى، باكورة الإنجازات، كما أقرت الدولة خلال العقود الماضية منظومة تشريعية متكاملة وأطلقت العديد من البرامج والمبادرات الهادفة إلى تعزيز جهودها في مكافحة التصحر.
شملت الجهود التي قامت بها دولة الإمارات في هذا السياق، استصلاح مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية وإنشاء الغابات الاصطناعية والمسطحات والأحزمة الخضراء بالتركيز على استخدام النباتات المحلية والنباتات المقاومة للملوحة، كذلك الحد من ظاهرة الرعي الجائر والاحتطاب والممارسات الزراعية غير الرشيدة، أيضاً الاهتمام ببحوث الاستمطار وإنشاء السدود، وتعزيز استخدام المياه المعالجة وتنفيذ العديد من برامج رفع الوعي بمشكلة التصحر وسبل المساهمة في الحد منها.زيادة الإنتاجية
ووضعت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر 2030، بهدف التصدي للتصحر وتدهور الأراضي والجفاف والتركيز على زيادة إنتاجية الأراضي وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة والحفاظ على الموارد المائية لضمان استدامتها وتحقيق كل من: رفع كفاءة نظم الإنتاج المحلية بنسبة 40% بحلول عام 2030 وإعادة تأهيل واستعادة ما لا يقل عن 80% من الأراضي المتدهورة بحلول 2030 حسب الاقتضاء، كذلك رفع كفاءة استهلاك المياه وزيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 60% بحلول عام 2030.
ومن أجل تحقيق ذلك، تتضمن الاستراتيجية 33 مبادرة رئيسية قصيرة وطويلة المدى، وأجندة عمل حتى عام 2030، تعمل من خلال 5 محاور استراتيجية يندرج تحتها أهداف فرعية وتشمل المحافظة على النظم البيئية وتحسين حالة الأراضي القاحلة والجافة، والتخفيف والتكيف مع آثار التغير المناخي على النظم البيئية المتأثرة بالتصحر، كذلك تعزيز التوعية والتثقيف وبناء القدرات على المستوى الوطني في ما يتعلق بظاهرة التصحر، أيضاً تبني التقنيات الحديثة وتطبيقاتها وتعزيز تكامل البحوث العلمية في مجال مكافحة التصحر، إلى جانب تعزيز دور الشراكات وترسيخ مبدأ التعاون على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
وتشمل رسالة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر، ضمان نظم بيئية صحية واستخدام مستدام للأراضي، بهدف تحييد آثار التغير المناخي وتدهور الأراضي والجفاف، من خلال تطوير منظومة وطنية شاملة قائمة على أساس الإدارة المكاملة للأراضي واستخدام التقنيات الذكية المتكاملة وتفعيل الشراكات وبناء القدرات.
وفي وقت مبكر، حظيت قضية مكافحة التصحر باهتمام بالغ في دولة الإمارات، تعكسه الجهود الضخمة التي بذلتها الدولة وما حققته من إنجازات هامة في هذا المجال، حيث انضمت الإمارات إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر منذ عام 1998، وأعدت أول استراتيجية وطنية لمكافحة التصحر عام 2003 وتحديثها للفترة من 2014 إلى 2021 وتُعد هذه النسخة من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر هي التحديث الثالث لتغطي الفترة من 2022-2030 لتتماشى مع التوجهات الوطنية والعالمية، كما ستسهم على الصعيد الوطني في المرحلة الأولى من مئوية الإمارات 2071، كما ترتبط بالاستراتيجيات الوطنية الأخرى ذات العلاقة وأهمها استراتيجية الأمن الغذائي 2051 إلى جعل دولة الإمارات مركزاً رائداً عالمياً في مجال الأمن الغذائي القائم على الابتكار، واستراتيجية الأمن المائي للدولة 2036 لضمان استدامة واستمرارية الوصول للمياه خلال الظروف العادية والطارئة والسياسة العامة للبيئة للمحافظة على البيئة الطبيعية، إلى جانب الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020.
ومن أهم الإنجازات والمشاريع لمكافحة التصحر في دولة الإمارات من الفترة من 2014-2021، مشروع القائمة الحمراء، حيث عملت وزارة التغير المناخي والبيئة مع شركائها من القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي على تحديث مشروع القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض من الثدييات والبرمائيات والزواحف والنباتات وأصناف مختارة من الأنواع البحرية والطيور وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والسلطات المحلية المختصة، إذ أوضحت نتائج تقييم حالة النباتات في الدولة بوجود حوالي 945 نوعاً من النباتات.
ومن الإنجازات أيضاً المحميات الطبيعية في الدولة، حيث تم العمل على زيادة مساحات مناطق المحميات الطبيعية، فخلال العام 2020 أضافت الدولة 5 محميات جديدة ليصل العدد الإجمالي إلى 49 محمية، ما يمثل 15.5 من إجمالي مساحة الدولة، إلى جانب مبادرة «نخيلنا» الوطنية، التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة، بهدف خفض نسبة إصابة أشجار النخيل بالآفات، بالاستناد إلى حزمة متكاملة من التدابير واستخدام أحدث النظم والتقنيات في الكشف عن الآفات ومكافحتها، حيث استهدفت المبادرة 5 آفات زراعية، أهمها سوسة النخيل وحفارات الساق والعذوق وحشرة الدوباس، وعنكبوت حلم الغبار ودودة البلح الصغرى، حيث وصلت أعداد المزارع التي شملتها المبادرة منذ إطلاقها في 2012 إلى 2021,9 آلاف و431 مزرعة، بينما بلغ عدد أشجار النخيل المعالجة مليونين و641 ألفاً و903 أشجار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات التغیر المناخی دولة الإمارات مکافحة التصحر
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالى: وضع خريطة ابتكارية لمصر من أولويات الدولة حتى 2030
قال الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى، أن مصر تسضيف لأول مرة أكاديميات البحث العلمي على مستوى دول العالم ومقر الجمعية العامة للأكاديميات فى ايطاليا، وشهد اليوم حضور أكثر من 180 أكاديمية للبحث العلمى بمستوى دول العالم، وشهد اليوم فعالية المؤتمر العلمي بحضور العلماء والباحثين بجميع انحاء العالم لتناول موضوعات متميزة تخدم الدول المختلفة وتحديات البحث العلمي والابتكار.
وأضاف الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى خلال مؤتمر صحفى منعقد الآن مع صحفيين التعليم العالى، كما يشهد اليوم الاجتماع الدولى بين الاكاديميات لمناقشة أولويات الأكاديميات ثم المعرض الدولى لتسويق المخرجات البحثية وهناك جزء كبير من المعرض تحويل البحث العلمي لمنتج وابتكار يخدم الاقتصاد.
وتابع وزير التعليم العالى، أن الجناح المصرى بالمعرض يضم مجموعة من الابتكارات، موضحا أن جزء من المعرض تناول أفكار الشباب من الجامعات المصرية من مسابقة Genz بعد تمويل ابتكارات الطلاب من صندوق رعاية المبتكرين لتشكيل شركات ناشئة وتم تدشين 43 شركة من طلاب الجامعات مؤكدا على دعم ورعاية الابتكار.
وأستطرد وزير التعليم العالى، أن الوزارة أعلنت إعلان نتيجة مسابقة تحالف وتنمية وتم توقيع عقود 9 تحالفات فازت تمثل الاقاليم المصرية، وتدعم السياسة الوطنية للابتكار لوضع خريطة ابتكارية لمصر من خلال المشروعات ذات الاولوية التى تحتاجها الدولة فى 2030 وهذه المشروعات تغطى 35% من احتياجات الدولة وأولويات التنمية المستدامة.
وتابع الدكتور أيمن عاشور، أن اليوم شهد أيضا حضور رئيس الوزراء لحضور توقيع التحالفات بين الجامعات والمراكز البحثية والمستثمرين والصناعة فى تحالف مشترك، ولأول مرة نجد ثقة متبادلة بين المستثمرين والمؤسسات الحكومية.