اقتصاد عمان|صناعة التأمين العربية تتجه نحو الذكاء الاصطناعي لضمان الاستدامة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
تبدأ فعاليات المؤتمر الإقليمي الرابع والثلاثين للاتحاد العام العربي للتأمين تحت شعار "من أجل صناعة تأمين عربية أكثر استدامة وشمولية: كيف يمكن للشركات العربية الانخراط في ثورة الذكاء الاصطناعي"، الإثنين المقبل، وذلك بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية الدكتور كامل بن فهد آل سعيد الأمين العام في الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
ويعد المؤتمر الذي تنظمه الجمعية العُمانية للتأمين بالتعاون مع الاتحاد العام العربي للتأمين ويقام كل عامين ملتقى دوريًّا لممثلي صنّاع سياسات التأمين وشركات وسماسرة التأمين وإعادة التأمين العربية والعالمية.
ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، تطورات الصناعة التأمينية والفرص والتحديات في الأسواق العربية والقضايا المرتبطة بإدارة المخاطر والابتكار والتطورات التكنولوجية والتحول الرقمي والموارد الطبيعية وتجربة العملاء، وحوكمة قطاع التأمين، كما يستعرض المؤتمر تجارب الأسواق في هذا الجانب.
ويعقد على هامش المؤتمر اجتماعات ولقاءات تشاورية بين شركات التأمين ومعيدي التأمين من مختلف البلدان العربية والأجنبية لتعزيز التعاون بما يمهد لقيام أعمال مشتركة وصفقات تجارية.
وأوضح السيد ناصر بن سالم البوسعيدي رئيس مجلس إدارة جمعية التأمين العُمانية أن أهمية الدورة الحالية للمؤتمر تبرز من المحور الأساسي المطروح كشعار للمؤتمر والمتمثل في الاستثمار في ثورة الذكاء الاصطناعي من أجل استدامة الصناعة التأمينية العربية، والذي يهدف إلى تحفيز شركات التأمين نحو تعزيز قدراتها بالكفاءة اللازمة للمنافسة في سوق التأمين وإعادة التأمين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواكبة المتغيرات وتحقيق السبق في التجديد لاستيعاب المخاطر بما يعزز قدرة الشركات على الاحتفاظ بالأقساط التأمينية في اقتصادياتها الوطنية.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن المؤتمر سيحقق عوائد اقتصادية كبيرة للبلاد وقد بذلت جهودًا كبيرة لضمان نجاحه الذي يعد نجاحًا لسلطنة عُمان وليس نجاحًا لقطاع التأمين فقط، حيث يحظى المؤتمر باهتمام واسع من قبل العديد من الهيئات والمؤسسات والشركات العاملة في صناعة التأمين العربية والعالمية، وبلغ عدد المسجلين أكثر من 2200 مشارك منهم أكثر من 1800 مشارك من مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن استضافة سلطنة عُمان لهذا المؤتمر الإقليمي تأتي بعد فوزها في المنافسة على استضافته في الدورة السابقة، والتي عقدت بمدينة وهران الجزائرية، ويعد تنظيم كالمؤتمر حدثًا استثنائيًّا باعتباره من أكبر المؤتمرات التي تستضيفها سلطنة عُمان من حيث حجم الحضور ونوعية المتحدثين والموضوعات المطروحة، ما سيسهم في تحقيق جملة من الأهداف الوطنية منها الترويج بقدرات وإمكانات قطاع التأمين الوطنية للاستمرار في استضافة أحداث بهذا الحجم مستقبلًا مما ينعكس بشكل إيجابي على إثراء الحركة الاقتصادية والنشاط السياحي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع التأمين اقتصاد عمان مال واعمال الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
في حرم لوي براي الجامعي في باريس، تعمل نحو خمس عشرة شركة ناشئة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، على تحسين الحياة اليومية لمليوني شخص يعانون إعاقات بصرية، كأن يعثروا بسهولة على مقعد شاغر في الحافلة أو أن يقرأوا اللافتات في الشارع.يقول المشارك في تأسيس شركة «إيزيموب» روبن لو غال في حديث إلى وكالة فرانس برس في المعهد الوطني للشباب المكفوفين (INJA) الذي يضم قسماً من الحرم الجامعي الذي افتُتح مطلع ديسمبر 2024، إنّ «هدفنا هو جعل مدينة الغد في المتناول».
ويوفّر التطبيق الذي ابتكرته «إيزيموب» ويغطي أربع مناطق فرنسية (من ليون إلى جزيرة ريونيون في المحيط الهندي) ويستخدمه حالياً 12 ألف شخص، ميزات كثيرة بينها تحديد موقع أبواب المركبات، ومواقف السيارات الشاغرة، وحتى عدّ التوقفات عن طريق تنبيه المستخدمين عند نزولهم.
ويقول روبن لو غال «في الواقع، إذا صعد شخص ما إلى الحافلة، يُدرك بالضبط أين عليه الجلوس أو ما إذا كان هناك مقعد شاغر، ويُصدر التطبيق صوت تنبيه وإشارة اهتزازية في حال وجود مقعد شاغر».
ويضيف «لقد دمجنا خوارزمية ذكاء اصطناعي تُحلل الصورة وتُحدد مواقع البنية التحتية الرئيسية للنقل، مثل بوابات دوارة وأبواب ومقاعد. يسمع المستخدم مثلاً أن الباب مفتوح على بُعد خمسة أمتار اتجاه معيّن».
ويستضيف مجمع لوي براي 17 شركة ناشئة تسعى إلى هدف واحد هو «تطوير حلول ملموسة»، على ما يؤكد مديره تيبو دو مارتيمبري، وهو أيضا من ذوي الإعاقة البصرية.
ويضيف «لسنا مستشفى، بل تركز الأبحاث هنا على تحسين الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين: كيف سنُسهّل عليهم التنقل، وكيف يُمكنهم شراء الخبز بأنفسهم، أو الذهاب إلى السينما، أو مشاهدة مباراة كرة قدم. الأمر كله يتعلق بعدم الإقصاء وبسهولة الوصول».
- قراءة لافتات الشوارع -
بدأ عدد من هذه الشركات الناشئة يحقق شهرة على غرار «آرثا فرانس». يشكل جهازها الذي فاز بمسابقة «ليبين» للابتكار عام 2024، نظارة مزوّدة بكاميرا صغيرة تنقل البيانات البصرية إلى أحاسيس لمسية عبر حزام قطني.
تُترجم الصور التي تلتقطها الكاميرا، بفضل حزام قطني في ظهر المستخدم، إلى نبضات تُمكّن الشخص ضعيف البصر أو المكفوف من إدراك بيئته بدقة أكبر، على ما يوضح المشارك في تأسيس الشركة لوي دو فيرون لوكالة فرانس برس.
ويضيف أن «الذكاء الاصطناعي يتيح إعادة إنتاج كل عمليات معالجة الصور التي يُجريها الدماغ». وبالمثل، «نستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتمكين الشخص من قراءة لافتات الشوارع. وهذه ميزة مطلوبة بشدة من المكفوفين».
وبالإضافة إلى تحسين الحياة اليومية، تسعى الشركات الناشئة إلى تسهيل إتاحة الأنشطة الثقافية والترفيهية. تبتكر شركة «غيف فيجن» البريطانية الناشئة خوذ رأس قائمة على الواقع المعزز تُتيح لمَن يعانون ضعاف بصر «تجربة حدث رياضي من قُرب».
في حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول مديرة تطوير الأعمال الفرنسية في الشركة الناشئة سيسيه دوكوريه التي تعاني من إعاقة بصرية، «هناك أجهزة كثيرة في فرنسا مصممة للمكفوفين، مزودة بأجهزة لوحية تعمل باللمس وميزات صوتية، ولكن حتى اليوم لا يوجد أي جهاز مخصص لمَن يعانون ضعفا في البصر».
وتضيف «إذا لم تكن لدينا معدات، فسنرى أشخاصا يركضون، لكننا لن نتمكن من تحديد هوية الفريق، سواء كانوا رجالاً أم نساء. من المهم أن نكون جميعاً على قدم المساواة».
وبحسب التقديرات الرسمية، يعاني نحو 1.7 مليون شخص في فرنسا من إعاقة بصرية، من بينهم أكثر من 200 ألف كفيف.