هل أبرّ والدتي وأخرب بيتي؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
لو أني أطاوعها فإنني سأجني على نفسي.
هل أبرّ والدتي وأخرب بيتي؟
سيدتي، بعد التحية والسلام أستسمحك في طرح مشكلتي التي أخجل من عرضها على أي كان إلا عبر موقع النهار اونلاين. وعبر ركن قلوب حائرة فأنا من خلال هذا الركن أضمن أنني سأجد لديك ما يبدد حزني ويريح قلبي. كيف لا والأمر متعلق بوالدتي التي تلحّ علي أن ألتحق بمصاف المطلقات.
نعم سيدتي، فأنا وبعد سنوات عشرة طيبة لي مع زوجي في ظل السكينة والهناء مطالبة أن أخسر ما بنيته. طيلة سنوات فقط حتى لا أترك والدتي التي تعتبر ترددي في قبول أمرها عقوقا وعصيانا.
و لك أن تتخيلي سيدتي من أنني لست الإبنة الوحيدة لهذه الإنسانة التي لم أتوقع منها ما تطلبه مني بإلحاح اليوم. حيث أن لي من ألإخوة والأخوات ما يغنيها عنّي، إلا أنّ ما بدأت تردده مؤخرا جعل القاصي. والداني يحكم عليها بالجنون بالرّغم من أنها في كامل قواها العقلية، والدتي سيدتي تعانق العقد الثامن من عمرها. مصابة بأمراض مزمنة جعلتها غير قادرة نوعا ما على خدمة نفسها. إلا أن زوجات إخوتي الذكور اللواتي تقاسمنها نفس المسكن الكبير لا تتوانين –بارك الله فيهن-عن خدمتها وتدليلها. من جهتي ، لست اعلم من أوعز عليها بفكرة أن تطلب مني أن أطلق زوجي. ذاك الرجل الصالح الذي لا يعاب في دينه أو أخلاقه بمدعى أن طاعتي لها أوجب من البقاء. إلى جانب زوج قد يتذمّر يوما ما من زياراتي المتكررة لها أو مبيتي معها بين المطرقة والسندان. أحيا أنا منكسرة مندهشة لما ألت إليه ذهنيات أمي التي باتت إتصالاتها بي ليس لتقصّي أخباري. بقدر ما هي لأجل أن تعرف ما بلغته من إجراءات الخلع على زوج لا يعرف ما يدور بيني وبين من وهبتني الحياة. المرأة التي يكنّ لها كل التقدير والإحترام، والتي يحرص عليّ دائما أن أكون في مستوى تطلعاتها. أنا في دوامة وأريد أن أعرف طريق الخلاص.
أختكم م .ريما من الغرب الجزائري. الـــرد:
أختاه، أحسّ بثقل الهم على قلبك، فما أنت فيه أبدا لا تحسدين عليه. أمك التي وهبتك الحياة تضعك بين خيار صعب جدا. وزوج محب ينتظر منك أن تكوني سبيله إلى الجنة ببرّ والدتك التي إختارتك من بين أخواتك وإخوتك أن ترافقيها في مرضها ووهنها. لا اصف والدتك بالمجنونة أو المتغطرسة بقدر ما أحسّ أن إختيارها لك من دون أخواتك حتى تكمل معك المشوار. يعكس حبها الكبير لك وحسن ظنها بك، وتفضيلها رفقتك على أخرين. ولأنّها تدرك تمسك زوجك بك، ولأنها تعلم تفانيك في مسؤولياتك تجاه أسرتك الصغيرة. لم تجد بدا إلا أن تطلب منك هذا الطلب الغريب الذي قلب عليك موازين حياتك.
ومن باب أن تكفلي لنفسك راحة نفسية، أنصحك بأن تواجهي زوجك بالأمر وتطلبي منه التفهم ومراعاة خوف أمك من أن تموت وحيدة من دونك. وبأن تخبريه بأنك أبدا لست مستعدة للتخلي عنه أو الإقدام على ما تطلبه منك. كما أنه عليك أن تحاولي مسك العصا من الوسط. من خلال ترتيب أولوياتك ومسؤولياتك وتقسيمها بين والدتك وزوجك، بتنظيم مسألة المبيت بين بيتك وبيت أهلك. أعلم أن الأمر جد صعب، لكن عليك أن تقدمي على مثل هذا الحل حتى لا تتشكل لك عقدة ندم يوما ما إن أنت فقدت والدتك. ولم تمدي لها يدالعون، أو إن أنت وقفت موقف الملامة من طرف زوج لم يكن يعلم بتفاصيل ما تكابدينه من حيرة.
صعب جدا الإحساس الذي تحياه والدتك والذي يعكس إحساسها بعدم الإحتواء والعزلة، ولتعلمي أن خوفها وتخوفها. وكذا مخاوفها من أن تحيا من دون من تحبهم هو من دفعها لأن تقحمك في هذه التفاصيل. التي لم تحسبي لها حسابا، ولم تظني يوما أنك ستقفين فيها. ثقي بالله وأعقدي العزم. أن تعلني تحدّ من نوع خاص يجعلك ترضين الأطراف وترتاحين نفسيا، ولا تنسي من أنّك بذلك تقدمين أروع درس لأبنائك في برّ الوالدين.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
بعد عام على العملية العسكرية الإسرائيلية التي اجتاحت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لا تزال المدينة شاهدة على حجم الكارثة الإنسانية والدمار الهائل، حيث تحولت الأحياء إلى أطلال صامتة تروي وجع الناجين، وسط صمت دولي وتجاهل مستمر لمعاناة السكان.
وبحسب تقرير إعلامي، فبعد مرور عام على العملية العسكرية الإسرائيلية على مدينة رفح جنوب غزة، تحولت المدينة التي كانت تعج بالحياة إلى ساحة قاحلة، حيث أصبحت الأحياء أطلالاً تروي حكاية معاناة لم تنتهِ بعد، وتظهر الصور الجوية اختفاء كل معالم المدينة، فيما ظل ركام المباني المدمرة شاهداً على حملة عسكرية وصفتها منظمات حقوقية بـ”التدمير الممنهج”.
ووفق تقرير لقناة روسيا اليوم، ففي 7 مايو 2024، انطلقت حملة رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “كل العيون على رفح”، لكن بعد عام لم تنجح الحملة في لفت انتباه المجتمع الدولي لوقف الهجوم الإسرائيلي، وسط استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة.
وتابع التقرير: “اليوم، لم تعد رفح كما كانت، فلا يُسمع في شوارعها سوى هدير جنازير الآليات ودوي المدافع الإسرائيلية، وأبناؤها يحملون ذكريات الماضي بين أنقاض الحاضر، في انتظار مستقبل يبدو بعيد المنال.”
الجدير ذكره، أن الحكومة الإسرائيلية هددت مناطق أخرى في قطاع غزة، من شماله وحتى جنوبه، بمصير مماثل لمصير مدينة رفح، فيما يظل السؤال الوحيد الذي يراود أهالي القطاع: “إلى أين نذهب؟”، وسط تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باحتلال المناطق التي يدخل إليها جيشه.
ولا يزال قطاع غزة يتعرض لحرب إسرائيلية تسببت بتشريد نحو مليون و900 ألف فلسطيني، ومقتل ما يزيد على 50 ألفاً، وتدمير ما يقارب 450 ألف وحدة سكنية، كما تضررت 84% من المرافق الصحية وخرج 34 مستشفى عن الخدمة، وبات 620 ألف طالب بلا مدارس، بينما وصلت نسبة البطالة إلى 79%، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي للقطاع بنسبة تجاوزت 83%.
هذا وبدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح في مايو 2024، ضمن حملة أوسع شملت أنحاء قطاع غزة، بذريعة استهداف بنى تحتية لفصائل فلسطينية، ورغم الإدانات الدولية والتحذيرات الحقوقية من كارثة إنسانية، واصلت إسرائيل عملياتها في ظل غياب موقف دولي فاعل، وهو ما أجج الأزمة الإنسانية في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.