أعضاء بالكونجرس يطالبون بايدن بإطلاق عملية لإغاثة غزة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
دينا محمود (واشنطن، لندن)
أخبار ذات صلةدعا 5 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، إدارة الرئيس جو بايدن، إلى أن تضطلع واشنطن، بدور قيادي في حشد الدعم الإغاثي الضروري، للتعامل مع الكارثة الإنسانية الحالية في قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب هناك منذ أكثر من 4 أشهر، ما خلّف ما وصفوه، بـ«تأثير هائل وغير مقبول»، على المدنيين في القطاع.
وأكد الأعضاء، المنتمون للحزب الديمقراطي، أن مسؤولية قيادة مثل هذه الجهود الإغاثية، تقع على كاهل الولايات المتحدة، على ضوء قدرتها الهائلة على إيصال المساعدات بحراً، من خلال إمكانياتها الكبيرة في مجال الشحن البحري، وكذلك بحكم علاقاتها مع إسرائيل، ما قد يجعل بمقدورها تنسيق عملية تقديم الإمدادات الإنسانية بشكل مباشر إلى أهل غزة.
وشدد الأعضاء، الذين يمثلون ولايات أوريجون وإلينوي وماساشوستس وماريلاند وفيرمونت، على أنه لم يعد بإمكان الفلسطينيين الانتظار أكثر من ذلك، داعين إلى أن تبدأ واشنطن التحرك بشكل فوري، وإطلاق ما سموه «عملية إغاثة غزة»، لتلبية 4 احتياجات رئيسة للسكان.
وتتمثل تلك الاحتياجات، وفقاً لمقال نشره المُشرِّعون الأميركيون في صحيفة «واشنطن بوست»، في الأدوية والمستلزمات الطبية، والمساعدات الغذائية، وإمدادات المياه، وكذلك المأوى الآمن للنازحين، على أن تواصل الولايات المتحدة جهودها أيضاً، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مترافقاً مع الإفراج عن الرهائن، والسعي لإعطاء الأولوية في أي عمليات عسكرية، لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.
وبحسب مقترح أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، يمكن أن يتم من خلال هذه العملية الإغاثية، إيصال المساعدات الطبية مباشرة إلى المستشفيات عن طريق الجو، وتوصيل إمدادات الغذاء والماء وغيرهما من الاحتياجات الضرورية عبر البحر والبر، على أن تتولى المنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة، مهمة توزيع تلك الإمدادات، دون نشر أي قوات أميركية على الأرض في القطاع.
وأوضح الأعضاء في هذا الصدد، أن عجز المستشفيات المتبقية في غزة، والتي لا تزال تعمل جزئياً، عن توفير الخدمات الطبية اللازمة لآلاف الفلسطينيين، الذين يعانون إصابات تهدد حياتهم، يوجب على واشنطن تدشين جسور جوية، لتزويد تلك المستشفيات بالإمدادات، بما في ذلك الأدوية الضرورية، من المضادات الحيوية إلى الأنسولين.
وقالوا إنه يمكن في هذا الإطار، بحث إمكانية إرسال سفينتيْن طبيتيْن تابعتيْن للبحرية الأميركية، بسعة 1000 سرير لكل منهما، إلى منطقة شرق المتوسط لتقديم خدماتها، وتنسيق العمل مع السفن التي تتولى الاضطلاع بمهام طبية مماثلة في المنطقة، سواء كانت تابعة لدول أخرى، أو لمنظمات إغاثية غير هادفة للربح.
كما شدد المُشرِّعون على أنه يتعين على الولايات المتحدة العمل مع إسرائيل، لتنسيق عمليات نقل الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفيات في دول أخرى في المنطقة، ولإنشاء مناطق لحظر إطلاق النار حول المستشفيات الميدانية الموجودة بالفعل في قطاع غزة.
ومن المنتظر أن تشمل هذه العملية الإغاثية أيضاً، وفقاً لأعضاء الكونجرس، التحرك لمنع مواجهة أهل غزة مجاعة تبدو وشيكة، عبر إيصال المواد الغذائية بشكل فوري إليهم، جنباً إلى جنب مع توفير إمدادات الوقود اللازمة، لإعادة تشغيل المخابز، والمواقد المستخدمة في الطهي المنزلي.
علاوة على ذلك، دعا الأعضاء الخمسة إلى أن تتضمن هذه الجهود الإنسانية، العمل على مواجهة النقص الحاد في المياه، الذي يعاني منه سكان القطاع، خاصة مع تزايد مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا، بوتيرة متسارعة، من جراء الاضطرار لاستخدام ماء ملوث.
إيصال المياه
ويوجب ذلك على واشنطن، وفقاً للمقال، التحرك لإيصال المياه والمعدات اللازمة لتنقيتها إلى غزة، وكذلك ضمان توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات التحلية المُقامة هناك، بجانب السعي لإصلاح اثنين من خطوط الأنابيب الثلاثة، التي توفر إسرائيل من خلالها الماء النقي للقطاع، بعدما خرج هذان الخطان من الخدمة قبل أسابيع.
وفي السياق ذاته، قال المُشرِّعون الأميركيون، إن «عملية إغاثة غزة» المقترحة، ينبغي أن تتضمن إجراءات من شأنها، تسهيل تقديم المساعدات للمنظمات والوكالات الإنسانية، لتمكينها من إقامة مراكز إيواء مؤقتة في مناطق، يتم التنسيق مع إسرائيل والأمم المتحدة، لضمان أن تكون آمنة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكونجرس الأميركي غزة فلسطين إسرائيل مجلس الشيوخ الأميركي جو بايدن الولايات المتحدة على أن
إقرأ أيضاً:
سوريا ترحب برفع العقوبات.. وواشنطن: التطبيع مع إسرائيل شرط أساسي
في تطور لافت على الساحة السياسية الإقليمية، رحبت الحكومة السورية برفع العقوبات الأمريكية، بعدما وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس قرارًا يقضي بإنهاء الحظر المفروض على دمشق.
واعتبر وزير الخارجية السوري الخطوة "نقطة تحول تاريخية ومهمة" من شأنها أن تمهد لمرحلة جديدة من "الازدهار والاستقرار" في البلاد.
لكن واشنطن بدت حذرة في تفاؤلها، حيث شدد البيت الأبيض على أن رفع العقوبات "مشروط" بتقدم سوريا في ملفات أساسية، وعلى رأسها اتخاذ خطوات فعلية نحو التطبيع مع إسرائيل، وبناء دولة مستقرة داخليًا وفي علاقاتها مع الجوار.
وقال الرئيس ترامب في تصريح مقتضب: "إذا تبين أن الظروف التي أدت إلى رفع العقوبات لم تحترم، فإن وزارة الخارجية ستعيد فرضها مجددًا."
كما أكد وزيرا الخارجية والخزانة الأمريكيان أن على دمشق أن "تتخذ خطوات لبناء دولة مستقرة، تنعم بالسلام داخليًا ومع جيرانها".
ومن جانبه، أوضح متحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "ستواصل مراقبة التقدم في الملفات الجوهرية داخل سوريا"، وعلى رأسها ملف العلاقات مع إسرائيل، معتبرًا أن الإدارة الأمريكية "تفهم أن التطبيع عملية طويلة ومعقدة"، إلا أن التقدم فيها ضروري لاستمرار الانفتاح الأمريكي.
وبحسب مصادر دبلوماسية في واشنطن، فإن إدارة ترامب ترى أن سوريا "بحاجة ماسة إلى رفع العقوبات كما تحتاج إلى الهواء"، في ظل الأزمات الاقتصادية الحادة التي تمر بها، وأن قرار الرئيس يهدف إلى تشجيع خطوات سياسية ملموسة نحو سلام شامل في الشرق الأوسط.
وفي حين لم يصدر تعليق رسمي من دمشق حول مسألة التطبيع، إلا أن الترحيب الرسمي الحار بقرار ترامب قد يشير إلى انفتاح تكتيكي جديد من جانب النظام السوري تجاه متغيرات إقليمية تزداد تعقيدًا، خاصة في ظل تصاعد الحديث عن "صفقات كبرى" تقودها واشنطن لإعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة.