الثورة نت:
2025-06-17@07:10:04 GMT

صنعاء وواشنطن.. مواجهة غير متكافئة لصالح اليمن

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

 

خلال حديثه الأسبوعي عن آخر التطورات في غزّة، أشار السيد عبدالملك الحوثي إلى نقطة في غاية الأهمية، لم تأخذ حقها في الالتفات إليها، أن الأمريكيين والبريطانيين “ورَّطوا أنفسهم وهم يحاولون أن يسندوا العدوّ الإسرائيلي بالعدوان على بلدنا؛ فأدخلوا أنفسهم في ورطة، هم معترفون بأنهم فشلوا في فرض استراتيجية ردع، لم يتمكّنوا من تحقيق هذا الهدف، ولا استراتيجية إجبار لبلدنا على وقف مساندته لغزّة”.

. نعم، لقد نجحت صنعاء في تنفيذ التزامها المعلن بمنع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، واضطرّت الشركات الصهيونية الإبحار عبر الرجاء الصالح، وامتنعت شركات دولية عن التعامل والنقل إلى الموانئ الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، بما يمثله من تداعيات وتأثيرات كارثية على الاقتصاد الإسرائيلي، بعد التوقف الكامل لميناء أم الرشراش “إيلات”، وكثير من التقارير الإسرائيلية تطفح بالأرقام عن جدوائية العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزّة، وكيف ارتفعت أسعار السلع أمام المستوطنين، وكيف فقد المنتج الصهيوني قدرته على المنافسة في الأسواق بعد ارتفاع تكاليف التصنيع والمواد الأولية المستوردة.
ليس بالأمر الهين أن تنجح صنعاء وتفشل واشنطن، في منطقة كانت الولايات المتحدة تظن أنها قد أمسكت بمقاليدها، وسيطرت على مفاصلها، وتحكمت بمداخلها ومخارجها، فجأة تجد نفسها أمام هذا التحدّي غير المسبوق، ويمكن تفسير ما يجري بتحليل الموقف الأمريكي العام، وموقف اليمن الخاص.
بالنسبة للأمريكي، رغم أن القوّة العسكرية الأمريكية تعتبر الأولى في العالم، إلا أنها قوة منهزمة، تاريخيًّا في فيتنام وكوبا، والصومال، مرورًا بالعراق وأفغانستان، وهذه المعطيات يدركها جنرالات الجيش الأمريكي، ويدركون أيضًا أن القوّة الكبرى لم تصنع لهم الانتصار في افغانستان ولا في العراق، أحدث تجارب الحروب الأمريكية الفاشلة، وهنا لا نتحدث عن حرب أيام ولا ساعات ولا شهور، بل عن حروب استمرت عقدين من الزمن، كان المقرر لها أن تصنع هيبة أمريكا الإمبراطورية للقرن الحادي والعشرين، وإذا بها تهوي بها إلى مستنقع من الإهانة والإذلال.
ثانيًا، أيضًا بالنسبة لواشنطن، على مستوى العلاقات الدولية، والأزمة الواضحة في تشكيل التحالفات، ظهرت الولايات المتحدة عاجزة عن تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، الأمر الذي جعلها تبحث عن أسماء دول ربما لا أحد يجدها على الخارطة، حتّى أوروبا لم تقبل الدخول معها في تحالفها البحري ضدّ اليمن، باستثناء لندن، وفضَّل الأوروبيون تشكيل تحالف خاص لا يبدو، حتّى هذه اللحظة، أنّهم بصدد التصرف بعدوانية، كما هو حال الأمريكي والبريطاني.
ثالثًا: التوازن الدولي اليوم لم يعد في صالح الولايات المتحدة، والقوى الكبرى روسيا والصين المتنافسة والمتصارعة مع واشنطن، تحاول أن تستفيد من الوضع القائم في البحر الأحمر، والذي يقلص النفوذ الأمريكي، وهذا يجعل الولايات المتحدة، تفكر ألف مرة، وتضرب الأخماس بأسداس، خشية أن يصب التصعيد المحتمل، في صالح المنافسين في موسكو وبكين، ومواقفها أصبحت أكثر وضوحًا في مجلس الأمن، ضدّ التصرفات الأمريكية، وتحميلها أيضًا مسؤولية تهديد المنطقة الاستراتيجية.
أما بالنسبة لصنعاء، فليس خافيًا أنها تنطلق أولًا من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية التي يمليها الدين الإسلامي في نصرة المظلوم، وتلبية نداء المستضعفين، من موقع قوة الحق والمبدأ، وهذا يجعل اتّخاذ القرار في حل من النظر إلى التداعيات المحتملة، بل عندما يستند إلى القرآن الكريم الذي وعد بالنصر، فإنه يكون موقنًا إلى أبعد مدى، أن الله سبحانه هو من سيسدد الرمي، ويثبت الأقدام، ويصنع النصر الموعود.
عسكريًّا، راكمت القوات المسلحة اليمنية خبرات كبيرة خلال سنوات العدوان التسع الماضية، إلى جانب مراكمة الأسلحة والعتاد المتطور كمًّا ونوعًا، وتعترف قائدة البحرية الأمريكية، الأدميرال “ليزا فرانشيتي- حسب ما نقلته صحيفة التلجراف البريطانية- “بنجاح الأسلحة اليمنية في اختراق الأنظمة، وإصابة السفن التجارية مما يتسبب في أضرار وحرائق”.. وفي وقت سابق قال قائد الأسطول الخامس الأمريكي تشارلز كوبر، إن الصواريخ والمسيرات اليمنية تستطيع أن تضرب هدفها خلال 75 ثانية، وأكد في مقابلة مع قناة سي بي سي حينها، أن قواته لا تملك سوى ما بين 9 و15 ثانية لاتّخاذ قرار بإسقاط صاروخ أو مسيّرة، بل ذكرت نيويورك تايمز أن هناك تقارير تفيد بأن الجنرالات في البنتاجون بدأوا يتعلمون من التكتيكات اليمنية، وأن الجيش الأمريكي يعتمد تلك التكتيكات في بحر البلطيق في مواجهة روسيا.
في التخفي والتمويه، تنقل التلغراف أن حركة صاروخ أنصار الله تجعله هدفًا صعبًا لتحديد موقعه وضربه قبل إطلاقه، وتستنتج الصحيفة البريطانية أنهم “سوف يستمرون في إطلاق النار بشكل دوري”، ومؤخراً وجه السيد القائد عبدالملك الحوثي إهانة قوية للجيش الأمريكي، متحدثًا عن فشله في استهداف القدرات اليمنية، فمحصلة عدوانه من بداية الأسبوع، “والتي وصلت إلى 40 غارة، كان معظمها على محافظة الحديدة، والبعض منها على محافظة صعدة، وحصيلتها، نتيجتها وإنجازها العملاق في محافظة صعدة، كان ماذا؟ استهداف سيارة مزارع تحمل أنابيب بلاستيكية، هذا هو الإنجاز العملاق لأمريكا وبريطانيا العظمى، في عدوانهما بصواريخهما، وتقنياتهما الضخمة، وإمكاناتهما العسكرية الضخمة: استهداف سيارة مزارع في محافظة صعدة تحمل أنابيب بلاستيكية! هذه هي الحصيلة، هذا يعبِّر عن فشلهما الكبير، ولن تصلا إلى نتيجة”، يختم السيد عبدالملك الحوثي.
هذه المعطيات والمجريات على الميدان البحري تؤكد أن يد صنعاء هي العليا في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وأن المعادلات القائمة اليوم، والتي يمكن أن تتطور غدًا، ستكون مقدمة لإنهاء الهيمنة الأمريكية في المنطقة، بما يضمن بالمحصلة عدم القدرة الأمريكية على حماية الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إيران تتهم واشنطن بالتواطؤ في الهجوم الإسرائيلي وواشنطن تنفي وتدعو للعودة إلى المفاوضات

صراحة نيوز -اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، الولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران، معتبرة أن “الكيان الصهيوني ما كان ليرتكب هذه الجريمة دون إذن واشنطن”، مؤكدة أن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء وتسعى لجر المنطقة إلى صراع واسع.

وأضافت الخارجية الإيرانية أن تل أبيب “أثرت سلباً على المسار الدبلوماسي، وجعلت الحوار بلا معنى، في ظل صمت الأطراف الغربية وسماحها باستمرار الاعتداءات”.

من جهته، قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني خلال جلسة لمجلس الأمن إن “تواطؤ واشنطن لا شك فيه”، متهمًا إسرائيل بمحاولة “قتل الدبلوماسية وتخريب المفاوضات”، محذرًا من أن الداعمين لها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، “يتحملون كامل المسؤولية عن العواقب”.

في المقابل، نفى الجانب الأميركي هذه الاتهامات، ودعا طهران إلى العودة السريعة لطاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، بينما قال مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون إن “إيران كانت تستعد للحرب، قبل أن تبادر إسرائيل إلى شن هجماتها”.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: ملتزمون بالدفاع عن الأصول الأمريكية في الشرق الأوسط
  • إيران تسقط 8 مسيرات متطورة والخارجية تتهم الولايات المتحدة بتنسيق الهجمات الإسرائيلية
  • سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية تلتقي بعثة الهلال
  • سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية تلتقي بعثة نادي الهلال
  • وزير الرياضة يشهد المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية
  • إسرائيل تشن هجوما على اليمن وتعلن اغتيال رئيس أركان الحوثيين
  • غارات إسرائيلية على اليمن واغتيال مستهدف في صنعاء
  • هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل طلبت مساعدة من الولايات المتحدة
  • وزير خارجية عمان ينهي الجدل بشأن محادثات طهران وواشنطن
  • إيران تتهم واشنطن بالتواطؤ في الهجوم الإسرائيلي وواشنطن تنفي وتدعو للعودة إلى المفاوضات