لبنان.. جهود مكثفة لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
أحمد شعبان (القاهرة، بيروت)
أخبار ذات صلةشدد محللون سياسيون على أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة الخماسية العربية والدولية لحل أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، لافتين إلى أنه رغم المعوقات المحلية والإقليمية التي تواجهها؛ إلا أن الشعب اللبناني يعول على عملها كثيراً، ويأمل في نجاح مساعيها لإيجاد حلول للأزمة والمساعدة في إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية يساعد مع الحكومة في إنقاذ البلاد.
وأوضح الرز في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عدداً من أعضاء اللجنة، وخاصة الأميركي، طرح مشروعاً لانتخاب اسم ثالث لتولي رئاسة الجمهورية، بعد سليمان فرنجية وجهاد أزعور، والفكرة قيد التداول، معرباً عن أسفه لفشل مجلس النواب في اختيار رئيس، ما استدعى تدخلاً عربياً ودولياً لحل أزمة الفراغ التي طالت أكثر من سنة ونصف السنة.
ويجري سفراء دول اللجنة الخماسية، «مصر، وقطر، وفرنسا، والسعودية، وأميركا»، محاولات لخروج لبنان من مأزق الفراغ الرئاسي، وآخرها لقاؤهم برئيس مجلس النواب نبيه بري، لتشجيع الأطراف على الحوار، وسبق أن عقدت اجتماعات تنسيقية بين كبار مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء الدول الخمس في بيروت. ومن جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني نوفل ضو، إن اللجنة الخماسية تسعى إلى مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية من خلال تقريب وجهات النظر على قاعدة إيجاد آلية تبدأ بوضع لائحة مواصفات تلتقي عليها جميع القوى النيابية، وتيسير الحوار بين جميع الأطراف.
وتبني وجهة نظر بري باجتماع الكتل النيابية للتفاهم قبل بدء العملية الانتخابية، وبالتالي طلبت اللجنة من كل الكتل النيابية أن تقدم قائمة بالمواصفات التي يجب أن يتحلى بها الرئيس المقبل.
وكشف نوفل في تصريح لـ«الاتحاد»، عن أن اللجنة توصلت إلى وضع قواسم مشتركة من خلال قائمة تشكل ملامح ونقطة التقاء بين الفرقاء حول مواصفات الرئيس، ومن المنتظر أن يعود الموفد الفرنسي لودريان باسم اللجنة الخماسية إلى لبنان ليسلم الفرقاء السياسيين هذه القائمة، ويطلب من كل فريق وضع الأسماء التي يراها متطابقة مع القائمة. وأشار نوفل إلى وجود نية ومحاولة من قبل اللجنة للفصل بين الانتخابات الرئاسية في لبنان والحرب في غزة ومناطق جنوب لبنان.
وبدوره أشار الكاتب والباحث السياسي اللبناني أحمد عياش، إلى أن هناك ملمحاً بدأ يظهر في بيروت بأن نبيه بري يستعد للدعوة إلى التشاور وعقد جلسة لمجلس النواب، قبل حلول شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى اللقاء الأخير بين الموفد الفرنسي ووزير الخارجية المصري.
وقال عياش في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هذه التحركات والمحاولات تستهدف حلحلة الأزمة، لكن يؤخذ بالاعتبار أنها تتم وسط ظروف معقدة، وربما يمكن الذهاب إلى حل للرئاسة حتى لو استمرت حرب غزة، لكن السؤال المطروح: من الشخصية التي ستحظى بالقبول، في ظل الانقسام والتعارض بين الاتجاهات السياسية ووجود خلاف عميق بين اللبنانيين، لاسيما مع فتح جبهة الحرب في الجنوب من دون إرادة الدولة اللبنانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لبنان أزمة لبنان الأزمة اللبنانية الرئيس اللبناني اللجنة الخماسیة
إقرأ أيضاً:
العلمي يدعو إلى استحضار حجم التحديات التي تواجهها المنطقة الأورومتوسطية جراء الأوضاع المقلقة
دعا الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، المجالس التشريعية الأعضاء في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، إلى استحضار حجم التحديات والمعضلات التي تواجهها المنطقة الأورومتوسطية، والأوضاع الدولية المفتوحة على كل التداعيات والاحتمالات المقلقة، ومركزية قضايا، ونزاعات، وأزمات الحوض الأرومتوسطي في النظام الدولي.
بالنسبة إلى رئيس مجلس النواب، الذي كان يتحدث خلال الدورة الثامنة عشرة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، المنعقدة في مالقا، مابين 25-27 يونيو 2025، فهذه التحديات عناوينها معروفة، في مقدمتها النزاعات والحروب في شرق المتوسط، وفي خلفيتها الجيوسياسية، والهجرات واللجوء، والاختلالات المناخية، وأزمة الطاقة، والغداء، والهوة بين الشمال والجنوب من حيث الثروات والتكنولوجيا.
وحذر الطالبي العلمي، بأن من يدفع ثمن هذه الأوضاع المتدهورة والتحديات هي الشعوب، وبأن الضحية الأكبر لذلك، هو الشعب الفلسطيني، وبأن أصل معضلات المنطقة هو القضية الفلسطينية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
مشددا أن المدخل إلى تسوية مشكلات المنطقة، هو وقف الحرب في غزة أساسا، وهي أولوية عاجلة كما ظل يؤكد على ذلك الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على اعتبار أنها مدخل إلى أفق سياسي كفيل بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة، وجوهره حل الدولتين، بما يقطع الطريق على التطرف، وعلى استغلال النزاعات من أجل مصالح قُطْرية، وبما يفتح الطريق للتعايش والتعاون والتنمية المشتركة، وتوجيه مُقَدَّرَات وثروات المنطقة نحو التنمية والازدهار والحياة الكريمة.
وأكد المتحدث ذاته، أنه دون تمكين الشعب الفلسطيني بقيادة مؤسساته الرسمية، المعترف بها دوليا، من حقوقه المشروعة في الاستقلال، وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية، فإن المنطقة ستظل رهينة العنف، والتعصب، والتشدد وعدم الاستقرار.
وعطفا على هذا التحليل، قال العلمي « مخطئٌ من يعتقد أن التداعيات الاستراتيجية والاقتصادية ستظل حبيسة المنطقة. فالأمر يتعلق بإقليم، بمثابة شريان من شرايين الاقتصاد العالمي بثرواته الاستراتيجية، وموقعه، وممراته البحرية، مما يجعل استقرار المنطقة يرهن إلى حد كبير الاستقرار الاقتصادي العالمي والوضع الاستراتيجي الدولي، بل والاستقرار الاجتماعي في عدد من البلدان ».
وأوضح رئيس مجلس النواب، أنه مهما عظمت التّحديات، فإنه ينبغي دومًا لأصوات الحكمة، والأصوات الديموقراطية أن تتشبث بالسلم وبالحوار. قائلا: »علينا كممثلين لشعوب منطقة معنيةٍ جميعِها بما يجري في الشرق الأوسط، أن نعمل بكل وسائل السياسة والدبلوماسية، تحت توجيه قادتنا ومع حكومات بلداننا، لوقف هذا التدهور الخطير في الأوضاع، والعودة إلى التفاوض والحوار، على أساس احترام مقتضيات القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.