أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم /السبت/، أنه ينبغي على كافة الدول الأعضاء في محكمة العدل الدولية قطع جميع أشكال العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي بسبب خرقه الصارخ لقرار المحكمة المُطالب باتخاذ إجراءات مؤقتة تضمن منع ارتكاب الإبادة الجماعية في قطاع غزة. 
وأشار المرصد الأورومتوسطي في تقرير له - إلى أنه وثّق استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بعد مرور أربعة أسابيع على قرار محكمة العدل الدولية، وذلك في إطار نظرها في دعوى رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" لانتهاكها التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، خلال تنفيذها عملياتها العسكرية التي تشنها ضد قطاع غزة وسكانه الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023.

 
واعتمد المرصد، في متابعة، مدى التزام "إسرائيل" بقرار محكمة العدل الدولية على ستة مؤشرات أساسية، هي: القتل الجماعي، وإلحاق أذى بدني أو معنوي جسيم، وفرض أحوال معيشية يقصد بها التسبب عمدًا في إهلاك مادي، والتجويع وعرقلة وصول الإمدادات الإنسانية، وفرض بيئة تستهدف منع الإنجاب، والتحريض العلني على الاستمرار بارتكاب الإبادة الجماعية، لافتا إلى مواصلة الجيش الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة ضد الفلسطينيين بصفتهم هذه، مدللًا على ذلك بنماذج لما وثقه منذ صدور قرار المحكمة. 
ووثق المرصد قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 3847 فلسطينيًّا، من بينهم 1306 طفلًا و807 سيدات، إضافة إلى إصابة نحو 5119 منذ صدور قرار محكمة العدل، ما يرفع حصيلة الضحايا الشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 38067 قتيلًا، من بينهم 14350 طفلًا و8620 امرأة، بما يشمل أكثر من 8000 آلاف شخص من الجثامين تحت الأنقاض وفي الشوارع ممن لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالهم، منهم مئات بعد قرار المحكمة.
وأوضح أن إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي بقواعده الآمرة بارتكابها جريمة الإبادة الجماعية، في إطار تنفيذها انتهاكات جسيمة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والقائمة كجرائم مستقلة بحد ذاتها ضد الفلسطينيين وعلى نحو كلي في قطاع غزة، مستنكرا خرق إسرائيل المتكرر لقرار محكمة العدل الدولية، ولاتفاقية حظر الإبادة الجماعية التي صادقت عليها "إسرائيل". 
وطالب المرصد، دولة جنوب إفريقيا وكافة الدول الأعضاء في المحكمة باتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك قطع كافة أشكال العلاقات السياسية والاقتصادية، والأهم من ذلك العسكرية، على اعتبار أن الاستمرار في هذه العلاقات يعتبر شكلًا من أشكال الدعم والموافقة على انتهاك قرار محكمة العدل الدولية، وبالتالي تشجيعًا لـ"إسرائيل" للمضي في إبادة الشعب الفلسطيني.
ورحب الأورومتوسطي بمطالبة خبراء أمميين مستقلين بوقف فوري لصادرات الأسلحة لـ"إسرائيل".. وفي هذا الصدد، أشار إلى ما قاله أكثر من 30 خبيرًا أمميًا مستقلًا بأن أي نقل للأسلحة أو الذخيرة إلى إسرائيل لاستخدامها في غزة من المرجح أنه ينتهك القانون الدولي الإنساني، ويتعين أن يتوقف على الفور. 
وقال المرصد: "أكد الخبراء الأممين أن مثل هذا النقل للأسلحة والذخيرة محظور حتى إذا لم تكن الدولة المُصدرة تنوي أن تُستخدم الأسلحة في انتهاك القانون أو تعلم يقينا أنها ستُستعمل بمثل تلك الطريقة، طالما وجد خطر واضح لذلك.. ونؤيد ما أعلنه خبراء الأمم المتحدة المستقلون، أنه يترتب على الدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة التزامات إضافية بموجب المعاهدة تحتم رفض تصدير الأسلحة إذا كانت تعلم أنها ستُستخدم لارتكاب جرائم دولية أو إذا وُجد خطر كبير بأن تلك الأسلحة قد تستخدم لارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني". 
وأضاف الخبراء أن "الحاجة لفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل تعززت بالحكم الصادر من محكمة العدل الدولية في 26 يناير بشأن وجود خطر معقول بحدوث إبادة جماعية في غزة والضرر الخطير المستمر على المدنيين منذ ذلك الوقت". 
ودعا المرصد الأورومتوسطي، المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بالتزاماته القانونية والدولية تجاه سكان قطاع غزة، وضمان تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بالعمل فورًا على وقف جريمة الإبادة الجماعية، التي قررت المحكمة رسميا بشبهة وقوعها في القطاع. 
وشدد على أنه ينبغي الضغط الدولي على نحو حاسم لإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى قطاع غزة بشكل فوري وسريع ودون عوائق من أجل وقف انتشار المجاعة في القطاع، والضغط لدخول لجان التقصي والتحقيق الدولية والأممية إلى القطاع منعًا لتدمير الأدلة المرتبطة بالجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" هناك. 
كما طالب المرصد الأورومتوسطي، في ختام تقريره، بضرورة تكثيف العمل من المؤسسات الوطنية والدولية والأممية لمراقبة ورصد وتوثيق انتهاكات "إسرائيل" والإبلاغ عن تلك الانتهاكات ونشرها لتعزيز القدرة على مساءلة الاحتلال ومحاسبته، خاصة فيما يتعلق بانتهاكه لقرار المحكمة العدل الدولية، وتقديم الأدلة اللازمة إلى المحكمة بعد انتهاء المهلة، ومدتها شهر، التي منحتها المحكمة للاحتلال الإسرائيلي من أجل رفع تقرير حول تنفيذ التدابير التي انطوى عليها القرار. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطي الاحتلال الإسرائيلي العدل الدولية الإبادة الجماعية غزة قرار محکمة العدل الدولیة المرصد الأورومتوسطی الإبادة الجماعیة قرار المحکمة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بنك التصدير والاستيراد السعودي يوقّع مذكرتي تفاهم مع بنك الدولة المتحد للصناعة والتصدير في طاجيكستان والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي

المناطق_واس

وقّع بنك التصدير والاستيراد السعودي، مذكرتي تفاهم مع كل من بنك الدولة المتحد للصناعة والتصدير في طاجيكستان، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي؛ بهدف توسيع أوجه التعاون الإستراتيجي، وتعزيز نفاذ الصادرات السعودية غير النفطية إلى الأسواق الدولية الواعدة، وذلك في إطار مشاركته في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لعام 2025، التي استضافتها جمهورية الجزائر خلال الفترة من 19 إلى 22 مايو 2025.

وجاءت مشاركة البنك في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ضمن جهوده المتواصلة لاستكشاف الفرص الاستثمارية والتجارية، وتوثيق الشراكات المؤسسية مع الدول الأعضاء، بما يسهم في دعم أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الاقتصادي.

أخبار قد تهمك بنك التصدير والاستيراد السعودي يحصل على تصنيف +A الائتماني يمنحه قدرة أكبر لنمو وتعزيز نفاذ الصادرات في الأسواق العالمية 19 مايو 2025 - 8:08 مساءً بنك التصدير والاستيراد السعودي يطلق مبادرة “جسور” لتوفير المدخلات الصناعية 18 مايو 2025 - 9:22 مساءً

وتهدف مذكرة التفاهم الموقعة مع بنك الدولة المتحد للصناعة والتصدير، إلى تعزيز التعاون في مجالات تمويل الصادرات والمشاريع الإستراتيجية بين المملكة وطاجيكستان، واستطلاع فرص اعتماد خط ائتمان لدعم التجارة البينية، إلى جانب استكشاف الفرص الاستثمارية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وتركز مذكرة التفاهم مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، على تعزيز الشراكة المؤسسية في مجالات تمويل المشاريع التنموية، ودعم أنشطة التصدير في الدول الأعضاء، وتطوير برامج بناء القدرات الفنية.

وقع مذكرتي التفاهم كل من نائب الرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السعودي الدكتور نايف بن عبدالرحمن الشمري، ورئيس مجلس إدارة بنك الدولة المتحد للصناعة والتصدير في طاجيكستان بوبوزودا هوكيمشوه جوراخون، والمدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بدر محمد السعد.

وأوضح الدكتور الشمري أن مشاركة البنك في اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية تأتي بهدف توسيع نطاق الشراكات الدولية، ويعد الاجتماع منصة فعالة لتعزيز أوجه التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، وفرصة للالتقاء بمسؤولي وكالات ائتمان الصادرات والمؤسسات المالية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

وقال: “إن مذكرتي التفاهم تأتي امتدادًا لجهود البنك لدعم التبادل التجاري، وتحفيز المشاريع التنموية، وتمكين المصدرين المحليين من الوصول إلى أسواق جديدة وواعدة، عبر شراكات فعالة ومبادرات تمويل نوعية”.

وعقد وفد البنك على هامش الفعالية عددًا من الاجتماعات الثنائية مع ممثلي وكالات ائتمان الصادرات والمؤسسات المالية والتجارية من الدول الأعضاء؛ بهدف تعميق العلاقات الاقتصادية، وتوسيع نطاق التعاون التجاري، وبناء قنوات تمويلية تسهم في تمكين المصدرين المحليين من التوسع في أنشطتهم الخارجية.

مقالات مشابهة

  • “الأورومتوسطي”: “إسرائيل” مستمرة في فرض المجاعة كسلاح إبادة جماعية
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل مستمرة في فرض المجاعة وتدفع المدنيين إلى فوضى مذلّة
  • انتخاب الأردني محمود الحمود قاضياً في محكمة العدل الدولية خلفاً للبناني نواف سلام
  • المحكمة العليا الإسرائيلية.. درع قانوني لحرب الإبادة في غزة
  • السفير الحمود قاضيًا في محكمة العدل الدولية
  • الأورومتوسطي: مجزرة مدرسة “الجرجاوي” بغزة سياسة صهيونية متكررة ومقصودة
  • الأورومتوسطي .. مجزرة مدرسة “الجرجاوي” في غزة تذكير بفداحة ثمن التقاعس عن معاقبة إسرائيل
  • فرنسا ترفع دعوى أمام محكمة العدل ضد إيران
  • بنك التصدير والاستيراد السعودي يوقّع مذكرتي تفاهم مع بنك الدولة المتحد للصناعة والتصدير في طاجيكستان والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي
  • الأورومتوسطي .. خطةالاحتلال الجديدة للمساعدات في غزة تنتهك القانون الدولي ومُصمّمة لتهجير السكان