لماذا تنشر الصين قواتها البحرية في خليج عدن؟.. تقرير يوضح 5 أسباب
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
لم يأت قرار الصين بتحريك اثنين من أساطيلها البحرية إلى خليج عدن، في جنوب البحر الأحمر، من فراغ، وإنما كان لديها العديد من الأسباب ذات البعد الاقتصادي في المقام الأول، والتي جاءت كاشفة عن تأثر القوى الاقتصادية الكبرى بالاضطرابات القائمة في البحر الأحمر، جراء هجمات جماعة «الحوثيين» اليمنية.
بدأ تصعيد جماعية «الحوثي» بشكل واضح في البحر الأحمر منذ 19 أكتوبر من العام الماضي، إذ زعمت الجماعة، المدعومة من إيران، استهداف السفن التجاربة المتجهة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، رداً على ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، على نحو يشعل توترات في المنطقة، سبق لمصر وحذرت عدة مرات، من خطورة تداعياتها.
وتتعدد أسباب إقدام الصين على هذه الخطوة، حيث تكشف التقارير الرسمية الصينية أنها صاحبة تجارة ضخمة، وصلت في عام 2023، إلى 5.87 تريليون دولار بين صادرات وواردات، كأول أسباب هذا القرار، أما ثاني الأسباب فإن منطقة البحر األحمر تعد ممراً رئيسيًا في إطار «مبادرة الحزام والطريق» التي تتبناها الصين، وذلك وفق ما ذكره تقرير صادر عن المركز المصري للفكر والدراسات.
أما السبب الثالث، فهو أن الصين تأتي على رأس الدول التي تحوز طلبيات لبناء السفن في العالم، ورابع الأسباب أن بحارتها يتواجدون بكثافة على ظهر السفن التي تجوب البحار والمحيطات، وهي اعتبارات تعزز من حاجتها لتأمين هذه المصالح الحيوية، عبر تعزيز الوجود العسكري في جنوب البحر الأحمر.
أما السبب الخامس، وفق تقرير المركز المصري للفكر والدراسات، فهو متعلق بتعطيل طرق التجارة الحيوية بالنسبة للصين، جراء الاضطرابات في البحر الأحمر، خاصةً فيما يتعلق بتأخير وصول الشحنات، وارتفاع تكاليف الشحن.
ويرتبط بذلك توجه أغلب السفن التجارية عبر طريق رأس الرجاء الصالح، لتجنب هجمات الحوثيين، وهو اعتبار يدفع باتجاه تعزيز الوجود الأمني الدفاعي والتأميني للصين في البحر الأحمر، بما يضمن تجنب هذا السيناريو وتقليل آثاره.
وكانت وكالة الأنباء الصينية قد ذكرت، في تقرير سابق، أن بكين بدأت نشر ثاني أساطيلها البحرية في منطقة خليج عدن، عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وهي المنطقة التي تشهد تصعيداً خطيراً في الأعمال العسكرية، نتيجة الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين اليمنية منذ العدوان على غزة على بعض السفن الغربية أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصين البحر الأحمر أسطول الصين غزة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
"توفّي مواطن مغربي بسبب الكلاب الضّالة في مدينة وجدة" هكذا سلّط العضو باسم فدرالية اليسار بمجلس وجدة، نور الدين لزرق، الضّوء، على ما وصفه بـ" الخطر المُداهم لسلامة المواطنين"، فيما اعترف بوجود بعض الحملات للتعقيم أو الجمع، لكنه دعا لتكثيفها وتوسيع نطاقها لتشمل "هوامش" المدينة أيضا.
حادثة وجدة، ليست معزولة، إذ رصدت "عربي21" عدد من الحوادث التي تسبّبت فيها "الكلاب الضالة" مؤخّرا في عدد من المدن المغربية. آخرها حادثة سير، الأربعاء، كان ضحيتها شاب على متن دراجته النارية، تعرّض لهجوم مفاجئ من "الكلاب" في مدينة عين عتيق، نواحي العاصمة المغربية، الرباط.
خوف بالنهار وإزعاج بالليل
بإقليم سيدي إفني، استنفرت السلطات المحلية، عناصرها، في الأيام القليلة الماضية، عقب الإبلاغ عن العثور على جثمان شخص نهشته الكلاب الضالة؛ يتعلق الأمر بشيخ مسن، اختفى بالقرب من مقر سكناه، ما دفع الساكنة لإطلاق حملة واسعة للبحث عنه، قبل اكتشاف الحادث المُروع.
وفيما تم نقل جثمان الهالك إلى مستودع الأموات، عقب معاينته من طرف السلطات المختصة، بغرض التشريح الطبي لتحديد الأسباب المباشرة للوفاة، وما إن كان قد تعرض لهجوم من الكلاب الضالة فعلا أم أنّ وفاته كانت إثر سبب آخر. تعالت أصوات المواطنين المغاربة، في عدد من المدن، لمُطالبة السلطات بالتدخل العاجل للحد من انتشار الكلاب الضالة.
مريم، من مدينة الصخيرات، قالت في حديثها لـ"عربي21": "أواجه صعوبة في النوم، بسبب النباح المُتصاعد للكلاب، بشكل يومي، ما أثّر على صحّتي النفسية، وتسبّب لي في القلق؛ من سيعوّضني عن سلامتي الجسدية والنفسية، جرّاء الكلاب الضالة".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Amis Poilus ???? Avec Hind (@amis.poilus)
وتابعت: "أنا ضد حملات قتل الكلاب، لكنّني مع الحلول السلمية، التي ترضينا وترضيهم"، مشيرة إلى أنّ ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، تنامت بشوارع وأحياء المدينة بشكل مُقلق، ما بات يهدد سلامة وأمن المواطنين، خاصة خلال ساعات الليل، والصّباح الباكر.
وفي مدينة الحسيمة، أيضا، انتشرت الكلاب في أحياء وشوارع عدّة، ما بات تهديدا حقيقيا لسلامة الساكنة، في مقدمتهم الأطفال الذين يرتادون المؤسسات التعليمية مشيا على الأقدام، وذلك بحسب شهادت عدد من سكان المدينة أنفسهم، لـ"عربي21".
وبحسب ساكنة المدينة فإنّه: "لا يختلف إثنان بخصوص ما تخلّفه عضات الكلاب وما يصاحب ذلك من تبعات تتجلى أساسا في خطر داء الكلب، الذي يؤدي إلى الوفاة، كما أن انتشار هذه الكلاب الضالة بالمدينة يكون بالدرجة الأولى بالأماكن التي تتكدّس فيها النفايات، في مقدمتها مخلفات الدجاج وبقايا اللحوم".
وفي السياق ذاته، ضمن سؤال كتابي، إلى وزير الداخلية، حذّرت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي، عويشة زلفى، من خطر الكلاب الضالة بمجموعة من أحياء مدينة أكادير بجهة سوس ماسة.
وتساءلت البرلمانية عن الجهة التي تحمل المسؤولية عمّا وصفته بـ"غض الطرف عن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي تشوّه المشهد الحضري للمدينة التي تعتبر وجهة سياحية مهمة للمغاربة والأجانب وتراهن عليها الدولة لتنظيم تظاهرات قارية وعالمية".
تجدر الإشارة إلى أنّ المحكمة الإدارية في أكادير، في الآونة الأخيرة، قضت بتعويض بمبلغ 18 مليون سنتيم، إلى مواطن مغربي قد تعرّض إلى عضة كلب ضال، وذلك جبرا للضرر الذي لحقه.
"تهديد حقيقي"
إنذارا بالخطر المُتصاعد للكلاب الضالة على سلامة المواطنين، تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب، في الآونة الأخيرة، عدّة صور ومقاطع فيديو توثٍّق لتوجد الكلاب في قلب بعض الأسواق المخصصة لبيع الخضر والفواكه واللحوم، إذ يمكنها نقل الأمراض، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر.
جرّاء الأحداث الجارية، ورفعا للوعي بضرورة إيجاد حلول إنسانية وبديلة لهذه الممارسات التي أثارت جدلا متصاعدا، أطلقت مجموعة من الجمعيات الحقوقية والمهتمة بالحيوانات، ناهيك عن عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، حملة رقمية، تهدف إلى وقف قتل الكلاب الضالة في عدد من المدن المغربية.
"لا لقتل الكلاب"..مؤثرون مغاربة يطلقون حملة رقمية لوقف إبادة الكلاب الضالة في شوارع المغرب
.
.
.
.#المغرب #TheVoiceofMorocco #صوت_المغرب #صدى_الحقيقة pic.twitter.com/ZWwvGWzQNp — The voice صوت المغرب (@voiceofmorocco) April 19, 2025
ودخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، على الخط، بـ"قلق بالغ" جرّاء هذا الوضع الذي وصفته بـ"المتدهور"، والذي أصبح يشكل مصدر خوف وقلق لساكنة عدد من المدن المغربية، بالقول عبر بيان لها، إنّ: "أبرز النقاط السوداء التي تعرف تكدسا كبيرا لهذه الكلاب، تتمركز بمحطة الوقود بالصخيرات".
وبحسب البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه فإنّ: "المواطنون والمارة، خاصة الأطفال والنساء، يضطرّون للتعامل مع تهديد حقيقي يومي أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية، دون تسجيل أي تدخل فعّال".
إلى ذلك، أرجعت الجمعية أسباب تفاقم هذه الظاهرة إلى: غياب تدابير ملموسة من طرف الجهات المسؤولة، ما يسيء لصورة المدينة ويمسّ بحقوق الساكنة في الأمن والسلامة الجسدية. بينما أعلنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان احتفاظها بحقها في اللجوء إلى كافة الأشكال النضالية والقانونية المتاحة، دفاعا عن أمن وكرامة المواطنين.