دمشق-سانا

أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب لقاء أدبياً، شارك فيه عدد من الأدباء بأشكال شعرية تنوعت بين الشطرين والتفعيلة والنثر وبعض القصص التي اعتمدت بنيات القص الفنية.

رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بدمشق افتتح اللقاء معبراً عن المستويات المهمة المشاركة، وانتقاء المواهب الحقيقية القادرة على تأريخ الواقع وتصوير الفرح والألم.

بدوره ألقى الشاعر محمد خالد الخضر قصيدة بعنوان “لامية الحداثة” عارض فيها قصيدة لامية العرب للشاعر الشنفرى وطرح من خلالها القضايا السلبية التي اتبعها المثقفون، وسبب حدوث المؤامرة على الوطن وتخاذل الكثيرين، وذلك بأسلوب الشطرين، ومنها:

حتى إذا سقط النصيف برجفة … سترى التطور بالخديعة يحبل

هل كنت تعرف أن عصري سيئ … ففجعت فيما لا يرى متخيل

إن كان هذا بعد عصرك قائماً … ماذا يقال إذا أتى المستقبل.

وقدمت الأديبة سوسن رضوان قصة بعنوان نعش القمر سلطت من خلالها الضوء على انعكاس سوء العلاقة بين الأبوين على أطفالهما، وتفشي الغلط والكراهية وقارنت بين حياة الأغنياء والفقراء ملتزمة باللغة ومكونات القص، من خلال طالبة درست في المدرسة وعانت كثيراً.

في الوقت عينه جاءت نصوص الشاعرة عبير بحش متباينة في مواضيعها فتكلمت عن معاناة غزة وفلسطين وعن بعض القضايا الاجتماعية والوطنية بعاطفة إنسانية وصادقة وأسلوب الشطرين فقالت:

لقلبك أن يعود إلى وهادي … إذا ما تهت في هذي البلاد

وحين تبعثر المعنى شعاعاً … يضيء شذاه ناراً في رمادي

كأني قد مررت عليك شمساً … فلم تشعر بقربي أو بعادي.

وألقت الأديبة فاتن ديركي نصوصاً شعرية غلبت عليها العاطفة الوجدانية والمحبة الصادقة وموسيقا الشعر كقولها:

تناهبت الظنون بقلبي يوماً … فراح يقلب الشك اغتياباً

ويشعل في الحنايا ألف وهم … إذا ما ناء عن عيني وغابا.

كما ألقت قصة بعنوان آخر صيحة عالجت فيها هموماً وقضايا إنسانية متنوعة.

وكانت نصوص الشاعر سليم المغربي باتجاه فلسفي خاض من خلالها في قضايا النفس الإنسانية والذات القلقة بأسلوب الشطرين عبر موسيقا البحر الوافر الملائم للموضوع فقال:

وأبحث في ملف الروح عني … أعود مكدراً إذا لم أجدني

أتنكرني سنين كنت فيها … وتتركني على شطآن ظني.

وختم الشاعر علي العقباني بنصوص شعرية حديثة عبر فيها عن قضايا متنوعة في داخله، وأشار إلى قضايا إنسانية خلال الدلالات والرموز التي استخدمها في تشكيلاته الفنية فقال في قصيدته ما زلت هنا:

ما زلت هنا … أطرز لك حلا من فرح

وأنت تطرزين لي … شتاء الشوق

فوق ريح مجنونة.

والأديب أيمن الحسن أمين سر فرع اتحاد كتاب دمشق أدار اللقاء وعرف بالأدباء طرح الأشكال والأساليب الفنية التي اعتمدها المشاركون، وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالمستويات الفنية.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

تدفن أسرار البيوت بموت من فيها!

يعتقد البعض أن الحديث عن كل شيء يعرفه هو نتاج وضوح لشخصيته وشفافية يجب أن تسود في شؤون الحياة، فكلما كان هناك بوح في كل الزاويا فهذا يعني أنه شخص صادق ونقي.

لكن الحقيقة ليست كذلك أبدا، فليس كل ما يعرف يقال، فهناك أشياء تدفن إلى الأبد ولا تخرج رائحتها إلى الآخرين، ومن بين تلك الأشياء التي يجب المحافظة عليها: الأسرار العائلية.

فأسرار البيوت هي صناديق مقفلة لا تفتح أمام المارة ولا تنشر على الملأ حتى في أوقات الشدة، فكل يحتفظ بها في مكان سري بعيدا عن الأضواء.

واسترشادا لما ذهبنا إليه، نقتبس شيئا مما كتبه الدكتور عبدالله الكمالي في مقاله الذي نشره في إحدى الصحف الخليجية منذ فترة يقول فيه: «إذا أغلق الناس أبواب بيوتهم تساوَوا»، فلا يعلم بالذي يجري في البيوت إلا أصحابها، فكم من بيوت جميلة البناء وفي داخلها تأوه مريض، أو دمعة مبتلى، أو أحزان يتيم، والعاقل من يحرص جاهدا على أن يجعل مشكلات بيته في بيته، فلا ينقلها معه خارج المنزل، فمن السلوكيات المرفوضة إفشاء أسرار البيوت ونشرها بين الناس.

أمر آخر نذهب إليه ألا وهو أن البعض من الناس يعتقد بأن أسلوب الشكوى من الآخر في إطار المؤسسة الزوجية هو سبيل لمعرفة قيمته وأهميته في حياة من يعيش معهم، فلا يتوقف عن الحديث عن الأشياء التي تعجبه أو لا تعجبه سواء كانت عادية أو خاصة، وذلك لفهمه الخاطئ الذي يصور له بأنه كلما اشتكى من شيء ما يجب أن يعلنه للآخرين على أنه نقطة ضعف يراها لمن حوله.

وأيضا كثرة الحديث في الخصوصيات هي نوع من إثبات الترابط والتضامن والتعاضد ما بين الزوجين، إلا أن كثرة الشكوى سواء من السلوك أو الفعل أو ادعاء المرض، أو الفقر، أو الحزن، أو أي حالة أخرى هي مؤذية للآخر وقد تؤدي إلى انهيار تام لأركان البيت واندثاره.

كما أن المنغصات والحديث الساذج من الأشياء المذموم الحديث عنها وتعتبر من الأمور التي يجب تجنبها والبعد عنها، فالأمور الخاصة لا يجب أن تذكر سواء في وقت الجد أم الهزل بل تبقى منطقة محظور الاقتراب منها.

أيضا بعض الأزواج لا يكف عن رصد وجمع «الهفوات والزلات»، فعندما يحدث نزاع أو اختلاف ولو كان بسيطا يخرج من سلته بعضا من المواقف القديمة، يعتقد بأن هذا الأسلوب هو الذي سيزيح الغيوم السوداء، ولكنه يجهل بأن ذكر مثل هذه الأشياء والتغني بها ما هو إلا سكين تقطع كل أوصال المودة والألفة في قلب الآخر.

أيضا من الأمور الأخرى التي أصبحت منتشرة في بعض الأماكن وهي أن تشتكي الزوجة فيها زوجها متهمة إياه بأنه يفشي أسرار بيته لبعض أقاربه من دون سبب أو مبرر لما يفعله، فيتكلم جهارا عن تقصيرها معه وفي خدمته، وعن بعض أخطائها سواء كانت العفوية أو المقصودة، - وهذا الأمر قد نوقش في الكثير من الأماكن التي تعتني بالأسرة وحل مشاكلها - والإشكال أنه قد يتكلم أمام بعض من لا يحسن ضبط لسانه أو يتجاهل ما يصل إليه، فيقوم الثاني بإخبار زوجته بما حدثه به فلان، وتكون الزوجة على معرفة بالمرأة المتكلم عنها، وهنا تقع إحراجات كثيرة وكبيرة، فإذا انتشر الخبر في مجالس النساء فلن تصبح الأمور الخاصة خاصة بل تصبح كارثة حقيقية!

إن الخلافات العائلية التي تحدث في بوتقة البيت الواحد تعتبر في مجمل العموم «أمرا طبيعيا» يمكن احتواؤه بسهولة، إلا أنه يجب ألا يتعدى أي خلاف الحدود المعقولة أو المسموح بها إنسانيا واجتماعيا، ولا يجب أن ينال طرف الغلبة على حساب الآخر، فهناك أزواج يتخذون من الشكوى طريقا للحوار اليومي في منازلهم، تارة يدعون بأنهم مصابون بالمرض نتيجة التقصير الذي يجده في منزله، وآخرون يدعون العوز بسبب الإنفاق والطلبات المتكررة، وهناك أشياء أخرى لسنا بصدد الحديث عنها.

وفي المقابل هناك أزواج وزوجات يوقدون نيران الخلافات بين العائلات بعضها بعضا، وتتسع دائرة الخلافات بشكل لا يمكن السيطرة عليها، والخاسر الوحيد هو الأولاد الذين يعانون من اليتم والتفرقة والشتات.

إذن كل من «الزوج والزوجة» بهذه التصرفات المشينة يشهر سلاح الخلاف في وجه الآخر، متحدين بعضهم البعض في الغلبة وتسجيل الأهداف في مرمى الآخر، ثم ينشرون غسيلهم في شرفات الحياة ويسمعون أصواتهم إلى كل من يعنيه أن تتمزق أواصر المودة بين الزوجين.

إن الحياة الزوجية لم توجد لبث «الخلافات وإحداث الشقاق» ما بين الأزواج بقدر ما جعلها الله نافذة للحياة، وتكوين الأسرة الصالحة التي يراعي فيها كل طرف مصلحة الأسرة، وجمعها في نطاق الأمن والسلام والاطمئنان.

حل الخلافات ليست بالصوت المرتفع، والغلبة ليست من خلال زيادة الطين بلة، بل القوة أن تتغلب الأسرة على كل متاعبها ومصاعب الحياة بالحوار والهدوء ومراعاة المصلحة المشتركة من أجل أن تصل المراكب السائرة إلى بر الأمان، فالكل يحاول أن يخفف على الآخر ويواسيه ويشد من عضده.

بعض البيوت تحدث فيها النزاعات والخلافات ولا أحد يعلم بها؛ لأن هناك احتواء تاما للمشكلات فسرعان ما تزول قافلة الغضب وتحط السكينة في أرجاء المكان، وقديما قيل لنا: «تدفن أسرار البيوت بموت من فيها» هكذا علمتنا الحياة، وهكذا هي الأقدار تخط نهايات العلاقات الإنسانية ما بين الأزواج، إذن العلاقات الطيبة تدوم حتى بعد موت أحد الأطراف، ويبقى الوفاء هو الصفة التي يجتمع فيها الأوفياء.

مقالات مشابهة

  • تدفن أسرار البيوت بموت من فيها!
  • النقلة "Move 37": اللحظة التي تجاوزت فيها الذكاء الاصطناعي الحدود البشرية
  • كانسيلو يطمئن الدكة بعد هدف ليوناردو: ما فيها تسلل .. فيديو
  • مذيع بالتناصح: تشخيص سماحة المفتي لسبب إيقاف أمريكا للحرب هو الأقرب للواقع
  • بداية جديدة.. كنزي مدبولي تثير الجدل بالقفز في البسين بعد كتب الكتاب
  • الراعي استقبل السفير البابوي وعرض معه مواضيع كنسية
  • لقاء أرثوذكسي تضامني في بيروت مع ضحايا مجزرة كنيسة مار إلياس في دمشق
  • المنصور يتفقد سير العمل بفرع هيئة الاراضي في الحديدة
  • تعرف على الجهاز المعاون لأحمد سامي في الاتحاد السكندري
  • ياسر عباس ماضي رئيسا لاتحاد بلديات إقليم التفاح