طائر الهدهد.. ناقل الخبر اليقين لرحلتي الشتاء والصيف
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
يمثل ظهور طائر الهدهد بالنسبة للسعوديين دلالات تتعلق باقتراب انتهاء فصل الشتاء وقدوم موسم الربيع، حتى أصبح ظهوره موروثًا ثقافيًا في المملكة؛ ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمثال الشعبية وبالمزارعين خصوصًا، ليخبر الجميع بالخبر اليقين ورحلة موسمي الشتاء والصيف.
ومنذ أمد بعيد يسبغ طائر الهدهد بدلالات رمزية على عناصر الطبيعة، حيث حظي بمواصفات جمالية لم تحظ بها الطيور الأخرى من الاهتمام، ويزدان بتاج يعلو رأسه وقامته الممشوقة وألوان ريشه الملفتة، التي تأسر الأنظار، وما يمتلكه من طباع وسلوكيات، تفسر المكانة المتفردة التي يحتلها في مملكة الطير.
ويعد الهدهد طائرًا بريًا، يعيش منفردًا، ويهاجر لمسافات طويلة، وهذا ما يضفي عليه بعض الغموض، وفي ذات الوقت هو أقرب الطيور البرية إلى الإنسان، فيدنو منه ولكن بحذر مبرر، ويألف المزارعون مشاهدته في حقولهم، ولعل ثنائية الألفة والغموض هذه، تفسر ما حمّله الإنسان للهدهد من رموز ودلالات ثقافية في كل المجتمعات التي عرفته، وبشكل خاص في ثقافة المجتمع السعودي.
وتصدر الهدهد مبعوث النبي سليمان إلى مملكة سبأ، وورد ذكره في القرآن الكريم في مقام واحد فقط، لكنه ذا مقام استثنائي رفع فيه الهدهد إلى ما فوق سائر الطيور، حيث ورد ذكره في مسار تبليغ رسالة التوحيد في رحلته الأولى إلى “قوم سبأ” فكان سببًا في خروجهم من ضلال عبادة الشمس إلى عبادة الله تعالى.
وتحدث لوكالة الأنباء السعودية “واس” الفلكي خبير مرصد الشمس ورصد الأهلة بقرية المجاردة بثقيف محمد بن ردة الثقفي قائلا: إن طائر الهدهد يعود هذه الأيام إلى مرتفعات الجنوب الغربي؛ بعد أن قضى فترة الدفء في المنخفضات والسواحل البحرية وتهامة خلال بدايات دخول فصل الشتاء”.
وأكد أن من خلال ضوابط تتبع الأنواء الزراعية في التقويم الزراعي بعد مضي شهرين من فصل الشتاء؛ يلاحظ المزارعون ظهور طائر الهدهد ويرصدون تحركاته، وهي بمثابة إشارة ودلائل لدى المزارعين منذ القدم بدخول الأجواء الدافئة وانتهاء أجواء الشتاء الباردة، حيث كان المزارعون يتحدثون في أقوالهم أنه إذا رحل طائر الهدهد إلى المنخفضات دخل الشتاء، وإذا أقبل بعد عودته من المنخفضات إلى المرتفعات؛ قيل أقبل فصل الصيف الزراعي، حيث عرف الهدهد بأنه أبو الأخبار وصديق المزارعين المخلص وناقل الخبر اليقين.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية طائر ا
إقرأ أيضاً:
“طائر المينا” يهدد التنوع البيئي في الأردن ودعوات لتحرك رسمي
صراحة نيوز– أطلق الباحثان الأردنيان الدكتور إيهاب عيد والدكتور فارس خوري ناقوس الخطر بشأن طائر “المينا”، الذي يشكل انتشاره الواسع في مختلف مناطق المملكة تهديداً حقيقياً للتنوع الحيوي، وفق ما كشفت عنه دراسة حديثة حول الأنواع الدخيلة على البيئة الأردنية.
وقال الدكتور إيهاب عيد، المتخصص في التنوع الحيوي والمحميات، خلال حديثه لإذاعة “جيش إف إم”، إن طائر المينا لا يُعد من الأنواع الأصيلة في الأردن، بل يُصنف ضمن “الأنواع الغريبة الغازية”، ويُرجّح أنه دخل إلى البيئة المحلية من جنوب آسيا أو من مناطق الأغوار عبر فلسطين، بشكل متعمد أو غير متعمد.
وأوضح عيد أن الطائر يتمتع بقدرة كبيرة على التكيّف، وهو ما ساعده على الانتشار السريع، مشيراً إلى أنه مدرج ضمن قائمة أخطر 100 نوع غازي في العالم بسبب تأثيراته السلبية التي طالت دولاً في أوروبا وأستراليا وأمريكا.
وأضاف أن المينا طائر عدواني، خصوصاً في مواسم التكاثر، حيث يهاجم الطيور المحلية مثل البوم والشنار والعصافير الصغيرة ليستولي على أعشاشها، ما يتسبب بخلل في التوازن البيئي. كما يُعرف عنه نقل أمراض مثل السالمونيلا وإنفلونزا الطيور.
ولفت إلى أن الطائر يُحدث إزعاجاً كبيراً في المناطق السكنية بسبب صوته المرتفع، مشيراً إلى شكاوى من السكان بهذا الخصوص، ووثق حالات في بعض الدول هاجم فيها طائر المينا حيوانات أليفة مثل القطط والكلاب.
وفي الجانب الاقتصادي، يتغذى المينا على النفايات والفواكه، ويمثل منافساً شرساً للطيور المحلية على الموارد الغذائية، ما يزيد من تأثيراته السلبية.
ورغم ذكائه وقدرته على تقليد بعض الكلمات، شدد عيد على أن هذه الصفات لا تبرر وجوده في البيئة الأردنية، داعياً إلى التحرك قبل تفاقم الخطر، وتفعيل خطة العمل التي أعدتها وزارة البيئة ضمن “الكتاب الأسود للأنواع الغازية في الأردن”.
وأشار إلى أن هذا الدليل يشمل تصنيفات وخططاً للتعامل مع الأنواع الدخيلة، سواء كانت نباتات أو طيوراً أو ثدييات، مستشهداً بنبات “السلام” الغازي الذي يشكّل تهديداً مائياً وبيئياً رغم مظهره الجذاب.
ودعا عيد إلى تبني خطوات وقائية واستراتيجية، بدلاً من الاكتفاء بردود الفعل، للحفاظ على التوازن البيئي في المملكة.