الطيران في عصر الذكاء الاصطناعي: كيف تحدث التقنيات المتقدمة تحولًا في أمان وكفاءة الطيران؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
مع تطور التكنولوجيا وظهور الذكاء الاصطناعي، شهدت صناعة الطيران تحولات هائلة تؤثر بشكل إيجابي على أمان الرحلات وكفاءة الطيران. يُعد الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من التحسينات التقنية التي تحدث في هذا المجال، حيث يُسهم في تقديم تجارب سفر أكثر فعالية وسلامة. في هذا المقال، سنلقي نظرة على كيفية تحقيق التحولات في صناعة الطيران بفضل الذكاء الاصطناعي.
تطورت نظم القيادة الآلية باستخدام التقنيات المتقدمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تسمح هذه النظم بالتحكم في الطائرات بشكل ذكي وفعّال، مما يُقلِّل من اعتماد الطيار على نطاقات الطيران اليدوية ويزيد من دقة وسلاسة الرحلات.
2. تحليل البيانات الكبيرة:تعتمد صناعة الطيران على تحليل البيانات الكبيرة لتحسين كفاءة العمليات والصيانة. يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المتزايدة من أنظمة الطائرات للتنبؤ بحالات الصيانة وتجنب المشاكل المحتملة.
3. أنظمة التحكم في الطيران:تساعد أنظمة التحكم التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحسين استجابة الطائرات للظروف المتغيرة. يُمكِّن ذلك من تحسين تجربة الركاب وتحسين كفاءة الوقود.
4. التنبؤ بالأعطال والصيانة التنبؤية:يُستخدَم الذكاء الاصطناعي لتطوير نظم صيانة تنبؤية تحلل البيانات لتنبؤ الأعطال المحتملة. يُسهم ذلك في تقليل تكاليف الصيانة وزيادة الأمان.
5. تحسين توجيه المرور الجوي:تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحسين توجيه المرور الجوي، حيث يُسهم في تحسين التخطيط للمسارات وتجنب الزحام الجوي، مما يزيد من فعالية الرحلات ويقلل من انبعاثات الكربون.
6. تحسين أمان الرحلات:تُعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي أحد العناصر الرئيسية في تحسين أمان الرحلات. تُسهِّم نظم الكشف العوارض والتحذيرات التلقائية في تجنب المواقف الخطرة وتحسين استجابة الطيارين.
7. تقنيات الطيران دون طيار:تُستخدَم تقنيات الطيران دون طيار بفعالية في مجالات مثل التصوير الجوي، والتفتيش، والبحث والإنقاذ. يعزز الذكاء الاصطناعي من قدرة هذه الطائرات على الأداء في بيئات متغيرة.
تحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي تحولًا ثوريًا في صناعة الطيران، حيث تعزز من أمان الرحلات وتحسين كفاءة العمليات. مع استمرار التطورات، يمكن توقع مزيد من التحسينات التي تُجعل من رحلات الطيران تجربة أكثر ذكاءً وسلاسة في المستقبل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الطيران الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی صناعة الطیران فی تحسین
إقرأ أيضاً:
عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
مؤيد الزعبي
كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.
كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".
إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.
قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.
وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.
عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.
عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.
قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟
هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.
رابط مختصر