28 فبراير، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
محمود الهاشمي
حين تجد نفسك -فجأة-في حضرة عالم كبير ،طالما تداول الاعلام (اسمه)ومهامه وانجازاته .واعتبروه احد الثروات الوطنية للبلد ،تكون ملزما ان ترقى في كل كلام تقوله وعبارة تتداولها الى مصاف هذه الشخصية ،كما عليك ان تتفهم تاريخه
ونشأته وكيف اصبح عالما كبيرا وسياسيا بارعا وكذلك انسانا فيه كل معاني القيم الرفيعة واحترام الاخرين .
هكذا وجدنا انفسنا امام الدكتور علي اكبر
صالحي في صرحه العلمي وسط العاصمة طهران مساء يوم ال(21-2-2024)
استقبلنا بحفاوة ماليا فناء مكتبه الخاص
بعبارات الاخوة والمحبة والصفاء ،فهو يحسن اللغة العربية دون ادنى (لكنة )
مبديا سعادته انه يجد انسانا عربيا يجالسه
حيث يبدو من مدة لم يتحدثها ،مذكرا بايام طفولته وموطن طفولته (مدينة الكاظمية ببغداد ).
العالم المفكر الانسان الدكتور صالحي ابن اسرة عريقة عرفت بالتدين والعلوم وسعة الثقافة من قبل اكثر من الف عام .
تبادلنا معه الحديث ،وكان يؤثر ان يسمع
منا مصغياً بشكل ملفت ،وممعن بكل مانقول ، وكأنه يسمع لاول مرة ..
لم نكثر عليه السؤال لاننا نحفظ دوره الكبير في الثورة الاسلامية منذ لحظة انطلاقه يوم كان استاذا جامعيا وحتى انطلاقه في مشروعه العلمي
بانشاء المفاعلات النووية لايران ، وممثلا لبلاده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية من 1998 إلى 2003.كما كان أستاذاً وعميداً لجامعة شريف التكنولوجية، وعضو في الأكاديمية الإيرانية للعلوم والمركز الدولي للفيزياء النظرية في إيطاليا..كما شغل منصب وزير للخارجية
كماعمل على دفع البرنامج النووي الإيراني إلى الأمام، وأطلق في 2009 إنتاج اليورانيوم المخصب وترأس افتتاح محطة بوشهر النووية، معلنا أن إيران أصبحت تملك الدورة التقنية الكاملة للوقود النووي.!
حين علم باننا نعمل في مجال الاعلام استطال في هذا الموضوع ،مبديا وجهات نظره سواء بالاعلام الايراني او العربي او العالمي ،كما تحدثنا بالدين والسياسة
وشؤون الاسرة وغيرها ،لنجد الطعام جاهزا
كي نتناوله معا،على منضدة صغيرة بالمكتب حوت مزججا لنموذج اجهزة الطرد المركزي ..
اهدانا كتبا قيمةً عن تاريخ اسرته ،واخر عن اهم الحوارات والاحداث التي قادها بالتفاوض بشأن المفاعل النووي ،موقعاً اياها باسمه وختمه ولطف جمله وهي ترافق كل سكنة وحركة ..
طلبنا منه الاذن بالخروج فطالبنا بالمزيد من اللقاءات ،قاسماً انه كان سعيدا بالزيارة
وشاكرا الله على ذلك ..
حين همَّ لتوديعنا عرف ان السائق الذي اقلنا،لم يكن قد تناول الطعام ،فأصرَّ على ان نحمل له طعام الغداء بايدينا ،طالبا ان نعتذر له ،لاننا غفلنا عنه .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ما دور علماء الأمة تجاه ما يحدث في غزة؟ الشيخ ولد الددو يجيب
فمع استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 18 شهرا، تتزايد الأسئلة بشأن موقف علماء الأمة من هذه الحرب وما تشهده من خذلان رسمي واضح.
وفي حين دعت كيانات إسلامية إلى النفرة من أجل غزة، تقول أخرى إن الجهاد لا يصدر إلا عن قادة الأمة ووفق المتاح لهم من أدوات، وهو ما ينطوي عليه الأمر من مصالح ومفاسد.
ووفقا لحلقة 2025/5/7 من برنامج "موازين"، فإن موقف العلماء في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ الأمة، يكون محط أنظار العوام الذين ينتظرون من "ورثة الأنبياء" موقفا واضحا يحدد لهم ما يجب وما لا يجب، حتى لا يختلط حابل الأمور بنابلها.
وقد أكد ولد الددو أن على كل مؤمن بالله أن يعرف ابتداءً أنه بايع الله على الجهاد بماله ونفسه، مع عدم تجاهل حقيقة أنه لا تُكلف نفس إلا وسعها، ومن ثم فإن ذمة المسلم لا تبرأ من مساعدة المسلمين في غزة إلا عندما يستنفد كل وسائل النصرة المتاحة له.
الدعاء ليس كافيا
ومن هذا المنطلق، يرى ولد الددو أن الاكتفاء بالدعاء فقط لا يبرئ ذمة المسلم مما يجري في غزة إن كان قادرا على ما هو أكثر، لأن الله تعالى قال "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا".
إعلانويرى ولد الددو، أن غالبية حكام المسلمين لم يبذلوا شيئا يذكر لوقف هذه الحرب التي كان بإمكانهم وقفها من أول يوم، ويقول "إن دماء من سقطوا فيها ستكون في رقابهم يوم القيامة".
واستشهد على حديثه بما فعله الرئيس المصري الراحل محمد مرسي عندما أوقف الحرب عام 2012، وما فعله الملك فيصل بن عبد العزيز، خلال حرب 1973 عندما استخدم سلاح النفط لمساعدة مصر.
وحتى الشعوب، يقول ولد الددو، إنها مطالبة بالاعتصام سلما لدفع الحكومات نحو تغيير مواقفها من الحرب، "دون الإخلال بنظام البلد أو الاعتداء على مؤسساته أو الجنوح نحو التخريب لأنه هذا لا يجوز شرعا".
دور العلماء
أما العلماء، فعليهم بيان الحق من الباطل بالدليل وعدم كتمانه، ولو كان الثمن قطع رقابهم، لأن سكوتهم عن الحق وهم يعلمونه يجعلهم مستحقين للعنة الله، كما يقول ولد الددو.
وقال الددو، إن دخول العالم السجن أو التنكيل به عقابا له على بيانه للحق، "لا يعتبر نوعا من أنواع إلقاء النفس في التهلكة"، مؤكدا أن "الهلكة كلها في مخالفة أمر الله الذي بيده مقاليد كل شيء وله تصير الأمور".
ويجب على العلماء أن يبادروا بأنفسهم عبر تقديم ما يملكونه كل حسب استطاعته (مالا، بيانا، تظاهرا، خطابة، كتابة)، أما القتال فهو أمر الجيوش المؤهلة له والتي تمسك بسلاح الأمة، كما يقول ولد الددو.
ويرى ولد الددو أن علماء الأمة انقسموا إزاء ما يحدث في غزة فمنهم من انحاز للحق وبيَّنه ومنهم من سكت أو وقف إلى جانب الباطل عندما طعن في المجاهدين وقال إنهم لم يستشيروا أحدا قبل حربهم.
تلبيس الحق بالباطل
وقال إن الحديث عن عدم استشارة القادة في أمر الحرب يعتبر تلبيسا على الناس، لأن من شنوا الحرب كانوا هم ولاة الأمر في غزة، وقد استشاروا بعض العلماء وأفتوا لهم بالحرب، مضيفا أنهم ليسوا مطالبين باستشارة الجميع لأن بعض الأطراف قد تنقل هذه المعلومات للعدو.
إعلانومع ذلك، يؤكد ولد الددو أن عدم استشارة بقية الأمة في أمر الحرب لا يرفع عن كاهلها واجب الدعم والتداعي للمسلمين الذين يقتلون في غزة، لأن الدين يوجب نصرتهم حتى من الدول التي وقعت اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، لأن هذه المعاهدات لا علاقة لها بالقواعد الشرعية.
وحتى الحديث عن ضرورة تكافؤ القوى فهو "ليس صحيحا ولا شرعيا" لأن الله تعالى قال "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، فضلا عن أن "الجهاد في سبيل الله لا مفسدة فيه ولا يتعارض مع مصالح الأمة، والعلماء يفهمون هذا جيدا"، كما يقول ولد الددو.
وعن تداعيات الحرب من قتل للنساء والأطفال وتدمير المدن، قال ولد الددو، إن هذا ليس جديدا فقد فعله التتار في بغداد والإسبان في الأندلس، بل وفعله الإسرائيليون مرارا في غزة، مؤكدا أن ما يحدث "هو أمر الله"، وأن من فعل الواجب لا يلام، وأن المجاهدين مطالبون بالصبر الذي هو مفتاح النصر.
7/5/2025