المؤتمر الثالث لكلية الدعوة بالأزهر.. وزير الأوقاف: الإلحاد خطر فكري يهدم المجتمع
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
نظمت كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر مؤتمرها الدوري الثالث، تحت عنوان "نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن - رؤية واقعية استشرافية" برئاسة أ.د. محمد عبد الدايم الجندي الجعفري عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، وبإشراف مقرر المؤتمر أ.د محمد رمضان وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وأمين عام المؤتمر أ.
وحضور قيادات المؤسسات الدينية؛ انطلاقًا من إيمانها الراسخ بضرورة مناقشة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه العالم الإسلامي، والسعي إلى توحيد الجهود الدعوية لبلورة حلول فعالة، لتعزز وعي فكري سليم يحصن المجتمعات من الأفكار المتطرفة ويواجه الغزو الثقافي بعلم راسخ وفهم مستنير.
وقال فضيلة الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمود الفخراني مساعد الوزير لشئون الامتحانات: إن واجبنا الكشف عن المغالطات التي استخدمها البعض للسطو على ذاكرة الأمة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان الحق، والصواب بالحجة والبرهان، من خلال نشر الفكر الوسطي المستنير في مختلف المجالات، من الدعوة والثقافة إلى التعليم والتربية والإعلام، كما يجب إحلال مناهج الفهم والتفكير والإبداع والابتكار محل مناهج الحفظ والتلقين والتقليد، ويقع على عاتق العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الرأي والفكر مسؤولية عظيمة في خلق حالة من الوعي المستنير واسترداد ذاكرة الأمة، مبينًا أنه لا يمكننا بناء وعي حقيقي دون إدراك حجم التحديات التي تواجهنا، ففهم هذه التحديات هو الخطوة الأولى لوضع حلول ناجحة لها، كما أن إعادة بناء وعي الأمة واسترداد ذاكرتها مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من جميع أفراد المجتمع.
وأضاف وزير الأوقاف، بالمؤتمر الدوري لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، والذي عقد تحت عنوان: «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن»، إن الأمة تواجه مخاطر فكرية جسيمة، تهدد أمنها القومي وتحاول تمزيق كيانها، في ظل استهداف متعدد الجوانب، تسعى فيه ما يعرف بـ"حرب الجيل الرابع" إلى تفكيك المجتمعات وتحليها قيميًّا وأخلاقيًّا، ومن بين أدوات هذه الحرب تُستخدم أفكار مسيسة، مثل "الإلحاد"؛ لإحداث الفوضى الفكرية وانتزاع القيم الإيجابية، من خلال زعزعة إيمان الأفراد بقيمهم ومبادئهم، وإحداث الارتباك في الدين، وإقصاء القيم الإيجابية مثل العدل والمساواة والصدق والأمانة من نفوس الأفراد، بالإضافة إلى إضعاف الرقابة الذاتية التي يُشكلها الدين في نفوس المؤمنين، مما يؤدي إلى سلوكيات خاطئة تهدد استقرار الأمة وتصنع بيئة من الفوضى، وتقسم المجتمع إلى فئات متناحرة.
وبين، أنه لا يكفي الاعتماد على الضمائر لبناء الدول، بل القانون المنظم هو الأساس لمجتمع عادل، فالفوضى بدون نظام تؤدي إلى الفساد، لذلك يجب علينا ترسيخ دولة القانون مع إيقاظ الضمائر وتعميق الحس الإيماني والخوف من الله، ولقد قامت الدول القوية على مزيج من القانون والأخلاق، وهذا المزيج هو الذي سيضمن بناء مجتمعات مزدهرة ونابضة بالحياة تسود فيها العدالة والمساواة ويحترم فيها الجميع القانون وحقوق بعضهم البعض.
وأكد وزير الأٍوقاف، أننا على الرغم من نجاحنا في مكافحة الإرهاب، إلا أننا نواجه اليوم تحديًّا مسيسًّا أخر، لا يقل خطورة وهو إرهاب الإدمان والمخدرات، الذي يهدف إلى إضعاف الدولة، واستغلال الشباب في نشر الانحلال والفساد، كما يسعى أعداؤنا من خلال هذا الخطر إلى تفكيك الأسرة وانتشار الجرائم في مجتمعنا وتراجع الانتاجية.
لذلك؛ نحن بحاجة إلى علاج نفسي وفكري لحماية شبابنًا من الوقوع في براثن هذا الخطر الذي يحدق بهم من قبل أعداء الأمة، من خلال تكثيف برامج التوعية الفكرية والثقافية، وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية في نفوس الشباب؛ حفاظًا عليهم من أخطار الإدمان والمخدرات، وتضافر جهود المؤسسات الثقافية والدينية والإعلامية في سبيل تحقيق هذا الدور، من خلال تشكيل شراكة وطنية فاعلة بين هذه المؤسسات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر كلية الدعوة الإسلامية شراكة أزهرية في صناعة وعي وزير الاوقاف الإلحاد وزیر الأوقاف من خلال
إقرأ أيضاً:
وزارة الأوقاف تعقد ندوة بعنوان "فضل الشهادة والتضحية في سبيل الوطن"
اختتمت وزارة الأوقاف فعاليات الأسبوع الثقافي، الذي أُقيم في 27 مسجدًا بمختلف المديريات، بهدف ترسيخ القيم الدينية والوطنية، وتعزيز دور الأسرة في بناء المجتمع وحماية أفراده.
وشهدت فعاليات الختام ندوة بعنوان: "فضل الشهادة والتضحية في سبيل الوطن"، تناول خلالها العلماء المشاركون مكانة الشهادة ومنزلة الشهيد في الإسلام، مؤكدين أن الدفاع عن الأوطان وحماية مقدراتها من أسمى صور الجهاد، وأن الشهيد يحظى بمكانة رفيعة عند الله تعالى لما قدّمه من تضحية خالصة في سبيل الحق والوطن.
وأشار العلماء إلى أن مفهوم التضحية لا يقتصر على ميادين القتال فحسب، بل يشمل كل عمل صادق يُسهم في رفعة الوطن وتقدمه، سواء في ميدان العلم أو العمل أو خدمة المجتمع، مؤكدين أن حب الوطن من الإيمان، وأن الحفاظ على أمنه واستقراره مسئولية مشتركة وواجب وطني وديني على كل فرد.
وتُعقد فعاليات الأسبوع الثقافي بمشاركة نخبة من العلماء والأئمة، في إطار خطة دعوية شاملة تهدف إلى نشر الفكر الوسطي الرشيد، وتعزيز الوعي الديني والفكري لدى مختلف شرائح المجتمع.
الأوقاف مطروح تشارك في ندوة توعوية بجامعة مطروح حول خطورة المخدراتوعلى صعيد اخر، شاركت مديرية أوقاف مطروح في ندوة علمية عقدتها كلية الآثار واللغات بجامعة مطروح، بعنوان: "الإدمان: أسباب، آثار، علاج"، ضمن البرنامج التنفيذي لمبادرة "صحّح مفاهيمك" التي أطلقتها وزارة الأوقاف، تحت رعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبحضور الأستاذ الدكتور عمرو المصري، رئيس الجامعة، والدكتور محمد المغربي، عميد الكلية، والدكتور أسامة رسلان، وكيل الكلية، والدكتورة غادة صابر، عميد كلية التربية للطفولة المبكرة، تنفيذًا لبروتوكول التعاون المبرم بين وزارة الأوقاف والجامعة.
ألقى الشيخ حسن محمد عبد البصير عرفة، مدير مديرية أوقاف مطروح، محاضرة تناول خلالها خطورة الإدمان بأنواعه المختلفة، مشددًا على أن إدمان المخدرات اعتداء على كرامة الإنسان وعدوان على إرادته، ويهدد صحة الفرد وسلامة المجتمع واستقرار الدولة، وأوضح أن الإدمان سلوك محرّم شرعًا ومجرّم قانونًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]، وحديث النبي ﷺ: "لا ضررَ ولا ضِرار".
وأشار فضيلته إلى أن المخدرات لا تحقق السعادة ولا تعالج الضغوط النفسية، مؤكدًا أن الوقاية تأتي بالوعي والعمل والاجتهاد، وأن التوبة الصادقة والعلاج الجاد هما الطريق للعودة إلى الصواب.
واختتمت الندوة بحوار مفتوح بين الطلاب وفضيلة الشيخ، تم خلاله الإجابة عن تساؤلاتهم، وتوضيح الرؤية الدينية والواقعية لمشكلة الإدمان وطرق الوقاية منه، مؤكدًا أن الإسلام جاء لحماية الإنسان في دينه ونفسه وعقله ونسله وماله.
وأعرب الدكتور محمد المغربي، عميد الكلية، عن شكره لفضيلة الشيخ على هذه الزيارة القيمة، مثمنًا الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف في تعزيز القيم الأخلاقية، ونشر الوعي الديني المعتدل، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مع التأكيد على استمرار المحاضرات التوعوية ضمن مبادرة "صحّح مفاهيمك".