رشا طبيلة (أبوظبي)
كشف مسؤولون في شركات تكنولوجية عالمية مشاركة في منتدى «تريد تيك» (تكنولوجيا التجارة) المُقام على هامش المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الذي ينعقد في أبوظبي، عن أبرز التقنيات والتطبيقات الذكية والابتكارات في مجال التجارة العالمية، والتي من المنتظر أن تسهم في جعل نظام التجارة العالمي «بلا أوراق».


وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» أن التكنولوجيا الحل لتسهيل التجارة العالمية، وتوفير الوقت والجهد وتحقيق الاستدامة وتوفير بيئة آمنة للتجارة، ولشركات الشحن والأفراد والحكومات، لافتين إلى أن التجارة العالمية يجب أن تكون بلا أوراق، وتتسم بالانسيابية والسهولة.
يقول جيفري ويتني، الرئيس التنفيذي للتسويق في شركة «نيت وورك سينيرجي»-كازخستان، «نحن نمثل شركة «نيترووركز سينيرجي»، وهي منصة تمكن عدداً من أعضاء سلسلة التوريد للتفاعل مع بعض من غير ورق من خلال اتصالات «بلوك تشين» الآمنة والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لقراءة مستندات الشحن».  

ويضيف «هدفنا أولاً إزالة الورق من عملية الشحن التجاري عالمياً، وتبسيط إجراءات العملاء على الحدود لأنه من غير استخدام الورق، إضافة إلى تفعيل نظام آمن (للبلوك تشين)، يزيد الثقة بين الدول وشركات الشحن، ما يسهل التجارة العالمية، ويعود بالمنفعة على الجميع». ويقول «نحن لا نلزم شركات الشحن أو الأفراد أو الدول بتغيير أنظمة المستندات التي تستخدمها، حيث نستطيع قراءة مستند وأخذ المعلومات المهمة من هذا المستند، ونقوم أوتوماتيكياً بملء المستند للدولة الثانية، ما يسهل عملية التجارة بشكل كبير». ويضيف ويتني: «لقد تحسنت عمليات الشحن عالمياً في مدى سرعة تحركها، ولكن عادة ما تكون نقطة التأخير على الحدود، وبالتالي ما نريد أن نفعله هو تسريع عملية الشحن بشكل عام لجعل الحدود آمنة وفعالة وشفافة لشركات الشحن ومؤسسات الجمارك حول العالم».

من جانبها، تؤكد آبا شوبيرت المؤسس والريس التنفيذي لشركة «دوريه»، والتي يقع مقرها الرئيس في المملكة المتحدة «أهمية وجود الشركة في أبوظبي للمشاركة في هذا المؤتمر العالمي، وفي أول منتدى لتكنولوجيا التجارة، حيث إن شركتنا هي عبارة عن برنامج يقوم بتعقب الرحلة الكاملة للسلع والمواد البضائع، فنحن نلتقط المعلومات حول مصادر المواد الأولية ورحلتها حول العالم، وكيف تم تحويلها لبضائع وسيطة من خلال عمليات التصنيع حتى نهاية دورة الحياة للمواد المتمثلة في استخدامها أو إعادة تدوريها».
وتضيف: «لدينا تطبيقات للتحكم بجودة العمليات ومصدر المواد ومراقبة التوزيع للمواد الحساسة والبضائع والتكنولوجيات وجمع ومعالجة معلومات متعلقة بالاستدامة، مثل انبعاثات الكربون، وتمكين حدود الكربون».
وتقول شوبيرت: «يمكن استخدام تقنياتنا بشكل مستقل من غير كود للتنفيذ، ومن خلال تطبيق إلكتروني، وأيضاً تُستخدم تقنياتنا لتمكين الحكومات والمؤسسات الكبيرة لجمع المعلومات من وراء الكواليس».
وتقول: «نحن سعداء بوجودنا في الإمارات، خاصة في أبوظبي لأهمية المنطقة في التجارة العالمية والتعاون العالمي، فهي تعد مركزاً جغرافياً وثقافياً مهماً ورائداً في تبني الرقمية واستخدام التجارة والتكنولوجيا مع بعضها للمساهمة في تقدم العالم».

أخبار ذات صلة سلطان النيادي: رحلتي في الفضاء تضمنت تجارب علمية تسهم في خدمة البشرية مباحثات «وزاري التجارة العالمية» تدخل المرحلة الحاسمة

بدورها، تؤكد ديبورا أسما الرئيس التنفيذي للتسويق والعمليات في شركة «نبونتو» للتكنولوجيا-غانا «أهمية التكنولوجيا في تسهيل التجارة العالمية».
وتقول: «في القارة الأفريقية نستخدم التكنولوجيا في نقل البضائع من دولة إلى أخرى، ونضع خدماتنا وأهدافنا في تطبيقات ذكية». وتضيف: «تستطيع الجهات المعنية على سبيل المثال في أوغندا أو نيروبي أو نيجيريا استخدام التطبيق، وأخذ الخدمات من شركتنا بسهولة، وبالتالي نسهم في تطوير تطبيقات وتقنيات وحلول تسهل التجارة».
ويقول هانس بروكيوس من شركة «فور فولد كونتسنيرز» الهولندية: «نحن متخصصون في تقديم حاويات شحن مبتكرة، حيث إن كثيراً من الحاويات في العالم تتنقل وهي خالية فنحو 200 مليون حاوية سنوياً تكون خالية، حيث 20% من حاويات الشحن البحرية خالية و40% من حاويات الشحن البري خالية، ولذلك قررنا إيجاد حلول لهذا التحدي غير الفعال في عملية الشحن العالمية من خلال ابتكار تقنية لثني الحاويات (أربعة لواحد)، ووضعها فوق بعض بحزمة واحدة بدلاً من 4 حزم».

ويضيف بروكيوس: «وبذلك نوفر المساحة وسهولة الحركة ونقلل من انبعاثات الكربون، وبالتالي نسهم في حماية العالم». 
ويقول: «مع هذا الابتكار نحاول جعل الأنظمة اللوجستية أكثر استدامة وفاعلية». ويؤكد: «نحن هنا في منتدى تكنولوجيا التجارة ضمن المؤتمر الوزاري لنعرض ما لدينا للعالم، ونتأمل التعاون مع شركات الشحن والموانئ والناقلات لبناء مسارات خضراء للعالم».
ويشير بروكيوس: «الكثير من شركات الشحن تركز على خطط طويلة الأمد لتحقيق انبعاثات صفرية، ولكننا نؤمن أنه يجب التحرك الآن، ونستطيع البدء بخطوات بسيطة من خلال جعل النقل فعالاً وأكثر كفاءة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا أبوظبي الإمارات منظمة التجارة العالمية المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية التجارة العالمیة شرکات الشحن من خلال

إقرأ أيضاً:

سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر

في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً

مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.

يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.

الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.

هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.

سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي  الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة «عجمان للتميز الحكومي» يعزز ثقافة الابتكار في بيئة العمل الذكاء الاصطناعي يوجه المسيّرات رغم العوائق الطبيعية

تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.

الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا  أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.

كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.

ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.

لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.

مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.

والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • 68 في المائة من تجار الجملة في قطاع التجارة يتوقعون استقرار المبيعات (مندوبية التخطيط)
  • سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر
  • أبوظبي تستضيف سباق «الفورمولا- 1» في حلبة ياس 4 ديسمبر
  • آبل تتجنب الضجة وتكشف عن تطورات تدريجية في مجال الذكاء الاصطناعي خلال WWDC 2025
  • السبع يوضح أهم مميزات ⁧‫الذكاء الاصطناعي‬⁩ في نظام ⁦‪ iOS 26
  • برلمانات العالم تناقش الذكاء الاصطناعي في البيئات التشريعية
  • عبر شبكة جيل خامس “5G” مرتكزة على الذكاء الاصطناعي.. “زين السعودية” ترتقي بتجربة ضيوف الرحمن الرقمية خلال موسم حج 1446هـ
  • سامسونج إلكترونيكس مصر تحصد جائزة عن برنامج سامسونج للابتكار خلال قمة الذكاء الاصطناعي بإفريقيا في أوغندا
  • الذكاء الاصطناعي يسرّع وتيرة العمل ويعيد تشكيل سوق الوظائف عالميًا
  • “فيفا” يكشف عن تقنيات جديدة بالذكاء الاصطناعي في كأس العالم للأندية 2025