دعا معهد أمريكي، الولايات المتحدة إلى تبني نهجا شاملا آخر في اليمن بديلا عن تصنيف جماعة الحوثي كـ "منظمة إرهابية".

 

وقال "المركز العربي واشنطن دي سي" في تحليل للباحثة اليمنية أفراح ناصر، ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن قرار تصنيف الحوثيين مثير للقلق بسبب تأثيره السلبي المحتمل على السكان اليمنيين.

 

 وأضاف "ويجب على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم فعالية التصنيف في تحقيق أهدافه المقصودة، إذا كان الهدف هو التأثير على سلوك الحوثيين أو تقييد عمليات الجماعة، فلا بد من اتباع نهج أكثر شمولاً واستراتيجية.

 

وتابع المعهد "في 17 يناير/كانون الثاني، صنفت الولايات المتحدة الحوثيين في اليمن، المعروفين أيضًا باسم أنصار الله، على قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين خصيصًا (SDGT) ردًا على الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها الجماعة المسلحة على السفن التجارية الأمريكية والدولية المسافرة قبالة ساحل البحر الأحمر اليمني. دخل هذا التصنيف حيز التنفيذ في 16 فبراير/شباط.

 

وبحسب الباحثة ناصر فإن الولايات المتحدة تؤكد أن الهدف الرئيسي للتصنيف هو عرقلة تمويل الإرهاب للحوثيين وتقييد وصولهم إلى الأسواق المالية دون الإضرار بالشعب اليمني، حيث قدمت واشنطن بدلات في التصنيف للمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات الأساسية. لكن على الرغم من هذه التأكيدات، أثارت الخطوة الأمريكية مخاوف بشأن التداعيات السلبية على الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن.

 

وأشارت في تحليلها إلى تحذير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وتأثير على الاقتصاد، بما في ذلك الواردات التجارية من المواد الأساسية التي يعتمد عليها شعب اليمن أكثر من أي وقت مضى.

 

وقالت يهدف هذا التصنيف إلى ممارسة الضغط على الحوثيين، لكنه يبدو غير متناسب مع الهيكل التشغيلي للجماعة - لديهم علاقات مالية محدودة للغاية مع الولايات المتحدة - وبالتالي من غير المرجح أن يعيق أنشطتها.

 

وأردفت "في الواقع، يعمل الحوثيون بمصادر تمويل محلية وغير تقليدية، ولا يعتمدون على السوق العالمية، ويظلون معزولين عن جيرانهم والمجتمع الدولي، باستثناء إيران. وبالتالي، فإن قرار تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية من غير المرجح أن يحقق أهدافه المقصودة - وقد يكون له تأثير سلبي شديد على السكان اليمنيين، خاصة من خلال تقييد استيراد المواد التجارية الأساسية".

 

وتوقعت الباحثة اليمنية أن يؤدي هذا التصنيف إلى تفاقم التحديات الكبيرة بالفعل التي يفرضها تدخل الأطراف المتحاربة في توزيع المساعدات الإنسانية في اليمن. علاوة على ذلك، ذكرت تقارير إعلامية محلية أن شركة تحويل الأموال ويسترن يونيون أوقفت عملياتها في اليمن نتيجة لهذا التصنيف.

 

واستدركت "يمكن أن يخلق التصنيف تحديات كبيرة للوسطاء الخارجيين المشاركين في مفاوضات السلام مع الحوثيين. وذلك لأن التصنيف يجرم تقديم أي ممتلكات أو خدمة، بما في ذلك مشورة الخبراء أو المساعدة، إلى المنظمات المحددة، مما يعيق قدرة الوسطاء على المساهمة بفعالية في عملية السلام".

 

وزادت "على الرغم من التصنيف وهجمات عملية حارس الرخاء، فإن الحوثيين مستمرون في أنشطتهم دون رادع. وقد أكد المسؤولون الأمريكيون، أثناء تحديدهم لخطط تقليص قدرات الحوثيين وتأمين البحر الأحمر، أن الضربات الأمريكية ألحقت أضرارًا أو دمرت ما يقرب من ثلث القدرات الهجومية للحوثيين".

 

وطبقا لناصر فإن الحوثيين يستفيدون من العمليات العسكرية الغربية ضدهم لتعزيز شعبيتهم بين الجماهير العربية المؤيدة للفلسطينيين". لافتة إلى أنهم يسعون إلى تقديم أنفسهم على أنهم الحكام الشرعيين لليمن، على الرغم من وصولهم إلى السلطة في صنعاء بالوسائل العسكرية، ونهب مؤسسات الدولة اليمنية، وتاريخهم من القمع وانتهاكات حقوق الإنسان.

 

تشير إلى أنه رداً على هذا التصنيف، طرد الحوثيون جميع المواطنين الأمريكيين والبريطانيين العاملين لدى الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة في اليمن.

 

وقالت إن "قرار تصنيف الحوثيين مثير للقلق بسبب تأثيره السلبي المحتمل على السكان اليمنيين. ويجب على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم فعالية التصنيف في تحقيق أهدافه المقصودة. إذا كان الهدف هو التأثير على سلوك الحوثيين أو تقييد عمليات الجماعة، فلا بد من اتباع نهج أكثر شمولاً واستراتيجية".

 

وأكدت أن هناك حاجة ملحة لأن تعترف واشنطن بالصلة بين هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والحرب على غزة. ويجب أن يتحول تركيز الولايات المتحدة نحو المشاركة المتعددة الأطراف مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وخاصة الفلسطينيين، لتعزيز الحوار وإيجاد حلول دبلوماسية لإنهاء الحرب على غزة.

 

واستطردت "هناك مصلحة عربية ودولية واضحة في حماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر وفي التوصل إلى حل شامل يبدأ بوقف إطلاق النار في غزة. بالإضافة إلى ذلك، ولمواجهة القدرات العسكرية المتزايدة للحوثيين، يجب على الولايات المتحدة دعم حكومة يمنية موحدة سياسياً وعسكرياً وضمان تشكيل جبهة موحدة ضد الجماعة".

 

وأفادت بأنه يجب على الولايات المتحدة معالجة الانقسام السياسي في اليمن لتعزيز الدولة اليمنية وتمكينها من مواجهة نفوذ الحوثيين داخل البلاد وفي البحر الأحمر.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي فلسطين ارهاب على الولایات المتحدة تصنیف الحوثیین البحر الأحمر هذا التصنیف فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا

قالت الحكومة الفنزويلية إنها "ستدافع عن سيادتها ومواردها الطبيعية وكرامتها الوطنية بحزم"، مؤكدة أنها ستتقدم بشكوى بشأن احتجاز الناقلة أمام الهيئات الدولية.

اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الولايات المتحدة بـ "القرصنة البحرية" عقب احتجاز سفينة نفط فنزويلية في البحر الكاريبي، فيما لوح دونالد ترامب بشن ضربات تسهتدف شحنات المخدرات البرية من فينزويلا.

ووصف مادورو مصادرة ناقلة النفط في البحر الكاريبي بـ "العمل الإجرامي وغير القانوني"، مؤكدا أن بلاده ستواصل الدفاع عن سيادتها واستقلالها.

وأضاف خلال مناسبة رئاسية نقلها التلفزيون الرسمي، أن واشنطن "تفتح عهدًا جديدا من القرصنة البحرية الإجرامية في المنطقة"، وفق تعبيره.

بدورها، أعربت وزارة الخارجية الفنزويلية عن رفضها لما وصفتها بالسرقة الوقحة من قبل أمريكا لسفينة نفط فنزويلية في البحر الكاريبي، معتبرة أن ما جرى يرقى إلى أعمال القرصنة الدولية.

وقالت الحكومة الفنزويلية إنها "ستدافع عن سيادتها ومواردها الطبيعية وكرامتها الوطنية بتصميم مطلق"، وإنها ستندد باحتجاز الناقلة أمام الهيئات الدولية.

30 سفينة فنزويلية

والأربعاء، نفذ مكتب التحقيقات الاتحادي والأمن الداخلي وخفر السواحل، بدعم من الجيش الأمريكي، أمرا بمصادرة ناقلة نفط تستخدم لنقل الخام الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران، وفق وزارة العدل الأمريكية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن ناقلة النفط التي صودرت قبالة السواحل الفنزويلية ستتوجه إلى ميناء أمريكي وستُتخذ بشأنها الإجراءات القانونية.

Related عبر خطط سرية.. واشنطن تعدّ لمرحلة "ما بعد مادورو" بالتنسيق مع المعارضة الفنزويليةالمقاتلات الأميركية تقترب من فنزويلا.. ومادورو يشتكي مازحًا من "اتصالات الشمال"عقوبات أميركية تطال أقارب مادورو.. وواشنطن تستعد لوضع يدها على حمولة ناقلة نفط فنزويلية

وأظهرت بيانات شحن أن أكثر من 30 ناقلة نفط خاضعة للعقوبات الأمريكية تعمل في فنزويلا قد تواجه إجراءات عقابية من واشنطن.

والاحتجاز، الذي وقع الأربعاء، هو أول عملية احتجاز لشحنة نفط من فنزويلا التي تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2019 وأول إجراء معروف لإدارة ترامب ضد ناقلة نفط مرتبطة بفنزويلا منذ أن أمر بحشد عسكري ضخم في المنطقة.

الطرق البرية

وفي الجهة المقابلة، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستبدأ قريبا شن ضربات لاعتراض شحنات المخدرات التي تشق طريقها من فنزويلا إلى الولايات المتحدة عبر الطرق البرية.

وأكد ترامب في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض أن عمليات تهريب المخدرات عبر البحر إلى بلاده تراجعت بنسبة 92%، وأنه لا أحد يستطيع معرفة من هم الثمانية بالمئة.

وهذا أحدث تصعيد بين كاراكاس وواشنطن بعد تصاعد التوترات بين البلدين، حيث أصدر ترامب في أغسطس/آب الماضي أمرا تنفيذيا يقضي بزيادة استخدام الجيش، بدعوى مكافحة عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية.

وتتهم إدارة ترامب نظام مادورو بالتورط في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، معتبرة ذلك جزء من تهديد للأمن القومي الأمريكي.

في المقابل، ترفض فنزويلا هذه الاتهامات وتعتبرها مزاعم تُستخدم لتبرير تدخل عسكري أمريكي ولضغط سياسي واقتصادي على البلاد.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • علاقة متكاملة تمتد إلى مئات السنين.. اليمن حارس غزة عبر التاريخ
  • التصنيف الأمريكي لجماعة الإخوان.. مواجهة جديدة بأدوات رقمية
  • تقارير إسرائيلية: تحركات الحوثي تغيّر معادلات البحر الأحمر وتدفع الرياض لخيارات أكثر صرامة
  • تقرير أمريكي: نفوذ إيران يقف وراء تراجع بغداد عن تصنيف الحوثيين إرهابيين
  • تطوير ميناء المخا.. رهان اقتصادي يعيد إحياء بوابة تجارة هامة في اليمن
  • نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا
  • استيلاء أمريكي على ناقلة نفط قرب فنزويلا
  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
  • تقارير: ملادينوف بدلا من بلير وجنرال أمريكي عمل بلبنان على رأس “قوة دولية” في غزة