صحيفة “إندبندنت”: سلطات لندن تستعد لسيناريو وفاة الملك تشارلز الثالث.. من هو الملك الجديد المرشح؟
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
إنجلترا – تناقش وسائل الإعلام البريطانية احتمالات وفاة الملك تشارلز الثالث على الرغم من عدم وجود أسباب واضحة لذلك، وأوضح قصر باكنغهام أن علاج الملك يسير كالمعتاد ولا يوجد خطر يهدد حياته .
وعلى الرغم من ذلك، بحسب الخبراء، قرر الملك تشارلز الاستعداد مسبقا لنقل العرش إلى الوريث، وقد وضعت السلطات البريطانية بالفعل خطة عمل لهذه المسألة.
أطلقت صحيفة “ديلي إكسبريس” الاسم الرمزي للعملية التي سيتم تنفيذها في بريطانيا عند وفاة الملك تشارلز الثالث، وتمت تسميتها بـ “جسر ميناي”. وتزعم صحيفة “إندبندنت” أن سلطات البلاد بدأت الاستعداد لتنفيذها في سبتمبر 2022، بعد وقت قصير من جنازة الملكة إليزابيث الثانية.
وبحسب الخطة، سيكون رئيس الوزراء البريطاني وبعض أعضاء الحكومة أول من يعلم بوفاة تشارلز الثالث. ثم سيتم الإبلاغ عن الحادث على وكالة “بي بي سي”. وبعد ذلك، سوف تقوم وسائل الإعلام الأخرى بنشر الأخبار.
وسينتقل العرش على الفور إلى الابن الأكبر لتشارلز الثالث، الأمير ويليام. ومن المتوقع أن تحصل زوجته كيت ميدلتون على لقب الملكة القرينة. وبعد الإعلان عن وفاة تشارلز الثالث، سيخاطب الأمير ويليام الأمة بصفته العاهل الجديد. كما سيتم إعلان الحداد في البلاد.
وكان قد تم رسم خطط مماثلة لأسلاف تشارلز الثالث، إذ كان من المفترض أن يتم تنفيذ عملية “جسر تاي” من أجل والدته الملكة إليزابيث الثانية، لكن الخطة كانت مستخدمة مسبقا بعد الوفاة غير المتوقعة للأميرة ديانا.
الإجراءات المتخذة في حالة وفاة زوج إليزابيث الثانية، والأمير فيليب، أطلق عليها اسم “عملية الجسر الرابع”. وتم إعداد عملية “انهيار جسر لندن” للملكة إليزابيث نفسها، ولكن لم يتم استخدام هذه الخطة أبدا لأن الملكة ماتت في اسكتلندا، وتم تنفيذ عملية “يونيكورن” بدلا منها.
وقال توم كوين، خبير شؤون العائلة المالكة البريطانية، إن ملك بريطانيا تشارلز الثالث بدأ الاستعدادات لتسليم التاج لوريثه في وقت أبكر مما كان متوقعا. فقبل مرض الملك، لم يكن من المقرر مناقشة مسائل الخلافة لمدة عشر سنوات أخرى على الأقل. ويشير الخبير إلى أن هذا قد يشير إلى خطورة المرض.
ووفقا لكوين، فإن الخطط تظل سرية بالنسبة إلى الابن الأصغر للملك، الأمير هاري. ويرجع ذلك إلى سمعة هاري: “يخشى رجال الحاشية أنه في حالة الإساءة أو عدم الرضا، قد يخبر الصحافة بأمور سرية”.
ويزعم مصدر من صحيفة “ماركا” الإسبانية أن الأمير ويليام والملكة كاميلا يسعيان إلى استبعاد هاري من الوصية. وقال أحد أفراد الحاشية المجهولة: “إنهم يريدون سحب جميع الألقاب من هاري، وحرمانه من حقه في وراثة العرش وطرده من إرادة الملك”، وأضاف: “لقد كان هاري منبوذا في القصر منذ فترة طويلة، وهم يريدون أن يصبح هذا الوضع رسميا”.
وأشار مؤلف “سيرة الملك” روبرت جوبسون إلى أن تشارلز الثالث لن يتنازل عن العرش حتى ولو أصيب بمرض خطير. ولدى بريطانيا قانون الوصاية لعام 1937، الذي يسمح للملك الحالي بنقل مسؤولياته إلى الوصي إذا رغب في ذلك. وإذا أصبح تشارلز الثالث طريح الفراش، فسيتولى الأمير ويليام الكثير من أعماله، بما في ذلك الظهور العلني.
في 5 فبراير، أعلن قصر باكنغهام أنه تم تشخيص إصابة الملك تشارلز الثالث بالورم الخبيث. وشخصه أطباء السرطان عندما دخل الملك إلى المستشفى بسرطان البروستات دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل. وزعم رئيس الوزراء ريشي سوناك أن المتخصصين تمكنوا من التعرف على السرطان وهو في مرحلة مبكرة.
وبعد اكتشاف الورم ظهر الملك علنا عدة مرات. ويتحدث قصر باكنغهام بانتظام عن تقدم وفعالية العلاج ويؤكد أنه لا يوجد ما يدعو للقلق حتى الآن.
ولم يتم الإعلان عن التشخيص الدقيق للملك تشارلز الثالث، لكن أهل القصر يؤكدون أنه ليس سرطان البروستات. وفقا لطبيب المسالك البولية بنجامين براير من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قد يعني هذا أنهم، عند فحص البروستات، اكتشفوا خلايا خبيثة تطورت في عضو آخر، وهو ما يسمى بالنقائل (الميتاستاز) ومثل هذه الأورام أقل قابلية للعلاج.
هناك سبب آخر للقلق يتعلق بالتزام تشارلز الثالث بالطب البديل. وبحسب الخبير في شؤون العائلة المالكة البريطانية، الصحافي السابق في “بي بي سي” توم باور، فإن الملك تشارلز الثالث كان دائما معارضا للعلاج الكيميائي ويفضل الطب البديل والعلاج بالأعشاب. ويقول الخبير: “إنه من أشد المؤيدين لطب الأعشاب والجرعات وأشياء من هذا القبيل”.
ويعتقد باور أن الملك سيلجأ إلى الطبيب الإنجليزي مايكل ديكسون، الذي يشغل منصب كبير أطباء البلاط الملكي منذ عام 2023. ومثل تشارلز الثالث، يعتقد ديكسون أن أفضل علاج للأمراض هو استخدام طرق غير تقليدية.
وأضاف باور: “أفترض أن الملك يتلقى حاليا نصيحة من رجل يدعى مايكل ديكسون، دعمه لسنوات عديدة وهو يدير معهده الخاص للطب البديل وطرق العلاج الطبيعي. ويعتبر الكثيرون أنه لا يمكن الدفاع عنه، لكن الملك يؤمن به”.
بالإضافة إلى طب الأعشاب، كان تشارلز الثالث مهتما أيضا بالنصائح الروحية. وقد طلب مؤخرا المساعدة من الأرشمندريت أفرايم، رئيس دير فاتوبيدي على جبل آثوس. في الماضي، زار تشارلز مرارا الأديرة الأرثوذكسية على جبل آثوس واستمع إلى رأي أفرايم.
وقد استأنف العاهل البريطاني الاتصال بمرشده الروحي بعد تشخيص إصابته بالسرطان. وقال الأرشمندريت أفرايم: “نعم، بقينا على اتصال منذ تشخيص حالته، وأعتقد أنه سيتمكن من التغلب على المرض، ثمة بيننا تفاهم جيد للغاية”.
المصدر: RT + وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الملک تشارلز الثالث الأمیر ویلیام
إقرأ أيضاً:
وفاة صاحب “السعفة الذهبية” العربية الوحيدة
مايو 24, 2025آخر تحديث: مايو 24, 2025
المستقلة/-برحيل محمد لخضر حمينة، تفقد السينما العربية والأفريقية أحد أبرز رموزها، ومبدعًا استطاع من خلال أعماله أن يحوّل الألم السياسي إلى لغة فنية خالدة.
لم يكن تييري فريمو، المفوض العام لمهرجان كان السينمائي، يعلم حينما قدّم تحية تكريمية للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة بعد ظهر الجمعة، أن الرجل قد فارق الحياة، حيث أعلنت عائلته بعد ساعات رسميًا وفاته عن عمر ناهز الـ91 عامًا.
الراحل، الذي لم يتمكّن من السفر إلى مهرجان كان هذا العام بسبب تقدّمه في السن، حظي بتكريم خاص من خلال عرض نسخة محدثة من فيلمه الشهير “وقائع سنين الجمر”، بحضور ابنه مالك حمينة، الذي أدّى دور طفل في الفيلم قبل خمسة عقود.
وقال مالك، بتأثر واضح، إن الفيلم كان بمثابة “رسالة تدعو للوحدة، لا للانقسام”، مضيفًا: “أراد والدي أن يجعل من السينما أرضًا للقاء، لا للفصل. وهذا التكريم حقيقي وعميق”.
حضر أيضًا العرض الممثل والمنتج الفرنسي الجزائري سفيان زيرماني، المعروف بـ Sofiane، قائلاً: “إرث محمد لخضر حمينة ملك لنا جميعًا. أشعر بالفخر لوجودي هنا. هذا الفيلم هو صرخة إنسانية، وقطعة من التاريخ، وصوت أجدادنا، وجسر يربط بين الضفتين”.
ويأتي هذا العرض في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترًا غير مسبوق، ما أضفى على المناسبة بعدًا رمزيًا خاصًا.
فيلم “وقائع سنين الجمر”، الذي يُعدّ العمل العربي والأفريقي الوحيد الحائز على السعفة الذهبية، أطفأ شمعته الخمسين هذا العام. وقد فاز بجائزة السعفة الذهبية في “مهرجان كان” عام 1975 خلال الدورة الثامنة والعشرين، حين ترأست لجنة التحكيم جان مورو، متفوقًا على مخرجين كبار من بينهم مارتن سكورسيزي، فرنر هرتزوغ، ميكيل أنجلو أنطونيوني وكوستا-غافراس. وكان هذا الفيلم هو الرابع في مسيرة حمينة، الذي سبق أن نال جائزة “أفضل عمل أول” عن فيلمه “ريح الأوراس” عام 1967.
ملحمة ضد الظلم
يمتد الفيلم على مدى ثلاث ساعات تقريبًا، ويُعتبر ملحمة سينمائية ذات طابع سياسي وإنساني، تنطلق من واقع الريف الجزائري في الثلاثينيات، حيث الجفاف والمجاعة وتهميش الفلاحين، وتتناول عبر ستة فصول أبرز المراحل المفصلية بين عامي 1931 و1954، تاريخ انطلاق الثورة الجزائرية.
يروي الفيلم قصة حميد، الشاب الذي التحق بالجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، ليعود إلى بلده ويجده يغلي تحت نيران القهر والظلم، ويندفع نحو الثورة.
ويصفه المخرج في تصريحات سابقة بأنه “فيلم ضد الظلم والإهانة، ويعكس دوافع الثورة الجزائرية”، مضيفًا: “الشباب الذين لم يعيشوا تلك الحقبة، يمكنهم فهمها من خلال الفيلم. أما من عاشها، فسيجد فيها صدقًا كبيرًا في نقل الأحداث”.
الفيلم، في طبعته الأصلية، أثار الكثير من الجدل وقت عرضه في مهرجان كان 1975، حيث يُعتقد أن عناصر من منظمة الجيش السري OAS حاولوا عرقلة العرض من خلال بلاغات كاذبة بوجود قنابل.
أما النسخة الجديدة، فتم ترميمها بعناية لتكون مطابقة للأصل، مع الحفاظ على الروح التاريخية والطابع الإنساني العميق الذي ميّز العمل، ما أتاح لجيل جديد من المشاهدين فرصة إعادة اكتشاف هذا الإنجاز السينمائي النادر.
برحيل محمد لخضر حمينة، تفقد السينما العربية والأفريقية أحد أبرز رموزها، ومبدعًا استطاع من خلال أعماله أن يحوّل الألم السياسي إلى لغة فنية خالدة.