تمكن العلماء، لأول مرة، من تطوير نموذج صغير ثلاثي الأبعاد للمراحل التطورية الأولى للجهاز العصبي المركزي البشري في المختبر.

ويمثل النموذج الجديد نوعا من العضيات (الأجزاء أو الأجسام الحية الموجودة في سيتوبلازم الخلية حقيقية النواة)، وهو نموذج مصغر ثلاثي الأبعاد مصنوع من الأنسجة الحية، ومصمم لتقليد التعقيدات الفريدة للأعضاء البشرية.

إقرأ المزيد علماء إسرائيليون ينجحون في "تكوين خصيتين" في خطوة مهمة لمعالجة العقم لدى الرجال

وتهدف هذه الأعضاء المصغرة إلى فهم علم الأحياء البشري بطريقة أكثر دقة من النماذج الحيوانية التقليدية، مع تطبيقات محتملة لاكتشاف الأدوية وتطويرها.

على سبيل المثال، يمكن لهذه النماذج أن تساعد العلماء على التنبؤ بشكل أكثر دقة بالأدوية قيد البحث التي يمكن أن تكون ناجحة على البشر، وليس فقط في أطباق المختبر والفئران.

وقد تم تطوير العديد من العضيات في السنوات الأخيرة، بدءا من القلوب النابضة الصغيرة وحتى الخصيتين الصغيرتين.

وبالإضافة إلى ذلك، تمت زراعة عضيات دماغية من قبل في المختبر، لكن العلماء الذين يقفون وراء النموذج الجديد يقولون إن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها محاكاة الأجزاء الثلاثة من الدماغ الجنيني والحبل الشوكي في المختبر. ووصفوا النتائج التي توصلوا إليها في ورقة بحثية نشرت يوم الاثنين (26 فبراير) في مجلة Nature.

ويأمل الفريق أن يتم استخدام النموذج لتحسين فهم العلماء لأمراض الدماغ التي تظهر أثناء التطور المبكر. وقد تشمل هذه الحالات حجم الرأس، على سبيل المثال.

وأوضحت أورلي راينر، مؤلفة الدراسة المشاركة وأستاذة الكيمياء العصبية في معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل، في بيان: "النظام بحد ذاته رائد حقا. لم يتم عمل نموذج يحاكي هذا الهيكل والتنظيم من قبل، وهو يوفر إمكانيات عديدة لدراسة تطور الدماغ البشري".

وتم إنشاء النموذج الجديد باستخدام الخلايا الجذعية البشرية متعددة القدرات، أي الخلايا التي لديها القدرة على أن تصبح أي نوع من الخلايا في الجسم.

وفي البداية، حث العلماء الخلايا الجذعية لتشكل صفا يبلغ طوله نحو 4.39 سم وعرضه 0.018 سم. وكان هذا الهيكل يشبه، ولكنه لم يتطابق تماما، شكل وحجم الأنبوبة العصبية (المسؤولة عن تكوين الحبل الشوكي والمخ أثناء الأسابيع الأولى من مراحل تكوين الجنين)، والتي تكون موجودة في جنين بشري عمره 4 أسابيع.

إقرأ المزيد "أدمغة بحجم حبة الأرز" قد تؤدي إلى علاج سرطان خطير

ثم قام الفريق بعد ذلك بوضع هذا الصف من الخلايا في ما يسمى بجهاز الموائع الدقيقة الذي يحتوي على الكثير من القنوات الصغيرة. وعرّضوا الخلايا لمواد كيميائية مختلفة عبر هذه القنوات، ما دفع الخلايا إلى النمو وتشكيل بنية ثلاثية الأبعاد تشبه الجهاز العصبي المركزي المبكر.

وأضاف العلماء أيضا مادة هلامية دفعت الخلايا الجذعية إلى التخصص في الخلايا التي ستشكل فيما بعد الخلايا العصبية التي ترسل الإشارات في الجهاز العصبي.

وعلى مدار 40 يوما، نظمت الخلايا الموجودة داخل العضية نفسها هياكل تشبه المراحل المبكرة من تطور الدماغ والحبل الشوكي في الجنين البشري. وشمل ذلك تكوين الهياكل المعروفة باسم الدماغ الأمامي، والدماغ المتوسط، والدماغ المؤخر، بالإضافة إلى الحبل الشوكي.

في هذه المرحلة، كانت العضية تحاكي بشكل وثيق مدى التطور الذي يمكن رؤيته في جنين يبلغ من العمر 11 أسبوعا، وداخل الخلايا، تم تشغيل جينات تطورية محددة مرتبطة بهذه المرحلة من التطور.

ويأمل العلماء أنه مع مزيد من التحسينات، يمكن استخدام النموذج لدراسة أمراض الدماغ البشرية المختلفة باستخدام الخلايا الجذعية التي يتم جمعها مباشرة من المرضى. وكتبوا في بيان أنه إذا تمكنوا من ربط الخلايا العصبية داخل العضيات في دوائر، فقد يكونون قادرين على تسليط الضوء على حالات مثل الشلل، حيث لم يعد الدماغ قادرا على إرسال تعليمات للحركة إلى الحبل الشوكي.

المصدر: لايف ساينس

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: البحوث الطبية الطب امراض بحوث دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية الخلایا الجذعیة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف هيكل كوني عملاق قد يكشف أسرار تكوين درب التبانة

#سواليف

اكتشف #علماء_الفلك أحد أكبر #الهياكل_الدوارة في #الكون، وهو خيط ضخم من #المجرات والغاز والمادة المظلمة يدور حول محوره المركزي، ما قد يتيح فهم كيفية #تشكل #مجرة_درب_التبانة.

وباستخدام بعض من أقوى التلسكوبات في العالم، رصد فريق البحث أكثر من 280 مجرة مرتبة على خط واحد يمتد 50 مليون سنة ضوئية عبر الكون. وعلى الرغم من امتداد هذا الخيط الهائل، لا يتجاوز عرضه 163000 سنة ضوئية، ما يجعله “رفيعا للغاية” بالنسبة لحجمه.

وقال البروفيسور مات جارفيس، المعد المشارك من جامعتي أكسفورد وويسترن كيب: “يمكن تشبيه ضيق هذا الخيط بعجينة يتم دحرجتها لتشكيل شريط رفيع لا يزيد سمكه عن بضعة مليمترات. ولكنه هائل على نطاق كوني، نصف قطره يساوي حوالي 10 مليارات ضعف المسافة بين الأرض والشمس”.

مقالات ذات صلة شات جي بي تي في ورطة.. 3 أسباب تدعو أوبن إيه أي للقلق 2025/12/06

وفي الدراسة، ركز الفريق على 14 مجرة ضمن هذا الهيكل، تمتد على خط طوله 5.5 مليون سنة ضوئية وسمكه 117000 سنة ضوئية.

وأظهرت الملاحظات أن المجرات تتحرك على جانبي محور الخيط في اتجاهين متعاكسين، ما يشير إلى دوران الهيكل بأكمله. والأكثر إثارة هو أن العديد من المجرات نفسها تدور في اتجاه الخيط نفسه، وهو ما يعزز فكرة أن الهياكل الكونية الكبيرة يمكن أن تؤثر على دوران المجرات الفردية.
إقرأ المزيد
“الصدى الكمومي”.. خوارزمية روسية تكشف أسرار مصير الكون

وقالت الدكتورة ليلى جونغ، المعدة المشاركة من جامعة أكسفورد: “يمكن تشبيه الأمر بأكواب الشاي في مدينة الملاهي؛ كل مجرة تدور مثل فنجان الشاي، بينما تدور المنصة بأكملها — أي الخيط الكوني — أيضا”.

وتعد الخيوط الكونية من أكبر الهياكل في الكون، وتمتد ضمن شبكة واسعة تعرف بالشبكة الكونية، تعمل كطرق كونية تربط بين العناقيد المجرية الكبيرة، وتسمح للغاز والمجرات بالتنقل بينها.

وأضافت جونغ: “ما يجعل هذا الخيط استثنائيا ليس حجمه فحسب، بل أيضا التوافق بين محاذاة الدوران والحركة الدورانية، ما يمنحنا رؤية نادرة لكيفية اكتساب المجرات لدورانها من الهياكل الأكبر التي تعيش فيها”.

كما يشير العلماء إلى أن هذا الخيط غني بالمجرات التي تحتوي على الهيدروجين، المادة الخام لتكوين النجوم، ويتميز بحركة داخلية منخفضة تعرف بـ”البرودة الديناميكية”، ما يجعله على الأرجح في مرحلة مبكرة من تطوره. وتضيف الدكتورة مادالينا تودوراتشي، الباحثة المشاركة من جامعة أكسفورد: “يمثل هذا الخيط سجلا أحفوريا للتدفقات الكونية، ويتيح لنا فهم كيفية اكتساب المجرات لدورانها ونموها على مر الزمن”.

ويختتم جارفيس: “فهم كيفية تشكل وتطور هذه الهياكل في الكون يمكّننا من معرفة كيفية تشكل مجرات مثل درب التبانة”.

مقالات مشابهة

  • بالتزامن مع العيد القومي.. افتتاح أول نموذج تطوير التجاري والحميدي ببورسعيد
  • تامر حسني يظهر لأول مرة بعد أزمته الصحية على كرسي متحرك.. فيديو مؤثر
  • تطوير أول خريطة ثلاثية الأبعاد لكل مباني العالم
  • تحسين الأمان والكفاءة.. رؤية مستقبلية للسكة الحديد «تطوير مزلقانات والاهتمام بالعنصر البشري»
  • لتقوية الذاكرة وزيادة الذكاء.. أبرز الأطعمة التي تدعم الدماغ
  • اكتشاف هيكل كوني عملاق قد يكشف أسرار تكوين درب التبانة
  • أكاديمي روسي: العلماء عاجزون عن تحديد الفرق الجيني بين العباقرة والموهوبين
  • فيديو.. رئيس هيئة كبار العلماء في موريتانيا يشيد بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين
  • مختص لـ"صفا": مقتل "أبو شباب" نهاية نموذج "اليوم التالي" وانتكاسة لـ"غزة الخضراء"
  • ناقد رياضي: كأس العرب تحول إلى مونديال مصغر