صحف عالمية: مجزرة الطحين بغزة قد تنسف مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
واصلت الصحافة العالمية إعطاء مساحة واسعة لتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وآخرها مجزرة شارع الرشيد بمدينة غزة والتي استهدفت مدنيين ينتظرون مساعدات، فضلا عن تسارع الأحداث على الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن إطلاق قوات الاحتلال النار على حشود مجتمعة حول شاحنات المساعدات في غزة "يهدد بنسف المفاوضات الهشة بشأن وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن (الأسرى)".
ولفتت إلى أن الحادث يأتي وسط ضغوط دولية على إسرائيل لوقف الحرب التي تسببت في قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني وتهدد بقتل المزيد إذا شنت هجوما على رفح.
وبشأن الواقعة ذاتها التي أدت لاستشهاد أكثر من 100 فلسطيني، ذكّر موقع "ميديا بارت" بتحذيرات الأمم المتحدة من مجاعة تهدد غالبية سكان القطاع، وشرح كيف أصبح وصول المساعدات إلى المدنيين أكثر تعقيدا بسبب الدمار الكبير والقتال المتواصل.
بدورها تطرقت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، إلى "أثر عميق لن يمحوه الزمن بسبب العدد المهول من القتلى في الأجيال القادمة بغزة".
وأشارت إلى أن سكان القطاع مدركون لحقيقة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الجوع سلاحا ضدهم، لافتة إلى انتقادات شديدة تنال إسرائيل في هذا المجال وأيضا بسبب استهداف المؤسسات الصحية بدعوى فقدانها حق الحماية التي يمنحها القانون الدولي.
من جانبها جمعت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية شهادات أطباء من غزة توثق قصصا مأساوية أبطالها أطفال يصلون إلى المستشفيات بمفردهم، واستعرضت بعض الأرقام الصادمة للأيتام في غزة تُحدثها المنظمات الإنسانية باستمرار.
ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالا يتحدث عن حرب لا مفر منها بين إسرائيل وحزب الله في غضون 6 أشهر إلى 8، ودعا أصحاب التحليلات الأكثر تفاؤلا إلى إمعان النظر في التطورات المتسارعة التي تنذر بانهيار قريب للقواعد التي حكمت هذا الصراع حتى الآن.
ويلفت المقال إلى أن الطرح القائل إن إسرائيل وحزب الله لا يريدان حربا بعيد عن الواقع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نواف سلام للجزيرة: مستعدون لمفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل
قال رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة نواف سلام في مقابلة مع قناة الجزيرة إن لبنان مستعد لما سماها مفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن بيروت تلقت رسائل من إسرائيل تتعلق بتصعيد محتمل، لكنه غير مرتبط بمهلة زمنية محددة.
كما أكد أن "لبنان ليس بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل، وأن التطبيع مرتبط بعملية السلام".
وقرر الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم تعيين مدني هو السفير السابق المحامي سيمون كرم رئيسا لوفده في اللجنة الخماسية المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل.
وحسب مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم الذي أجرى اللقاء مع سلام، فإن رئيس الحكومة اعتبر أن هذه الخطوة تعكس جدية لبنان في الشروع بمسار تفاوضي، لكنه قال " إننا إزاء مفاوضات فوق عسكرية"، أي أنها لا ترقى إلى مستوى مفاوضات سلام.
كما اعتبر سلام أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب بعيدا في توصيف خطوة ضم دبلوماسي لبناني إلى لجنة وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل.
وأعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو أمر بإرسال وفد إسرائيلي للقاء مسؤولين حكوميين لبنانيين.
وأكد الديوان في منشور عبر منصة إكس أن نتنياهو كلف القائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي بإرسال مبعوث نيابة عنه، وأوضح أن اللقاء بمسؤولين لبنانيين سيكون "محاولة أولى لترسيخ أسس العلاقات الاقتصادية بين الطرفين".
لكن رئيس الحكومة اللبنانية نفى في المقابلة التي تبث لاحقا على قناة الجزيرة أن يكون هناك أي لقاء بين وفد إسرائيلي ومسؤولين حكوميين لبنانيين، وقال إنه لا مجال لطرح موضوع العلاقات الاقتصادية، مؤكدا أن "لبنان ليس بوارد إجراء مفاوضات سلام والتطبيع مع إسرائيل".
وأضاف سلام أن خطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق لجنة وقف الأعمال العدائية إنما تعكس رغبة لبنان في التوصل إلى نتائج تتعلق بموضوع الحدود والمناطق المحتلة والأسرى وبقية الملفات.
إعلانكما أشار إلى أن هذه الخطوة جرى التشاور بشأنها مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، مشددا على أن اختيار الدبلوماسي السابق جاء في إطار وطني جامع.
يذكر أن لبنان وإسرائيل أبرما اتفاقا لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لكن إسرائيل خرقت الاتفاق مرارا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
سلاح حزب اللهوبخصوص سلاح حزب الله، قال سلام إن "على حزب الله تسليم سلاحه، وهذا من أهم عناوين مشاركته في مشروع بناء الدولة"، معتبرا أن هذا السلاح لم يردع إسرائيل ولم يحم لبنان، وأن الدولة استعادت قرار الحرب والسلم.
وحذر سلام من أن "الدولة لن تسمح بمغامرات تقود إلى حرب جديدة"، داعيا إلى استخلاص العبر من تجربة نصرة قطاع غزة.