قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية حثت الصائمين على تعجيل الفطر بعد التحقق من غروب الشمس، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ التعجيل علامة لخيرية هذه الأمَّة، بقوله: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ» متفقٌ عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

الفئات الممنوعة من الصيام خلال شهر رمضان المفتي يحسم جدل استخدام الحقنة الشرجية أثناء الصيام

أضافت الإفتاء، أن العلامة ابن دقيق العيد قال في "إحكام الأحكام": [تعجيل الفطر بعد تيقُّنِ الغروب مستحبٌّ باتفاق]، وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": [فيه: الحث على تعجيله بعد تحقق غروب الشمس، ومعناه: لا يزال أمر الأمة منتظمًا وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السُّنَّة، وإذا أخروه كان ذلك علامةً على فسادٍ يقعون فيه].

المحافظة على أداء الصلوات في وقتها

أوضحت الإفتاء، أنه قد حثت الشريعة الإسلامية أيضًا على المحافظة على أداء الصلوات في وقتها الذي وقَّته الله تعالى وجعله كتابًا موقوتًا لها، ودلت النصوص الشرعية على أن هذا من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وقد قال جلَّ شأنه: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148].

وبينت الإفتاء، أن صلاة المغرب من هذه الصلوات التي رغَّبت الشريعة في أدائها أول وقتها، فقد ورد حثٌّ خاصٌّ على أداء هذه الصلاة؛ لأنها وتر النهار، وأول صلوات الليل، وبها يختم المسلم نهاره، ويستقبل ليله، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كَانَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي العَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَالمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ" رواه الإمام البخاري في "صحيحه".

واختتمت الإفتاء قائلة: “ولا مانع شرعًا من تأخير الصائم المشتغل بالإفطار سُنَّةَ المغرب وأذكارَ ما بعد الصلاة إلى ما بعده، وخاصّة أنَّ تعجيل الفطر من سنن الصيام ومستحباته التي ورد نصوص الشرع بالحث عليها”.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء الشريعة الإسلامية الصائمين غروب الشمس اداء الصلوات أحب الأعمال صلاة المغرب

إقرأ أيضاً:

فتاوى وأحكام..هل الزلازل غضب من الله..هل يجوز توزيع لحم على الفقراء بدلًا من نحر أضحية..هل الصلاة على النبي تغفر جميع الذنوب

فتاوى وأحكام
هل يجوز توزيع لحم على الفقراء بدلًا من نحر أضحية؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل
هل من أحدث بين التسليمتين صلاته صحيحة؟.. الموقف الشرعي
هل الصلاة على النبي تغفر جميع الذنوب؟ اعرف فضلها
هل الزلازل غضب من الله.. دار الإفتاء: آية من آيات الله
أخر موعد لحلاقة الشعر وقص الأظافر لمن ينوي الأضحية.. انتبه

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تزايدت تساؤلات المواطنين حول أحكام الأضحية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواشي والخراف هذا العام.

ومن أبرز الأسئلة المتكررة: هل يجوز شراء لحم وتوزيعه على الفقراء بدلًا من نحر الأضحية؟

حسمت دار الإفتاء الجدل وردت بشكل واضح على هذا السؤال، حيث أكدت أن شراء اللحم وتوزيعه لا يُجزئ عن أداء سنة الأضحية، لأن من شروطها الأساسية إراقة الدم أي الذبح، وهو ما لا يتحقق بشراء اللحم الجاهز.

وأوضحت أن الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، وسنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشترط فيها أن يكون الذبح بنية التقرب إلى الله تعالى، وأن يكون الحيوان حيًا وسليمًا ويُزهق روحه عن طريق الذبح فقط، وليس بسبب آخر.

وأشارت إلى أن الأضحية يمكن أن تكون خروفًا، أو بالمشاركة في بقرة أو جمل بحيث لا يزيد عدد المشتركين عن 7 أفراد، وإذا تعذر على الشخص الذبح بنفسه أو لم يجد من يشاركه، فيجوز له شراء صك الأضحية من الجهات المعتمدة، شريطة توافر النية والضوابط الشرعية.

كما شددت دار الإفتاء على أن من الشروط العامة لصحة الأضحية أن يكون الحيوان مملوكًا للمضحي، وأن يبلغ السن المحدد للذبح، وألا يكون مصابًا بعيب واضح، وألا يكون من صيد الحرم، مع ضرورة أن تكون نية المضحي التقرب إلى الله.

وأكدت الدار أن الأضحية سنة مؤكدة وليست فرضًا على المفتى به، ويجوز الاشتراك فيها بشروط محددة، أبرزها أن يكون المشارك من أهل بيت المضحي الذين ينفق عليهم ولو تطوعًا، وأن يتحقق شرط القرابة والمساكنة والإنفاق.

وإذا تخلف أي شرط من هذه الثلاثة، فلا يصح الاشتراك، وتجب الأضحية المستقلة لكل شخص.

وعلى ذلك يتضح أن توزيع اللحم الجاهز لا يُغني عن الأضحية، ولا يتحقق به الأجر المرتبط بهذه الشعيرة العظيمة، بل إن إراقة الدم هي جوهر السنة النبوية في هذا المقام.

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومدير إدارة الأبحاث الشرعية، إن التسليمة الأولى في الصلاة تُعتبر من الأركان الأساسية، ولا تُقبل الصلاة بدونها، بينما تُعد التسليمة الثانية من سنن الصلاة، وليست فرضًا.

وجاء ذلك ردًا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء بشأن من ينتقض وضوؤه بعد التسليمة الأولى وقبل الثانية، حيث أكد الشيخ ممدوح أن الصلاة في هذه الحالة تظل صحيحة؛ لأن التسليمة الأولى كافية لصحة الصلاة، حتى وإن بَطُل الوضوء قبل التلفظ بالثانية.

وأوضح أمين الفتوى أن نية التسليم تختلف باختلاف وضع المصلي، فالإمام ينوي بالسلام أن يُسلم على المصلين خلفه وعلى الملائكة عن يمينه ويساره، أما المأموم فينوي رد السلام على الإمام والمصلين بجانبه وكذلك الملائكة، بينما ينوي المصلي المنفرد السلام على الملائكة والصالحين من المؤمنين.

وللإجابة عن سؤال: هل الصلاة على النبي تغفر جميع الذنوب؟ ينبغي التأكيد على أن الصلاة على النبي سبب في رفع الدرجات، وغفران السيئات، وتفريج الكربات، وقد بشر النبي من يُكثِر منها ببركات لا تُحصى في الدنيا والآخرة، فقال: "من صلّى عليّ صلاةً واحدة، صلّى الله عليه بها عشرًا" [رواه مسلم.

والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- شفيعُ الخلائقِ؛ فالصلاةُ عليه شفيعُ الدعاء؛ فبها يُستجاب الدعاء، ويُكشف الكرب والبلاء، وتُستنزَل الرحمة والعطاء، وقد أخبر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم -وهو الصادق المصدوق- أنَّ الإكثار منها حتى تستغرق مجلس الذكر سببٌ لكفاية المرء كلَّ ما أهمه في الدنيا والآخرة.

الصلاة على النبي وردت آثارُها عن السلف والأئمَّة بأنها سببٌ لجلب الخير ودرء الضر، وعلى ذلك جرت الأمَّةُ المحمديةُ منذ العصر الأول، وتواتر عن العلماء أن عليها في ذلك المعول؛ حتى عدوا ذلك من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المستمرَّة بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وتواترت في ذلك النقول والحكايات، وألفت فيه المصنفات، وتوارد العلماء على النص على مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإكثار منها في أوقات الوباء والأزمات؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو رحمة الله تعالى لكل الكائنات.

كما أن الصلاة على النبي من أجلِّ الطاعات التي يتقرَّب بها الْخَلْقُ إلى الْخَالِقِ؛ لذلك حثَّنا الله تعالى عليها بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

هل الزلازل غضب من الله ؟، شعر سكان القاهرة الكبرى وعدة مناطق ومحافظات من مصر، بهزة أرضية نتيجة زلزال بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر ضرب جزيرة كريت اليونانية اليوم الأربعاء، وفقًا لمركز جي إف زد الألماني لأبحاث علوم الأرض، مما جعل الكثير يتسألون هل الزلازل غضب من الله ؟.

لترد دار الإفتاء موضحة: أن ما يحدث من زلازل في بلاد معينة ليس دليلًا على غضب الله تعالى على أهل تلك البلاد لكونهم عصاة ومذنبين، فالبلاء قد يقع للصالحين كما يقع للعصاة، والواجب على المؤمن وقت حدوث الزلزال أن يتضرع لربه سبحانه بالدعاء، ويكثر من فعل الخير.

وأضافت دار الإفتاء أنه من المعلوم في ديننا الحنيف أن كل ما يحدث في هذا الكون هو بقدرة الله عزَّ وجلَّ، يقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73].

وتابعت: ومما يحدث في الكون الزلازل: وهي عبارةٌ عن هزاتٍ أرضيةٍ تتعرض لها القشرة الأرضية في بعض المناطق، وقد جاء ذكر الزلازل في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ۝ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: 1- 2].

وأكدت أن الزلازل آية من آيات الله تعالى من أجل ما يريد الله بذلك من خشية عباده له وفزعهم إليه بالدعاء والتوبة، فالصالح إذا صبر على البلاء نال الأجر والثواب من الله تعالى بصبره على ما أصابه من جراء هذه الزلازل من ضرر، يقول تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155- 157].

أما بالنسبة لقول بعض الناس: إن ما يحدث من زلازل في بلد معيَّنٍ دليل على أن أهل هذه البلد عصاة مذنبون يستحقون العذاب، فهذا غير صحيح؛ لأن نصوص الشرع الشريف دَلَّتْ على أن البلاء قد يقع للصالحين كما يقع للعصاة، لكنه بالنسبة للصالحين رحمة ورفعة، ينالون عليه الأجر والثواب من الكريم سبحانه، فقد اعتبر الشرع الشريف أن من مات بسبب هذه الزلازل ونحوها له أجر الشهادة التي لا يعادلها أجر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الشهداء خمسة: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» متفق عليه.

وأوضحت دار الإفتاء أن الواجب على المؤمن في وقت حدوث الزلزال أن يتذكر قدرة الله تعالى، ويتضرع له بالدعاء، ويكثر من فعل الخيرات، فقد روي عن معاويةَ بنِ حَيدةَ رضِيَ اللهُ عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَإِنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، وَتَقِي الْفَقْرَ. وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً، أَدْنَاهَا الْهَمُّ» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط".

ولمن ينوي ذبح الأضحية هذا العام عليه أن ينتبه قبل بداية العشر الأوائل من ذي الحجة آخر موعد لحلق الشعر وتقليم الأظافر.

والحكمة من الإمساك عن قص الشعر وتقليم الأظافر لمن نوى ذبح الأضحية تشبهًا بالحجاج لأنه يحذر عليهم ذلك أثناء الإحرام.

وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إنه يستحب لمن عزم أن يضحي إذا دخل العشر الأوائل من ذي الحجة ألا يأخذ شيئًا من شعره ولا من أظافره تشبيها بالمحرمين، فإن فعل كان خلاف الأولى ولا تبطل الأضحية وليس عليه كفارة.

وأضافت لجنة الفتوى في إجابتها عن سؤال: «هل الأخذ من الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة يبطل الأضحية؟»، أن العلماء اختلفوا في ذلك على 3 أقوال، الأول: مذهب الأحناف بأن الأخذ من الشعر أو الأظافر مباح، والثاني: مذهب المالكية والشافعية بأنه يستحب عدم الأخذ من الشعر أو الأظافر، والقول الثالث: مذهب الحنابلة بأنه يحرم الأخذ من الشعر أو الأظافر.

وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق مفتي الجمهورية السابق، ان قص الشعر والأظافر بالنسبة للمضحي هي مسألة مندوبة أو مستحبة وليست إلزامية، وورد فيها حديث واحد روته أم سلمة رضي الله عنها .

وأضاف عاشور ان آخر موعد لقص الشعر والأظافر قبل مغرب ليلة الأول من ذي الحجة وتنتهي بذبح الأضحية ، ومن أراد أن يمسك عن القص فقد أصاب السنة ومن لم يلتزم بها فلا شئ عليه وإذا ضحى فأضحيته صحيحة ولا ينقص من ثوابه.

طباعة شارك هل الزلازل غضب من الله هل يجوز توزيع لحم على الفقراء بدلًا من نحر أضحية هل الصلاة على النبي تغفر جميع الذنوب

مقالات مشابهة

  • فتاوى وأحكام..هل الزلازل غضب من الله..هل يجوز توزيع لحم على الفقراء بدلًا من نحر أضحية..هل الصلاة على النبي تغفر جميع الذنوب
  • هل يؤثر لبس الرجال للذهب على صحة الحج؟.. أمين الفتوى يُجيب
  • دعاء صلاة الحاجة.. لا تنسَ ردده في السجود
  • هل يجوز الدعاء لأحد باسمه في الصلاة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • حكم من يصلي في الركعة الأولى بسورة الناس.. أمين الفتوى يوضح
  • ما حكم الشرع في أداء الأطفال لمناسك الحج؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم حج الحامل والمرضِع؟ الإفتاء توضح
  • هل تأخير الصلاة بسبب ظروف العمل يستوجب كفارة؟.. دار الإفتاء توضح
  • الإفتاء توضح كيفية تسوية الصف في الصلاة بالنسبة للجالس على الكرسي
  • أحمد الرخ: مناسك الحج تعبُّدية تُظهر إخلاص النية لله