إنتهاكات مستمرة من قبل الدعم السريع ضد المدنيين العزل في الجزيرة وغيرها
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
في الغالب الأعم أتجنب إنتقاد أي من مجهودات القوي المدنية حفاظا علي ما تبقي من وحدة هشة و حتي لا نتسبب و لو بالقليل من زيادة الشقة، خصوصا في حالة الحرب، القوي المدنية السلمية لا تملك سلاحا إلا وحدتها و تعاضدها، و أي مجهود نحو وقف الحرب ، أو تخفيف ويلاتها و إن كان صغيرا فهو موضع تشجيع وتقدير و أعلي درجات من النقد قولا دون الفعل.
و لكن بالنسبة لتقدم / قحت و من باب الدعوة للتحسين و إعادة ترتيب الأولويات ….لم أتمكن من إستيعاب أولوية عقد “ورش” عن كيف يحكم السودان و الترتيبات الدستورية، في هذا الوقت الحرج جدا و السودان يشهد أكبر كارثة إنسانية علي مستوي العالم. أعتقد أن هذه القضايا قضايا مفصلية و أساسية، لكن تم نقاشها مرارا و تكرارا حتي في مرحلة الإتفاق الإطاري إن أسعفتني الذاكرة، و يوجد أوراق و أوراق و بحوث علمية عن هذه القضايا، مما يعني أن هناك منتوج يمكن الإعتماد عليه و الإنطلاق منه لاحقا. أما الآن ، ووضع السودان الحالي من حرب مشتعلة، إنتهاكات مستمرة من قبل الدعم السريع ضد المدنيين العزل في الجزيرة و غيرها من مناطق ، مجاعة متفاقمة و إنقطاع شبكات إتصال و غيرها من القضايا المصيرية توضح أن هناك خللا جوهريا في تحديد الأولويات…. كذلك علي تقدم و قحت الإستماع لصوت اللوم ، الإنتقاد و الهوة الكبيرة جدا بينها وبين الشارع السوداني ، و مناقشة هكذا قضايا قبل ترميم وبناء جسور سلام بينها وبين الناس و إشراك أكبر قطاع في النقاش إنما يزيد الشقة. علي تقدم مراجعة أولوياتها و أن تعمل علي إعادة بناء الثقة بينها وبين القوي غير المسيسة أو أي وصف آخر أكثر شمولا….و أتمني و أقترح عليهم أن تكون ضمن نقاشاتهم و جلساتهم كيفية ترميم ما إنكسر و الإستماع لكل الأصوات الناقدة، الغاضبة و حتي الكارهة…
أما بالنسبة لقضية التمويل فمن وجهة نظري الشخصية لا حرج في ذلك، إذ ليس من الممكن تنفيذ أي مجهودات كبيرة دون تمويل ومع ظروف الحرب وحتي قبل الحرب لشح المصادر و التمويل و الوضع الإقتصادي المعلوم لا يوجد مصادر للتمويل غير المؤسسات الدولية ،
فالمؤسسات الوطنية/ الرأسمالية أصابها ما أصابها بسبب هذه الحرب المدمرة. مع التشديد علي ضرورة وجود لوائح مالية صارمة وشفافة للتعامل مع أي مصادر مالية و إشتراط عدم تدخل المانحين أو فرض أي أجندة لا تتوافق مع مصلحة البلاد العليا و المواطن السوداني….
#المجد_للشهداء_في_عليائهم
ولاء البوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تفاصيل وخفايا معركة العوينات : تحالفات المرتزقة والارهاب
فى الأخبار ، أن اشتباكات حدثت بين القوات المشتركة السودانية مع قوة ليبية فى منطقة (العوينات) ، وان الطرف الليبيي هو كتيبة (سبل السلام)..
قائد الكتيبة الليبية الشيخ هاشم عبدالرحمن قال (إن ما حدث مجرد سوء تفاهم ، ونتج عنه 2 من القتلى السودانيين وأسير واحد ، وثلاثة أسرى من الجانب الليبيى وجار نقاش لتبادل الأسرى ووضع آليات تفادي هذا الاشكال) ، وبينما تم ترويج الحديث بتوسع وكثافة فى ليبيا ، فقد اقتصر النقاش حوله فى السودان على منصات محدودة ومن جانب كونه (تدمير عتاد) ، والأمر أبعد من ذلك وفق بينات كثيرة..
فى اغسطس 2024م ، نشرت منصة القدرات العسكرية السودانية تقريراً عن دعم بعض الأطراف الليبية لمليشيا الدعم السريع المتمردة ، وورد بوضوح دور هذه الكتيبة ، وجاء فيه ( لواء سبل السلام متورط بشكل أساسي فى تسهيل امدادات الدعم السريع بالوقود والسيارات وزيوت محولات الكهرباء ، كما يكرس اللواء الطرق الآمنة لمرور المرتزقة الاجانب) ، ومما يعزز معلومات منصة القدرات العسكرية السودانية هو وجود اعداد كبيرة من مرتزقة قبائل التبو الليبية بالإضافة إلى مجموعات ذات توجهات (ارهابية) من منطقة شمال وغرب القارة الافريقية حيث تربط آمر الكتيبة صلات وثيقة مع هذه المجموعات..
وكشفت تحقيقات فرانس 24 ، (26 يناير 2025م) عن تورط هذه الكتيبة فى مهام تهريب المرتزقة الاجانب (كشفت تحقيقات صحفية، أجرتها قناة “فرانس 24″، عن ( تورط قوات قائد القيادة العامة، خليفة حفتر ، في تهريب أسلحة ومرتزقة إلى السودان، لصالح قوات الدعم السريع، رغم الحظر الأوروبي المفروض على تصدير السلاح إلى السودان.
ووفقا لتحقيق القناة فان ( شحنة قذائف هاون بلغارية الصنع من الإمارات إلى شرق ليبيا، قبل أن تنقل برا عبر الصحراء إلى السودان، وتولت كتيبة تعرف باسم “لواء سبل السلام”، المتمركزة قرب مدينة الكفرة، مسؤولية تأمين الطريق الذي تستخدمه القوافل المسلحة.
كما أظهرت التحقيقات أن مرتزقة كولومبيين، عبر شركات كولومبية وإماراتية، تم نقلهم من أبوظبي إلى مدينة بنغازي، كما خضعوا لتدريبات وإشراف من قبل عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، قبل توجههم إلى السودان.
وأكد باحثون أن هناك تحالفًا غير معلن بين حفتر وقوات الدعم السريع، يعود إلى مرحلة الحرب الليبية، حيث يعتقد أن قوات الدعم السريع قدمت دعما لحفتر، وفي المقابل يرسل حفتر ذخيرة وأسـ.ـلحة ومنتجات نفطية لقوات الدعم السريع)..
بالرغم من أن تكوينها جاء من خلال تبرعات ما اسموه (الجماعات السلفية) ، إلا أن الكتيبة اصبحت تحت رئاسة القيادة العامة للقوات الليبية وتحت اشراف مباشر من صدام خليفة حفتر ، فكيف نشأت ومن هو آمرها الشيخ هاشم عبدالرحمن ؟..
من ابرز محطات الشيخ هاشم هو دوره فى كتيبة ثوار ليبيا 2012م بالجنوب ثم انخراطه في حرس الحدود ومحاربة مهربي السلاح والذخائر والمخدرات فى المثلث الحدودي..
فى العام 2014م ، وبعد تقاعده عن كتيبة ثوار ليبيا ، عاد إلى الميدان وبدأ فى جمع تبرعات من رجال الاعمال لتأمين منطقة الكفرة ، وتوسعت ادوار الكتيبة بعد تبعيتها إلى قوات حفتر واحلالها بدلاً عن كتيبة ثوار ليبيا…
وللشيخ هاشم علاقة وثيقة بالحركات والجماعات الجهادية فى الغرب الافريقي..
فى 6 مايو 2025م ، اعاد موقع “أفريكا إنتيليجنس” للأذهان دور الكتيبة وجاء فى تقريره ( إن مجموعة “سبل السلام” المسلحة التي تستقر في الكفرة وتنشط في مناطق جنوب شرق ليبيا قرب الحدود الليبية مع تشاد والسودان ومصر تثير القلق بين الحكومات الغربية.
وقال الموقع إنه منذ اندلاع الصراع في السودان، شوهدت قوافل من البنزين والأسلحة تتحرك باتجاه الحدود الليبية مع السودان في المنطقة التي يسيطر عليها أفراد “سبل السلام”، وتشير هذه التحركات إلى وجود اتصال بين الميليشيا وقوات الدعم السريع التابعة لـ”حميدتي)..
كل هذه الاشارات تؤكد ثلاث حقائق مهمة:
– أن بلادنا تخوض حرباً ومؤامرة ذات أطراف متعددة ومصالح متعددة ، وفى سبيل ذلك تم توظيف كل وسيلة للخراب والدمار والمرتزقة والسلاح والموارد ، وهذه واحدة من تلك الآليات..
– أن وصول متحرك محور الصحراء إلى المثلث الحدودي يمثل نقطة محورية فى المعركة ، حيث قطع شريان الدعم المفتوح من ليبيا واحداث خلخلة فى التحالفات الخفية ، وهذه ابعاد استراتيجية لا يدركها البعض أو حتى ليس له الوقت للنظر إليها وهو مستغرق فى قضايا والاحداث اليوم..
– وثالثاً: الخفي فى الاجندة الأجنبية أكثر وأكبر مما يبدو ، وكل يوم نستكشف أبعاداً جديدة تتجاوز قدرات المليشيا المجرمة إلى ادوار شبكات قوى دولية واستخبارات عالمية وجماعات من تجار الحروب من العابرين للحدود.
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
7 يونيو 2025م..