مهرجان "أيام الشارقة" يكرم العمانية فخرية خميس بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
شهدت قاعة المؤتمرات بقصر ثقافة الشارقة محاورة حول التجربة المسرحية للفنانة العمانية فخرية خميس، بمناسبة فوزها بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها السابعة عشرة.
بدأت فخرية خميس حديثها في المحاورة التي أدارها الشاعر والإعلامي العماني عبد الرزاق الربيعي، معبرة عن فرحتها بالجائزة وقالت: «سعيدة بحصولي على الجائزة، واختياري من لدن صاحب السمو حاكم الشارقة للحصول على هذه الجائزة الكبرى».
وأضافت: «لما تلقيت الخبر أمانة دمعة عيني فرّحت فرحاً وبكيت، واختزلت لحظات المشوار الطويل الذي بدأته في ١٩٧٣، فأن أتوج بهذه الجائزة الكبيرة لهو شرف».
وأكملت متحدثة عن المسرح وعلاقتها الرائدة به: «كلنا حريصون على المسرح، وكلنا نعشق المسرح كونه أبا الفنون، وأنا أعده الفن الصادق الواصل للجمهور من لحظة الميلاد، عندما يقف الفنان على خشبة المسرح ويجد الجمهور أمامه حاضراً ويتفاعل معه، هذه مصداقية كبيرة كونه صدق وحضر».
وتطرقت للحديث عن انتقالها من الكويت إلى عمان، وبدايتها في عالم المسرح، وذكريات أول عرض شاركت فيه، وأول وقوف على خشبة المسرح، وعن مسيرتها الحافلة التي انطلقت وهي بعد في عمر الثالثة عشرة منذ السبعينيات، وأفاضت بحديثها عن المعاناة التي لاقتها كونها فتاة في مجتمع تحكمه بعض العادات والتقاليد، التي ربما كانت ستعوق حركتها وتقدمها في تجربتها الفنية، لكنها كانت متمسكة بحلمها ومصرة عليه، حتى استطاعت الخروج إلى النور وتحقيق مبتغاها.
وعن أهمية المسرح بين بقية الفنون الدرامية من سينما وتلفزيون، صرحت قائلة: «أتمنى أن يكون المسرح في الوطن العربي متميزاً دائماً ويلقي الضوء على الكثير من القضايا الاجتماعية، أي نعم هناك تلفزيون، وهناك سينما، لكن المسرح في قضاياه ورسالته غير، إلى جانب الدهشة والإبهار في عروضه».
وامتدحت أيام الشارقة المسرحية، بصفتها تظاهرة فنية وثقافية جامعة للمواهب المسرحية المحلية ولأعلام المسرح العربي، وذلك أنها حرصت دائماً على حضورها: «أيام الشارقة المسرحية من الفعاليات المهمة التي تشكل الكثير في حياتنا كفنانين، حيث نأتي حاضرين تلبية للدعوة ولنداء حاكم الشارقة، أن نحضر كل العروض التي تقام في الشارقة لنرى تجارب الشباب التي تتجدد سنة عن سنة، بأسلوب جديد وبإبهار جديد وتقنيات جديدة موظفة بشكل جميل، فأنا حريصة على أيام الشارقة المسرحية».
وأشادت بالحراك المسرحي في دولة الإمارات العربية المتحدة قائلة: «حراك حيوي، ولا يكاد ينتهي مهرجان حتى يبدأ مهرجان آخر».
وتبع حديثها تقديم شهادات من عدة فنانين وفنانات من أجيال مختلفة، من عمان والكويت والأردن وغيرها، مثل الفنانة أمينة عبدالرسول، والفنان صالح زعل، والفنان يوسف الحمدان، والفنانة جومانة الطراونة، والفنان عبدالغفور البلوشي، والفنان جاسم البطاشي، والفنان عبدالله التركماني، وغيرهم، جاءوا لدعم خميس ومشاركتها في لحظات تتويجها، معربين عن ثقتهم باستحقاقها للتكريم، ومعبرين عن امتنانهم لمقام صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي دائماً ما يبادر بتقدير كل الرموز الفنية والإنسانية العربية وتكريمها، واستحضر بعض المتداخلين ذكرياتهم مع فخرية، فاستحضرت الفنانة أمينة عبدالرسول علاقتها الفنية بفخرية وأعمالهما المشتركة، وكذلك علاقتهما الأخوية في المسرح والبيت كصديقتين ورفيقتين. وأشاد الفنان الكويتي عبدالستار ناجي بجيل الرواد وتضحياتهم، ودور المعاهد العليا للفنون المسرحية على مستوى الوطن العربي، ودور الريادة للفنانة فخرية خميس.
وتحدثت الفنانة جومانة طراونة عن فخرية الإنسانة المتسامحة، التي تقف على مسافة واحدة من الجميع، وهي المرأة القوية، وتطرقت أيضاً لتجربة فخرية مع المرض وتغلبها عليه، بينما ذهب عبدالغفور البلوشي إلى الماضي قليلاً، واستحضر مشاركاته مع الفنانة وعن بداياته هو وفخرية أثناء عملها مذيعة في البدايات، ثم عملها في المسرح والدراما، وحصولها على جوائز مهمة مثل جوائز فرق المسرح الأهلية في عمان، مؤكداً على خدمة هذا الجيل الرائد للمسرح العماني.
وجاءت شهادة أخرى من عمان، من الفنان جاسم البطاشي، عن فخرية وتكريمها، وأنها حالة خاصة لزملائها ولجمهورها، ونوه جاسم بدور الشارقة الريادي في تكريم الرموز الإبداعية، وخص بالذكر تكريم سابق للفنانين العمانيين سعود الدرمكي، وصالح زعل.
وأضاف الفنان الكويتي عبدالله التركماني أنه يتذكر بداية معرفته بها من خلال متابعته لأعمالها الفنية، حتى جمعهما تعاون فني في أحد الأعمال الدرامية الخليجية.
وقدم آخرون شهادات عن قدرة فخرية على الارتجال والخروج عن النص بحدود، وبما يخدم العرض، ثم جاءت شهادة الفنان يوسف الحمدان عن اجتماعه بالفنانة في العروض والمشاهدات والمهرجانات.
وأكد على تنوع وثراء تجربة فخرية وتفانيها في العمل المسرحي، وعن تعاونها في أعمال فنية مهمة مع أغلب النجوم الخليجيين الكبار، مثل الفنان عبد الحسين عبد الرضا، والعديد من مخرجي الوطن العربي، ووصفها بالشخصية المثقفة المتجددة المشتعلة.
واختتمت فخرية حديثها بتصريح لها: «منحي الجائزة مسؤولية ومحفز للعودة مجدداً إلى خشبة المسرح».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مسرح مهرجان إبداع ثقافة أیام الشارقة فخریة خمیس
إقرأ أيضاً:
«اليوم الإماراتي للمسرح» احتفاء يروي عن الإبداع والمبدعين
هزاع أبو الريش (أبوظبي)
في الثاني من يوليو من كل عام يحتفل المسرحيون الإماراتيون بـ«اليوم الإماراتي للمسرح»، حيث اعتمدت الجمعية العمومية لجمعية المسرحيين هذا التاريخ، ليكون مناسبة سنوية للاحتفاء بالمسرح الإماراتي ومنجزاته ومبدعيه، وهو تاريخ يوم ميلاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وذلك «تيمناً برمزية هذا التاريخ الذي اعتبروه ميلاداً حقيقياً للمسرح في الإمارات، وعرفاناً بأيادي صاحب السمو البيضاء على المسرح في الإمارات، رعاية ودعماً وإنتاجاً وتوجيهاً».
تعود بداية المسرح في الإمارات إلى الستينيات مع ظهور أولى الفرق المسرحية، التي كانت غالباً تقدم عروضاً مسرحية متواضعة في المدارس أو الأماكن العامة، وكانت عروضاً تعكس القضايا الاجتماعية والثقافية للمجتمع الإماراتي.
وفي السبعينيات والثمانينيات شهد المسرح الإماراتي تطوراً ملحوظاً، حيث بدأت الفرق المسرحية تتخذ طابعاً أكثر فاعلية واحترافية مع إنشاء مسارح متنوعة وإقامة العروض المسرحية للأعمال الكلاسيكية والمعاصرة، وتأثر المسرح الإماراتي بالعديد من التيارات المسرحية العربية والعالمية، ما جعل هذا التأثر يسهم في صياغة المشهد المسرحي الإماراتي، من حيث تنوع الأعمال المسرحية وتقديم العديد من الرؤى الجديدة والمبتكرة، بالإضافة إلى ذلك لعبت المهرجانات المسرحية دوراً هاماً في تعزيز الحركة المسرحية بالإمارات، حيث إنها قدمت منصة مهمة ومُلهمة للفرق المسرحية الإماراتية لعرض أعمالها والتواصل مع الجمهور بشكلٍ أوسع وأكبر.
مسيرة ملهمة
وفي هذا السياق، يقول الفنان د. حبيب غلوم، أمين السر العام بجمعية المسرحيين الإماراتية: «الاحتفاء بهذا اليوم يعد احتفاءً بالإبداع الإماراتي، طالما المسرح هو جزء من هذا النسيج المحلي الوطني المندمج في الهوية، وشجون الإنسان الإماراتي المبدع. وأن يحتفي المسرحيون الإماراتيون بمسرحهم وحصادهم المسرحي كل سنة، هو احتفاء بالذات الإبداعية وما قدمته خلال مسيرتها الملهمة، ويسعدنا كفنانين إماراتيين أن تنطلق هذه الفعالية الثقافية، وأن تجيء هذه الاحتفالية الوطنية تعبيراً جميلاً عن أهمية المسرح في مؤسسات الدولة والمجتمع».
ويتابع غلوم: «الدعم المسرحي والرعاية الكريمة التي نستمدها من صاحب السمو حاكم الشارقة في إقامة المهرجانات المسرحية المختلفة هما إضافة حقيقية وثرية للمسرح الإماراتي، وهذه اللمسات تنثر غيمتها بالخير الجزيل، وهو ما جعل المسرح اليوم بهذا التطور الملحوظ والملفت موثقاً اسمه في كل المحافل المحلية والعربية من خلال الطاقات الإبداعية، التي يحتضنها من فنانين وممثلين ومخرجين وكتاب». ويضيف: «بفضل هذا الدعم والمتابعة والتوجيهات من المعنيين بالشأن الثقافي قادرون على أن نوجد لأنفسنا مكانة رفيعة ومرموقة بين المسارح العربية العريقة، وأن نجد لنا كذلك مكانة بين المهرجانات المسرحية والمشاركات والجوائز الدولية».
تنوع ثقافي
ويبيّن وليد الزعابي، عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين، مهندس ديكور مسرحي، أن المسرح الإماراتي اليوم يعكس التنوّع الثقافي والفني للوطن، حيث تقدم الأعمال المسرحية مجموعة واسعة من المواضيع والأشكال الفنية، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة في تقديم عروض مسرحية مبتكرة وتفاعلية. ويضيف: «هذا الحضور المُبهر جعل المسرح الإماراتي يشارك بكل ثقة وتميز في العديد من المهرجانات العربية والدولية، مما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي والفني بين الإمارات والعالم».
يقول الفنان عبدالله الحريبي، ممثل ومخرج مسرحي: «المسرح هو الهواء الذي يتنفسه الفنان ليبقى على قيد الحياة، جاء يوم المسرح الإماراتي ليؤكد أهمية المسرح ودوره في نفس المبدع، وبلا شك هو عرس فني سنوي نحتفل فيه بإنجازاتنا ونجاحاتنا»، ويشير الحريبي إلى أن نجاح المسرح الإماراتي يعود إلى من يقود هذا الحراك المسرحي خلال السنوات الماضية، ما جعله يرتقي ويصبح مسرحاً يمثل الوطن ورؤى مبدعيه التي نجني ثمارها اليوم من خلال المشاركات الدولية.
يقول الفنان سعيد الزعابي، مخرج ومؤلف، إن المسرح في الإمارات لم يكن يوماً مجرد خشبة وتمثيل، بل كان ومازال مرآة تعكس قضايا المجتمع، ومدرسة تُعلِّم القيم، ومنصة لصوت الإنسان وعقله وروحه.
ويضيف الزعابي: «في هذه المناسبة، نُجدد العهد على مواصلة حمل رسالة المسرح، إبداعاً وثقافةً، وبناء أجيال تعي قيمة الفن الهادف، وتعكس صورة الإمارات المتحضرة والمتمسكة بجذورها، وكل عام والمسرح الإماراتي بخير، وكل عام وروّاده ومبدعوه في تألق وارتقاء وإبداع وفكر ورسالة سامية».