تخريج مستنفري الكرامه بمنطقة حزيمة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
إحتفلت منطقة حزيمة بمحلية مروي أمس بتخريج مستنفري الكرامة الثانية من شباب المنطقة بحضور المدير التنفيذي للمحلية بالإنابة الأستاذ حسن حسين وقائد ثاني قيادة الفرقة (19) مشاة مروي عميد ركن ياسر الصديق الأمين وقائد إستخبارات الفرقة عقيد ركن عادل علي حسن ورئيس الهيئة الشعبية لدعم وإسناد القوات المسلحة بالمحلية عبد الكريم الفتح وممثلين عن لجنة أمن المحلية وقادة وحدات الفرقة (19) وجمع غفير من المواطنين بالمنطقة والمناطق المجاورة.
وحيا قائد ثاني قيادة الفرقة (19) مشاة نضالات منطقة حزيمة وأدوارها في دعم وإسناد القوات المسلحة بالرجال والمال مشيدا بالمستوى التدريبي المتقدم للمستنفرين.
وجدد قائد ثاني قيادة الفرقة (19) مشاة جاهزية الفرقة لإستقبال كل الراغبين في الإنضمام لشرف الجندية.
ممثل المنطقة أشار إلى أن أحفاد الملك صبير سيظلوا على العهد في الوقوف صفاً واحداً للدفاع عن العقيدة والوطن مؤكداً جاهزية المستنفرين لتأمين وحراسة المنطقة والمشاركة في الخطوط الأمامية جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى حتي تحقيق النصر.
من جهته أكد رئيس لجنة التعبئة و العلاقات العامة باللجنة العليا للتعبئه والإستنفار بالمحلية الجنيد محمد الحسن إن شباب حزيمة يشكلون إضافة حقيقية لإسناد قيادة الفرقة (19) مشاة ،مضيفا إن منطقة مروي ظلت وستظل صمام الأمان لحماية وتأمين الولاية الشمالية ضد كل طامع وعميل.
هذا وتم خلال حفل التخريج تكريم اللجنة المنظمة للإحتفال بحزيمة لقيادات الفرقة (19) مشاة والهيئة الشعبية لدعم وإسناد القوات المسلحة ووحدة الشهداء الإدارية وعدد من الجهات المشاركة والداعمة لمعسكر تدريب المستنفرين بالمنطقة.
سونا
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة قیادة الفرقة
إقرأ أيضاً:
السودان وحرب المسيرات
أدركت الدولة الغضّة بواسع علمها، وثاقب رأيها، أنَّ الجيش الذي تحاربه بالوكالة، لم ينتصر في جبل موية، وسنجة، والجزيرة، والخرطوم، وتسير جحافله الآن غرباً لتدك آخر معاقل التتار الجدد، بالسحر والأرواح، وخوارق الطبيعة، ولكن لأنه جيشٌ جريءٌ يجيد الحرب، ويتقن النزال، ولا أعلم إذا كانت هذه الدولة الهشّة التي تعض شقيقاتها بنابٍ مسموم، وتصاولهم بمخلب قاتل، تدرك أنَّ هذا الجيش اللجب الذي تورّطت في مناجزته، قد ظفر بشهرة لم يظفر بها أحد سواه في الجزء الشمالي الشرقي لقارة أفريقيا. لقد استطاع هذا الجيش ببطولاته وجهاده، وتضحياته الجسام، على مدار أكثر من قرن، أن يحوز على هيام شعبه، وينال حبّه وصبابته، وفي الحق أنَّ هذا الجيش لم يهيمن على فؤاد شعبه، إلا لأنَّ هذا الشعب أبصر قواته بقوامها الرشيق، وبمنطقها البسيط الأنيق، لا تتردد لحظة في الذبّ عنه، والذود عن حياضه، بل لم تقتصر مهمة القوات المسلحة السودانية، على مدار عمرها الحافل، في الحفاظ على كيان الدولة التي يمنحها أغلى ما يملكه، ويتحفها بهذا الجهاد الطويل الخصب، وتخصه هي باللين حيناً، وبالعنف والشدة حيناً آخر، رغم محبتها له، لأنها تجهل لماذا يتدفق جنودها أو يُحجموا عن اجتياح منطقة ما، أو لماذا يفتحوا أبواب بعض المدن أو يغلقوها، ولكنها بعد كل هذا تملك هذه القوات المسلحة فؤادها، وتسيطر على ضميرها، متى ما انجلت الأسباب، واتضحت لها الحقائق، فالجيش لا يمكن أن يُشرك شعبه في كل أمره، ويطلعه على جميع شأنه.
نقول لحكام هذه الدولة الذين نعرف أنهم ليسوا أهل إيمان، ولا أصحاب دين، إن جيشنا الذي يؤدي واجبه كأحسن ما تُؤدى الواجبات، لم يكتفِ بهذه الأعباء الثقال التي تنهض بها كل جيوش العالم، ولكنه زاد عنها بالحركة والنشاط، الذي جعل شعوب المنطقة تحتفي به، وتثني عليه، لأنه سار وفق قواعده ومثله العليا، التي تحتم عليه أن يتضامن مع محيطه الذي يعرفه جيداً، ويفهم دقائقه. لأجل ذلك رأينا لجنود السودان مشاركات خارج نطاق حدودهم، أبصرناهم يضطربون في بيئات ليست غريبة عليهم، وغايتهم من هذا الاضطراب أن يُعربوا عن ذاتهم التي ترغب في مساعدة الغير على نيل الحرية، ولكي يعيدوا الأمور إلى نصابها. لأجل هذا شاركوا مصر في كل حروبها منذ الاستنزاف حتى أكتوبر الأخضر، وكان تواجدهم سائغاً إبّان الحرب الأهلية في لبنان، وفي الكويت حينما أراد الرئيس العراقي الراحل عبد الكريم قاسم في ستينيات القرن المنصرم أن يشمخ فيها بأنفه.
إذن سادة تلك الدولة التي سوف تثكلها قريباً مدارج الفتون، لن تظل أبراجها وعماراتها الشامخة وادعة آمنة، فنخبها السياسية كانت جامحة الخيال، حينما ظنّت أن خارطة السودان غيداء فاتنة، يمكن الحصول عليها بتلك الشرذمة من الرعاع الذين لا أجد رزءاً في موقفي هذا، بأن أدمغهم بالجبن، وأنهم أحطّ الناس مرتبة، وأنأى الخلائق بعداً عن الشرف والوطنية.
دويلة الشر اعتقدت أنها ستُخرج من الهوام رجالاً، ومن البراغيث أفيالاً، وأن هذه الجموع من طغام الناس وبغاثهم، في كل صورهم وأشكالهم، يستطيعوا أن يسحقوا جيشاً عرمرماً، ويجعلوه في حرجٍ وفي عُسرٍ شديد، كلا، لم ولن يحدث هذا، فمما لا يندّ على ذهن، أو يلتوي على خاطر، أن هذا الجيش الذي تطمئن إليه قلوبنا، وتستريح إليه نفوسنا، صاحب فلسفة عميقة رفيعة لا يدركها كل إنسان، فلسفة غذّت عقولنا وأرواحنا، فلسفة شامخة ناضجة، مكنتنا من أن نفهم قيمة جيشنا، ونجعله هادينا الأوحد في حياتنا، فقد آمنا به وكفرنا بما غيره، وأيقنّا بأنه قد تجرد عن الشعور بالفردية، وتسامى عن كل شهوة أرضية. نحن نعشق جيشنا الذي اعتلى ذروة المجد، ونتعصّب لهذه الأفكار والآراء التي تزعم بأنه رمز النضال، وأنه موئل انعتاقنا الأبدي، فلولا هذا الجيش الكاسر الصنديد، لأمست تلك الدويلة التي لا تُؤمن بوائقها تتحكم حتى في سمعنا وبصرنا، وحسّنا وفكرنا.
إن حربك معنا أيها المأفون الواهم، أنت وحاشيتك، قد اتخذت سُبلاً ومواطن أخرى، وها نحن نراك قد انحرفت عن صورها الراتبة المعهودة، وكأنك قنطت من رهط المغامرين الخبثاء، الذين تظاهر بعضهم على بعض، ونشأت بينهم الغوائل، فعمدتم إلى المسيرات التي اتخذت صبغتكم الدموية، عساها تشفي غليلكم، وتستلّ سخميتكم من القوات المسلحة السودانية التي أودت بحياة مجموعة مقدّرة من ضباط جيشكم الفينان، ثُلّة قضت نحبها في مدينة نيالا. فما أن سمعتم بخبر "نفوقهم" حتى هاج كبرياؤكم، وثارت ضغينتكم، فأمطرتم بورتسودان وغيرها من مدن السودان بهذه البعثة المباركة من المسيرات التي لن تغيّر أعاليها وأسافلها شيئاً من إحكام الصلة بسهول، وهضاب، ومدن، ونجوع، ليس بينها وبين القوات المسلحة شيء من الإهمال أو الغفلة.
إذن أسدر في غيّك، وتمادَ في ضلالك، وأرسل مسيرات غضبك وامتعاضك، فهي لن تُلهي الجيش عن إكمال مهمته، فالجيش، والقوات المشتركة، و"ألوية البراء بن مالك" التي تعج متحركاتها بالتهليل والتحميد، وتصخب بالتسبيح والتمجيد، هذه الألوية تندمج مع الجيش دونما نفور، ولن يمضي غير قليل حتى تمتد أياديهم من كل جانب لتخنق "تتر العصر"، وتبطش بعد ذلك بمن عاونهم ومكّن لهم.
لن يستمر هذا الحال طويلاً، ولن ينظر الناس إلى قصورك وأبراجك معجبين، فسوف يُخني عليها الذي أخنى على لُبَد. فهذا مصير كل من يرى في الأنانية دستوراً للحياة، وينساق وراء نزواته وهواه.
د. الطيب النقر
nagar_88@yahoo.com