الجزيرة:
2025-07-12@15:43:35 GMT

شيخ الأمين السوداني.. زعيم صوفي أم عميل مخابرات؟

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

شيخ الأمين السوداني.. زعيم صوفي أم عميل مخابرات؟

شيخ الأمين، ذلك الصوفي السوداني الذي لم يتفق الناس على وصف له، هل هو رجل سخره الله لخدمة أهله في وقت عز فيه كل شيء، أم عميل مخابرات يخفي نفسه في أزياء درويش حتى وإن بدت عليه ملامح ذوي النعم؟

الجزيرة نت سعت لإماطة اللثام عن هذه الشخصية المثيرة للجدل عبر هذه القصة…

ملامح من مسيد شيخ الأمين

قبل سنوات خلت ذهبت في معية عدد من الأصدقاء لزيارة شيخ الأمين عمر الأمين في مسجده بأم درمان والذي يطلق عليه "المسيد" كغيره من المرافق الصوفية في السودان، كان الشيخ الأمين يستقبل ضيوفه في صالون فسيح وأنيق في كامل هندامه تسبقه ابتسامة واسعة يرتدي جلبابا أبيض لا يخلو من الزركشة مع عباءة غامضة اللون وعمامة تتعدد ألوانها لتتسق مع كامل هندام الرجل.

الشيخ الأمين عمر الأمين، أحد مشايخ الطرق الصوفية بالسودان (الصحافة السودانية)

ذات التنوع في الزي يحفل به المسيد حيث يتحرك شباب من الجنسين في أرجاء المكان المشحون بالحركة، أصوات طبول ترن وشباب من الجنسين يجمع بينهم رغد العيش وبهاء المظهر يقفون على خدمة الضيوف وبعضهم يغرق في الذكر والتراتيل الصوفية.

بدا المشهد متسقا مع الصورة الذهنية التي رسمها الإعلام لهذا الرجل الصوفي المثير للجدل. على غير عادة شيوخ الصوفية، لا يبدو على شيخ الأمين التقشف بل يجعل نعم الله تتحدث؛ سيارات فارهة في خدمته، مع رفاهية تظهر في كل حركات الرجل.

تجاوز المألوف بالتفريق بين الرجال والنساء في حلبة الإنشاد الصوفي. هنا يصف الباحث محمد جلال هاشم الرجل مثار الجدل بأنه شيخ حداثي بما أضاف من تجديد للحركة الصوفية إلا أن آخرين يرون غير ذلك ويعتبرون كل تلك الإضافات مجرد بدع تسيء للمؤسسات الصوفية الراسخة في السودان.

من أين أتي شيخ الأمين؟

في رحلة البحث عن شيخ الأمين نتوقف مع الدكتور عبد الله عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم وهو رفيق شيخ الأمين في الدراسة في المرحلة الأولية وجاره في السكن بأم درمان والذي تحدث للجزيرة نت مقدرا أن شيخ الأمين ولد في عام 1966 وكان أكبر أبناء عمر الأمين المعروف باهتماماته الرياضية والذي يعول أسرة متوسطة لا يختلف حالها في البساطة عن غيرها من سكان حي ود البنا الشعبي.

ووفقا لزميل الطفولة والصبا كان الأمين شابا عاديا مثل كثير من أقرانه ليست له اهتمامات سياسية ولا تدين يميزه عن غيره حتى سافر إلى المملكة العربية السعودية للدراسة الجامعية عبر تسهيلات قدمها نائب رئيس مجلس السيادة وقتها وابن الحي إدريس البنا لعدد من الشباب.

ليس زميل الطفولة عبد الله على يقين أن كان ابن حيه قد أكمل الدراسة الجامعية إلا أن خالد الأزرق المقيم بنيويورك والمتحدث باسم المسيد يؤكد أن شيخ الأمين أكمل دراسته في إحدى الجامعات السعودية دون أن يحددها بالاسم.

في مستهل التسعينيات عاد الأمين إلى ذات الحي الشعبي الذي تقيم فيه الأسرة لينشئ مؤسسته الصوفية بعد أن منحه شيخ الطريقة القادرية المكاشفية الإذن.

الأموال تتدفق

بدأ شيخ الأمين يتمدد في وجوده في الحي الشعبي، انطلق من بيت أسرته ثم اشترى بيوت الجيران، وهدم المنازل القديمة ثم بناها على نسق جديد، لكن ذلك لم يمر ذلك دون غضب بعض الجيران الذين كانوا يرفضون وجود المسيد في ضاحيتهم الهادئة، خلاف وصل إلى أروقة المحاكم.

ووفق ما قال الدكتور عبد الله عثمان فإن الثروة المالية لشيخ الأمين تزامنت مع تنصيبه شيخا على الطريقة الصوفية لكن المتحدث باسم المسيد خالد أزرق يقول إن شيخه سعى في الأسواق ليجمع ثروة مالية ينفقها في فعل الخيرات حيث بدأ بمكتب للاستيراد والتصدير في الخرطوم ثم شركة للتطوير العقاري في دبي رفقة مستثمر إماراتي وآخر من لبنان.

امتد نشاط شيخ الأمين لخارج السودان حيث أسس مع أتباعه زوايا صوفية في ألمانيا وبريطانيا وهولندا والولايات المتحدة ومصر وأسلم على يديه نفر كثير من غير المسلمين في تلك البقاع البعيدة.

في بيت الرئاسة

يروي الشيخ الأمين في زيارتنا تلك أنه دخل بيت الضيافة الرئاسي حيث كان يقيم الرئيس المعزول عمر البشير والمعروف باهتمامه بشيوخ الصوفية وقدراتهم، بهدف معالجة مريضة بالرقية الشرعية، لكنه لم يخرج من ذات الباب، فسرعان ما توطدت صلاته بساكن ذاك القصر وتحولت العلاقة إلى صداقة يتم فيها تبادل الهدايا بين الرجلين.

الشيخ الأمين عمر الأمين، خلال لقاء مع الرئيس السوداني المعزول عمر البشير (الصحافة السودانية)

ثم امتدت العلاقة لرجال حول البشير إلا أن مسؤولا رفيعا في جهاز المخابرات طلب حجب هويته يقول إن مدير مكتب الرئيس الفريق طه عثمان هو من قدّم شيخ الأمين لرئيس الدولة وقتذاك.

ويضيف أن شيخ الأمين رافق مدير مكتب البشير في زيارة دولة الإمارات العربية المتحدة ليفتح له الأبواب المغلقة بما يمتلكه طه عثمان من علاقات هنالك.

نهاية شهر العسل

لكن لاحقا توترت العلاقة بين الشيخ الأمين ومدير مكتب البشير وكاتم أسراره طه عثمان، يقول الشيخ الأمين إنه دفع ثمن ذلك بوشاية جعلته سجينا في إحدى العواصم الخليجية بتهم من بينها تمويل الإرهاب وممارسة الدجل والشعوذة والتواصل مع أجهزة مخابرات معادية. وحول هذه الاتهامات يقول شيخ الأمين إنه بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

انتهت علاقة شيخ الأمين بحكومة الإنقاذ بحبسه لعدة أيام في يناير/كانون الثاني 2016، كما تم إغلاق مسجده ولم يتمكن من العودة للسودان وفتح مسيده إلا بعد اندلاع الثورة الشعبية في السودان في عام 2019 والتي أطاحت بحكومة البشير.

نصير الضعفاء في المحن

عاد شيخ الأمين للأضواء عقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان 2023. ولم يغادر شيخ الأمين مسيده وداره كغيره من سكان المنطقة التي باتت ميدان قتال ضار بين الطرفين، كما لم يتوقف عن النشاط رغم تساقط الرصاص في المنطقة، وبقي مسيده مفتوحا وأصبح ملاذا آمنا للمتأثرين من الحرب يقدم الطعام والدواء والإيواء، يساعده في تحمل ذلك كثير من الأتباع والمريدين.

التخوين

تعرض شيخ الأمين لوابل من الانتقادات بعد أن زاره وفد من قوات الدعم السريع حاملا معه بعضا من مواد الإغاثة. ولم يكتف الشيخ الأمين بإكرام ضيوفه بل بث بيانا يحمل موقف الحياد في الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع ويبدو فيه متفهما لسلطة الأمر الواقع عبر سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة وسط أم درمان في ذلك الوقت.

الغالي شقيفات رئيس التحرير الأسبق لصحيفة الصيحة المقربة من قوات الدعم السريع يقول للجزيرة نت إن شيخ الأمين قدم الكثير من أعمال الخير من طعام ودواء وإيواء في وقت حرج واتخذ موقف الحياد في الصراع مما يحتم الثناء على هذا الموقف المسؤول بدلا عن التخوين، لكن في الجانب الآخر هنالك من غضب من موقف الشيخ واعتبره متماهيا مع قوات الدعم السريع، بل هنالك من طالب بقصف المسيد بعد أن أصبح وكرا لقوات الدعم السريع، على حد تقديرهم.

دماء على السجاد الأخضر

تعرض مسيد شيخ الأمين للقصف أثناء المعارك لكن الحادث الأبرز وقع بعد فرض الجيش سيطرته على المنطقة كما جاء على لسان الشيخ نفسه حيث قتل أحد مرافقيه، كما تعرض المكان لإطلاق نار كثيف عقب صلاة الفجر من يوم ٢٩ فبراير/شباط الماضي.

وقد اعتذر قائد قوات الجيش عن الحادثة التي أدت لإصابة اثنين من الموجودين في المكان وفقا لتصريحات شيخ الأمين والذي تم إجلاؤه وبعض من أفراد أسرته من الموقع الملتهب، وأشار شيخ الأمين نفسه في تصريحات مصورة أن إجلاءه تم بمهنية عالية من قبل الجيش.

في ثياب رجال المخابرات

عاد شيخ الأمين لهوايته في إثارة الجدل بعد أن أصبح بين يدي الجيش حيث قال في تصريحات نقلها تلفزيون السودان الرسمي إنه يقف مع الجيش السوداني في حربه هذه وأن كل نشاطه كان تحت إشراف قيادة الجيش السوداني واستخباراته وأنه سمح لعملاء الاستخبارات بارتداء أزياء الصوفية حتى يتمكنوا من رصد التفاصيل في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.

مسؤول أمني رفيع وصف في حديث للجزيرة نت شيخ الأمين بأنه يسعى لخدمة نفسه عبر ما سماها "الفهلوة"، بينما أبدى مسؤول رفيع بالجيش السوداني في حديث للجزيرة نت استغرابه من التركيز على الرجل قائلا إنه لا يستحق كل هذا الاهتمام.

أخبار طيبة ولكن

توقعت مصادر مقربة من شيخ الأمين أن يتم إطلاق سراحه أو تمكينه من العودة لمسيده في أي وقت وذلك استجابة لطلب الشيخ نفسه والذي يريد أن يقضي شهر رمضان بين مريديه، وكذلك لقطع الطريق أمام استغلال القضية وتحويلها لقضية رأي عام، خاصة أن التحفظ عليه تم لتقديرات أمنية تراعي أمن وسلامة الشيخ وفقا للمتحدث باسم المسيد خالد أزرق.

وقد أبدى المتحدث باسم تنسيقية القوى المدنية (تقدم) أسامة سعيد قلقه، واصفا شيخ الأمين بأنه من عظماء الإنسانية حيث قدم أعمالا إنسانية إبان الحرب الدائرة في السودان غير آبه بتهديدات بالتصفية من قبل ما سماها مليشيات الإسلاميين.

ولكن مصادر أخرى ترى أن هنالك تهويلا للأمر ذلك أن شيخ الأمين يقيم في مكان آمن وتمكن أمس الأربعاء من زيارة مسيده وأنه سيعود إليه في أقرب وقت ممكن بعد تأمين المكان وضمان سلامته الشخصية.

طال الزمن أو قصر سيعود الرجل المثير للجدل إلى المكان الذي ترعرع فيه ثم اختاره ليكون مقرا لطريقته الصوفية، ولكن من غير المتوقع أن يكتفي بالفرجة على مسرح الحياة الصاخب في السودان.

وسيجد الرجل زاوية تثير مزيدا من الجدل غير آبه باتهامه بأنه يلعب في وكر المخابرات ويخلط بين السياسة والدين بل يوثق الشيخ بعضا من هذه المواقف بلسانه مقدما لخصومة مزيدا من الذخيرة الحية لمهاجمته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی الشیخ الأمین للجزیرة نت فی السودان عمر الأمین بعد أن

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يصد هجوما على الفاشر.. وتفاقم أزمة النازحين غرب البلاد

أعلن الجيش السوداني، الجمعة، تصديه لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، متحدثا عن تكبيد خصمه "خسائر كبيرة" في الأرواح والعتاد.

وقال الجيش في بيان: "صدت الفرقة السادسة مشاة والقوات المساندة بمدينة الفاشر هجوما جديدا لمليشيا الدعم السريع، اليوم الجمعة".

وأضاف أن قواته "ألحقت بالعدو خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مع السيطرة الكاملة على كافة المحاور داخل المدينة".

وتُعد مدينة الفاشر مركزا حيويا للعمل الإنساني في إقليم دارفور، إلا أنها تعيش منذ أكثر من عام تحت حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع، واشتباكات متكررة، رغم محاولات دولية لإقرار هدنة إنسانية والسماح بإدخال المساعدات، دون أن تفلح بذلك.

ومنذ 10 أيار/ مايو 2024، تشهد الفاشر تصعيدا عسكريا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.


أزمة النازحين
في سياق متصل، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا يسلط الضوء على تدهور الوضع الإنساني في السودان بسبب النزاع المسلح، مما دفع منظمات الإغاثة إلى التحذير من عواقب استمرار الأزمة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا في غرب البلاد، فيما تواجه المنظمات الدولية تحديات غير مسبوقة بسبب الانخفاض الحاد في التمويل. 

وقالت الصحيفة إن الآلاف في ولاية شمال دارفور اضطروا إلى الفرار سيرًا على الأقدام هربًا من القصف والانتهاكات التي تمارسها أطراف النزاع بحق السكان المحليين.

وحسب تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة نُشر في السادس من تموز/ يوليو الجاري، أصبحت ولايتا شمال دارفور وغرب دارفور من أكثر المناطق تضررًا في البلاد، حيث تشكلان مسرحًا لأبشع الانتهاكات في نزاع أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 11.3 مليون نسمة حتى الآن.

وتؤوي ولاية شمال دارفور نحو 18 بالمئة من إجمالي عدد النازحين المسجّلين في السودان. وتُعدّ مغادرة مدينة الفاشر، عاصمة الإقليم، الخاضعة حاليا لسيطرة قوات الدعم السريع، أمرًا بالغ الخطورة، كما أن النزوح إليها لا يقلّ خطورة حيث تنتشر عمليات الإعدام والتجنيد الإجباري للرجال فوق سن 15 ضمن قوات حميدتي.


انتهاكات جماعية
تقول مستشارة الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود، ماتيلد سيمون، التي أعدّت تقريرا نُشر في الثالث من تموز/ يوليو حول "الانتهاكات الجماعية" المرتكبة في غرب السودان: "أكثر ما يلفت الانتباه عند الوصول إلى أحد المخيمات هو قلة عدد الشباب الذكور".

وحسب المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف كاثرين راسل، يتعرض الأطفال للاختطاف والاغتصاب مثل النساء، مضيفة أنه في آذار/ مارس الماضي، اغتصب رجال مسلحون أطفالا رضّعًا لا تتجاوز أعمارهم عامًا واحدًا.

ووفقًا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة، فإن 75 بالمئة من النازحين في مخيم زمزم تم تهجيرهم إلى بلدة طويلة. 

وقد باتت هذه بمثابة العاصمة الميدانية لجهود الإغاثة الإنسانية غرب السودان، حيث أقامت منظمة أطباء بلا حدود خيامًا فوق ألواح خرسانية لتخزين الحصص الغذائية الطارئة.

ونقلت الصحيفة عن سيف، وهو مسؤول محلي غادر مخيم أبو شوك للنازحين على مشارف مدينة الفاشر في 15 حزيران/ يونيو الماضي مع آلاف آخرين جراء القصف والاعتداءات: "عند الوصول إلى طويلة، وجدنا بعض المساعدات من المنظمات غير الحكومية، لكنها لا تكفي مقارنةً بعدد النازحين". 

ورغم أن منظمة أطباء بلا حدود تخزن هناك نحو 200 طن من المواد الغذائية الجاهزة للتوزيع، إلا أن هذه المساعدات لا يمكن إيصالها إلى السكان المحاصرين في الفاشر بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المنطقة.


تفاقم الأزمة
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الإنسانية في دارفور تفاقمت مع تزايد المخاطر الصحية، إذ تُعدّ ظروف العيش في مخيمات النازحين بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية. وفي الثالث من تموز/ يوليو، أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا من احتمال تفشي وباء الكوليرا في المنطقة.

وقالت ماتيلد سيمون: "من المرجح تفاقم موجة تفشي الوباء مع حلول موسم الأمطار، لكن سوء التغذية يبقى العامل الرئيسي الذي يزيد من خطورة الأمراض الأخرى"، موضحة أن الأوضاع الميدانية تزداد سوءا في ظل غياب الحماية اللازمة للمرافق الصحية. 

وقد اضطرت منظمة أطباء بلا حدود مؤخرًا إلى الانسحاب من مستشفى الفاشر، الذي تعرّض لقصف عنيف في آب/ أغسطس 2024، وكان قد استقبل في حزيران/ يونيو الماضي أكثر من 500 مصاب.

وقد أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نهاية شهر حزيران/ يونيو مكالمة هاتفية مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، والذي وافق الأخير على مقترح هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، ما يتيح إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين داخل المدينة.

وفي هذا السياق، تقول سيمون: "هذا الإجراء غير كافٍ لتحسين الوضع الإنساني للمدنيين في الفاشر"، مشددة على أن الأزمة أعمق وتتطلب تدخلات أكثر شمولاً واستدامة.

وأكدت الصحيفة أن تراجع المساعدات الرسمية يؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في الميدان. فمنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة، خفّضت الولايات المتحدة مساهمتها في هذه المساعدات بنسبة 80 بالمائة، كما شهدت مساهمات الدول الأوروبية تراجعًا مماثلًا، بما في ذلك فرنسا التي قلّصت ميزانيتها في هذا المجال بمقدار الثلث.

وبسبب نقص التمويل، يعتزم برنامج الأغذية العالمي وقف عدد من قنوات الإمداد الأساسية بحلول نهاية شهر آب/ أغسطس، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة في المناطق المتضررة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يستعيد سجن شالا غربي الفاشر.. وتحييد 60 عنصرا من “الدعم السريع”
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم جديد للدعم السريع على الفاشر
  • مفاجأة.. عناصر من الدعم السريع تسرب إحداثيات إلى الجيش السوداني
  • نيران متبادلة تهز الفاشر.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم عنيف والدعم السريع يرد بالقصف
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان القصف في الفاشر
  • الجيش السوداني يصد هجوما على الفاشر.. وتفاقم أزمة النازحين غرب البلاد
  • الجيش السوداني يصدر بيانا عن الفاشر
  • رئيس الوزراء السوداني يجتمع مع سفير دولة قطر
  • اتفاق بين “الدعم السريع” وعبدالواحد محمد نور
  • أنماط طرائق التفكير السوداني «5»