فلسطين في الربع الأول من 2024: حداد ثقافي على الإبادة
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
المناطق_وكالات
التقرير الثقافي لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ضمن الملف الثقافي لاتحاد وكالات الأنباء العربية “فانا” .
شُلت الحياة الثقافية في فلسطين في الربع الأول من العام الجاري 2024، بِفِعل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أخبار قد تهمك الأمم المتحدة: أكثر من 500 ألف شخص على شفا المجاعة في غزة 9 مارس 2024 - 1:28 صباحًا نقابة الصحفيين الفلسطينيين: 127 صحفياً استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 8 مارس 2024 - 1:37 صباحًااستحوذ العدوان على المناسبات الثقافية القليلة جدًا التي أقيمت داخل الوطن، وتوقفت المؤتمرات والنشاطات والندوات الثقافية التي تقام في بداية كل عام أو نهايته، فيما نشطت المناسبات التي استحضرت فلسطين، أدبًا وتاريخًا وثقافةً ونضالاً في عدد من الدول العربية والغربية، كمعرضي العراق، ومسقط الدوليين للكتاب، اللذين خصصا ندوات فكرية وثقافية حول القضية الفلسطينية.
استشهاد 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة
طال عدوان الاحتلال، القطاعات كافة، بما فيها الثقافي، وخسرت الثقافة الفلسطينية 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة استُشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العدوان، بحسب التقرير الشهري الرابع لوزارة الثقافة الفلسطينية الصادر منتصف فبراير الماضي .
وذكر التقرير أن 32 مؤسسة ومركزًا ومسرحًا دمرت إما بشكل جزئي أو كامل جراء القصف، إضافة إلى تضرر 12 متحفًا و2100 ثوب قديم وقطع تطريز من المقتنيات الموجودة في المتاحف أو ضمن المجموعات الشخصية، و9 مكتبات عامة، و8 دور نشر ومطابع.
وهدمت آليات الاحتلال نحو 195 مبنى تاريخيًّا يقع أغلبها في مدينة غزة، بشكل جزئي أو كامل، ومنها ما يُستخدم كمراكز ثقافية ومؤسسات مجتمعية، وتضرر 9 مواقع تراثية و10 مساجد وكنائس تاريخية تشكل جزءًا من ذاكرة القطاع.
وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير الميادين العامة وهدم النصب والأعمال الفنية فيها، إلى جانب تدمير 27 جدارية فنية في الأماكن العامة وعلى طول شاطئ بحر مدينة غزة.
فعاليات ثقافية نصرة لغزة:
في فبراير الماضي ، افتتح المتحف الفلسطيني في بلدة بيرزيت شمال رام الله، تظاهرة فنية نصرة لقطاع غزة تضمنت ثلاثة معارض فنية، وهي: “هذا ليس معرضًا” جمعت فيه أعمال ما يزيد على 100 فنان غزي، وآخر للفنان تيسير بركات بعنوان “المفقودون”، وثالث بعنوان: “نساء غزة”، سلط الضوء على قطع تراثية من المنجز الشعبي لمناطق غزة المختلفة.
معرض “هذا ليس معرضًا” جمع 286 عملًا فنيًا لما يزيد على 100 فنان غزي من بيوت الضفة الغربية، وصالات العرض والمؤسسات والجامعات على امتداد فلسطين التاريخية.
وفي السابع من الشهر ذاته، افتتحت وزارة الثقافة الفلسطينية، معرض الفن التشكيلي “مئة لوحة من غزة”، في قاعة الجليل بمتحف محمود درويش في مدينة رام الله، وضم لوحات لثلاثين مشاركًا من فناني قطاع غزة، إلى جانب لوحة للفنانة هبة زقوت التي استُشهدت في العدوان الإسرائيلي.
وعرضت اللوحات موضوعات متنوعة عن الحياة في قطاع غزة من رسم المكان وتجسيد العلاقة بالطبيعة، إلى جانب مشاهد من قسوة الحياة في القطاع في ظل الحصار الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني خلال السنوات الماضية، كما حضرت القدس بقوة في اللوحات، سواء عبر التكوين الفردي أو ضمن النسق العام لرسم المكان الفلسطيني.
غزة تستحوذ على النصيب الأكبر من جوائز دولة فلسطين لعام 2023
أعلنت وزارة الثقافة 22 فبراير الماضي ، عن أسماء الفائزين بجوائز دولة فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية، التي كان لكتاب ومثقفي غزة حصة الأسد منها، جائزة فلسطين التّقديريّة عن مجمل الأعمال مُنحت لكل من: الفنان محمد البكري من أراضي عام 48، والروائي والقاص عمر حمش من قطاع غزة، فيما ذهبت جائزة فلسطين للآداب لكل من: الشاعر عبدالناصر صالح من طولكرم، والروائي طلال أبو شاويش من غزة، كذلك منحت جائزة فلسطين للدراسات الاجتماعيّة والعلوم الإنسانيّة للكاتب الأسير كميل أبو حنيش من نابلس.
وكانت جائزة فلسطين للفنون، من نصيب الفنانين: الخطّاط ساهر الكعبي، والتشكيلي عبدالهادي شلا من غزة ، فيما ذهبت جائزة فلسطين للمبدعين الشّباب لكل من: الروائي سلمان أسامة أحمد، والسينمائي صبيح زيدان المصري.
وحصل الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى على جائزة “الثقافة الإمبراطورية” عن الشعر لهذا العام، وهي من أرفع الجوائز التي يمنحها اتحاد كتاب روسيا، عن ديوانه “هناك حيث ظلال تئن” الصادر عام 2023 .
وشكّل التراث الثقافي الفلسطيني محور ندوة ثقافية نظّمها “المتحف الوطني أحمد زبانة” في مدينة وهران الجزائرية، ضمن فعاليات “اليوم العربي للتراث الثقافي” الذي يوافق السابع والعشرين من مارس من كلّ سنة.
صدر حديثًا: كتب وإصدارات فلسطينية وعن فلسطين “الكتابة خلف الخطوط” الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية، كان أحد أبرز الإصدارات الفلسطينية في الربع الأول من العام الجاري، وذلك بمشاركة 25 كاتباً ومثقفاً وفناناً غزياً، وثقوا حياتهم وتفاصيل معيشتهم خلال العدوان الجاري.
وصدر عن “الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية” لمجموعة من الباحثات والباحثين العرب، كتابٌ بعنوان: “الحرب على غزّة وسؤال القِيم الإنسانية اليوم”، ويضمّ أوراقاً مكثّفة تنطلق من مداخل مختلفة؛ فلسفية وأخلاقية وسوسيولوجية وأنثروبولوجية وقانونية وسياسية لقراءة العدوان الإسرائيلي الإبادي على غزّة.
وعن “منشورات مرفأ”، صدر “كتاب الوصايا: شهادات مُبدعات ومُبدعين من غزّة في مواجهة الموت.
كما صدرت النسخة العربية من كتاب “العدالة للبعض: القانون والقضية الفلسطينية”، للباحثة نورا عريقات.
فيما صدر كتاب “أبراج من العاج والفولاذ: كيف تسلب الجامعات الإسرائيلية الحرّية الفلسطينية؟” ، للباحثة مايا ويند، وصدر كتابٌ بعنوان “مع فرناندو بيسوا: قراءة نقديّة في كتاب اللّاطمأنينة”، للمعتقل المحكوم بالمؤبد في سجون الاحتلال كميل أبو حنيش.
ووثقت الكاتبة أرمال لابوري في كتابها “أسير القدس: معتقلٌ سياسي في فلسطين المحتلّة” شهادة الحقوقي الفلسطيني الفرنسي صلاح حموري الذي أبعده الاحتلال عن فلسطين عام 2022، بعد أن قضى أكثر من 10 سنوات في الأسر.
وفي أثينا، صدر كتاب “فلسطين حرّة.. أنطولوجيا من الشعر الفلسطيني”، ويضم قصائد مختارة تقدّم للقارئ اليوناني نماذج من أعمال أربعة أجيال مختلفة من الشعراء الفلسطينيين، بدءًا من إبراهيم طوقان مرورًا بالخمسينيات والسبعينيات والتسعينيات ووصولاً إلى العقد الثاني وأواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وصدر الجزء الثاني من كتاب “مفهمة فلسطين الحديثة: نماذج من المعرفة التحرُّرية”، ومجموعة شعرية بعنوان: “تستريح الأرض من كلامنا”، للشاعر الغزي مصعب أبو توهة.
وصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كتاب “لا سلام لفلسطين– الحرب الطويلة ضد غزة، الاحتلال والمقاومة” .
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: فلسطين الثقافة الفلسطینیة جائزة فلسطین الأول من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
العدوان يقتل أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، الثلاثاء، إن أكثر من 16 ألف طالب فلسطيني استشهدوا، وأصيب أكثر من 26 ألفا آخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت الوزارة، بأن عدد طلاب المدارس الذين قتلوا في قطاع غزة بلغ 15 ألفا و553، فيما بلغ عدد المصابين 23 ألفا و411.
وفي الضفة الغربية، أوضحت الوزارة أن عدد طلاب المدارس الذين قتلوا بلغ 103 طلاب، بينما تجاوز عدد الجرحى 691 طالبا، إضافة إلى 361 حالة اعتقال بين الطلبة.
أما عن طلبة الجامعات، فأشارت معطيات الوزارة إلى "استشهاد 1111 وإصابة 2317 آخرين، وعدد غير معروف من المعتقلين في قطاع غزة، إضافة إلى استشهاد 35 طالبا وإصابة أكثر من 219 وتسجيل 399 حالة اعتقال في الضفة الغربية".
وعلى صعيد الضحايا من الكوادر التعليمية، فقدت مدارس غزة 701 من كوادرها، وأصيب 3015 آخرون، بينما فقدت مدارس الضفة 4، وجرح 21، واعتقل 182، وفقا للوزارة.
كما استشهد 221 من كوادر جامعات غزة، وأصيب 1416 آخرون، فيما سجلت 17 حالة اعتقال في الضفة.
وحول الاعتداءات على المؤسسات التعليمية، أشارت وزارة التعليم إلى تدمير أكثر من 118 مدرسة في قطاع غزة، وتعرض 252 مدرسة حكومية لأضرار بالغة، إلى جانب قصف وتخريب 91 مدرسة إضافية، كما تم قصف 93 مدرسة تابعة لوكالة "أونروا"، وتدمير أكثر من 60 مبنى جامعيا بشكل كامل.
أما في الضفة الغربية، فأظهرت بيانات الوزارة تعرض 152 مدرسة للتخريب، واقتحام 8 جامعات من قبل القوات الإسرائيلية.
وأشارت الوزارة إلى أن طلبة قطاع غزة حرموا للعام الثاني على التوالي من التقدم لامتحانات الثانوية العامة (التوجيهي)، التي انطلقت السبت الماضي في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ولطلبة فلسطينيين في 37 دولة حول العالم.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 981 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.