على أبواب شهر الرحمة.. راجعوا أنفسكم وصِلوا أرحامكم
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
هي أيام قلائل تفصلنا عن شهر البشائر، أوله رحمة وأسطه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر المنح. ميزه الدين الحنيف بخصال لا نجدها في باقي الشهور.
لقوله عليه الصلاة والسلام: “ُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها، خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ
ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه”
فهل يعقل أن نقابل كل هذه العطايا الربانية ونحن قاطعون لأرحامنا.
رسالته مؤثرة للغاية، لرجل بلغ من العمر عتيا، أبى أن يكمل الحياة وحيدة بدون ونيسة بعد أن فارقت زوجته الحياة. لكن أولاده رفضوا جملة وتفصيلة أن يكون له زوجة غير أمهم، فسولت لهم أنفسهم بعد أن كافح من أجلهم إلى أن اشتد عضهم ليهجروه وتركوه وحيدا في وقت كان لابد عليهم يخفضوا له جناح الذل من الرحمة، فهذا رحل من البيت ، وتلك حرمته من رؤية أحفاده، وأخرى لا تفوت يوما دون أن تفتعل لزوجته الحالية المشاكل، فحلت الدهشة على وجهه هل هؤلاء هم أولادي حقا..؟، يقول في ختام رسالته: “ألتف حولي لا أجد سوى الذكريات، لا يسأل عن حالي أحد، فصار أمري بين أولادي في خبر كان..”
قارئة من الشرق بالرغم أنها المخطئة طلبت السماح منها.. لكن فضلت البقاء في منعزلها“لي أخت أنا أكبر منها بثلاث أعوام، علاقتنا منذ الصغر كانت متينة، ما خلت أبدا أنها قد تصير هشة بفعل النميمة وأشخص لا يخافون الله أفسدوا ما بيني وبين أختي”، هكذا قالت قارئة من الشرق في رسالتها للموقع، وتقول أيضا أنها ومهما حاولت لتوضح لأختها حقيقة ما حصل إلا أن هذه الأخير بقيت مصرة على موقفها، ورأت أن البعد أفضل لكليهما، فاختارت الانعزال عن العائلة، وفضلت أن يكبر أولادها بعيدا عن أهلها لأنها تعتقد أن الكل طامع فيها لأنها فقط ارتبطت برجل ثري، لتختم رسالتها قائلة: “أعدت الاتصال بأختي مرارا وتكرار، لكنها أبدا لم ترد عليّ، بالرغم من أنها تأكدت من براءتي، وبقيت وحيدة أتحسر على علاقتي بأختي كيف كانت وكيف أصبحت، أتخبط في خسارة لم يكن لي ذنبا فيها، وفقدت الأمل في أختي الوحيدة”
سيدة من العاصمة زوج يعاقر الخمر وأهل غائبون.. أيعقل هذا؟لا يمكن لأحد نكران أهمية وقيمة الأهل لدى المرأة المتزوجة، فهم عزوتها وسندها وكل شيء في حياتها. فالحياة الزوجية كما نعلم لا تخلو من المشاكل والهموم ومهما كانت الزوجة كيسة إلا أن وجود إخوتها في ظهرها يجعلها أنثى لا يداس لها على طرف.
فبالرغم من كل ما بلغته وحققته من منصب وشهادة، إلا أنني أحس بالوحدة والأسى نظير أهلي الذين لا يقفون في وجه زوجي الذي يعاقر الخمر ولا يفارق الكأس فاه. مشاكل عديدة تجرعتها لوحدي وأنا أمنّي نفسي بأخ يتصدّى لزوجي أو حتى أب يذوذ عني، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، فإخوتي منشغلون مع زوجاتهم وأبنائهم، ووالدي المريض لا حول له ولا قوة. حقيقة مرة أقف حيالها وزوجي يدوسني في اليوم ألف مرة وهو متأكد من أنه لا سند لي في إخوة يديرون ظهرهم لي وأب وجوده ليس له معنى.
لطالما وددت أن أصرخ :”وا إخوتاه”، وهذا الألم يُخالج صدري ويزداد حدة كلما حلّت عليّ مواسم تجتمع فيها العائلة وتتسم بصلة الرحم، تماما مثل هذه الأيام، فنحن مقبلون على شهر فضيل للعائلة فيه معنى كبير، لكن كثل العام الماضي سأكون فيه لوحدي، فمتى يحن أهلي وقلوب إخوتي..؟
كلمة لابد منها… أما آن الأوان لسقي قلوبنا بالنسيان ونصل بهذه المناسبة الأرحامهذه وقصص أخرى كثيرة مؤكد أنكم سمعتم عن أمرّ منها، للأسف لا نزال نعيش تفاصيلها في مجتمعنا الذي من المفروض أنه نشأ على أجمل القيم الدينية التي تحثُّ على صلة الرحم، والمؤسف أكثر ان أبطالها أبناء البطن الواحد والدم الواحد، أشخاص طمس الحقد والغل والطمع ضمائرها، فجفت رابطة الرحم فيها، لكن قراء هذا المنبر الكرام هاهي الفرصة مواتية، وها نحن في أيام القلوب فيها تعرف رقة مميزة، يغمرها الإيمان وحب الخير، فهلا نبدأ بأنفسنا وننسى الإساءة، لنكسب من جديد العائلة ورحمنا بهذه المناسبة الجليلة.
أحبتي إن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وإذا وجدتم صعوبة في مسامحة الأهل وذوي الرحم، إدا تعسر عليكم زيارتهم، هاهي الفرصة أمامكم، وما أجملها من فرصة على أبواب شهر يُضاعف الله فيه الأجر والثواب، خففوا عبئ الغياب عن أحبابكم، وآبائكم وإخوانكم، وتغافروا قبل أن تأتي أيام الرحمة لتكونوا الغانمين بالجنة قبل أن تحل أيام العتق من النار، فدعونا ننتهز هذه الأيام المباركات ليكون تكون بداية في التسامح والعفو، ورسم البسمة على الأهل، واطرقوا الأبواب المغلقة بينكم وقوموا بوضع باقات زهوركم على عتباتهم واحرصوا أن تبقى المساحات بينكم ملونة بلون الثلج النقي.
فاللَّهم طهر قلوبنا.. ونقي سرائرنا.. وسلمنا لرمضان وسلمه لنا..
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: فشل هائل في غزة.. شعارات النصر و”أبواب جهنم” جوفاء لا تقنع أحدا
#سواليف
وصف الكاتب الإسرائيلي #أفي_يسخاروف أداء #حكومة #بنيامين_نتنياهو خلال #الحرب على #غزة بأنه ” #فشل_ذريع “.
وأكد يسخاروف في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الحكومة الإسرائيلية أخفقت في ترجمة المكاسب العسكرية المحدودة إلى نتائج سياسية ملموسة على الأرض، رغم التحذيرات المسبقة من قادة أمنيين وعسكريين بارزين.
وقال يسخاروف إن الجميع أدرك الحاجة إلى خلق واقع سياسي جديد في غزة يترجم ما وصفه بالإنجازات العسكرية التكتيكية، باستثناء نتنياهو، مضيفا أن “الآن، الجميع يدفع الثمن”.
مقالات ذات صلة كابوس غزة يلاحق جنود الاحتلال.. انتحار جندي جديد 2025/07/28ورغم تناول الإعلام الإسرائيلي والعالمي للفشل الاستخباراتي والعسكري في 7 أكتوبر، يعتقد يسخاروف أن الفشل السياسي الذي تلا ذلك أكثر عمقا وتأثيرا، مشيرا إلى أن شخصيات مثل وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، حذروا بوضوح من أن استمرار القتال دون رؤية سياسية لـ”اليوم التالي” سيجعل أي نصر عسكري بلا قيمة.
وبحسب الكاتب، فإن نتنياهو أحبط عمدا أي مبادرة سياسية تنطوي على دور للسلطة الفلسطينية، ليس لدواع أمنية، بل بدافع الحفاظ على ائتلافه الحاكم، خشية انهياره في حال الوصول إلى وقف إطلاق نار قد يؤدي إلى لجنة تحقيق وانتخابات مبكرة، في ظل تهديدات الانسحاب من الحكومة من قبل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أدرك منذ وقت طويل أن لا دور له في غزة، لكن القيادة السياسية تواصل الدفع باتجاه الحرب رغم الكلفة الباهظة، سواء على الصعيد الإنساني أو العسكري، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية وتعزل إسرائيل دبلوماسيا، حتى من قبل أقرب حلفائها.
وأشار يسخاروف إلى أن إسرائيل باتت تقارن من قبل العالم بأنظمة قمعية مثل نظام بشار الأسد في سوريا، بينما تتعرض لموجة من الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، وسط تزايد مشاهد المجاعة والنزوح الجماعي في غزة، دون انهيار حقيقي لحماس.
وانتقد الكاتب تكرار القيادة السياسية الإسرائيلية لـ”شعارات جوفاء” مثل “النصر الكامل” و”أبواب جهنم”، مشيرا إلى أنها لم تعد تقنع أحدا، لا في غزة ولا في الداخل الإسرائيلي، مع سقوط الجنود يوميا دون هدف واضح.
واعتبر أن حماس باتت تدرك أن الوضع الإنساني الكارثي في غزة هو سلاح سياسي فعال، وأن إسرائيل تجد نفسها مضطرة لإدخال مساعدات إنسانية واسعة دون مقابل، بعدما حاولت الالتفاف على الحركة من خلال هيئة أمريكية-إسرائيلية لتوزيع الغذاء.
واختتم يسخاروف مقاله بالقول إن ما يحدث لم يعد خدعة، بل هو فشل مستمر يتسرب إلى الرأي العام والجيش، مع رفض جنود من وحدة “ناحال” العودة إلى غزة، بعدما باتوا يرون في الحرب وسيلة لبقاء نتنياهو في الحكم، لا لتحقيق أمن إسرائيل أو تغيير الواقع السياسي في القطاع.