طشقند- الرؤية

افتتح أمس في طشقند بجمهورية أوزبكستان، مختبر أطياب التابع لشركة المطاحن العُمانية؛ وذلك بحضور سعادة نائب وزير لدى أوزبكستان  وسعادة السيدة وفاء بنت جبر البوسعيدية سفيرة سلطنة عُمان لدى أوزبكستان.

ويُجسد افتتاح مختبر في أوزبكستان حرص شركة المطاحن العُمانية على نقل خبراتها في المختبرات الداعمة للصناعات الغذائية في الدول الشقيقة والصديقة، ولكسب المزيد من الحصص السوقية بالأسواق الاستراتيجية الهامة.

ويُجسد إنشاء هذا المختبر المتكامل حرص شركات القطاع الخاص في سلطنة عُمان على الاستفادة من عُمق علاقات سلطنة عُمان بالدول الصديقة، والدخول في شراكات استراتيجية مع نظيراتها حسب مجالات عملها عبر تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا وغيرها من أوجه التعاون لصالح المستهلك.

ويهدف المختبر إلى مراقبة جودة الواردات والمنتجات الغذائية، وتعميق ثقة المستهلك ‏في معايير سلامة الأغذية محليًا ودوليًا، ودعم المصدرين بقطاع الصناعات التحويلية الغذائية بأوزبكستان عبر المزيد من تجويد منتجاتها الموجهة للأسواق الأوروبية والأمريكية والآسيوية والأفريقية، وإلى أسواق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وتم تجهيز المختبر بأحدث التقنيات، كما أنه أول مختبر خارجي لشركة عُمانية في منطقة آسيا الوسطى، فضلًا عن أنه حصل في فترة وجيزة على اعتماد تصنيف  17025 المتطلبات العامة لكفاءة مختبرات الفحص والمعايرة؛ وهي المواصفة الخاصة بالمختبرات بمعامل القياس والتحاليل والمعايرة، والتي تتبناها المنظمة الدولية للمعايير (أيزو).

وأبدى كلٌّ من سعادة نائب الوزيرالأوزبكي وسعادة السيدة وفاء بنت جبر البوسعيدية سفيرة سلطنة عُمان لدى أوزبكستان، سعادتهما بحضور افتتاح هذا المختبر الهام الذي سيسهم في تعزيز الابتكار والنمو في مشهد صناعة الأغذية في  أوزبكستان.

وقال سعادة نائب الوزير الأوزبكي: "يساعد هذا المشروع المنتجين المحليين على اختبار منتجاتهم في المختبرات لتحسين جودة المنتجات الغذائية، كما أننا ممتنون لهذه الشراكة مع أطياب الدولية للخدمات ونتطلع إلى مشاريع جديدة أخرى مع الشركة في المستقبل، ونحن نعمل بالفعل على توفير برامج التدريب وبناء القدرات المختلفة للمزارعين والطلاب أو أي شخص مرتبط بصناعة الأغذية، وهذا المشروع مهم لأنه يقدم الخدمات اللازمة للمنتجين والمزارعين لتلبية المعايير الدولية للتصدير إلى أسواق جديدة".

من جانبه، أوضح هيثم بن محمد آل فنه الرئيس التنفيذي لشركة المطاحن العُمانية: "سيسهم مختبر أطياب المتطور في طشقند في تعزيز مقدرات هندسة الصناعات الغذائية لتحسين الكفاءة وتلبية متطلبات المستهلكين المتجددة والدفع بعمليات التقدم الشامل لأجل استدامة صناعة الأغذية عبر الحفاظ على أعلى معايير الجودة والسلامة".

وأضاف: "يُعتبر مختبر أطياب في أوزبكستان إضافة نوعية جديدة للمحفظة الخارجية لشركة أطياب للخدمات الدولية، وفي تعزيز قدراتها المخبرية الداعمة للصناعات الغذائية، فضلًا عما لديها من  خبرات تراكمية داخل سلطنة عُمان في مجالات المختبرات الكيميائية والمعايرة والتقييس، ومختبرات الأحياء الدقيقة، وفي  إصدار شهادة الحلال المعتمدة وشهادات الأيزو  للصناعات الغذائية؛ مما يضمن الامتثال للمعايير الدولية وتلبية احتياجات السوق المتنوعة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أحوال المنقرضات من أنماط الغناء والآلات

كتبت سابقا في هذا العمود عن معجم موسيقى عُمان التقليدية ومؤلفه الأستاذ الدكتور يوسف شوقي مصطفى، وأعود للكتابة عنه هذه المرة وقراءة بعض مما جاء بداخل صفحاته من أسماء ومعان، التي كان قد جمعها الدكتور شوقي وفريق عمله من أفواه الرواة والممارسين للغناء التقليدي وأنماطه وصنّاع آلاته وحفّاظ ألحانه ونصوصه المتواترة والمعاصرة في الثمانينيات من القرن العشرين الماضي.

وهذا المعجم الذي طبعته ونشرته وزارة الإعلام ممثلة في مركز عُمان للموسيقى التقليدية في عام 1989 يضم إلى جانب مصطلحات الموسيقى العُمانية مصطلحات أخرى من البيئة العُمانية ذات صلة بالممارسة الموسيقية، لهذا هو مهم من الناحية التوثيقية والتاريخية للأشخاص الذين يعملون في مجال الموسيقى العُمانية المحلية من الباحثين والمعلمين والممارسين وحتى الإعلاميين المعنيين بالموسيقى العُمانية، فهذا الكتاب كان من بين أهم مصادر ومراجع الموسوعة العُمانية في مجاله.

وهكذا فإن بعض مقالاتي تحت هذا العنوان ستكون قراءة مخصصة للنظر في أحوال المنقرضات وشبه المنقرضات من فنون الغناء والآلات الموسيقية مع ذكر بعض أسباب الانقراض رغم أني قد أشرت إلى بعضها في مقالات سابقة ولكن دون هذا الربط المباشر مع الأمثلة والزمن التاريخي ذي الصلة بتاريخ هذا المعجم، ومقارنة ذلك بالواقع الحالي حسب المتوفر عندي من معلومات. وعلى العموم أسباب الانقراضات عديدة: اجتماعية وثقافية واقتصادية وهي جديرة بالاهتمام والدراسة، أدت وستؤدي إلى انقراض العديد من أنماط الغناء التقليدي ما لم يتم اتخاذ الإجراءات الحمائية والقانونية المناسبة.

والبداية مع حرف (أ)، وقد ورد في بابه ثلاثة وثلاثين مصطلحا، ولا أدري إن كان بعضها لا يزال معروفا للأجيال الجديدة أم لا، ولكن لاحظت أن عددا منها يمكن تصنيفه ضمن المنقرضات أو شبه المنقرضات. وأولها حسب الترتيب في العجم شخصية:« أبو خرطوم؛ وهي من شخصيات الباكت التمثيلي الغنائي في مدينة صحار. وأبو خرطوم هذا حسب تعريف المعجم هو: « الغراب» وهو إحدى الشخصيات الهزلية التي يتقمصها ممثل متدثر بالسواد، لون الغراب، في فن الباكت تمثيل». وحول هذا الفن الغنائي التمثيلي المعروف بالباكت أدرجتُ سابقا في واحدة من خطط مركز عُمان للموسيقى التقليدية قبيل انتقالي إلى الجمعية العُمانية لهواة العود إنتاج فيلم وثائقي عنه وأتوقع تم إنجازه، ذلك إن هذا الفن الغنائي التمثيلي المميز في التراث الثقافي العُماني بدأ يقل عدد ممارسيه بشكل حاد ويفقد سلسلة التوارث.

أما الاسم الثاني الذي يندرج ضمن شبه المنقرضات إن صح الوصف هو: «أحمد الكبير»؛ وهو من الغناء الديني الصوفي في مدينة صلالة تحديدا، وقد اختفى تقريبا، وربما أسهم في ذلك تأثير بعض التيارات الثقافية الدينية المستجدة منذ التسعينيات على الأقل، حيث انتشرت في الولاية والمحافظة عامة منذ حرب ظفار ثم حرب أفغانستان الأولى تيارات دينية متنوعة لها آراء متشددة تجاه التقاليد التراثية الغنائية عامة والصوفية بصفة خاصة وأثرت تأثيرا واضحا على السلوك الاجتماعي والثقافي والموقف من هذه الفنون الغنائية.

وفي الواقع أعتقد أن المدن الساحلية في محافظة ظفار كانت مراكز أساسية من مراكز الصوفية في جنوب الجزيرة العربية، والتاريخ الثقافي الإسلامي فيها هو تاريخ صوفي والأضرحة الكثيرة لرموز الصوفية التي انقطع زوارها من بن عربية في ريسوت إلى بن علي في مرباط تدل على ذلك.

وفي هذا السياق ربما يأتي فن غنائي آخر من فنون الغناء العربية الشحرية وهو: «المكبور» أو هيلي مكبور، وهو فن غنائي وأدائي حركي مختلط خاص بأهل الجبل في ظفار والناطقين بالشحرية الجبّالية. ويصف شوقي هذا الفن الغنائي: «من فنون الريف في مرباط بالمنطقة الجنوبية، حيث يهب الرجال ويزفنون بالسيف ويمدحون النساء بشعر غزل»، وهذا الفن الغنائي المنقرض واحد من أجمل فنون الغناء الجبالية شعرا وغناءً وأداءً التي تحتفي بالأنثى والحب العفيف والمحبين العذريين إن جاز الوصف، والمكبور بمعنى المحبين، والجميلات يكثر محبيهن. وحسب معلوماتي كان هذا الفن الغنائي الراقص يؤدى بصفة خاصة في مواسم الصرب في ريف ظفار عامة. وأعتقد من الصعوبة في الوقت الحاضر إعادة أدائه حسب التقاليد القديمة للأسباب التي ذكرت.

وفي الواقع التيارات الدينية جميعها تقريبا عندها آراء متشددة تجاه الفنون عامة والموسيقى على وجه الخصوص ولا تأخذها كعلم وفن ولغة اجتماعية فطر الله الناس عليها، وهي في هذا السياق عدوة للاختلاط الذي كانت عليه هذه المجتمعات الريفية، وهذه التيارات المختلفة فيما بينها أيضا ليس لديها القدرة حتى الآن على منع أي نشاط أو نمط غنائي، ولكن عندها قدرة لا يستهان بها من الفاعلية على نشر آرائها وتغيير سلوك الأشخاص ومواقفهم تجاه الموسيقى والغناء بشكل خاص. ونشاطهم ملحوظ في بعض المدارس والتي في الوقت نفسه تعتبر الموسيقى مادة أساسية فيها، ولعل معلمي الموسيقى وطلبتهم يواجهون يوميا هذه التحديات، وقد كتبت مقالا سابقا في هذا السياق من واقع تجربة شخصية. وهكذا يمكن تصنيف هذه التيارات كسبب من أسباب عديدة أخرى مساهمة في انقراض العديد من أنماط التراث الموسيقي الغنائي أو تغيير أسلوب أدائها .

مسلم الكثيري موسيقي وباحث

مقالات مشابهة

  • أحوال المنقرضات من أنماط الغناء والآلات
  • مؤشر الأمن الغذائي في سلطنة عمان يشهد تحسنا في وفرة الغذاء والاستدامة
  • خبراء اقتصاديون يتوقعون استمرار رفع الوكالات الدولية التصنيف الائتماني لسلطنة عمان
  • "أوكيو" توقع مذكرة تفاهم مع تحالف دولي لإنتاج الوقود المستدام للسيارات والطائرات
  • أبناء سلطنة عمان يحصدون 12 مركزا في جائزة المستثمر الذكي الخليجي 2024
  • أوكيو وتحالف دولي يوقعان على مذكرة تفاهم لإجراء دراسة إنتاج الوقود المستدام
  • مختبر السّرديّات الأردني يحتفي بتجربة جمال القيسي الأدبية
  • الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يجتمع مع رئيسة مجلس الشيوخ في أوزبكستان
  • رئيس مجلس الشيوخ يبحث تعزيز التعاون المشترك خلال لقائه رئيس أوزبكستان
  • رئيس أوزبكستان يستقبل رئيس مجلس الشيوخ