مسلسل الحشاشين.. كيف بدأت الجماعة وكيف انتهت؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
القاهرة، مصر (CNN)-- أثير الجدل حول مسلسل "الحشاشين" قبل انطلاق عرضه خلال موسم رمضان 2024، وذلك بعد نشر الفيديو الدعائي للمسلسل، بسبب تاريخ الجماعة التي يتناولها العمل الدرامي، وكذلك اللقطات للمناظر الطبيعية والقلاع التي ظهرت في الفيديو وتم تصويرها خارج مصر، ورفض كاتب العمل التعليق على المسلسل أو ذكر تفاصيل عنه، فيما رصد مؤرخون تاريخ قصة الجماعة، ونشأتها وتأثيرها.
يشارك في بطولة مسلسل الحشاشين عدد كبير من النجوم أبرزهم كريم عبد العزيز، ونيقولا معوض، وفتحي عبدالوهاب، وألف المسلسل الكاتب عبدالرحيم كمال، وأخرجه بيتر ميمي، واستغرق تصويره عامين، وكان من المقرر عرضه في رمضان العام الماضي، وتم تأجيله للعرض هذا العام بسبب تصوير مشاهد من المسلسل في مالطا وكازاخستان.
ويستعرض المسلسل قصة حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين، وهي إحدى أخطر الحركات السرية التي تنتمي لإحدى طوائف المذهب الشيعي، ويتناول العمل كيف نجح مؤسس الجماعة في إقناع أتباعه بأفكار خاطئة لتبرير جرائمهم، وفقًا لما ذكره مؤلف العمل في تصريحات تلفزيونية.
قال رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ورئيس هيئة المخطوطات الإسلامية الدكتور أيمن فؤاد سيد، إن جماعة الحشاشين هي "أخطر الحركات السرية التي اشتهرت بالاغتيالات، بدأ تأسيسها على يد حسن الصباح في القرن الحادي عشر الميلادي كجزء من الطائفة النزارية نسبة إلى نزار بن المستنصر المنتمية للمذهب الإسماعيلي الشيعي، وبسبب تأييده لنزار ابن المستنصر أمام أخيه أحمد المستعلي لخلافة المستنصر طرد من مصر بعدما وصل إليها لممارسة الدعوة لمذهب الإسماعيلية، ورحل الصباح إلى سوريا وإيران واستولى على قلاع ونفذ اغتيالات سياسية ضد السلطة السلجوقية، وأبرز ضحاياهم الوزير السلجوقي نظام الملك".
وأوضح فؤاد، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، سبب تسمية الطائفة بهذا الاسم، قائلًا إن مؤسس الجماعة حسن الصباح كان يتبع طريقة غريبة في تجنيد الشباب للانضمام للجماعة وتنفيذ أوامره من خلال خداعهم بالحشيش.
وأضاف فؤاد أن جماعة الحشاشين استمرت في مواجهات مع صلاح الدين الأيوبي من جهة، والتتار من جهة أخرى حتى استطاع التتار القضاء على الجماعة في إيران، وخرجت الجماعة منها واستمرت لفترة في بلاد الشام والهند.
وكشف رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، عن استمرار الطائفة النزارية التي تنتمي إليها جماعة الحشاشين حتى الفترة الحالية، وأنشأت الطائفة في القرن التاسع عشر منصب الأغا خان، والذي يتولاه حاليًا كريم الدين خان، مشيرًا إلى أن هذه الطائفة ساهمت في تطوير عدة مشروعات في مصر أبرزها حديقة الأزهر، وضريح أغا خان الثالث في أسوان.
من جانبه، قال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي، إن جماعة الحشاشين تعد أحد أخطر "المنظمات الإرهابية" في التاريخ الإسلامي، وعملت هذه الجماعة على تنفيذ اغتيالات سياسية عديدة منظمة، أسس هذه الجماعة حسن الصباح، والذي درب أتباعه في قلعة "ألموت"، والتي تم اختيارها بعيدًا عن أنظار الخلافة العباسية، ليصبحوا "فدائيين" ويتولوا تنفيذ عمليات اغتيال منظمة نشرت الرعب في العالم الإسلامي والبيزنطي.
وأضاف عفيفي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن جماعة الحشاشين استمرت لعدة سنوات طويلة حتى انهارت لعدة عوامل أبرزها التغيرات التي حدثت بعد الحروب الصليبية، وقوة صلاح الدين الأيوبي، وسقوط الدولة الفاطمية والمرتبطة بالمذهب الشيعي، مشيرًا إلى الخلاف الذي نشأ بين جماعة الحشاشين والقائد صلاح الدين الأيوبي بسبب قضائه على الدولة الفاطمية.
وأرجع محمد عفيفي، سبب تسمية الجماعة بلقب "الحشاشين" إلى سيطرتهم على أتباعهم عبر مخدر لتجنيدهم، وفي الوقت نفسه تحمل التعذيب حال القبض عليهم، مضيفًا أنه ليس هناك رواية قاطعة بأن قائدها حسن الصباح لم يعرف وقت وفاته أو ظروفها، ولكنه المؤسس في تشكيل أخطر الجماعات الإسلامية التي نفذت اغتيالات منظمة، واستمرت لسنوات طويلة.
وتوقع عفيفي، أن يشهد مسلسل الحشاشين جدلًا بسبب تناوله قصة مؤسس الجماعة حسن الصباح، والذي تحول من رجل علم مثقف إلى مؤسس ما وصفها بـ"أخطر الجماعات الإرهابية"، مشيرًا إلى أن الصباح حضر إلى مصر لمدة سنوات قليلة لخدمة المذهب الإسماعيلي قبل أن يختلف معهم في فترة لاحقة، ويخرج من مصر بعد محاولته فرض سيطرته على الملوك وقتها.
نشر الاثنين، 11 مارس / آذار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: جماعة الحشاشین حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
مأساة مفجعة في موزع.. قصة كفاح لإمرأة انتهت بمأساة
في صباح يوم عابس، لم يكن النهار كباقي الأيام، بل كان بداية حكاية إنسانية مؤلمة هزت مشاعر اليمنيين شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً. كانت بطلتها امرأة تُدعى سعيدة عبدالله عوض، من منطقة "السلطنة بموزع" الواقعة غرب محافظة تعز. امرأة عاشت بصمت، وكافحت بصبر، حتى انتهت قصتها في مشهد مأساوي لن يُنسى.
قبل عشرين عامًا، تبدّلت حياة المرأة إلى صفحة حزينة حين فقدت زوجها في حادث أليم أثناء عمله في مبنى سكني. تركها الحزن أرملة، لكنه لم يكسرها. نهضت من بين رماد الألم لتواجه الحياة وحدها، ومعها عبء رعاية طفلين من ذوي الإعاقة الشديدة. لم يكن لديها من السند سوى عزيمتها وإيمانها بأن على هذه الأرض ما يستحق البقاء من أجله، ولو كان مجرد كسرة خبز تسد رمق أولادها.
بدأت سعيدة رحلة نضال طويلة، تنقلت خلالها بين الأسواق تبيع الأخشاب تحت لهيب الشمس وبرودة الشتاء، حتى خانها الجسد بفعل السنين. تركت الأسواق، لكنها لم تترك الكرامة، فذهبت تعمل في بيوت الجيران مقابل القليل من الطعام والشراب. لم تكن تطلب الكثير، فقط ما يبقيها قادرة على العودة إلى أولادها بما يسد جوعهم.
ومع مرور الزمن، وهنت قواها، ولم تعد قادرة على العمل. عندها، التفت أهل القرية حولها، يمدّون لها يد العون دون أن تطلب، يعرفونها جيداً… تلك المرأة التي حملت الألم بصمتٍ وكبرياء.
في صباح أحد أيام ، خرجت العجوزة من بيتها كعادتها، على أمل أن تعود بما يسكت جوع أولادها. تركتهم خلفها يتضورون جوعاً، لكنها بذات اليوم لم تعد. مرّ الوقت، وتعالى صمت ثقيل حتى مزّقه صراخ اخترق سكون القرية.
أسرع الجيران إلى بيتها، فوجدوا الأطفال في حالة يُرثى لها، وسعيدة لا أثر لها. دبّ القلق، وبدأت رحلة البحث. شارك الجميع، يجوبون الأودية والتلال، يفتشون بعين الأمل وقلب الخوف.
حتى عثر أحدهم على مشهد لن يُنسى: عند فوهة بئرٍ قديم كانت القرية تقتات منه الماء، وُجد حذاء ممزق، تعِب من الأيام كما تعبت صاحبته. اقترب الرجل من فوهة البئر، وأطلّ بداخله... فشهق بصوت انقطع بعدها عن الكلام.
كانت الكهل تطفو على سطح الماء... جسدها الهزيل لا يزال يحتفظ بصمت طويل، لكنه يقول الكثير. لم تمت جوعًا فقط، بل خجلًا... خجلًا من أن تمد يدها لأحد، بعد عمرٍ قضته تحني ظهرها لتطعم غيرها دون أن تشتكي.
وهكذا، انتهت قصة سعيدة، لكنها لم تنتهِ في القلوب. تركت خلفها وجعًا يتردد في أروقة الضمائر، وذكرى امرأة قاومت الزمن حتى انكسر قلبها في بئر الحياة.
رحلت سعيدة، لكن صبرها سيبقى روايةً تُروى، عن كرامة لا تنحني، ووجعٍ صامتٍ لم يخذل أحدًا سوى نفسه.