بوتين: دعمنا " فاغنر" باعتبارها مجموعة روسية لا أكثر
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أكد فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، أن وزارة الدفاع الروسية قدمت الدعم لمجموعة "فاغنر"، باعتبارها مجموعة روسية لا أكثر.
وأضاف الرئيس الروسي في لقاء للقناة الروسية الأولى و"نوفوستي"، أن مجموعة (فاغنر) الشهيرة نفذت في البداية عددا من المشروعات الاقتصادية في سوريا، ثم انتقلت إلى دول إفريقية أخرى.
و أكد أن روسيا لم تتدخل في إفريقيا، ولم تخرج فرنسا من هناك، وكان الزعماء الأفارقة أنفسهم يريدون العمل مع روسيا.
جدير بالذكر أن مجموعة فاغنر هي شركة عسكرية خاصة غير حكومية أنشأها رجل الأعمال الراحل يفغيني بريغوجين، وتعمل، منذ عام 2014، في عدد من البلدان من بينها سوريا وفي عدد من البلدان الإفريقية.
كما كان للمجموعة دور مميز في تحرير مدينة أرتيوموفسك في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.
كما أكد بوتين، أنه إذا أرسلت بولندا قواتها إلى أوكرانيا، فإنها لن تغادر، موضحا أنه إذا دخلت القوات البولندية أراضي أوكرانيا لتغطية الحدود الأوكرانية البيلاروسية، أو في بعض الأماكن الأخرى من أجل تحرير الوحدات العسكرية الأوكرانية، للمشاركة في الأعمال العدائية على خط التماس، فأعتقد أن القوات البولندية لن تغادر من هناك أبدا".
وأضاف أن بولندا سترغب بعد ذلك في إعادة الأراضي، التي تعتبرها تاريخيا ملكا لها، تاريخيا، والتي أخذها منهم والد الشعب جوزيف فيساريونوفيتش ستالين، ونقلها إلى أوكرانيا.
في حين أكد أن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي الناتو خطوة لا معنى لها على الإطلاق.
وشدد الرئيس بوتين على أن روسيا وفنلندا، كانت تربطهما في السابق علاقات "مثالية ببساطة"، فلم يكن لدى البلدان مطالبة واحدة ضد بعضهما بعضا، وخاصة الإقليمية، ناهيك عن المجالات الأخرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجيش الأوكراني جندي روسي الحرب بوتين
إقرأ أيضاً:
لماذا اختارت أوكرانيا أهدافا روسية بعيدة وما رسائل هجومها النوعي؟
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم الفلاحي إن الهجوم الأوكراني بطائرات مسيرة على قاعدة عسكرية روسية في سيبيريا يمثل نقلة نوعية في طبيعة المعركة، ويوجه رسالة مباشرة لموسكو حول قدرة كييف على نقل الحرب إلى العمق الروسي رغم بُعد المسافة.
وأوضح الفلاحي في تحليل عسكري أن هذا الهجوم يكشف عن اختراق استخباراتي غير مسبوق للداخل الروسي، مشيرا إلى أن تنفيذ هجوم جوي بهذا الحجم يتطلب معلومات دقيقة ومراقبة متقدمة لمنشآت عسكرية على بُعد آلاف الكيلومترات من خطوط التماس.
وأضاف أن القدرة الأوكرانية على تنفيذ مثل هذه العمليات تعني وجود ثغرات كبيرة في المنظومتين الأمنية والدفاعية الروسيتين، كما يعكس ضعفا في الإجراءات الحمائية حول واحدة من أهم القواعد الجوية التي تحتضن قاذفات من الثالوث النووي الروسي.
وكانت تقارير قد تحدثت عن هجوم بطائرات مسيرة استهدف قاذفات إستراتيجية من طراز "تو-95″ و"تو-22" في قاعدة "بيلايا" الجوية بسيبيريا، مما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة، في هجوم وصف بأنه الأول من نوعه على بعد أكثر من 4300 كيلومتر من الجبهة.
وأعلن مسؤول بجهاز الأمن الأوكراني لوكالة رويترز أن العملية استهدفت أكثر من 40 طائرة روسية، بينها طائرات بعيدة المدى تُستخدم عادة لإطلاق صواريخ على أهداف داخل أوكرانيا، مؤكدا أن العملية جاءت ضمن هجوم واسع يهدف إلى إضعاف قدرات روسيا الجوية.
إعلان أهمية إستراتيجيةوأكد الفلاحي أن هذه الطائرات التي تم استهدافها تمثل أهمية إستراتيجية قصوى بالنسبة لموسكو، حيث تتمتع بمدى طويل يتيح لها الوصول إلى أهداف في أوروبا وأميركا دون الحاجة للتزود بالوقود، مما يجعل استهدافها ضربة قاسية على المستوى العسكري والمعنوي.
وأضاف أن الهجوم يوجه أيضا رسالة مزدوجة: الأولى أوكرانية تؤكد على قدرة كييف في الرد خارج حدودها التقليدية، والثانية من الغرب، وتحديدا من واشنطن والعواصم الأوروبية، تقول لروسيا إن استمرار الحرب دون تسوية سياسية لن يكون دون كلفة موجعة.
وأشار إلى أن اشتراك أكثر من جهة في تنفيذ العملية، بينها الاستخبارات والمشغلون الميدانيون، يكشف عن تعقيد عملياتي متقدم، وهو ما يُعد تطورا جديدا في طبيعة المواجهة التي باتت تشمل أهدافا إستراتيجية في العمق الروسي.
وبين الفلاحي أن الهجوم الأخير لم يكن منفصلا عن عمليات مشابهة جرت مؤخرا، بينها استهداف جسور وسكك حديد، فضلا عن هجمات سابقة طالت قواعد جوية روسية. واعتبر أن هذه العمليات تؤشر إلى اعتماد أوكرانيا على العمل الأمني الخاص لفرض معادلة جديدة.
وأكد أن الرسالة الرئيسية التي تحملها مثل هذه الضربات، هي أن أوكرانيا لا تزال قادرة على نقل المعركة إلى الداخل الروسي، وأن عليها ألا تقبل بالشروط التي تحاول موسكو فرضها عبر التصعيد العسكري، خصوصا مع تكثيف الهجمات الجوية الروسية.
اختراقات حقيقية
وفي معرض تقييمه للثغرات الروسية، قال الفلاحي إن وجود "عملاء" أو متعاونين داخل الأراضي الروسية يشير إلى اختراقات حقيقية في الأجهزة الأمنية، ويؤكد أن أوكرانيا لا تعتمد فقط على المسيرات بل على عمل استخباراتي معقد ممتد داخل العمق الروسي.
وأفاد بأن توقيت الهجوم يتزامن مع تصعيد روسي كبير، حيث أطلقت موسكو مئات المسيرات وصواريخ كروز على الأراضي الأوكرانية في اليوم ذاته، مما يشير إلى أن طرفي النزاع يخوضان الآن حرب استنزاف متقدمة على مستوى البنى التحتية والقدرات الجوية.
إعلانواعتبر أن استهداف أهداف بعيدة يعطي انطباعا بأن أوكرانيا تسعى للضغط السياسي من خلال الأدوات العسكرية، خاصة في ظل استعصاء الحلول التفاوضية، مشيرا إلى أن هذه الضربات قد تكون محاولة لتعديل موازين القوى أو دفع الغرب نحو مواقف أكثر صرامة.
وقال الفلاحي إن اختيار أهداف إستراتيجية في سيبيريا بدلا من مناطق أقرب يعكس بُعدا سياسيا ورسالة ردع، فالأمر لم يكن تكتيكيا بقدر ما هو ضرب للهيبة الروسية من خلال إظهار العجز عن حماية قواعد يفترض أنها شديدة التحصين.
وأشار إلى أن هذه العملية تعزز من فرضية أن المعركة لم تعد محصورة داخل الأراضي الأوكرانية فقط، بل باتت تأخذ شكل مواجهة مفتوحة، تتجاوز حدود الجغرافيا التقليدية، وقد تُرغم موسكو على إعادة حساباتها بشأن إطالة أمد الحرب.