صحيفة صدى:
2025-07-05@03:23:30 GMT

رمضان غيرني

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

رمضان غيرني

جميل جداً أن نسمع ممن بلغ هذا الشهر المبارك عبارة: (رمضان غيرني)، ‌‏فرمضان جاء ليعيد بناء أرواحنا وقلوبنا وأخلاقنا وسلوكنا وقيمنا، رمضان مَحطَّة إيمانية نروِّض وندرب أنفسنا فيها على الخير في القول والعمل، نتوجَّه إلى الله بجميع جوارحنا حتَّى إذا ما انتهى رمضان خرجنا منه أُناسًا عظماء.

رمضان يا كرام فرصة للتغيير الإيجابي نحو الأفضل، تغيير في العبادة، والسلوك، والأخلاق، والمعاملات، والجوارح، والعادات، كم نرى ونشاهد ممن يدرك رمضان ويدخل عليه الشهر وحياته كما هي لم تتغير للأفضل، بل بعضهم ربما تغيرت للأسوأ فازدادت سيئاته وذنوبه، نسأل الله العفو والعافية، يمر علينا رمضان أعوامًا عديدة، ليسأل كل واحد فينا نفسه، هل أثر فيه رمضان؟ هل غير من حياته نحو الأفضل؟ هل استفاد منه؟ ما أجمل أن يتغير المرء ويغير من حياته كلها، فيرجع المذنب إلى ربه، ويقترب البعيد، ويزداد الصالح صلاحًا، والمؤمن إيمانًا، كلنا يتمنى التغيير ولكن منا من يطلبه ويسعى إليه، ومنا من يتمناه ولكن دون عمل ولا فعل، يقول تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال: 53]، فالتغيير يحتاج إلى إرادة وعزيمة وإصرار ومواصلة جادة وقوية.

غير قلبك في رمضان، وطهره من أمراض الشهوات والشبهات كالحسد، والحقد، والبغض، والرياء، والعجب، والكبر، لنطهر قلوبنا من هذه الآفات، ونملأه بالتقوى واليقين والخوف والرجاء والحب لله عز وجل، كم نسمع بمن حقد على أخيه المسلم فقطعه بسبب أمر دنيوي، شهورًا بل سنوات، يدخل عليه رمضان ويخرج وهو قاطع هاجر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ». رواه مسلم.

غير علاقتك بربك في رمضان، إن الهدف الأعظم من الصيام هو تحقيق التقوى، لنقترب من الله أكثر، بطاعته وعبادته، والبعد عن معصيته.

غير صلاتك في رمضان، صلي صلاة مختلفة في هذا الشهر، أقبل على صلاتك، وحافظ عليها في وقتها في المساجد، بخشوع وطمأنينة، وبكر إلى بيوت الله، واجلس فيها لتنل فضائل وأجورًا عظامًا، وأكثر من النوافل والسجود وتلذذ بهما، وصل صلاة مودع، ستجد أن للصلاة لذة وراحة وسعادة، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان ينادي الصحابي بلال رضي الله عنه، ويقول له: «أرحنا بالصلاة يا بلال».

غير علاقتك مع القرآن، فرمضان شهر القرآن، كم ابتعد البعض منا عن القرآن، وهجره إما هجرًا لتلاوته، أو هجرًا لتدبره، أو هجرًا للعمل به، أو الاستشفاء به، أقبل على كتاب ربك بالإكثار من تلاوته، وتدبر آياته، حرك به قلبك كما تحرك به لسانك، اختمه عدة ختمات، نظم أوقات قراءتك بين الصلوات، وستجد أن الأمر سهل ويسير، وتذكر دائمًا أن القرآن تجارة رابحة، تفوز فيها بملايين الحسنات.

غير أخلاقك في رمضان، رمضان شهر الصبر، والحلم، والأناة، والعفو والصفح، فالصوم يهذب الأخلاق ويسمو بها، ويزكيها، قال صلى الله عليه وسلم: (فإن سابه أحدٌ فليقل: إني امرؤ صائم). رواه البخاري.

نعم فالصوم يمنعه من أن يرد على كل جاهل ومعتد وظالم.

وغيروا سلوككم وعاداتكم السيئة كالتدخين، وكثرة الأكل والشرب، وأذية الجيران، وأكل أموال الخدم والعمال وغيرها، واهتموا بالرياضة اليومية، والأكل الصحي المفيد، والإحسان إلى الجيران، وإعطاء الناس أجورهم.

غير حواسك وجوارحك في رمضان، لسانك وعيناك، وأذناك، ويداك ورجلاك، اجعل هذه الجوارح شاهدة لك لا عليك في هذا الشهر، قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]، فلسانك اجعله رطبًا بذكر ربك بالأذكار والقرآن، وعيناك وأذناك لا تنظر بهما ولا تسمع إلا ما يرضي ربك.

غير تعاملك مع برامج التواصل الاجتماعي في رمضان، خفف وقلل منها وابتعد عنها قليلًا، اجعلها معينة لك على الطاعة والقرب من الله، اقرأ فيها وتصفح ما يفيدك ويزيد من إيمانك، كن داعيًا إلى الخير بنشر كل خير ومفيد، وغض بصرك وجوارحك عن كل معصية.

كم نحن بحاجة إلى استشعار أن الجنان فتحت في رمضان، والنيران غلقت، والرحمات والخيرات تتنزل، والحسنات في رمضان مضاعفات، وفي مكة خاصة تضاعف كذلك، والذنب في رمضان وفي مكة يعظم، فمن استشعر ذلك ازداد قربًا وإيمانًا، ويقينًا بما عند مولاه، ومن غاب عن ذهنه ذلك، فحياته في رمضان كما هي لن تتغير كثيرًا.

وقفة:
يقول الأديب الرافعي رحمه الله: (رمضان ما هو إلا فترة راحة وهدوء، يعبر المؤمن من خلالها إلى مرافئ الصعود في درجات الإيمان، فمن استفاد من هذه الفترة في إصلاح حاله، وتجديد إيمانه، ومراجعة نفسه، فقد وجد للتغيير طريقاً).

وتذكروا أن شهر رمضان أيامه قليلة، وستنقضي بسرعة {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ١٨٤]، فغيروا أنفسكم للأفضل والأحسن.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: فی رمضان

إقرأ أيضاً:

تحولات مهنية عميقة.. توقعات برج الجوزاء في يوليو 2025| خاص

مع حلول شهر يوليو 2025، تشهد الأبراج تحولات فلكية بارزة، حيث تبدأ الكواكب برسم مسارات جديدة تحمل معها فرصًا استثنائية وتحديات تحتاج إلى قدر عالٍ من الحكمة والمرونة، ووسط هذه الأجواء المتقلبة، تبرز توقعات برج الجوزاء بشكل خاص، إذ يحمل هذا الشهر لمواليده طاقة متجددة وتحولات مهنية واجتماعية لافتة.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد شاهين، خبير الفلك والأبراج، في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع»: أن شهر يوليو 2025 يبشر بفترة بارزة من التحول المهني العميق لمواليد برج الجوزاء، ومع وجود المشتري العظيم في برج الجوزاء وزحل القاسي في بيتك العاشر الخاص بالوظيفة، فإن الكون يهيئ المسرح لنقطة تحول كبيرة، ويعد هذا الشهر بفرص هائلة واعتراف كبير، لكنه سيتطلب توازنًا بين حياتك العامة والخاصة».

وأشار إلى أن الذكاء الفطري ومهارات التواصل هما أعظم الأصول لتجاوز هذا الشهر الحاسم بنجاح.

برج الجوزاء الحياة المهنية

ويشير الدكتور شاهين إلى أن الوضع الفلكي للجوزاء هذا الشهر يحمل تركيبة نادرة تُعرف بـ«ساسا يوغا»، وهي تركيبة فلكية تجلب معها السلطة والمسؤوليات العالية، نتيجة وجود زحل في البيت العاشر، بيت العمل والمكانة الاجتماعية.

وأكد على أنه بينما قد يشعر مواليد الجوزاء أن عبء العمل هائل، فإن قدرتهم على إدارته بفعالية ستجلب لهم شهرة واسعة، وفي الوقت نفسه، يباركهم كوكب المشتري في بيتهم الأول بالحكمة لاتخاذ قرارات سليمة، وفرص الترقية أو الأدوار القيادية في مشاريع مرموقة محتملة للغاية»، مشيرا إلى أن «الطبيعة المتطلبة لزحل قد تخلق بعض الضغط، إلا أن الصبر ونهجًا استراتيجيًا هما المفتاح لتجاوز هذه الفترة والخروج بمكانة مهنية أقوى».

اقرأ أيضاًتوقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء برج الجدي.. الحظ يدق بابك

«هذا عصركم الذهبي».. توقعات برج الثور لشهر يوليو 2025| خاص

توقعات برج الحمل في شهر يوليو 2025.. قراراتك القادمة قد تؤثر بشكل كبير على مستقبلك| خاص

مقالات مشابهة

  • «رئيس جامعة الأزهر»: واذكروه كما هداكم دعوة لدوام الشكر على نعمة الهداية التي لا تُقدّر بثمن
  • دم الشهيد حنتوس لايرثى، بل يبايع
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما أحوج الشعوب للأمن والسلام والرشاد.. ومن واظب على ذكر الله تعالى أشرقت عليه أنواره وتوافدت عليه خيراته
  • شهر ملئ بالتحديات.. توقعات برج العقرب في يوليو 2025 | خاص
  • رسالة مؤثرة من المنجم بعد رحيله عن الشباب: “الله يكتب فيها الخير”
  • “علماء المسلمين” يدين اغتيال الشيخ حنتوس: استهداف للقرآن وأهله
  • دعاء للقيام لصلاة الفجر.. احرص عليه يوميا قبل النوم
  • جميعنا عائدون
  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • تحولات مهنية عميقة.. توقعات برج الجوزاء في يوليو 2025| خاص