تحقيق أممي يحمل الاحتلال مسؤولية قتل صحفي رويترز.. انتهاك للقانون الدولي
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
خلص تحقيق للأمم المتحدة إلى أن دبابة إسرائيلية قتلت صحفيا من رويترز وأصابت ستة آخرين في لبنان العام الماضي بعدما أطلقت قذيفتين من عيار 120 ملم على مجموعة من "الصحفيين الذين يمكن التعرف عليهم بوضوح" في انتهاك للقانون الدولي.
وذكر التحقيق الذي أجرته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يونيفيل، واطلعت عليه رويترز، "أن أفرادها لم يسجلوا أي تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان لأكثر من 40 دقيقة قبل أن تفتح الدبابة النار".
وقال تقرير اليونيفيل، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، إن “إطلاق النار على المدنيين، وفي هذه الحالة صحفيون يمكن التعرف عليهم بوضوح، يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) والقانون الدولي”، وفقا لما نقلته الغارديان البريطانية.
وتابع التقرير المؤلف من سبع صفحات والمؤرخ في 27 شباط/فبراير: "تشير التقديرات إلى أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار عبر الخط الأزرق وقت وقوع الحادث. ولم يعرف سبب الضربات على الصحفيين.
وردا على سؤال حول تقرير اليونيفيل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، نير دينار، إن حزب الله هاجم الجيش الإسرائيلي بالقرب من بلدة هانيتا في 13 تشرين الأول/أكتوبر. وردت بإطلاق نيران المدفعية والدبابات لإزالة التهديد، وتلقت بعد ذلك تقريرا يفيد بإصابة صحفيين.
وأضاف دينار، “إن الجيش الإسرائيلي يستنكر أي إصابة للأطراف غير المشاركة، ولا يطلق النار عمدا على المدنيين، بما في ذلك الصحفيين”. "يعتبر الجيش الإسرائيلي أن حرية الصحافة ذات أهمية قصوى بينما يوضح أن التواجد في منطقة حرب أمر خطير".
وتابع، "أن آلية تقصي الحقائق وتقييمها التابعة لهيئة الأركان العامة، والمسؤولة عن مراجعة الأحداث الاستثنائية، ستواصل فحص الحادث".
ودعت أليساندرا جالوني رئيسة تحرير رويترز إسرائيل إلى توضيح كيفية وقوع الهجوم الذي أودى بحياة عبد الله (37 عاما) ومحاسبة المسؤولين عنه.
وقال شخصان مطلعان على الأمر إن تقرير اليونيفيل أُرسل إلى الأمم المتحدة في نيويورك في 28 شباط/فبراير وتمت مشاركته مع الجيشين اللبناني والإسرائيلي.
وقال التقرير في توصياته: “يجب على الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق في الحادث ومراجعة كاملة لإجراءاته في ذلك الوقت لتجنب تكرار ذلك”. "يجب على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يشارك نتائج تحقيقاته مع قوات اليونيفيل".
وأكد متحدث باسم الأمم المتحدة أنه تم مشاركة تقرير اليونيفيل مع الأطراف.
وتابع، "نكرر التأكيد على أنه ينبغي لجميع الجهات الفاعلة أن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وأن المدنيين، بما في ذلك الصحفيين، لا ينبغي أن يكونوا هدفًا أبدًا. وقال المتحدث: “يجب حماية الصحفيين والإعلاميين”.
ولإجراء تحقيقاتها، أرسلت اليونيفيل فريقا لزيارة الموقع في 14 أكتوبر، وتلقت أيضا مساهمات من القوات المسلحة اللبنانية ومن شاهد لم يذكر اسمه كان حاضرا على التل عندما وقعت الغارات، بحسب التقرير.
وتدعم النتائج التي توصلت إليها اليونيفيل تحقيقا أجرته رويترز وأظهر "أن الصحفيين السبعة من وكالة فرانس برس والجزيرة ورويترز أصيبوا بقذيفتين عيار 120 ملم أطلقتهما دبابة على بعد 1.34 كيلومتر في إسرائيل".
وكانت مجموعة الصحفيين تصور القصف عبر الحدود من مسافة بعيدة في منطقة مفتوحة على تلة بالقرب من قرية علما الشعب اللبنانية لمدة ساعة تقريبا قبل الهجوم.
وأواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تحقيق نشرته، أن مجموعة من الصحفيين تعرضت "للاستهداف" بقذيفتين في جنوب لبنان منتصف الشهر ذاته، ما أدى إلى مقتل المصوّر الصحفي في وكالة "رويترز" عصام عبد الله وإصابة ستة آخرين بينهم مصوّران صحفيان من فرانس برس.
وقالت المنظمة إنه "وفقا للتحليل البالستي الذي أجرته ’مراسلون بلا حدود’ فإن المنطقة التي انطلقت منها القذيفتان تقع إلى الشرق من المكان حيث تمّ استهداف مجموعة الصحفيين ومركباتهم، وتقع قرب الحدود مع إسرائيل"، لكنها لم تحمّل المسؤولية مباشرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت أن "ضربتين متفاوتتي الشدة، تفصل بينهما 37- 38 ثانية، طالتا الجمعة 13 تشرين الأول/ أكتوبر حوالي الساعة السادسة مساء، المكان الذي كانت فيه مجموعة من سبعة صحفيين متواجدة منذ أكثر من ساعة" على طريق لتغطية التوتر المتصاعد على الحدود.
وتابعت "مراسلون بلا حدود": "أدت الضربة الأولى إلى مقتل مصور رويترز عصام عبد الله وإصابة مصورة وكالة فرانس برس كريستينا عاصي بجروح خطيرة، في حين فجرت الثانية سيارة قناة الجزيرة على مقربة شديدة، ما أدى إلى إصابة عدد من زملائهما".
وشدد محقق من المنظمة غير الحكومية في التحقيق المصور على أن الصحفيين كانوا يعتمرون خوذا وسترات تحمل شعار "صحافة" و"من المستحيل أن يتم الخلط بينهم وبين مقاتلين. لقد ظلوا في منطقة مكشوفة لأكثر من ساعة على قمة تل، وكانوا مرئيين بوضوح". وقالت إن "الاستنتاجات الأولى للتحقيق تثبت أن الصحفيين لم يكونوا ضحايا عرضيين للقصف".
وأضافت: "وقوع ضربتين في نفس المكان في مثل هذه الفترة القصيرة (أكثر بقليل من 30 ثانية)، قادمتين من نفس الاتجاه، يشير بوضوح إلى استهداف دقيق"، مردفة بأنه "من غير المحتمل وقوع خلط بين الصحفيين والمقاتلين".
ووفق صحفيين قابلتهما "مراسلون بلا حدود" في إطار تحقيقها، فقد كانت مروحية أباتشي إسرائيلية تحوم فوق المنطقة قبل وقوع المأساة.
واتهمت السلطات اللبنانية قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمسؤولية عن الضربتين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية لبنان الصحفيين الاحتلال عصام عبد الله لبنان الاحتلال صحفي تحقيق أممي عصام عبد الله المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی مراسلون بلا حدود
إقرأ أيضاً:
نقيب الصحفيين المصريين من ملتقى أريج السنوي: أحلام تحقيق العدالة والديمقراطية لا تقوم إلا على صحافة حرة
قال خالد البلشي نقيب الصحفيين المصريين، إنه يشارك هذا العام في ملتقى أريج السنوي تحت شعار "نتحدى"، وفي قلبه ألم وأمل ورغبة حقيقية لتجاوز آلام الحاضر، لصُنع مستقبل يليق بنا، وبمجتمعاتنا، وبإنسانيتنا، وبمهنتنا، كأحد أعمدة التقدم والدفاع عن الحرية والعدالة والإنسانية..
وأضاف في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية: "أقف ونحن لم نتجاوز ألم تجربة صعبة خضناها لعامين، وجسّدها صمود الشعب الفلسطيني، وبداخلي أمل نستمده من صمود وبطولة زملائنا الصحفيين الفلسطينيين الذين لم تثنِهم الرصاصات والصواريخ عن نقل الحقيقة".
وتابع: "أتحدث إليكم حول محورين أساسيين، هما خلاصة تجربتنا الصعبة وحلمنا: دور الصحافة كحارس للحرية والديمقراطية، ونموذج الصحافة الفلسطينية الذي كتب بأحرف من دم وتضحية معنى واضحا للمهنية والإنسانية".
وأكد "البلشي" أن أحلام تحقيق العدالة والديمقراطية لا تقوم إلا على صحافة حرة، قادرة على التنوير والمراقبة، وكشف مكامن الخلل وتكون في الوقت نفسه ساحة للحوار الحر.
واستكمل قائلًا: "إن هذه هي الأزمة التي نعيشها بكل تفاصيلها، في مجتمعاتنا العربية، وأساسها أن تؤمن مجتمعاتنا، ونؤمن جميعًا أن حرية الصحافة ليست مطلبًا مهنيا أو فئويا، بل هي طوق نجاة للمجتمع بأسره وساحة مفتوحة لمناقشة قضايا الوطن والمواطنين".
وأكد أن هذه الحرية تواجه تحديات جسيمة؛ فلا حديث عن ديمقراطية أو حرية حقيقية ما دام بقيت قوانين مقيّدة لعملنا، وطالما استمر حبس صحفيين بسبب آرائهم.
وتابع: "ولا سبيل أمامنا لخوض معركة الحقيقة والتقدم إلا أن نتكاتف لتطوير المناخ الذي نعمل وتعمل الصحافة من خلاله ليتيح لنا حرية الحركة والتعبير الحر عن مجتمعاتنا، عبر خطوات واضحة تحرر عمل الصحفي من كل قيد، وقوانين ضامنة للحرية تلغي العقوبات السالبة للحرية، وتوسع مساحات التعبير بحيث لا يصبح السجن ثمنا للنشر أو الرأي، قوانين تتيح المعلومات وتسمح بتداولها وتدفقها، وتضمن حق المواطن في المعر
نبذل كل جهودنا وأمامنا تجربة حية دفع فيها زملاء لنا في غزة وفلسطين من دمائهم ثمنا لنقل الحقيقة وقدموا أروع المثل في البطولة المهنية والدفاع عن الحرية.
وقال: "لقد قدم لنا الصحفيون الفلسطينيون أعظم درس في تاريخ المهنة، فشاهدنا كيف تحولت كاميراتهم إلى شهود على جريمة العصر، وكيف وقفوا في وجه آلة حرب وحشية تهدف إلى إسكات الصوت وطمس الحقيقة وانتصروا لرواية العدل والحرية، لكن الثمن كان غاليا ولا بد من وقفة للمحاسبة لقد تجاوز عدد شهداء الحقيقة من زملائنا في فلسطين 250 صحفيًا وصحفية، ودُمّرت أكثر من 150 مؤسسة إعلامية. هؤلاء لم يكونوا أرقامًا، بل كانوا شهودًا على الحقيقة، مدافعين عن الحرية، حملوا كاميراتهم وأقلامهم ليقدموا الوجه الاخر لرواية مزيفة فرضت علينا، فتعقبتهم أسلحة القتل والتدمير. إن تضحياتهم الشخصية والمهنية في سبيل كشف زيف الرواية الصهيونية هي قمة الإخلاص للمهنة لكنها تنتظر محاسبة القتلة".
وأشار إلى تقديم الصحفيون الفلسطينيون نموذجًا ملهمًا، وضربوا أروع المثل في التضحية والمهنية، وحولوا المعاناة إلى وقود للإرادة وإرادة الحياة، مؤكدًا أنهم النموذج الحي للصحفي الذي يدافع عن الناس والأوطان، وهم من يذكرنا بأن رسالتنا هي حماية الإنسان أينما كان.
واستكمل قائلًا: "لا سبيل أمامنا إلا بمحاسبة قتلهم: فلا يمكن أن يكون هناك مستقبل لصمود إنسانيتنا ما دام أن قتلة الصحفيين يفلتون من العقاب. العدالة والمساءلة هما الشرطان الأساسيان لعدم تكرار هذه المذبحة التي شهدناها لحظة بلحظة، مطالبنا بمحاسبة الجناة هي واجب أخلاقي ومهني، وهي أفضل تكريم وتخليد لتضحياتهم وبطولاتهم: هذا التكريم هو أقل ما يمكن أن نقدمه لزملاء دفعوا حياتهم ثمنًا للحقيقة، وكانوا في الصفوف الأولى يواجهون الرصاص والقصف".
وقال "البلشي" إن الدماء التي سالت في فلسطين لن تذهب هدرًا إذا استطعنا تحويلها إلى دافع للتغيير، لقد كان الأمس مريرًا، ولكن الغد سيكون مختلفًا إذا تعلّمنا من دروس الألم لصنع الأمل. نحن اليوم، أمام تحدٍ تاريخي مزدوج: معركة تحرير الصحافة لتصبح حارسة للديمقراطية، ومعركة إنصاف وتخليد أولئك الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لهذه الحرية.
واختتم قائلًا: "لنكن معًا، من قلب التحديات، على بناء صحافة المستقبل. صحافة تحمي الإنسان وتغذي المستقبل بآليات إنسانيتها وقيمها. صحافة تكون، كما أرادها زملاؤنا الشهداء، صوتًا للحقيقة ودرعًا للحرية وضميرًا للإنسانية، فلتكن كلمتنا واحدة: صحافة حرة، وعدالة لشهداء الحقيقة".