الجزيرة:
2025-05-14@06:26:31 GMT

علميا.. ذكاء الأطفال مكتسب أم تورثه الأم؟

تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT

علميا.. ذكاء الأطفال مكتسب أم تورثه الأم؟

بيروت- يرث الطفل جيناته من الوالدين. ومع ذلك، لا يمكن القول إنه يشبههما، فهذا الأمر أكثر تعقيداً مما نتخيل.

ومن المعروف علميا أن الذكور يرثون نحو 51% من خصائصهم الجينية من أمهاتهم و49% من آبائهم، كما أن للأمهات تأثيرا كبيرا على قدرات الأطفال المعرفية.

وأظهرت الدراسات أن الذكاء يسري بالعائلات، ويميل الأطفال لوراثة القدرات المعرفية لوالديهم إلى حد ما.

فمثلا، يُرجَّح أن يكون المولود لأبوين، يملكان قدرا كبيرا من الذكاء، أكثر ذكاء أيضا. ووجدت البحوث أن بعض العوامل البيئية، كالوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والخلفية الثقافية، قد تؤثر في مستويات الذكاء.

وترى الطبيبة المتخصصة بأمراض النساء والتوليد وعلم الوراثة البشرية منيرة معاوية أن الذكاء مسألة معقدة للغاية، وقد يكون صفة وراثية ومكتسبة في الوقت ذاته.

وتقول للجزيرة نت إن الذكاء يورث من أحد الوالدين وليس الأم فقط، ولكنه يُكتسب أيضاً عندما يبدأ الطفل المعايشة والتدخل في الأمور المحيطة به والتفاعل معها، ويأتي الأمر بالممارسة والتدرّج.

توريث ما يصل إلى 40% فقط من ذكاء الأم واكتساب البقية على مدار الحياة (بيكسلز)

ووفق الطبيبة، لا يوجد دليل قاطع وحاسم بشأن وراثة ذكاء الطفل من والدته، لافتةً إلى أن ذكاء الطفل يتحدّد عبر العوامل البيئية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيش وسطها.

وتوضح أن الطفل يرث الكروموسومات من والديه، فيأخذ النصف من والدته (23 كروموسوماً) ويرث النصف الآخر من والده، وهو ما نطلق عليه الكروموسومات الجنسية "إكس" (X) و"واي" (Y) وهذا النوعان يحددان معا جنس المولود. فمثلا، إذا كان نوع الجنين أنثى، سترث كروموسوم "إكس" من والدتها والـ "إكس" الآخر من والدها، وفي هذه الحالة كروموسومات "إكس" غير متطابقة لأن مصدرها مختلف لأنها ترث نوعا من الأم والآخر من الأب.

وتوصل العلماء إلى أن الذكاء سمة معقدة جداً، فالجينات المسؤولة عن الذكاء موجودة بكروموسوم "إكس". لهذا السبب يرث الأبناء ذكاءهم من أمهاتهم. والبنات يتلقين ذكاءهن من كلا الوالدين. ومع ذلك، يتم توريث ما يصل إلى 40% فقط من ذكاء الأم، ويتم اكتساب البقية على مدار الحياة، وفق المتخصصة في علم الوراثة البشرية.

وبحسب البروفيسور ديفيد سكوز، رئيس وحدة العلوم السلوكية والدماغية في معهد صحة الطفل في لندن والمهتم بالجينات والوظائف العقلية المرتبطة بكروموسوم "إكس"، فإن الجينات المرتبطة بهذا الكروموسوم تتعلّق بنمو الدماغ. لكن هذا لا يعني الذكاء. بينما يقول البروفيسور فريدريك كارب، أستاذ الطب الأيضي بجامعة أوكسفورد، إن ذكاء الطفل يتحدد أكثر عبر العوامل البيئية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

وتشير البحوث إلى أن الذكاء يتأثر بكل من الجينات والبيئة، بحيث تلعب بيئة الطفل أيضا دورا مهما في تطوير ذكائه. وكلما كانت البيئة أكثر تحفيزا ذهنيا وأمانا وداعمة زادت درجة معدل ذكاء الطفل.

مجموعة من السمات كالحدس والعواطف يمكن وراثتها من الأب وهي مفتاح لإطلاق العنان للذكاء (بيكسلز)

وتوصل باحثون في جامعة واشنطن إلى أن الرابطة العاطفية الآمنة بين الأم والطفل ضرورية لنمو بعض أجزاء الدماغ. وبعد تحليل الطريقة التي ترتبط بها مجموعة من الأمهات بأطفالهن لمدة 7 سنوات، استنتج الباحثون أن الأطفال الذين تم دعمهم عاطفياً وتلبية حاجاتهم الفكرية لديهم حُصَيْن أكبر بنسبة 10% مقارنة بمن نشؤوا عاطفيا بعيدا من أمهاتهم. والحُصَيْن هو منطقة بالدماغ مرتبطة بالذاكرة والتعلّم والاستجابة للتوتر.

لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد سبب يمنع الآباء من لعب دور تربية كبير، مثل الأمهات.

ويشير العلماء إلى أن مجموعة من السمات الأخرى، مثل الحدس والعواطف التي يمكن وراثتها من الأب، تعد أيضاً مفتاحا لإطلاق العنان للذكاء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أن الذکاء إلى أن

إقرأ أيضاً:

«أميركا أولاً» تشمل إسرائيل أيضاً

بضعة أشهر كانت كفيلة بأن تطيح بأحلام اليمين الإسرائيلي المتطرف من قبة السماء الى سابع أرض، وبعد أن أطلق زعيم التطرف الإسرائيلي الحاكم بنيامين نتنياهو العنان لأحلامه بتغيير وجه الشرق الأوسط، وذلك بعد تحقيق نجاحات تكتيكية عسكرية_استخباراتية بعد جملة الفشل الأمني العسكري منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك باغتيال أمين عام حزب الله الراحل حسن نصرالله، في أيلول الماضي، ومن ثم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع لبنان، قرأه نتنياهو على أنه فصل للجبهات التي حاصرته بنيران لم تعرف إسرائيل مثيلاً لها من قبل، ها هو نتنياهو ينتظر حكم القضاء الإسرائيلي، ليبقى في الحكم من عدمه، فيما تبخرت أحلامه، بعد أن ربط تحقيقها بمشاركة أميركا لإسرائيل في آخر فصول الحرب، وهو الدخول مع ايران ساحة القتال، وبعد أن ارتهن تحقيق كل ذلك المخطط الاسرائيلي المتطرف، بوصول ترامب الى البيت الأبيض مجدداً.

صحيح أن نتنياهو وبشكل تكتيكي أصر على مواصلة الحرب على غزة، للحفاظ على الائتلاف اليميني المتطرف، وبالتالي على بقائه هو رئيساً للوزراء، ولم يعد هذا الأمر بحاجة الى إثبات بعد ان اقتنع به الجميع، لكن من الضروري التوضيح بأن نتنياهو اليميني حتى النخاع، كانت لديه أهداف سياسية وأيديولوجية وعسكرية من الحرب، وليس صحيحاً كما ظل يدعي خصومه بأنه ليست لديه أهداف سياسية وعسكرية، لكن ما كان بمقدوره أن يعلن عن تلك الأهداف، حتى لا تتسع دائرة الرافضين لها خاصة على الصعيد الإقليمي، وظل يقول بما يمكن أن يُجمع عليه أكبر قدر من الأحزاب داخل إسرائيل ومن الدول خارجها، وهو تحقيق النصر على حماس وحزب الله، وقطع أذرع ايران كما كان يصف حلفاءها الإقليميين، ولم يقل بالطبع بأنه يسعى الى تحطيم ايران عسكرياً وسياسياً، بما يتيح المجال لإسرائيل أن تضم خلال الحرب مع إيران فلسطين بالكامل، أي القدس والضفة والقطاع، وكذلك أراضي من لبنان وسورية، وربما جعل كامل الأردن ومعظم سورية والعراق أرضاً مستباحة للطيران والجيشين الاسرائيلي والأميركي خلال تلك الحرب.

ومنذ بداية حرب الإبادة على غزة، ورغم كل التوافق الأميركي مع إسرائيل، ظلت نقطة الافتراق هي عدم توسيع دائرة الحرب، لتتحول الى حرب إقليمية، ومن أجل هذا بذلت أميركا/بايدن جهوداً هائلة من أجل التوصل لوقف النار مع لبنان، ولتحول دون اندلاع الحرب الإقليمية أرسلت بوارجها لبحار الشرق الأوسط، وحاولت أن تمنع جبهة اليمن بتوجيه ضرباتها للحوثي، وفتحت جبهة التفاوض حول صفقة التبادل، وظلت منخرطة في أروقة مجلس الأمن لتمنع إصدار قرار يكون من شأنه أن يُحدث شرخاً كبيراً في العلاقة الأميركية الإسرائيلية. ورغم أن دوافع الادارة الديمقراطية في ذلك الوقت كان منها الدافع الانتخابي، إلا أن خسارة الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة والكونغرس معا، أكدت بأن كل ما فعله بايدن لم يكن كافياً من وجهة الناخب الأميركي.

أما دونالد ترامب، فقد أطلق بدوره الشعارات الرنانة، وادعى بأن الحرب الروسية الأوكرانية لم تكن لتقع لو كان في الحكم، وأنه بمجرد دخوله البيت الأبيض، سيضع حداً فورياً لتلك الحرب وللحرب الاسرائيلية على غزة، لكنه بعد مائة يوم من حكمه لم يحقق شيئاً من ذلك، وهذا يعني بأنه قد خدع الناخبين الأميركيين وانتهى الأمر، لكن شعاراته وتهديداته التي أطلقها في كل الاتجاهات الخارجية، ولم يتحقق منها تهديد واحد، اثبتت بأنه نمر من ورق، يتراجع عن تهديداته، وهكذا صار ترامب في نظر كل سياسيي العالم، بمثابة رجل متردد أو حتى متخبط، لن يكون بمقدوره لا أن يعيد فرض النظام العالمي الأميركي على العالم، ولا أن يحقق ما يحلم به من إعادة العظمة لأميركا، فضلاً عن تحقيق أحلام الآخرين، وفي المقدمة حلم اليمين المتطرف الإسرائيلي في اقامة اسرائيل الكبرى.

واذا كان ترامب لم ينجح حتى اللحظة في وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رغم نجاحه في توقيع اتفاق المعادن الثمينة مع أوكرانيا، ولا في وقف الحرب الإسرائيلية على  غزة، رغم نجاحه في توقيع اتفاق الصفقة في  كانون الثاني الماضي، إلا أنه وهذا هو الأهم، قد أغلق الباب تماماً وقطع الطريق نهائياً أمام اندلاع الحرب الاقليمية، وذلك بالدخول في حرب اقليمية مع ايران، تشمل أميركا واسرائيل من جهة وايران وحلفاءها الاقليميين من جهة أخرى، واسرائيل _كما أسلفنا_ أو اليمين المتطرف الاسرائيلي، نظر الى تلك الحرب باعتبارها الهدف الأبعد من حربه على غزة، وذلك بعد أن فاجأ بنيامين نتنياهو وكان ضيفه للمرة الثانية في البيت الأبيض، حين أعلن أمامه نيته الدخول مع إيران في تفاوض غير مباشر، وعبر سلطنة عمان العربية، بهدف التوصل لاتفاق حول برنامجها النووي.

ومعلوم بأن اسرائيل بكل أطيافها السياسية ترفض مثل ذلك الاتفاق، بل هي رفضت اتفاقاً سابقاً عقدته أميركا مع ايران بالشراكة مع الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن + ألمانيا، بل وأكثر من ذلك بذلت جهدها حتى تنصل ترامب نفسه من اتفاق أوباما المنعقد عام 2015، وذلك عام 2018، ومن الممكن القول بثقة بأن الاتفاق الذي يمكن أن يتوصل له ترامب مع إيران لن يكون أفضل بالنسبة لأميركا فضلاً عن إسرائيل من الاتفاق السابق، وبالتحديد لن ينجح في اضافة قيود لا على تزويد إيران لحلفائها الإقليميين بالسلاح أو الخبرات العسكرية، ولن يشمل صواريخها البالستية أو مسيّراتها، بل هو ينحصر في صفقة أحد طرفيها هو رفع العقوبات الاقتصادية مقابل عدم متابعة تخصيب اليورانيوم ليصل لنقطة انتاج القنابل النووية، وأن يقتصر على انتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وفي الوقت الذي يبدو فيه، بأن الوقت نفسه هدف إيراني من التفاوض، لأنه يعني منع أميركا من مشاركة إسرائيل في عمل عسكري ضدها، وهذا يؤكد بأن الحرب ضدها لن تقع خلال التفاوض، لأن إسرائيل لن تخوض تلك الحرب وحدها، وأن أقصى ما يمكن أن يحدث هو أن تواصل اسرائيل التحرش وحدها بإيران، واستناداً لقدراتها الاستخباراتية، عبر عمليات تفجير أو اغتيال كما فعلت مع حزب الله ومع ايران نفسها من قبل، وحتى أنها لن تجرؤ على شن غارات صريحة تجنباً للرد الايراني، في هذا الوقت فاجأ ترامب اسرائيل بالتوصل لاتفاق مع الحوثي، يؤكد بأنه بات من شبه المستحيل إشعال حرب اقليمية، لأن تلك الحرب تعني مشاركة أميركا في كل الجبهات الحليفة لإيران، وكان أبلغ تبرير لذلك الاتفاق ما قاله السفير الأميركي في إسرائيل من أن بلاده لا تحتاج إذناً من إسرائيل لتعقد مثل ذلك الاتفاق، وأن أميركا ستضرب الحوثيين إذا أصيب مواطن أميركي أما دون ذلك فلا دخل لأميركا بالأمر.

واذا كان العالم كله يتابع أول زيارة سياسية لترامب خارج أميركا، بعد زيارته البروتوكولية للفاتيكان قبل أسبوعين، وهي للشرق الأوسط، فإن وجهة الزيارة حتى قبل أن يعلن عن نتائجها، تفسر بأن ترامب رغم التخبط الذي ظهر خلال الأشهر الأولى من ولايته، إلا أنه يسير على طريق «أميركا أولاً» وما عداها لا يعنيه في شيء، وقد اتضحت نيته في بحثه عن عظمة أميركا بتعزيز اقتصادها، من خلال كل ما أعلنه تجاه بنما وكندا وغرينلاند وغزة، وما فعله من قرارات التعرفة الجمركية، وهو اختار دول الخليج العربي، للحصول على استثمارات يقدر المراقبون بأن تتجاوز 3 تريليون دولار، أي بما يعادل 10% من الناتج القومي السنوي الأميركي، أو ما يعادل نسبة نمو جيدة لاقتصاد ناجح لمدة اربع سنوات قادمة!

وما يؤكد بأن ترامب قد خرج من مسار الحروب العسكرية، وأنه بذلك قد أغلق الطريق أمام حرب الشرق الأوسط التي حلم بها التطرف الاسرائيلي لتحقيق اسرائيل الكبرى، هو أن إسرائيل نفسها غير مشمولة برحلته الشرق أوسطية، وكذلك مصر والأردن، وهما دولتان مهمتان عند البحث في الملفات السياسية التي لإسرائيل علاقة بها، بل وأكثر من ذلك تشير التقديرات المرتبطة بما أعلنه ترامب نفسه، حيث قال بأن هناك إعلاناً مهماً سيسبق سفره للشرق الأوسط خاصاً بغزة، الا أن التطبيع مع السعودية لن يكون بنداً ملحاً وربما لن يناقش في الزيارة، وأن مقابل المال الخليجي الذي سيعيد الحياة للاقتصاد الأميركي سيكون خاصاً بالدول الخليجية أولاً، فالسعودية قد تحصل على المفاعل النووي السلمي، فيما تحصل الإمارات على أحدث طائرات إف 35 الأميركية، أما قطر فقد تحصل على ورقة غزة، من خلال إبرام ترامب اتفاقاً منفصلاً مع حماس يطلق سراح المواطن الأميركي، وسيحصل الخليج على اعتراف أميركي بكونه خليجاً عربياً، وربما تنال الدول الثلاث مع أميركا، مكانة أوروبا في حلف الناتو.

(الأيام الفلسطينية)

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً
  • خبير سيبراني يطلق دراسة نوعية عن التصيّد الإلكتروني: هجمات أكثر خبثاً وذكاءً في عصر الذكاء الاصطناعي
  • تأتأة الأطفال.. صوت متقطع وثقة لا يجب أن تنكسر
  • «أميركا أولاً» تشمل إسرائيل أيضاً
  • هل الذكاء الاصطناعي يصبح أكثر تشابهًا مع البشر؟ اكتشاف مفاجئ يغير كل شيء!
  • تحديد أولى جلسات نظر دعوى رؤية نجل الفنانة جوري بكر
  • الإجارة لتعليم السواقة تستضيف ورشة «قطر لسلامة الطفل الراكب»
  • اتهامات بالإهمال.. جوري بكر تواجه دعوى قضائية تهدد حضانتها لطفلها "تميم"
  • ظاهرة بيكا.. لماذا يتناول الأطفال أشياء لا تؤكل مثل برادة الخشب أو الدهان؟
  • يوما علميا حول فرص التمويل في معهد النباتات الطبية بجامعة بني سويف