شعار وقف الحرب يتم التبرير له بشناعة الحرب وماسيها أولا.
ثم بلا عدالة أطرافها ولا شرعيتهم ثانيا.

مشكلة التبريين أن من يرفعهما يدّعون إنتماءهم لثورة ديسمبر (قحت وناشطي المنظمات والألف نفر) مع أن التبريرين يتعارضان مع شعارات ديسمبر التي يزعمون أنهم ينتمون لها.
فلا ديسمبر ساوت بين الجيش والجنجويد في شعاراتها؛ ولا هي طالبت بحل الجيش على غرار مطالبتها بحل الجنجويد؛ ولا هي طالبت بالتفاوض مع الجنجويد أو وافقت على أن يكونوا جزء من عملية سياسية في يوم من الأيام.

بل ظلت ديسمبر تطالب في كل أدبياتها بحل وبل تلك المليشيا. وبديهيا لا إمكانية لبل وحل إمبراطورية إقتصادية وعسكرية تتمتع بنفوذ ودعم وتمويل إقليمي ودولي ضخم إلا عن طريق حربها.

فأي عملية سياسية تلك التي بإمكانها إقناع حميدتي وشقيقه بحل وبل مليشيتهما وتسليم أنفسهم لمحكمة جنايات الخرطوم؟!

على ناشطي منظمات الغفلة وقحت وكل رافعي شعار لا للحرب من المنتسبين للكتلة الديسمبرية أن يشرحوا لنا أولاً: طالما الجيش والجنجويد سيان في السوء فلماذا لم يطالبوا بحل الجيش على غرار مطالبتهم بحل الجنجويد في شعاراتهم بعد إنقلاب 25 أكتوبر ؟
ثانياً: كيف يتم حل وبل الجنجويد بدون قتالهم؟
وهل هناك طرف يستطيع قتالهم خلاف الجيش؟

وماهي طبيعة وتفاصيل العملية السياسية المدنية السلمية التي ستجبر حميدتي على حل وبل نفسه ومليشيته؟

في حال تعذر الإجابة على الأسئلة أعلاه فينبغي على الكتلة الديسمبرية التي ترفع شعار لا للحرب أن تعلن عن تراجعها عن شعارات ثورة ديسمبر وان تكف عن إدعاء الإنتماء لها أو تمثيلها.

يظل شعار لا للحرب هو أكثر شعار فضفاض وبلا معنى ومتناقض وكسول في تاريخ الحياة السياسية في السودان. وربما في تاريخ الحضارة البشرية.

وطبعا لا حاجة لنذكر بما يتضمنه هذا الشعار البائس من خضوع وذلة وإنكسار وهوان طالما أن من ينادون به يرفضون حرب من شردهم وإغتصبهم وقتل اهاليهم ونهب ممتلكاتهم وطردهم من بيوتهم ووطنهم. ويدعون للتفاوض معه ويقبلون بكونه جزء من عملية سياسية في مستقبل السودان.
Mohamed Mirghani Ahmed

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: شعار لا للحرب

إقرأ أيضاً:

تحذير من أوضاع مأساوية في السودان.. الجوع والمرض يفتكان بالأطفال والأمهات

حذرت الأمم المتحدة، الخميس، من أن حياة أطفال السودان "معرضة للخطر"، مطالبة باتخاذ "إجراءات عاجلة" لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت.

وقال بيان مشترك لثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة وهي: منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة (يونسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، إن جميع المؤشرات تفيد بأن هناك "تدهور كبير" في الوضع الغذائي للأطفال والأمهات في البلاد التي مزقتها الحرب.

وأشار إلى أن حياة الأطفال "معرضة للخطر، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت".


وشددت الوكالات الأممية، على أن الأعمال العدائية المستمرة "تؤدي إلى تفاقم أسباب سوء التغذية لدى الأطفال".

وبيّنت أن من بين أهم الأسباب التي تهدد حياة الأطفال "عدم إمكانية الحصول على الطعام المغذي ومياه الشرب الآمنة، فضلا عن خدمات الصرف الصحي، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض".
Children in Sudan are trapped in a critical malnutrition crisis.

UNICEF, @WFP and @WHO call for unimpeded humanitarian access, a de-escalation of the situation in El Fasher and a nationwide ceasefire.https://t.co/jhvT3yz9mJ — UNICEF (@UNICEF) May 30, 2024
ولفت البيان الأممي، إلى أن البلاد تواجه "خطرا متزايدا" للمجاعة الناجمة عن الصراع، والتي ستكون لها عواقب كارثية بما في ذلك فقدان الأرواح، وخاصة بين الأطفال الصغار.

وحذر من أنه خلال الأشهر المقبلة سوف يزداد وضع الأطفال والأمهات سوءا، إذا بدأ موسم الأمطار الذي سيعزل المجتمعات المحلية ويرفع معدلات الإصابة بالأمراض.

يشار أن موسم الأمطار في السودان يبدأ في يونيو/ حزيران من كل عام.

ومنذ منتصف نيسان/  أبريل 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

من جانبها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان كليمنت نكويتا سلامي، الخميس، إن الأنباء الواردة عن وقوع ضحايا وانتهاكات لحقوق الإنسان في مدينة الفاشر، مركز إقليم دارفور غربي السودان "مروعة".

وقالت سلامي، في بيان عبر منصة إكس: "أشعر بحزن عميق إزاء الوضع الإنساني في الفاشر، حيث يضيق خِناق الحرب على السكان المدنيين الذين يتعرضون للهجوم من جميع الجهات".


وأشارت إلى أن العائلات بما فيها من نساء وأطفال "تُمنع من مغادرة المدينة بحثا عن الأمان".

وأضافت: نتلقى تقارير مقلقة للغاية تفيد باستهداف أطراف النزاع للمرافق الطبية ومعسكرات النازحين والبنى التحتية المدنية الحيوية".
I am profoundly distressed by the humanitarian situation in Al Fasher, where the noose of war is tightening its stranglehold on a civilian population that is under attack from all sides.

Wars have rules that must be respected by all, no matter what.

↘️https://t.co/zyFWPJugtj pic.twitter.com/LreK1tPSOH — Clementine Nkweta-Salami (@CNkwetaSalami) May 30, 2024
وذكرت المسؤولة الأممية، أن أجزاء كثيرة من الفاشر باتت دون كهرباء أو مياه، كما أن نسبة متزايدة من السكان لديها "وصول محدود" إلى الاحتياجات الضرورية والخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية.

ومنذ العاشر من آيار/ مايو الجاري، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش تسانده قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام، ضد قوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.

وإلى جانب كونها عاصمة ولاية شمال دارفور، تعد الفاشر مركز إقليم دارفور، المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع في نزاعها المسلح ضد الجيش.

مقالات مشابهة

  • مساعد قائد الجيش السوداني: نعد لضربة شاملة في الخرطوم
  • الدين والدولة في السودان
  • أكثر من 20 ألف متظاهر في باريس ضد الفاشية ورفضا للحرب في غزة (فيديو)
  • الجيش السوداني يتحدث عن عملية نوعية ضد الدعم السريع شمالي الخرطوم
  • ردا على عادل إمام.. خالد يوسف: نجيب الريحاني أعظم ممثل في تاريخ السينما
  • خالد يوسف: المخرج عاطف الطيب المشروع الأصدق في تاريخ السينما المصرية
  • قبل اختيار شريك الحياة.. هل يتجاذب الأضداد فعلا؟ أم إننا نميل لمن يشبهنا؟
  • الحزب الشيوعي وتقدم و مآلات الصراع
  • السودان.. رفض محادثات السلام ينذر بخطر تدخل خبيث لإطالة أمد الحرب
  • تحذير من أوضاع مأساوية في السودان.. الجوع والمرض يفتكان بالأطفال والأمهات