صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-10@04:58:32 GMT

سودان الذكريات

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

سودان الذكريات

خالد فضل

أمضيت عاماً كاملاً بصفتي وافداً او نازح من الخرطوم رغم انني أعيش وسط أهلي في منزل العائلة الكبير, صفة نازح مصدرها أن مسار حياتي و اسرتي الصغيرة قد تشكل على مدى أكثر من ثلاثين عاماً تقريباً على العيش في الخرطوم حتى انني امتلك فيها منزلاً فيما لم اتبنى (قطعة) صغيرة في دار أبي في القرية.

معظم السودانيين الآن يحملون إحدى الصفتين, اما نازح او لاجئ, كل ذلك بسبب حرب 15 أبريل 2023 بين أطراف المكون العسكري السوداني كما أن معظم السودانيين في مناطق الحرب يعيشون الآن في الحقيقة على صدى ذكريات السودان.

من تلك الذكريات مثلاً في مثل هذه الأوقات من العام تعني نهاية العام الدراسي للمدارس الابتدائية وحتى الثانوية, و تكون مواعيد المراحل الثلاث قد تحددت سلفاً وربما ُعقد بعضها, الآن لا حديث عن المدارس في كل الولايات عدا واحدة او اثنين وحتى في تلك الولايات يبدو سقف المدارس مربوط بالسنة الثالثة من المرحلة الثانوية حيث الامتحان الأكبر “امتحان الشهادة السودانية” و قد صارت الان من ضمن ذكريات السودان .

في الولايات التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع على وجه التحديد لا يوجد أي أثر لأجهزة الدولة , الحديث كله ذكريات عن رئاسة الولاية او مقرات الشرطة او النيابة او المحاكم او المحليات و الوحدات الإدارية , اختفى موظف الكهرباء عن مكاتبهم , وغاب الضباط الاداريون و حتى “عريف سوق الموانئ لم يعد موجوداً” و في الجزيرة كنموذج لا أثر لمفتش في الغيط أو محاسب في المكتب او غفير في مخزن الأسمدة و التقاوي , كما غابت أفرع البنوك , و حتى تطبيق بنكك المشهور اختفى مع قطع شبكة الاتصالات , ولا تسأل عن خدمات الأسواق ومحطات الوقود ,و عيادات الأطباء و المستشفيات العامة أو الخاصة و الصيدليات و المغالق , كل هذه اختفت من مناطق الجزيرة و صار الناس طلقاء من أي حكومة , يخضعون فقط لأرتال سيارات الدعم السريع عندما تجوب الانحاء و تنشر الذعر او تسلب الاشياء.

سودان الذكريات يتمدد مع حالة موات فمع قطوعات الكهرباء المستمرة لشهور لا توجد فضائيات أو مسلسلات , ولا توجد مكاتب بريد لتوصيل الرسائل و البرقيات مثلما تقطعت الطرقات , بارتكازات مسلحة تبع الحي هنا و تبع الدعم السريع هناك مع خنادق و حفريات أقامتها بعض القرى تحسباً من طوفان ذوات الدعم السريع و الدوشكات , و بالتالي صار التنقل بالدواب هو وسيلة الحركة و نشطت عربات الكارو التي تجرها الحمير والحصين هي وسيلة النقل عبر القرى وحتى في أحياء المدن, صارت السيارات ماركة اخر موديل في عداد سودان الذكريات.

لاحظ اناس كثيرون أن السودانيين شعب ماضوي تكتنفه حالة حنين و شعب دائم للماضي فهناك كان العمر الذهبي للكورة السودانية و عصر الشعر والغناء والموسيقى والمسرح وغيرها من أنشطة الإبداع , و زمان كانت السكة حديد ومشروع الجزيرة و الميناء و جامعة الخرطوم و القوات المسلحة “التي يملأ ضباطها قاشاتهم” ونقول للسيد “حميدتي” ذات عقبة!!, الماضي الخمسيني و الستيني الذي عشنا في كتفه نحن جيل الثمانينيات و الالفية الجديدة , صار بالترابت الزمني كأنه يعود الى العصر الحجري أو المروي أو عهود الفراعنة السودانيون اليوم في مناطق الحرب على الاقل يتلقون ليروا او يشعروا او يلمسوا أي أثر من آثار ما كان من دولتهم حتى يوم 15 أبريل 2023 , فلا يجدون ذلك الأثر , لقد تحولت الدولة إلى ذكرى , يختلف الناس حول كونها ذكرى حبيبة أم ذكرى بغيضة المهم ان السودان الأن “ذكرى” مع الأسف ولولا الذكرى مافي أسف ولا كان التمني وقف , كما صرح مصطفى سيد أحمد “عليه الرحمة” وهو من أعزب ذكريات السودان ولا حول ولا قوة الا بالله.

اوقفو الحرب الآن

 

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد فضل الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق النفط.. متغيرات جديدة في حرب السودان

بدخول قوات الدعم السريع إلى حقل هجليج النفطي بغرب كردفان، أكبر حقول البترول في السودان، تصبح كل مناطق النفط في غرب السودان تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

تقرير: التغيير

الجيش السوداني – وبحسب مصادر عسكرية – أكد انسحاب اللواء (90) التابع لبابنوسة من المنطقة باتجاه دولة الجنوب، حيث سبقته إلى هناك قوات الفرقة (22) بابنوسة واللواء (89) مشاة واللواء (170) مدفعية، تجنبًا للخسائر المادية والبشرية، برفقة عدد من المهندسين والعاملين بالحقل.

الهجوم المتكرر بالطائرات المسيّرة والمدافع من قبل قوات الدعم السريع على حقول النفط بغرب كردفان دفع العاملين والشركات العاملة إلى مغادرة حقول الإنتاج منذ وقت مبكر، حيث توقف العمل.

تراجع وأرقام

إنتاج النفط السوداني تراجع إلى (60) ألف برميل يوميًا قبل الحرب، وتوقف تمامًا أثناء الحرب. وكان حقل هجليج ينتج (70) ألف برميل قبل أن يتراجع إلى حوالي (40) ألف برميل، في منطقة تقع فيها حوالي (70) بئرًا وترتبط بحقول النفط في حقول (نيم) و(دفرة) و(كنار)، بخط الأنابيب الرئيسي، وبالمنشآت النفطية ووحدة المعالجة المركزية في هجليج.

قوات الدعم السريع أكدت في بيان صحفي أن سيطرتها على الحقل لصالح الشعب السوداني، فيما راجت أنباء عن اعتزام قوات تأسيس التنسيق مع حكومة الجنوب فيما يتعلق بالنفط المُصدّر للخارج.

وقال القيادي بتحالف (تأسيس) محمد بشير، إن تحرير منطقة هجليج بولاية غرب كردفان يمثل مرحلة جديدة في الحرب، باعتبار أن المنطقة لديها ثقل اقتصادي واستراتيجي يتمثل في حقول النفط، الداعم الأبرز للاقتصاد، والسيطرة عليها تعني امتلاك ورقة استراتيجية في أي عملية بناء للدولة السودانية بشكلها الجديد.

وأضاف: في الجانب العسكري، موقع المنطقة الحيوي يجعلها نقطة ارتكاز تتحكم في خطوط الإمداد وحركة القوات، مما يغيّر ميزان القوى على الأرض بشكل أوضح.

وأشار بشير إلى أن سيطرة قوات تأسيس على كامل ولاية غرب كردفان تعني بداية مرحلة الحرب على ولايات شمال كردفان ووسط السودان.

هجليج حسابات واتفاقيات

الباحث الاقتصادي عبد الله محمد أكد لـ(التغيير) أن السودان سيفقد ما بين (300) و(400) مليون دولار سنويًا جراء توقف نفط الجنوب.

مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الصادرات، حيث كانت الحكومة السودانية تأخذ حصتها كمواد بترولية وتصدر بقية النفط، وبالتالي ستضطر لتعويض ذلك بالاستيراد.

وأوضح عبد الله أنه حتى في حالة اتفاق قوات الدعم السريع والجنوب على تشغيل الحقول، لا يمكن تعديل الاتفاقيات الموقعة من جانب حكومة السودان، التي تمتلك ورقة ضغط مهمة تتمثل في امتلاك الخط الناقل وصولًا إلى الميناء في بورتسودان.

وأبدى تخوفه من أن يؤدي الصراع على النفط إلى انفصال جديد لغرب السودان على غرار ما حدث في جنوب السودان، حيث كان النفط أحد محفزات الانفصال.

تجنب المخاطر

العقيد المتقاعد النور سعد، وصف لـ(التغيير) الوضع بالخطير بعد سيطرة قوات الدعم السريع على اللواء (90) آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان، مشيرًا إلى أن الانسحاب كان لا بد منه في ظل سقوط الفرقة في بابنوسة، كما أن القتال في منطقة حيوية واستراتيجية كان سيوقع خسائر كبيرة في المنطقة، حتى لو كان اللواء (90) يمتلك إمكانيات قتالية، إذ كان سينسحب تجنبًا للخسائر كما ذكرنا.

#غرب_كردفان | محلية هجليج

◉ سيطرت مليشيا الدعم السريع على منطقة هجليج النفطية، بما في ذلك مقر قيادة اللواء 90 مشاة عقب انسحاب القوات المسلحة ليلًا تجنبًا لوقوع دمار في المنطقة، مع إجلاء العمال السودانيين والصينيين من الموقع النفطي.

◉ توغلت مليشيا الدعم السريع نحو 22 كيلومترًا… pic.twitter.com/Qnvh1ED1DM

— VISTA (@VistaMaps) December 8, 2025

وأكد سعد أن خطوط إمداد الدعم السريع باتت مفتوحة من ولاية شرق دارفور (الضعين)، مما يضيّق الخناق على مناطق جنوب كردفان المحاصرة وهي كادوقلي والدلنج. وأشار  إلى ضرورة تحرك سريع ومدروس للجيش لفك حصار جنوب كردفان.

قائلًا: مرحلة الاستنزاف يجب ألا تطول حتى لا تتمكن قوات الدعم السريع – بمساعدة الإمارات – من بناء منظومات دفاعية في مناطق سيطرتها الجديدة كما حدث في نيالا.

وتابع: دولة جنوب السودان أيضًا متضررة من توقف النفط، وربما سيتم الضغط عليها من قبل داعمي قوات الدعم السريع لفتح خطوط إمداد جديدة من هناك للسودان، ولكن لا ننسى أن الحكومة في بورتسودان تمتلك أيضًا ميزة خطوط الصادر شرقًا، وبالتالي الوضع معقد جدًا.

وأضاف: الدعم السريع تقاتل بلا أخلاق، وهي جهة غير مؤتمنة على ممتلكات السودانيين، تمارس النهب والسرقة، وكلنا شهود عيان على الدمار والسرقات في حقول وشركات النفط. وأكد سعد ثقته في خطة قيادة الجيش السوداني في قلب الطاولة وتغيير المعادلة على الأرض.

الوسومإنتاج النفط في السودان حقل هجليج ولاية غرب كردفان

مقالات مشابهة

  • عقوبات أميركية جديدة على الدعم السريع
  • هل أصبحت الفاشر مدينة موت بعد سقوطها في يد الدعم السريع؟
  • الجيش ينسحب من حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع في السودان
  • السودان .. الدعم السريع يسيطر على أكبر حقل نفطي غرب كردفان
  • سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق النفط.. متغيرات جديدة في حرب السودان
  • الدعم السريع يسيطر على أهم منطقة نفطية في السودان
  • الدعم السريع تعلن السيطرة على حقل نفط استراتيجي جنوب كردفان
  • يضم مناجم ذهب.. "الدعم السريع" تسيطر على أكبر حقل نفطي في السودان
  • قوات الدعم السريع تسيطر على حقل نفطي غربي السودان
  • ميليشيا الدعم السريع تشن هجومًا على حقل هجليج النفطي