الاتحاد الأوروبي يحذّر: إغلاق مضيق هرمز قد يشعل فتيل تصعيد إقليمي
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
تصاعدت حدة التوترات في الخليج العربي، مع تحذير كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، من أن إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز سيكون “خطوة خطيرة للغاية” تهدد استقرار المنطقة وتُعرض التجارة العالمية لأزمة طاقوية غير مسبوقة.
وجاءت هذه التصريحات قبيل انعقاد مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث ناقش الوزراء الملف الإيراني خلال إفطار عمل، استعدادًا لاجتماع موسع سيركز على التصعيد الأخير في المنطقة.
وأكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي يواصل جهوده لإيجاد حل دبلوماسي للتوترات المتصاعدة، معربة عن قلقها العميق إزاء أي ردود انتقامية قد توسع نطاق الحرب.
ولفتت إلى أن هناك “آلية واضحة” ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة تسمح بإعادة فرض العقوبات على طهران إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق نووي يحد من برنامجها النووي.
رد فعل ترامب على إنتاج النفط وسط مخاوف من إغلاق إيران لمضيق هرمز
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين توجيهًا لوزارة الطاقة وسط مخاوف متزايدة من احتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لنقل النفط العالمي. ودعا ترامب إلى “الحفاظ على تدني أسعار النفط”، محذرًا منتجي النفط في الولايات المتحدة من أن سياساتهم قد تكون “مؤيدة للعدو”.
وكتب ترامب في تغريدة عبر حسابه على منصة “تروث سوشال”: “جميعًا، حافظوا على تدني أسعار النفط. أنا أراقبكم! أنتم تلعبون تمامًا لصالح العدو. لا تفعلوا ذلك!”. وفي تغريدة أخرى، وجه الرئيس الأمريكي رسالة إلى وزارة الطاقة قائلاً: “احفروا، يا شباب، احفروا. وأعني ذلك الآن”.
في موازاة ذلك، تدهورت الأوضاع الاقتصادية في إيران، ما يزيد من تعقيد المشهد، إذ دعت كالاس إلى “العمل الجاد من أجل تحقيق اتفاق نووي يحمي المنطقة والعالم من انتشار السلاح النووي”.
إلى ذلك، أعلنت شركة الشحن الألمانية “هاباج لويد” أن سفنها لا تزال تبحر عبر مضيق هرمز، رغم تصاعد التوترات في المنطقة عقب القصف الأمريكي الذي استهدف منشآت نووية إيرانية خلال الساعات الماضية.
وقال متحدث باسم الشركة في تصريح رسمي: “لا نزال نبحر عبر مضيق هرمز، لكن الوضع قد يتغير بالطبع خلال فترة زمنية قصيرة للغاية”، معبراً عن حرص الشركة على مراقبة التطورات عن كثب لضمان سلامة عمليات الشحن.
ويأتي هذا في ظل هجوم شنته الولايات المتحدة ليلة 22 يونيو على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، في محاولة لإضعاف البرنامج النووي لطهران، حسب تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حذر من أن إيران ستواجه “عواقب أكثر خطورة” إذا لم توقف ما وصفه بـ”الحرب”.
من جهته، نفى نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس وجود حالة حرب مع إيران، رغم تأكيده على ضرورة إنهاء التوترات.
رد إيران جاء على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، الذي قال إن “باب الدبلوماسية لم يعد مفتوحًا بسبب خيانة الولايات المتحدة”، مؤكداً أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات لحماية أمنها ومصالحها، في وقت أعلنت فيه منظمة الطاقة الذرية الإيرانية استمرار تطوير البرنامج النووي.
وتفاقم التوترات يعكس في خلفيته خطوة البرلمان الإيراني التي منحت المجلس الأعلى للأمن القومي صلاحية إغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الاستراتيجي الأضيق في العالم، والذي يمتد لمسافة 161 كيلومترًا، ويضيق إلى 32 كيلومترًا عند أضيق نقطة، مرورًا بممرات ملاحية ضيقة لا تتجاوز 3 كيلومترات في كل اتجاه.
هذا ويمر عبر مضيق هرمز يوميًا نحو 18 إلى 21 مليون برميل من النفط الخام، ما يمثل ربع تجارة النفط العالمية، كما تعتمد عليه دول الخليج بشدة في تصدير ما يزيد عن 90% من نفطها، كذلك يعتمد العراق بشكل كامل على المضيق لتصدير نفطه، بينما تستورد منه الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية نحو 84% من نفطها وغازها.
واقتصر بديل نقل النفط في المنطقة على خطوط أنابيب مثل “شرق-غرب” السعودي، غير أن تأثير إغلاق المضيق سيكون كارثيًا على أسواق الطاقة العالمية، حيث قد تؤدي أي اضطرابات في الملاحة البحرية إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل فوري بعشرات الدولارات، مما ينعكس على الاقتصاد العالمي بتضخم محتمل واضطرابات في سلاسل التوريد.
في هذا السياق، حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من أن إغلاق مضيق هرمز سيكون “تصعيدًا هائلًا يتطلب رداً قوياً من الولايات المتحدة وحلفائها”، ما يزيد من خطر اتساع رقعة الصراع بين إيران وتحالف غربي أميركي.
وبذلك تضع إيران العالم على شفا أزمة طاقة عالمية، في ظل سلاح استراتيجي يهدد استقرار الاقتصاد العالمي، بينما تتجه الأنظار نحو بروكسل وواشنطن وطهران بحثًا عن مخرج دبلوماسي يمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة قد تعيد تشكيل خرائط النفوذ والطاقة في الشرق الأوسط والعالم.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل إيران إيران مضيق هرمز إيران وأمريكا إيران وإسرائيل مضيق هرمز الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی إغلاق مضیق هرمز
إقرأ أيضاً:
حرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي عام 2024: الأسباب والخسائر والدول الأكثر تضررًا
تسبب السلوك البشري في الغالبية العظمى من حرائق الغابات في أوروبا، ولكن تغير المناخ هو ما يجعلها أكثر تواتراً وشدة. اعلان
كان عام 2024 أكثر الأعوام حرارة في أوروبا منذ بدء السجلات في عام 1940. تتسبب الظروف الأكثر حرارة وجفافًا، إلى جانب موجات الجفاف وموجات الحر الأكثر تواترًا، في خلق مناظر طبيعية شديدة الاشتعال، لا سيما في جنوب ووسط أوروبا، وفقًا لوكالة البيئة الأوروبية.
سجّلت البرتغال أكبر مساحة محترقة في الاتحاد الأوروبي في عام 2024، حيث دُمّرت حوالي 450 كم2 من الأراضي.
وقعت الحرائق في وقت مبكر من موسم حرائق الغابات في جزيرة ماديرا، وفي وقت لاحق في منتصف سبتمبر تقريباً في البر الرئيسي.
بعد البرتغال، كانت بلغاريا وإسبانيا أكثر البلدان التي التهمت فيها ألسنة اللهب مساحات أكبر من الأراضي، حيث احترقت 310.9 كم2 و186.5 كم2 على التوالي.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها حرائق الغابات البرتغال أكثر من غيرها. ففي عام 2017، شهدت البلاد موسم حرائق مدمر للغاية. فقد لقي 117 شخصاً حتفهم واحترق 902.6 كيلومتر مربع.
وعلى الرغم من أن موسم الحرائق هذا العام لم ينتهِ بعد، إلا أنه منذ بداية العام وحتى 15 يوليو، فإن المساحة المحترقة في البرتغال تزيد بالفعل ثلاثة أضعاف عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا للمعهد الوطني البرتغالي للحفاظ على الطبيعة والغابات.
بين عامي 2000 و2024، أحرقت حرائق الغابات ما متوسطه 3770 كيلومتر مربع من أراضي الاتحاد الأوروبي كل عام.
وهذا يمثل متوسطًا سنويًا قدره 10% من الغابات و21% من الأراضي العشبية التي تحترق في الاتحاد الأوروبي.
تشير التقديرات إلى أن حرائق الغابات تكلف الاتحاد الأوروبي 2.5 مليار يورو كل عام، بسبب الدمار أو الأضرار الجسيمة التي تلحق بالمباني والبنية التحتية مثل خطوط الكهرباء وإمدادات المياه وطرق النقل.
كما أنها يمكن أن تردع السياح، مما يضر بالاقتصادات المحلية التي تعتمد على السياحة.
ما هي أسباب حرائق الغابات؟تشير تقديرات الوكالة الأوروبية للبيئة إلى أن السلوك البشري والأنشطة البشرية، مثل الإهمال والحرائق المتعمدة، مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن 95% من حرائق الغابات في أوروبا.
وغالبًا ما تندلع الحرائق التي يتسبب فيها الإنسان بالقرب من الحدود بين المناطق المبنية والمناطق شبه الطبيعية أو البرية، مثل الطرق أو البلدات المتاخمة للغابات.
ومع ذلك، فإن الاشتعال البشري وحده لا يرتبط مباشرةً بانتشار الحريق وشدته.
فقد أدى 1.2% فقط من الحرائق الأوروبية إلى احتراق 65% من إجمالي المساحة المحترقة.
يعتمد احتمال خروج حرائق الغابات عن السيطرة على نوع الغطاء النباتي والوقود على الأرض والتضاريس والظروف الجوية (ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة النسبية وسرعة الرياح).
مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، تزداد مخاطر حرائق الغابات مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، وكذلك تزداد مخاطر حرائق الغابات في أوروبا من حيث التكرار والشدة وطول الأمد.
خلصت دراسة أُجريت عام 2025 إلى أن رجال الإطفاء الذين شاركوا بشكل مباشر في موسم الحرائق المتطرفة في البرتغال عام 2017 أظهروا فهمًا محدودًا لسلوك الحرائق المتطرفة ووجهوا اهتمامًا ضئيلًا نحو تدابير الوقاية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة