الاتحاد الأوروبي يواصل عقد اتفاقات هجرة مثيرة للجدل مع دول شمال إفريقيا
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
يواصل الاتحاد الأوروبي عقد اتفاقات مع دول شمال أفريقيا بعد تونس وموريتانيا ومصر في محاولة لمنع وصول المهاجرين إلى حدوده، وهي استراتيجية انتقدها المدافعون عن حقوق الإنسان لفاعليتها غير المؤكدة.
لكن القادة الأوروبيين حريصون على إظهار حزمهم بشأن ملف الهجرة غير القانونية قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية حيث تتوقع استطلاعات الرأي صعود اليمين المتطرف.
توجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى القاهرة الأحد برفقة رؤساء حكومات بلجيكا ألكسندر دي كرو وإيطاليا جورجيا ميلوني واليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.
والهدف من ذلك إقامة شراكة مع السلطات المصرية لمساعدة هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية خطيرة، والذي يقع على حدود حربين في قطاع غزة والسودان، وحيث يوجد نحو 9 ملايين مهاجر ولاجئ – بما في ذلك أربعة ملايين سوداني و 1,5 مليون سوري – بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وتحدث وزير المالية المصري محمد معيط عن مساعدات أوروبية بـ”5 إلى 6 مليارات دولار” (4,5 إلى 5,5 مليارات يورو).
والنسخة المقترحة من الاتفاق هي ذاتها التي تم التوصل اليها مع تونس. وينتظر الأوروبيون من حكومات دول انطلاق المهاجرين او تلك التي تشكل ممرا لهم، أن يوقفوا تدفقهم وان يستقبلوا اولئك الذين لا يحملون إقامة قانونية في دول الاتحاد الأوروبي مقابل تقديم المساعدات المالية والاستثمارات.
يبين خبير الهجرة فلوريان تراونر، من الجامعة الفلمنكية في بروكسل “بشكل عام، لا تحظى اتفاقات الهجرة مع دول ثالثة بشعبية كبيرة في هذه البلدان، لأنه ينظر إليها على أنها وسيلة لتكون شرطة الاتحاد الأوروبي … لذلك بدأ الاتحاد الأوروبي بإبرام اتفاقيات أكثر شمولا، حيث الهجرة هي عنصر من بين عناصر أخرى”.
وأكد المتحدث باسم المفوضية إريك مامر خلال مؤتمر صحافي الأربعاء أنه بالإضافة إلى الهجرة، “لدينا العديد من مجالات التعاون الأخرى مع مصر، مثل الطاقة وأجندة المناخ”.
وليس التعاون في مجال الهجرة مع دول ثالثة بالأمر الجديد. فقد تم توقيع اتفاق في عام 2016 مع تركيا، تقضي بأن تحتفظ البلاد باللاجئين السوريين على أراضيها. كما التزم الاتحاد الأوروبي، بشكل مثير للجدل، بتدريب وتجهيز خفر السواحل الليبيين، وذلك على الرغم من المخاوف بشأن سوء معاملة المهاجرين في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ سنوات.
ومع ذلك، فإن “مذكرة التفاهم بشأن الشراكة الاستراتيجية والشاملة” مع تونس، التي و صفت بأنها نموذج، كانت في بدايتها غير واضحة، تخللتها توترات مع السلطات.
ولا يزال اتفاق تونس يثير جدلا يتجلى في انتقادات داخل الاتحاد الأوروبي. وفي قرار تم التصويت عليه الخميس، اعترض أعضاء البرلمان الأوروبي على شروط صرف المفوضية مؤخرا لمبلغ 150 مليون يورو لدعم ميزانية تونس، ودانوا “تدهور سيادة القانون في تونس”.
وفي رسالة بعث بها الثلاثاء إلى أورسولا فون دير لايين قبل توجهها إلى القاهرة، حذر عضو البرلمان الأوروبي الفرنسي منير ساتوري (الخضر)، مقرر البرلمان الأوروبي لمصر، من “الوضع الكارثي للديموقراطية وحقوق الإنسان في مصر”.
دانت كاثرين وولارد، مديرة المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين، وهو تحالف للمنظمات غير الحكومية، “الاتفاقات المبرمة مع الحكومات القمعية”، والتي تعتبر “محاولات من جانب الاتحاد الأوروبي للتعاقد عبر تحمل مسؤوليته في شكل غير مباشر”.
وتساءل إريك مامر “هل نحن راضون عن الوضع في هذه البلدان؟ بالتأكيد لا”. لكن “نعتقد أن من الحكمة إبرام اتفاقيات شاملة معها من شأنها أن تحسن تدريجيا الوضع (…) سواء بالنسبة لسكانها أو للمهاجرين في هذه البلدان”.
ومع ذلك، فإن فعالية هذه الشراكات تظل موضع تساؤل. ولئن استقبلت تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري على أراضيها، فإن الرئيس رجب طيب إردوغان لم يتردد في استخدام قضية المهاجرين للضغط على الاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة لتونس، فتظهر الأرقام الأخيرة انخفاضا في عدد المغادرين من هذا البلد، وزيادة طفيفة من ليبيا.
وترى المنظمة الدولية للهجرة أن هناك عوامل مختلفة يمكن أن تفسر هذا الاتجاه، ومن السابق لاوانه ربط هذا الأمر بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتونس.
ويعد وسط البحر الأبيض المتوسط طريق الهجرة الأكثر خطورة، حيث قضى أو فقد ما يقرب من 2500 شخص في عام 2023.
كلمات دلالية الأوربي الاتحاد المغرب تونس مصر هجرةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الأوربي الاتحاد المغرب تونس مصر هجرة الاتحاد الأوروبی مع دول
إقرأ أيضاً:
تركيا تتأثر بموجة حر قادمة من شمال إفريقيا.. تحذيرات ونصائح لتفادي الإجهاد الحراري
تشهد تركيا في الأيام الحالية موجة حر شديدة قادمة من شمال إفريقيا، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ في عدد من الولايات، ما دفع المواطنين للبحث عن طرق فعّالة للحماية من الطقس الخانق. ولا تقتصر صعوبة الأجواء على ارتفاع الحرارة فحسب، بل يرافقها أيضًا زيادة في نسبة الرطوبة، ما يجعل الأجواء أكثر إرهاقًا للجسم.
ويحذر الخبراء من أن هذه الأجواء قد تؤثر سلبًا ليس فقط على أصحاب الأمراض المزمنة، بل حتى على الأصحاء، مشددين على ضرورة توخي الحذر، لا سيما لدى من يعانون من أمراض القلب، الأوعية الدموية، الرئة، والكلى. ويوصون بالإكثار من شرب السوائل، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتفادي بذل مجهود بدني زائد خلال النهار.
وتُشير التقديرات إلى أن تأثير الموجة الحارة سيستمر حتى نهاية الأسبوع، مع تسجيل درجات حرارة قياسية في مناطق بحر إيجة، البحر الأبيض المتوسط، وجنوب شرق الأناضول. إذ يُتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية أو أكثر في بعض المدن. ففي أنطاليا قد تلامس الحرارة 39 درجة، بينما تقترب من 40 درجة في مناطق مثل أيدين غربي البلاد. أما في إزمير، فستتراوح بين 37 و38 درجة، وفي العاصمة أنقرة يُتوقع أن تبلغ 35-36 درجة.
كيف نحمي أنفسنا من الحر؟
مع استمرار موجات الحر، من المهم اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على صحتنا وتجنب التأثر السلبي بالطقس. إليكم أبرز النصائح للوقاية من الإجهاد الحراري:
تجنب الشمس المباشرة بين الساعة 10:00 و16:00
خلال هذه الفترة، تكون أشعة الشمس في ذروتها وتُشكّل خطرًا أكبر على الصحة. يُنصح بالبقاء في أماكن مظللة أو داخلية خلال هذه الساعات.
ممارسة الرياضة في الصباح أو المساء
الأنشطة البدنية تحت أشعة الشمس قد تؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم بشكل مفرط. لذلك، من الأفضل تأجيل التمارين إلى الصباح الباكر أو المساء حيث يكون الطقس ألطف.
شرب كميات كافية من الماء (8-10 أكواب يوميًا)
يُعد الترطيب الجيد أمرًا أساسيًا في الطقس الحار، لتعويض السوائل المفقودة بسبب التعرق.
التواجد في أماكن مظللة وباردة
اقرأ أيضازوجة “شيردانجي محمد” تطلب الطلاق وتعويض خيالي