بوابة الوفد:
2025-12-14@18:36:24 GMT

(الفريضة الغائبة)

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

 

المحبة هى الفريضة الغائبة فى المجتمات المعاصرة على الرغم من أن الديانات السماوية قد أقرَّتها على سبيل الوجوب والأمر: (أحبب الرب إلهك من كل قلبك)، وجعلت كمال الإيمان أو وجوده مُعلّقًا بها: (لن تؤمنوا حتى تحابوا)، (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، كما أمرت الأديان بأن تكون المحبة عامة للجميع: (أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم صلّوا لأجل مضطهديكم)، وأن نبادر بالإحسان إلى الأعداء والخصوم (ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم).

لكن لماذا تراجعت أو ندرتْ فريضة حب الله التى هى مفتاح وباعث لكل أصناف المحبة الأخرى للخلائق؟ ذلك لأسباب منها العصبية والتعصب، ومنها الجاهلية الأخلاقية التى ساد معها الجحود والنكران، ومنها الجاهلية المعرفية التى نتج غياب الوعى بحقيقة الإنسانية وأنها ليست شيئا آخر سوى المحبة، وأن عمارة الكون والاستخلاف فى الأرض لا يتحقق دون المحبة.

ويأتى حب الدنيا فى مقدمة أسباب تراجع أو غياب محبة الله: (كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة)، (ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة)، ويلى ذلك اتخاذ الأنداد لله: (ومن الناس مَنْ يتخذ مِن دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله).

وماهية تلك المحبة التى هى أكمل مقامات العارفين بالله الذين اصطفاهم بها: (فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه) تتمثل فى النظر بعين العقل المتأمل إلى نِعَم الله وعطاياه، وبالقلب إلى قُرْب الله تعالى وعنايته وحفظه، فيحدث التعلق بالمحبوب وزيادة الشوق إليه والأُنس به دون غيره.

وقد قام حُجة الإسلام الغزالى بتقديم التفسير العقلى لتلك المحبة بأنها أنواع خمسة، وهى: ١. محبة الوجود ٢. محبة القائم على دوام الوجود ٣. محبة المحسن إلى الغير ٤. محبة كل ما هو جميل فى ذاته ٥. محبة مَنْ كان بينه وبين المحبوب مناسبة.

وهذه الأنواع لا يُتصور كمالها واجتماعها إلا فى حب الله؛ لأن العبد إذا أحب وجوده فقد أحبَّ واهب هذا الوجود له، وإذا أحبَّ استمرار هذا الوجود فقد أحبَّ الله المالك له والقادر عليه، وإذا أحب المحسنَ فقد أحبَّ الله المُسبغ النِّعم، وإذا أحب الجمالَ فقد أحبَّ الله نبع كل جميل وهو الجمال والجلال فى ذاته، والمناسبة بين المحب والمحبوب موجودة فى الروح التى نفخها الله فى الإنسان وبها استحق الخلافة فى الأرض واستحق سجود الملائكة له.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

لم يسمع نصيحتى!

قبل بطولة كأس العرب بقطر بمدة ليست بالقصيرة وجهت رسالة للصديق المحترم حلمى طولان عبر «الواتس» عبارة عن كلمتين «هتشيل الشيلة» يا كابتن.!
كنت أعلم بحسى ماينتظره، وأنه لن يستجيب للنصيحة، بحكم وطنيته وصعوبة التراجع قبل شهر ونصف تقريبا من البطولة خاصة أنه مدرب كبير، وعضو بفنية الاتحاد، وتراجعه يضع الجميع فى مأزق، ومن سيتولى المهمة فى هذا التوقيت، فحماسه كان الدافع للسير فى الاتجاه الذى اختاره مهما كانت التحديات.
لم أكن أقرأ الكف وإنما كانت قراءة للمشهد، فالنوايا سيئة، وتصفية الحسابات والرغبة فى إسقاط الرجل تلوح فى الأفق، ومادامت هذه النفوس فى أى موقع لن تجد نجاحا، هذه سنة الله فى كونه، أجواء سائدة منذ فترة طويلة تَشِى بأن المنظومة فاشلة، والعمل فى ظروف عشوائية وفوضوية ستسقطك مهما كنت عبقريا ولن تتعاطف معك جيناتك المميزة وقدراتك الفائقة وسط حصار فوضوى متناهٍ!.
منظومة الجبلاية لم تدرس إمكانات لاعبيها مقارنة بالمنافسين فى البطولة، كل ما وصل للمسئولين أن المنتخبات ستشارك بالصف الثانى دون معرفة آخر الاستعداد، وقائمة كل منتخب وعقد مقارنات، والنتائج المتوقعة للوقوف على أرض صلبة دون مفاجآت صادمة، فى وقت شارك الأردن بالصف الثانى، ولا توجد فوارق بين الأول والثانى حتى بعض اللاعبين من الصف الثالث شاركوا فى مباراة مصر للراحة، وكانوا أفضل، ما يكشف عن تلاشى فوارق المنتخبات التى تخطط علميا «الأول والثانى والثالث»، ولو واجهنا فلسطين وسوريا لتفوقا علينا حتى مع وجود لاعبى بيراميدز بعد مشاهدة مستوياتهما فى البطولة.! وهو ما توقعته خاصة مع تأثير دوافع الظروف السياسية التى يمران بها على الروح القتالية فى بطولة يشهدها العالم ما عدا نحن نراها «ترفيهية»! ناهيك عما تعانيه الكرة الكويتية والإماراتية مقارنة بفترات سابقة بعيدا عن منتخب أول وثانى.
والمفاجأة، تصريحات وزير الرياضة وأنه زار المنتخب وسألهم: فيه إيه.. ومحتاجين إيه؟!
ماعانى منه طولان يعلم به الكبير والصغير، والأزمة بينه وحسام حسن وعدم التنسيق وصلت إلى خارج الحدود، وعدم تأجيل مباريات بيراميدز حتى نهاية البطولة العربية كانت تحتاج لتدخل حازم وصارم وناجز، طالما اتحاد الكرة والرابطة غير قادرين على الحل، السهل بالمنطق، والعقل، والنية لإعلاء الشأن الكروى المصرى.
فرق كبير بيننا والآخرين، هل يحدث هذا فى المغرب؟، فوزى لقجع رئيس الجامعة المغربية تشعر كأنه وزير لأكثر من وزارة مغربية فى أفكاره، واستراتيجيته، ورؤيته يسير على خطاها الكبير والصغير بالمنظومة دون عشوائية.
هل فى الدول المتقدمة والمتأخرة هذه الفوضى الكروية والرياضية؟! والسبب بسيط «محدش بيحاسب حد»!
ما يحدث فى الرياضة يتكرر بسيناريوهات مختلفة فى الوزارات والمؤسسات الحكومية يذهب المواطن الغلبان لمقابلة مسئول للاستفسار أو معرفة لوغاريتمات يجده فى اجتماعات متواصلة، يخرج من اجتماع ليدخل آخر.. تهاتفه يعتذر بشدة لأهمية الاجتماعات والتى لا تجد قراراتها الوقت لتحويلها لواقع على الأرض!! لأن المسئول بطاقم مؤسسته فى مشاورات متواصلة دون حلول لمشاكل المواطنين أو مواجهة أزمات.. وماذا كان سيحدث لمصرنا دون هذه الغرف المغلقة؟!.. لو أفرزت هذه الاجتماعات المطولة «ساعات اليوم» نتائج حقيقية لكنا أفضل من أمريكا والصين؟!
 

مقالات مشابهة

  • من حقنا أن نعيش
  • شباب عُمان الثانية.. رسالة وطن يحمل أشرعة المحبة والسلام
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يزور بابا الفاتيكان | صور
  • هل وجود الجنازة في القبلة أثناء صلاة الفريضة يؤثر في صحتها ؟.. الإفتاء تجيب
  • لم يسمع نصيحتى!
  • عن فيلم أم كلثوم!
  • شموعى التى لا تنطفئ
  • مسيحيو لبنان.. هويات مشرقيّة صغيرة بين محدودية التمثيل وتحديات الوجود
  • إبراهيم فايق: مبروك لمنتخب السعودية وكل المحبة لأهلنا في فلسطين
  • خلافًا لرغبة ترامب.. النواب يقر بنودًا للحفاظ على الوجود الأمريكي في أوروبا