قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن التيسير هو جوهر الشريعة، فالشرع الشريف يقوم على مراعاة التيسير ورفع الحرج وإزالة الضرر عن المكلفين، وهذا ظاهر مبثوث في عموم المقاصد والأدلة والأحكام حتى أصبح الاعتدال سمة ملازمة للمسلم ومكونًا من مكونات شخصيته.

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي على احدى الفضائيات، مضيفًا فضيلته أن من خصائص الشريعة الإسلامية أنها جاءت لكل المكلَّفين على اختلاف قدراتهم، ولكن في الوقت ذاته وردت تكاليفها بما هو مقدور للإنسان وفي استطاعته، كما أن الأخذ بالرخص في الشرع ليس تفلتًا من التكليف ولكن بسبب الانتقال من حكم إلى حكم بسبب الأحوال الطارئة؛ فالتيسير نوع من إعمال القواعد العلمية المدروسة والمقننة بعنايةٍ من قِبل علماء الإسلام وأئمة الفقه، ولهذا فلا يخرج حكمه عن الندب أو الوجوب بحسب ما يقتضيه الواقع.

وردًّا على سؤال عن حكم الشرع في جشع التجار وعدم رفقهم بالمستهلكين قال: في ظل الأزمات الاقتصادية الراهنة بسبب الأحداث العالمية، يتعاظم دور الأفراد والتجار في دعم الطبقات الأقل حظًّا في المجتمع، حيث يُعد الاهتمام بالمحتاجين وتقديم المساعدة لهم ليس فقط واجبًا اجتماعيًّا بل عبادة متكاملة، تعكس جوهر تعاليمنا الدينية. فالشرع الإسلامي يحث على العدل، الرحمة، والتكافل الاجتماعي، خصوصًا في شهر رمضان المبارك، ونثمن تقديم البعض شنط رمضان وغيرها من المساعدات، إيمانًا بأن دعم المحتاجين والعناية بهم يُعد من أرقى العبادات التي تعزز الترابط والتكاتف بين أفراد المجتمع. في هذا الإطار، يُؤكد الشرع على أن مساعدة الفقراء والمحتاجين والابتعاد عن الممارسات الجشعة ليست فقط تعبيرًا عن الإيمان بل طريقة لتقوية أواصر المجتمع والارتقاء بقيم التعاون والمودة بين أفراده.

وقال ردًّا على سؤال عن حكم إخراج زكاة الفطر والفدية نقودًا: والذي نختاره للفتوى في هذا العصر، ونراه أوفقَ لمقاصد الشرع، وأرفقَ بمصالح الخلق، هو جوازُ إخراجِ زكاة الفطر مالًا، وهذا هو مذهب الحنفية، وبه العمل والفتوى عندهم في كل زكاة، وفي الكفارات، والنذر، والخراج، وغيرها، كما أنه مذهب جماعة من التابعين، حيث إن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَغْنُوهم عن السؤال في هذا اليوم»  والفتوى مستقرة على ذلك.

وفي رده على سؤال عن حكم الحجامة أثناء الصيام قال: أما عن حكم الحجامة أثناء الصيام فهي لا تُفسِد الصوم؛ لأن الفطر مما دخل لا مما خرج.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اسلام الاجتماع الافتاء التكافل عن حکم

إقرأ أيضاً:

جزء من الالتزام الديني.. رد حاسم من مفتي الجمهورية بشأن استخراج التأشيرة الرسمية للحج

أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ضرورة التزام الراغبين في الحج باستخراج التأشيرة والتصريح الخاصين بأداء الفريضة بما يتفق والمصلحة المطلوبة شرعا.

وشدد المفتي، اليوم السبت، على أن الالتزام بهذه الإجراءات يضمن رحلة حج ميسرة وآمنة، ويحافظ على النظام ويسهل أداء المناسك بيسر وسلامة، مبينا أن الالتزام باستخراج التصريح وتأشيرة الحج من شأنه أن يجنب الحاج المخاطر المحتملة.

وقال إن الالتزام بهذه الإجراءات يضمن للحجاج حماية قانونية وتنظيمية، ويمنعهم من التعرض للمساءلة القانونية أو الترحيل، بالإضافة إلى ذلك يسهم في تنظيم عملية الحج وضمان سلامة جميع الحجاج، مما يتيح لهم التركيز على أداء المناسك بروحانية واطمئنان.

وأوضح علام أن الحصول على تأشيرة الحج فيه دفع لمفاسد عظيمة مثل الافتراش في الطرقات الذي يعيق تنقلات الحجاج وتفويجهم وتقليل مخاطر الازدحام والتدافع المؤدية إلى التهلكة، مشيرا إلى أن الحصول على تأشيرة الحج وكافة التصاريح القانونية له دور حاسم في دفع مفاسد عظيمة ويقلل مخاطر الازدحام والتدافع، وهي من الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى الحوادث.

وأضاف: "التأشيرة الخاصة بأداء الحج تضمن أيضًا تنظيمًا دقيقًا لأعداد الحجاج وتوزيعهم، مما يتيح للسلطات المعنية إدارة الحشود بشكل أفضل وتوفير الخدمات اللازمة للجميع بكفاءة، كما أن الالتزام بإجراءات الحصول على التأشيرة يسهم في خلق بيئة آمنة ومريحة للحجاج، مما يتيح لهم أداء مناسكهم بيسر واطمئنان".

وحث علام، الجميع على الالتزام باستخراج التأشيرة الرسمية للحج فضلًا عن كافة التصاريح القانونية اللازمة، مشيرا إلى أن ذلك لا يقتصر فقط على احترام القوانين، بل هو أيضًا جزء من الالتزام الديني والأخلاقي الذي يضمن سلامة الجميع ويعزز من روحانية التجربة المقدسة.

وأشار في هذا الصدد إلى أهمية الحذر من جهات غير معتمدة تخدع الراغبين بأداء الحج، موضحا أن النصيحة هنا تتلخص في توعية الحجاج وتحذيرهم من الجهات غير المعتمدة التي قد تخدعهم أثناء تنظيم رحلات الحج، وعلى الحجاج أن يكونوا حذرين ويتحققوا من مصداقية الجهات التي يتعاملون معها لضمان حصولهم على خدمات معتمدة وموثوقة.

كما أكد فضيلة المفتي ضرورة تواصل الحجاج مع الجهات الرسمية والمنظمات المعنية بشؤون الحج للحصول على معلومات موثوقة وإرشادات حول كيفية تجنب الوقوع في شراك الجهات غير المعتمدة، إضافة إلى الحفاظ على التواصل مع السفارات والقنصليات والذي بدوره يمكن أن يوفر دعمًا إضافيًا ويعزز من حماية الحجاج.

كما شدد على أهمية التزام الحجاج بتعليمات وأنظمة الحج لتيسير رحلتهم، مؤكدا أن الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة وراحة الجميع خلال هذه الرحلة الروحية العظيمة.

وحث فضيلة المفتى على اتباع الإرشادات والتوجيهات الصادرة عن السلطات المختصة، لافتا إلى أنها وُضعت لمصلحة الحجاج وسلامتهم.. داعيا إلى التعاون مع المسؤولين والمشرفين على تنظيم الحج، مؤكدا أن تقديم العون والتعاون يعزز من فعالية العمل الجماعي ويسهم في خلق جو من الهدوء والطمأنينة.. قائلا: "التزامكم بالتعليمات ليس فقط واجبًا دينيًا، ولكنه أيضًا يسهم في نجاح هذه الرحلة المباركة للجميع".

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: يستحب للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر
  • المفتي: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر
  • المفتي: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر بل هو مستحب
  • مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر
  • جزء من الالتزام الديني.. رد حاسم من مفتي الجمهورية بشأن استخراج التأشيرة الرسمية للحج
  • مفتي الجمهورية: هناك توءَمة بين العلم والدين.. والنصوص الشرعيَّة تحثُّنا على إعمال العقل والتدبُّر
  • مفتي الجمهورية: المذاهب الفقهية المعتبرة حفظت لنا الدين
  • مفتي الجمهورية: غياب المقوِّمات العلمية عن المتصدِّر للإفتاء يُنتج آراء وفتاوى مشوَّهة
  • المفتي: عدم توثيق الأرملة زواجها الجديد لأخذ معاش زوجها المتوفي حرام شرعا
  • مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة