أحمد شعبان (القاهرة)

أخبار ذات صلة الحكومة اليمنية: جرائم وانتهاكات الحوثي لن تسقط بالتقادم باولو بينتو: هدفنا تعزيز صدارة المجموعة

حذر خبراء في مجال البيئة من الآثار الكارثية على الحياة البحرية في البحر الأحمر، نتيجة غرق السفينة البريطانية «روبيمار»، بعد أن استهدفتها جماعة الحوثي بالصواريخ في فبراير الماضي، وعلى متنها 22 ألف طن من الأسمدة «الفوسفات» والمواد الكيميائية الخطيرة، و120 طناً من المشتقات النفطية.


وقال مستشار برنامج المناخ العالمي، أمين اتحاد خبراء البيئة العرب، الدكتور مجدي علام، إن الكثير من السفن التجارية في ممر باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن تعرضت لهجوم وقرصنة خلال الفترة الماضية من جماعة الحوثي، و«روبيمار» من السفن الكبيرة التي كانت تحمل مواد خطرة.
وأوضح علام، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الكارثة البيئية هذه المرة خطيرة، حيث من الممكن أن تتلوث مياه البحر الأحمر بسبب الحمولة الكبيرة من المواد الكيميائية والبيولوجية التي تحملها السفينة في حال تسربها لمياه البحر، ما ينذر بتدمير كامل للحياة البحرية، والتأثير على الصيد في الدول المشاطئة. 
وشدد على ضرورة التدخل الفوري من المنظمات البحرية الدولية الخاصة بترتيب المسارات البحرية، لافتاً إلى أن البحر الأحمر يعتبر قناة شبه مغلقة، ولا يتصل بالمحيط الهندي إلا عن طريق قناة ضيقة، وكون كل هذه الكمية من المواد السامة تغرق في هذه البقعة، فهذا يمثل خطراً شديداً على الحياة البحرية.
وطالب الحكومة اليمنية بتحرك عاجل من الجهات المعنية الدولية لتلافي آثار غرق السفينة، مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، التحرك العاجل وتشكيل خلية طوارئ دولية لإنقاذ البحر الأحمر ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن غرق السفينة. 
ومن جانبه، أشار أستاذ البيئة بجامعة عين شمس، مؤسس منتدى العلماء العرب، الدكتور وحيد محمود إمام، إلى أن المشكلة في غرق السفينة أن اتجاه المياه القادمة من المحيط الهندي عن طريق باب المندب للشمال في البحر الأحمر، تأخذ الملوثات الناتجة عن السفينة في طريقها للدول المطلة على البحر خاصة سواحل اليمن ومصر والسعودية وخليجي العقبة والسويس.
وأشار وحيد، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن تسرب الأسمدة يحفز نمو الطحالب بشكل كبير، مما يترتب عليه حرمان الشعاب المرجانية من الضوء والأكسجين وظهور مناطق تخلو من الحياة البحرية ونفوق الأسماك، وتدمير الشعاب المرجانية بعد أن كانت مصدراً اقتصادياً سياحياً مهماً للدول المطلة على البحر الأحمر.
وحذر في الوقت نفسه من أن ضرر الملوثات التي قد تصل إلى الإنسان من خلال تناول المأكولات البحرية من الأسماك وغيرها، لافتاً إلى ضرورة منع الصيد في هذه المنطقة في الوقت الحالي، ودعوة منظمة الصحة العالمية إلى التدخل السريع لإنقاذ الموقف.
وكان وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية توفيق الشربجي، قد أعلن تفعيل خطة الطوارئ الوطنية وانتشار الفرق الميدانية للخبراء في المنطقة والشواطئ لمراقبة التلوث وأخذ العينات، ووصول خبراء الأمم المتحدة، للمساعدة في تقييم تداعيات هذه الكارثة البيئية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البحر الأحمر جماعة الحوثي اليمن كارثة بيئية التلوث البيئي البيئة البحر الأحمر غرق السفینة

إقرأ أيضاً:

السفينة والفسيلة

يروى أنه كان هناك في إحدى القرى البعيدة، على أطراف نخيل العراق، شيخٌ طاعن في السنّ، يحمل في يده الصغيرة فسيلة نخيل. اقترب منه شابٌّ يسأله باستغراب:

- يا عم، ما الذي تفعله؟

فأجابه الشيخ بابتسامة هادئة وهو يغرسها في الأرض:

- أغرس نخلة.

قال الشاب وهو يضحك:

- وهل تظن أنك ستأكل من ثمرها؟

فقال الشيخ وهو ينظر إلى السماء:

- لم أزرعها لأجلي، بل لوجه الله.. ولمن سيأتي بعدي.

علينا الزرع ولو لم نحصد يا ولدي..

هذه القصة، وإن تكررت في صور كثيرة، ليست سوى انعكاس حيّ لحديث رسول الله ﷺ: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها".

والحديث هنا ليس عن الزراعة، بل عن الإيمان في لحظة الانهيار، عن فعل الخير حتى بين يدي القيامة، عن غرس الأمل في لحظة اليأس. تماما كما فعلت السفينة "مادلين".

أبحرت الفسيلة

كانت مادلين فسيلة في عرض البحر.

ليست سفينة حربية، ولا قافلة كبرى، مجرد قارب صغير، خرج من إيطاليا محمّلا ببعض الأدوية والمساعدات، لكن محمّلا أكثر بروح التحدي والإنسانية.

كان ركّابها حفنة من الشجعان؛ نشطاء من أوروبا وأمريكا وأفريقيا، من ديانات وخلفيات مختلفة، لا يوحدهم شيء سوى الضمير.

كانوا يعلمون أن البحر ملغوم، وأن السماء مليئة بالطائرات الإسرائيلية، وأن قوات البحرية الإسرائيلية لن تسمح بعبورهم. لكنهم أبحروا. لم يبحثوا عن نصر عسكري، بل عن شهادة أخلاقية، عن تسجيل موقف في زمن التواطؤ.

حين ضاق البرّ.. فُتح البحر

في الوقت الذي أُغلقت فيه كل المعابر العربية في وجه غزة، وكان معبر رفح يخضع لحسابات السياسة لا حسابات الدم، وجدت "مادلين" طريقها عبر البحر. إنها ليست فقط محاولة لكسر الحصار، بل لكسر الخنوع.

سفينة وحيدة، تقف في وجه جحافل الغطرسة، تحمل قلوبا لا تتاجر ولا تساوم. قلب كل من فيها كان يقول: "لسنا جزءا من هذه الجريمة".

بضاعتهم.. رُدّت إليهم

تمت محاصرة السفينة. طائرات مسيّرة، وزوارق حربية، ورش غازات.. ثم اقتحام، ثم اختطاف، ثم صمت دولي معتاد.

كل شيء تكرر كما حدث مع سفن قبلها، لكن الفرق هذه المرة، أن العالم بات يرى المشهد كاملا؛ فمن يقتل الأطفال في غزة، هو نفسه من يمنع المساعدات، ومن يقصف المستشفيات، هو من يختطف سفن الإغاثة.

لم تعد "مادلين" مجرد قارب.. بل مرآة أخلاقية، كشفت من يملك ضميرا، ومن باع كل شيء.

ولأن التاريخ لا يُكتب في قصور الملوك فصور مادلين ربما لا تتصدر نشرات الأخبار، لكن التاريخ لا يُكتب في قصور الملوك، بل في ضمير الشعوب. وسيأتي وقت، يُسأل فيه كل أحد:

- أين كنت حين حوصرت غزة؟

- هل أرسلت طائرة؟

- هل أغلقت معبرا؟

- أم أنك ركبت البحر، وخاطرت بحياتك وأمنك وحاولت الوصول أو حتى دعوت لمن ركبوه؟

إن السفينة "مادلين" لم تفك الحصار، لكنها كسرت حاجز الصمت. لم تصل غزة، لكنها وصلت إلى القلب. زرعت فسيلة، في أرض يابسة.. ولعلها تُثمر في الجيل القادم.

بين يديك فسيلة

إذا كانت الدنيا تنهار من حولك، فلا تيأس. تذكر أن في يدك "فسيلة".

قد تكون كلمة، أو موقفا، أو دمعة، أو مركبا صغيرا فأبحر في وجه العاصفة ولتكن كالشيخ؛ لا تنتظر أن ترى الثمار، فربما تكون أنت الزارع، وغيرك هو الذي يجني. لكن يكفيك أن تقول يوما: "حين قامت الساعة، كنت أغرس".

مقالات مشابهة

  • قنبلة صامتة في أعماق البحار: حموضة المحيطات تتجاوز الحدّ الآمن وتنذر بكارثة بيئية
  • السفينة والفسيلة
  • الأمين العام لمجلس التعاون: جهود خليجية كبيرة وملموسة في حماية البيئة البحرية
  • مجلة الجيش الصيني: على البحرية الصينية أن تتعلم من معارك البحر الأحمر
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • حرس الحدود ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر بجدة
  • حرس الحدود بمكة المكرمة ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • كامل إدريس يشيد بإنجاز البحرية وجهاز المخابرات العامة بضبط حوالي نصف طن من المخدرات
  • البحرية الصينية: نتعلم دروسا عديدة من معارك البحر الأحمر
  • سلطنةُ عُمان تُجدّد التزامها بحماية البيئة البحرية في اليوم العالمي للمحيطات