صدمة بالإسكندرية بعد توقف خط قطار أبو قير مع دخول شهر رمضان!
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
رغم طول الانتظار لتنفيذ تحويل قطار ابو قير بالإسكندرية إلى مترو إلا أن قرار وقف القطار مع بداية شهر رمضان المعظم ، جاء كالصاعقة علي أهالي الإسكندرية، الذين يعانون اساسا من حالات تكدس و اختناق مروري رهيب في ساعات الذروة، خاصة في أيام الشهر الفضيل، والتي ستزيد معاناتهم لعدم وجود مواصلات بديلة و لا حتي طرق ممهدة خاصة في شرق المدينة، وترك أهالي الإسكندرية، فريسة لاستغلال مافيا الميكروباص ، بالإضافة لتعطل مصالحهم و منهم الطالبة والموظفين من الطبقة الكادحة.
قرار غير مدروس
يقول (محمد عادل، ٤٥ سنة ، مدرس) إن قرار إيقاف قطار خط ابوقير مع بدايه دخول شهر رمضان الكريم قرار غير مدروس بالمرة فالاسكندريه تعانى من الزحام والازدحام فى المواصلات ومع وقف هذا الخط الذى يخدم الاف الركاب يوميا سيضطر هؤلاء المواطنين إلى البحث عن طريق بديل لاستخدامه فى تنقلاتهم ولا يوجد بديل سوى شارع ابوقير والترام وشارع الكورنيش او البحر فهذه هى الطرق الرئيسيه التى تربط المدينه من اولها إلى آخرها مما سيجعل الطرق تزداد ازدحاما بصوره لن نتخيلها وستزداد ازمه المواصلات مع ازدياد عدد الركاب مع العلم انها حاليا لا تستوعب الناس .
مافيا الميكروباص
ويقول ( ميمي فكرى .. ٤٧ سنة - مدير حركة ) إن أوقات الذروة لا يجد الناس وسيلة مواصلات لنقلهم سوى الميكروباصات والتى أصبحت مافيا فى تقطيع المسافات لتحصيل أجره اكبر عن المحدده ناهيك عن اسلوب سائقى الميكروباصات والذى يصل أحيانا لحد البلطجة وقلة الادب فى التعامل مع الناس فى ظل تراخى رجال المرور فى التصدى والقضاءعلى هذه الظاهره وهؤلاء البلطجيه إلا من رحم ربى منهم ..
و يضيف فكرى : هل فكر المسئولون عن المدينة إلى حلول لتوفير مواصلات بديله نظرا لتزايد المواطنين وقله وسائل المواصلات.
و يشاركه في الرأى، سمير توفيق (عامل) قائلاً: نحن نوجة نداء للمسئولين.. ابحثوا عن حل سريع قبل الوصول إلى هذه الازمه المرتقبه فى شهر رمضان ولمده ثلاثه أعوام حتى يتم الإنتهاء من مشروع مترو خط ابوقير الكهربائي ..والذى سيكون هو نفسه مشكله للمواطنين واقصد الطبقه التى تركب قطار ابو قير لرخص ثمن تذكرته حاليا عن باقى المواصلات لانه من المتوقع ان تكون تذكره هذا المترو تتراوح من ١٠ إلى ١٥ جنيهاً فهل سيكون هذا المبلغ فى مقدره هذه الطبقه؟ المهم الآن ابحثوا عن حل لأزمة قادمه فى الاسكندريه وهي اصلا فيها من الازمات ما يكفيها.
سلبيات في الطرق البديلة
و يقول ( عادل نصيف .. مدرس ثانوي ) : اكيد انشاء مترو الاسكندرية هو الحلم الذى انتظرناه طويلا وننتظر انتهاءه بفارغ الصبر، الا أن معاناتنا اليومية الرهيبة بدأت مع تحويل مسار السيارات المتجهة من والى أبو قير والطابية إلى طريق مزرعة المعمورة، والذى يزيد من معاناة المواطنين وجود العديد من السلبيات فى الطرق البديلة ، و منها طريق مزرعة المعمورة توجد به بعض المناطق التى تحتاج ترميم خصوصا امام ضرائب المعمورة ، بالإضافة ان البلوكات التى تفصل طريق المزرعة موضوعة بطريقة عشوائية وغير منتظمة مما يسبب حوادث للسيارات.
طريق المعمورة كارثة
و يضيف ( محمد بدر الدين .. مهندس مدني ): الوصلة اسفل كوبرى محور ٢٥ للقادم من المحور والمتجه يسارا الى طريق المعمورة كارثة بمعنى الكلمة لوجود حفر عميقة للدوران اسفل الكوبرى يصعب على السيارات تجاوزها ، الطريق الذى يمر داخل الاصلاح والذى يعتبره الناس بديلا عن طريق مزرعة المعمورة غير ممهد .
وشارك الوفد الحوار ( رباب حسن طالبة ): شارع الملك عادت حالة الطريق للحالة الأسوأ بسبب الحفر العميقة وتشوين المخلفات والقمامة بطول الطريق والذى اصبح مرتع للحيوانات الضالة وخصوصا مع السلوك السيئ لنباشين القمامة .
واضافت: المحافظ أعلن انه أعطى وتوجيهات مشددة بتمهيد وصيانة الطريق وبالفعل تمت أعمال الصيانة وبعد فترة عاد الوضع لحالة أسوأ، بالإضافة إلى أن طريق ٤٥ للقادم من رشيد والدولى وأحد مداخل الاسكندرية الرئيسية كارثة مدمرة للسيارات فقد وصلت حالة الطريق لحالة مأساوية لوجود حفر عميقة بطول الطريق وعرضه والتى ساءت حالتها بسبب الامطار وعدم رصف الطريق حتى الان وانعدام الصيانة على الطريق. الوفد تهدى هذا التحقيق للسيد محافظالإسكندرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
صدمة التقنية للصناعة في بداياتها فقط
ترجمة: قاسم مكي -
قبل أسابيع قليلة مررت بواحدة من تلك اللحظات «الخاطفة» التي غيَّرت نظرتي لسوق العمل في الولايات المتحدة، كنت في مصنع لبناء السفن تملكه شركة فينكانتييري الإيطالية في بلدة مارينيت بولاية ويسكونسن. تبني الشركة من بين أشياء أخرى فرقاطات عملاقة للبحرية الأمريكية، وهي سفن يزيد طولها عن 400 قدم وبارتفاع عدة طوابق.
في السابق كان ثَنْي المعدن من النوع الذي تنطوي عليه عملية بناء هذه السفن يحتاج إلى مئات العمال ويستغرق عدة سنوات. لكن في المبنى الضخم الذي يزيد قليلا عن مساحة ملعب لكرة القدم حسبت حوالي عشرين عاملا. كانوا يوجِّهون أذرعَ لحامٍ روبوتية لتشكيل أجزاء ضخمة من الصلب في جزء ضئيل من الوقت الذي يستغرقه التشكيل اليدوي.
أعانت العمالَ خوذاتُ الواقع الافتراضي في تركيب أجزاء السفينة حيث ينبغي تركيبها بالضبط. (تتيح لهم هذه الخوذات رؤية نموذج افتراضي ثلاثي الأبعاد للسفينة وهي مكتملة وبالتالي تحديد مكان تركيب القطعة بِدِقَّة تامّة - المترجم.) لقد كان إنجاز هذا العمل يعتمد على التخمين واستخدام مخططات ورقية.
حتى عمال الطلاء في المصنع كانوا يرتدون بدلات أو هياكل خارجية أشبه بذلك النوع الذي يمكن أن تشاهده في أفلام الخيال العلمي (مثل رداء الممثل مات ديمون في فيلم ايليزيوم.) وذلك يجعل عملهم يسيرا ومريحا أضعافا مضاعفة.
إذا كان هذا ما حدث في بناء السفن وهو إحدى الصناعات القديمة التي لا زالت معنا تصوروا قدرات التقنية في تغيير مكان العمل الصناعي خلال السنوات القليلة القادمة. نحن نعلم سلفا أنه كان لديها أثر أكبر على وظائف الصناعة التحويلية حتى من إسناد العمليات الصناعية إلى الصين. لقد غيَّر هذان العاملان معا وبشكل جذري خارطةَ التوظيف في الولايات المتحدة.
في عام 1990 كانت الصناعة التحويلية أكبر مخدِّم في معظم الولايات الأمريكية واليوم هي الأكثر توظيفا في ويسكونسن وميشيجان وإيوا وألاباما وكينتاكي وانديانا فقط.
تظهر أحدث أرقام للوظائف عن شهر يونيو أن التوظيف في الصناعة التحويلية لم يتغير على الرغم من كل أحاديث الرئيس ترامب عن إعادة الإنتاج من الخارج إلى الولايات المتحدة. وفي حين أن بعضا من ذلك ربما يُعزَى للرسوم الجمركية إلا أنني أعتقد إنه يتعلق أكثر بالطبيعة المتغيرة للتوظيف الصناعي.
وظائف المصنع أقل. لكنها أفضل كثيرا من الماضي أيام كنت أتجول في منشآت مزدحمة بالعاملين وبسيطة التقنية تتولى تصنيع مكوِّنات إلكترونية وكان والدي يديرها لشركات مثل يونايتد تكنولوجيز.
الموظفون الذين التقيتهم في مارينيت كانوا أقرب إلى المهندسين من مشغلي المعدات الصناعية في طبيعة عملهم. فهم منخرطون في ابتكار المنتجات والبحث وتدريب العاملين الجدد. وهذا شيء غيَّرته التقنية تماما. فتدريب عامل لحام جديد على استخدام المعدات الروبوتية بحذق يتم الآن في أيام بدلا من شهور. لكن ذلك يحتاج أيضا إلى استثمار. وهذا شيء ليست كل الشركات على استعداد أو قادرة على القيام به.
ضخت شركة فينكانتيري بليون دولار تقريبا من الإنفاق الرأسمالي في منشآتها بولاية ويسكونسون على مدار 15 عاما. لقد جعلت عقودُ الأمن والدفاع طويلة الأجل ذلك رهانا جيدا للشركة. فهي تمتد إلى سنوات بل حتى عقود.
توظف الشركة الآن 2500 عامل في بلدة يقطنها 11000 شخصا تقريبا مع «أثرٍ مضاعِفٍ» كبير لهذه الوظائف في المنطقة. فكل وظيفة في شركة فيكانتيري تدعم 8 وظيفة في مجالات ترتبط بالشركة مثل سلسلة التوريد والإسكان والبناء والخدمات والقطاع العام.
هذا النوع من استخدام التقنية غير موجود في كل شركات بناء السفن أو في الواقع في معظم الشركات الصناعية. يوجد ما يطلق عليه «أثر النجم السوبر أو الفائق النجومية» في استثمار التقنية في الصناعة التحويلية. هذا الأثر يتركز وسط الشركات المتميزة في صناعات معينة. فصناعة السيارات «مؤتمتة» إلى حد بعيد على سبيل المثال في حين هنالك مجالات أخرى أقل أتمتة كإنتاج الغذاء والتعدين وصناعة الأقمشة. (أثر النجم السوبر أو المتميز يعني أن تستحدث شركة ما تغييرا في الأداء يجعلها تتفوق على الشركات النظيرة لها في مجال نشاطها وتتحول بذلك إلى «نجم مرموق» يجذب الأنظار تماما مثل لاعب الكرة أو المغني الذي يتميز بشيء من البراعة وسط أقرانه ( المترجم.)
انتشار المزيد من التقنية عبر الصناعات والشركات من كل الأحجام بالغ الأهمية لأن الزيادات في الإنتاجية التي ترتكز على التقنية هي السبيل الوحيد الذي يمكِّن قطاعَ الصناعة التحويلية في بلد مثل الولايات المتحدة من المنافسة مع الصين أو البلدان الأخرى التي لديها عمالة أرخص. وفي حين أن بناء السفن أو تصنيع الرقائق الإلكترونية أو حتى السيارات في الولايات المتحدة لن يحل محل وظائف سنوات التسعينات إلا أن من المهم الحفاظ على مستوى مُعافَى من الإنتاج الصناعي في اقتصادات إقليمية كبيرة كالأمريكتين وأوروبا والصين من أجل الأمن القومي والمرونة. فأعطال سلاسل التوريد أسبابها عديدة ولا يجب أن يضع العالم البيض كله في سلة واحدة.
وإذ قلنا ما قلنا تطرح الطبيعة والأعداد المتغيرة للوظائف في الصناعة التحويلية أسئلة مهمة حول مصدر النمو في سوق العمل. في الولايات المتحدة حلَّت الرعاية الصحية محل الصناعة التحويلية خلال العقود الثلاثة الأخيرة كأكبر قطاع مُخدِّم (مُنتِج للوظائف) في معظم الولايات. أسباب ذلك عديدة منها حقيقة أن الأمريكان يشيخون ويزدادون ثراء وينفقون المزيد على العلاج، ومنها أيضا أنهم صاروا أكثر بدانة وأقل صحة مما يجب وتشظِّي وعدم كفاءة قطاع الرعاية الصحية الذي يحفز على استخدام إجراءات علاجية وأدوية باهظة التكلفة بدلا من التركيز على الوقاية. ومن أسباب ذلك أيضا أن الرعاية الصحية لا يمكن إسنادها في معظم الحالات إلى جهات في الخارج.
لكن من الممكن تحسين أعداد متزايدة من وظائف الرعاية الصحية أو حتى إحلالها بواسطة التقنية. وهنا ترسم لنا التحولات في قطاع الصناعة التحويلية صورة لما سيطرأ في أسرع القطاعات الأمريكية نموا.
تكاليف الرعاية الصحية في الولايات المتحدة مرتفعة وتتزايد بوتيرة أسرع من التضخم العام. ونوعية الخدمة التي تقدمها متباينة في جودتها. كما يوجد نقص في العاملين وتدريبهم ليس بالقدر الكافي. وتغلغل التقنية بها محدود.
تقديري أن هذا يتيح فرصة للذكاء الاصطناعي، فما حدث لبناة السفن قد يحدث للأطباء في المستقبل وفي سوقِ عملٍ يتحدد، كما هي الحال دائما، بواسطة إحلال التقنية.
رنا فوروهار مؤلفة وكاتبة رأي ومحررة مشاركة في الفاينانشال تايمز.