صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-21@14:12:49 GMT

يا ضريح الشعب الحزين!

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

يا ضريح الشعب الحزين!

يا ضريح الشعب الحزين!

بثينة تروس

من لم يتفطر قلبه حزناً لرؤية ضريح الشيخ قريب الله بن الشيخ أبي صالح بن الشيخ أحمد الطيب بن البشير، وكذلك ضريح الشيخ حسن  الفاتح قريب الله، مدمراً سطحه الأعلى موحشاً، كسائر بيوت السودانيين الذين فروا من منازلهم نجاةً بأرواحهم، ومشهد حريق وتصدع وتدمير تلك الجدران التي ارتوت باَيات القران، وتعلقت أستارها بأنفاس المدائح النبوية والانشاد والذكر، فليتحسس سودانيته! وقبلها قلبه، تلك المضغة التي ان صلحت صلح سائر الجسد وان فسدت فسد سائره.

ومن أعجب الأمر وخفائه أن الشيخ قريب الله قد انتقل الى جوار ربه، ليلة الاثنين الثالث والعشرين من شهر رمضان في العام الميلادي 1936 وتم تدمير ضريحه بصورة مهينة في شهر رمضان من هذا العام، ذاك الشهر الذي رصدت فيه البلاد جميع صنوف الكبائر والمحرمات، خلال ثلاثين عام من حكم الحركة الإسلامية، التي تركت سجل حافل بالدماء والمجازر، ختمت بحرب 15 ابريل، التي أشعلت نيرانها في أواخر شهر رمضان من العام الماضي، وهي الحرب التي أطلق عليها جنرالاتها صفة العبثية، وان كانت في حقيقة امرها هي حتمية لدولة انهارت فيها كل المؤسسات، وظلت بلا حكومة فعليه بعد انقلاب البرهان 2021، فقد فقدت فيها البلاد الامن وتعددت فيها المليشيات، وتمددت مليشيات الدعم السريع تحت رعاية الجيش فصارت توازي في قوتها المؤسسة العسكرية برمتها..

لقد تصدر وسائل الإعلام خبر تدمير ضريح الصالحين، وصاحبته عناوين الفتنة وصب الزيت على نيران الحرب، اذ تم تذييل الفيديو الموثق للحادثة وتبادله بحسب ولاء كل فريق! بتبادل الاتهامات ما بين ان الفاعلين هم من قوات الدعم السريع (اوغاد ال دقلو)، والطرف الاخر يتهم ان هؤلاء هم مليشيات الجيش (الدواعش) الذين فرضوا سيطرتهم مؤخراً على منطقة ام درمان! وهكذا اشتعل الصراع بين الفريقين كحال بعد كل حادثة جديدة تشعل فتنة بين مكونات الشعب، تبدد  كل امل في توافق وحدة الرافضين للحرب، والشاهد ان كلا الطرفين تنطبق عليه مواصفات ارتكاب هذا الجرم الشنيع، اذ قوات الدعم السريع أنشأت من اجل التدمير والترويع والقتل، وفي حرب 15 ابريل  تمددت الويتها القبيلة والجهوية، في ارض المعركة وفشل قائدها حميدتي في حماية المواطنين العزل في قراهم ومدنهم في مناطق  سيطرتهم، وعجز عن محاسبة جرائم انتهاكاتها في حق المواطنين، مما زاد من حوادث التفلت التي لا تقيم وزنا لكرامة ومقدسات مكتسبات وموروثات البلاد, لذلك لا يتوقع ان يكونوا اخياراً فيميزون تلك المسلمات في ظل موروث هذا الحريق من صراع السلطة واقتسام الثروة والنفوذ. ويظل هنالك شبهة انه ليسوا بالفاعلين باعتبار ان منطقة ام درمان حين كانت تحت سيطرتهم كانت تلك الاضرحة اَمنة، ومسيد شيخ الأمين يقوم بدوره في سند المحتاجين، بعكس التهديدات الموثقة لإعلام (لايفاتية) داعمي الجيش هددت بنسف المسيد بمن فيه.

بالطبع اتهامات الطرف الاخر بان هذا الفعل الشنيع وراءه مليشيات الجيش وتوابعها من المهووسين، هو امر له ما يسنده من ماض ثلاث عقود من الحكم، منذ (ذبح) الصحفي محمد طه محمد احمد، ووضع راسه علي صدره بعد اختطافه من وسط اسرته، وذلك بسبب خلافه مع اخوته في التنظيم!  والحاضر اسوا من الماضي اذ نجد في قيادة المعارك المهووسين من دواعش محمد علي الجزولي، وعبد الرؤوف ابوزيد، وأمثالهم من مليشيات البراء بن مالك والبرق الخاطف، فجميعهم رضعوا ثقافة حرق الاضرحة ونبش قبورها، لذلك هو صنيع يشبههم، فلقد قطعوا رؤوس القتلى وتحلقوا حولها يهتفون ويرقصون، واليوم انتشر اسوا فيديو لجماعة منهم يسلخون شخصا اتهموه بانه جنجويدي.. هذا الفعل الوحشي لا اظنه يوجد الا في صناعة أفلام الرعب المخيفة، بل صار الجيش الذي حرر منطقة امدرمان القديمة هم لصوصها، الحرامية، والمتفلتين، لذا لا اعتبار عندهم للإنسان حياً او ميتا.

ولطالما ناصبوا المتصوفة العداء في برنامجهم (إعادة صياغة الانسان السوداني) لدرجة تكفيرهم لشيوخهم وأوليائهم، وفي حقيقة الامر لم يكن السودان اَمنا، كريمة اخلاق انسانه، الا بفضل اهل التصوفـ، فلقد حفظوا مكارم الاخلاق، والسماحة، حموا الناس من التطرف، والعنف، واشاعوا ثقافة المحبة، والتعايش السلمي بين جميع مكوناته العرقية والاثنية والثقافية (الما عنده محبه ما عنده الحبه)! إلى ان تسلط على الشعب من لا يخاف الله ولا يرحم عباده وشعارهم الذي ما فتأوا يذكروننا به بين الفينة والأخرى (فلترق منهم دماء.. فلترق كل الدماء) ولاء حكامهم للتنظيم العالمي والخلافة الإسلامية، لا للسودان وشعبه، فهم حرباً علي كل من لا يواليهم.

ان مأساة السودانيين المحاصرين في الحرب يتفطر لها الضمير الإنساني، فالملايين يعانون ويلات النزوح أو الحصار والجوع، بينما يجتهد طرفا القتال الجيش والدعم السريع في نبش الاضرحة وسلخ الجلود واشعال الفتنة؟ ويعرقلا سبل وصول المساعدات الإنسانية بعد التزامهما بوقف الهدنة، وتبادل الاتهامات بخرقها، بالتصريحات العنترية، والاعلام الفاسد. ورمضان شهر الحرمات لم يتجاوز منتصفه.

الوسومأم درمان الجيش الدعم السريع الدواعش السودان بثينة تروس ضريح الشيخ قريب الله محمد طه محمد أحمد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أم درمان الجيش الدعم السريع الدواعش السودان محمد طه محمد أحمد الدعم السریع قریب الله

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: الخرطوم خالية بالكامل من الدعم السريع ونجدد العهد بمواصلة التحرير

أعلن الجيش السوداني، عبر تصريحات رسمية، عن "اكتمال السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم"، مؤكدًا أن العاصمة السودانية "أصبحت خالية تمامًا من ميليشيا الدعم السريع"، في تطور ميداني وصفه بأنه "محوري في مسار استعادة الاستقرار الوطني".

وفي أبرز تصريحاته، قال الجيش: "ولاية الخرطوم باتت خالية تمامًا من المتمردين"، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة قامت بعمليات تطهير دقيقة استهدفت بؤرًا للميليشيا في مناطق متفرقة، وأن جميع المواقع الاستراتيجية باتت تحت سيطرته الكاملة.

وأكد الجيش السوداني: "نجدد العهد لشعبنا بمواصلة تطهير كل شبر من تراب الوطن من فلول ميليشيا الدعم السريع"، مضيفًا: "سنعمل دون هوادة حتى يُرفع علم السودان فوق كل ربوعه دون تهديد أو تمرد".

الجيش السوداني يعلن السيطرة على ولاية الخرطوم بشكل كاملالجيش السوداني يعلن السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة صالحة جنوب أم درمان

تأتي هذه التصريحات بعد أكثر من عامين من المواجهات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى انهيار كبير في البنية التحتية، وأزمات إنسانية غير مسبوقة في الخرطوم وبقية ولايات السودان. وكانت الخرطوم من أبرز بؤر القتال، وشهدت أعنف المعارك بين الطرفين منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

وفي الوقت الذي احتفل فيه الجيش بهذا "النصر العسكري"، حذرت منظمات دولية من أن الخرطوم لا تزال تواجه تهديدات أمنية، بسبب انتشار الألغام ومخلفات الذخيرة في عدد من الأحياء، ما يُعيق عودة المدنيين ويُهدد حياتهم.

ولم تصدر قوات الدعم السريع تعليقًا رسميًا على إعلان الجيش، في حين أشارت تقارير إلى انسحاب عناصرها من العاصمة باتجاه ولايات غرب السودان، مع تصاعد القتال في مناطق دارفور وكردفان.

محللون يرون أن استعادة الخرطوم يُعد نقطة تحول، لكنه لا يمثل نهاية الحرب، مشددين على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان استقرار دائم وشامل، مع ضرورة إطلاق عملية مصالحة وطنية تضع حدًا لتشظي البلاد.

وتداولت وسائل الإعلام السودانية والعربية تصريحات الجيش على نطاق واسع، وسط ترقب شعبي لما ستؤول إليه المرحلة المقبلة، في ظل تحديات أمنية واقتصادية هائلة تواجه البلاد.

طباعة شارك الجيش السوداني ولاية الخرطوم قوات الدعم السريع الصراع المسلح الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • خريطة سيطرة الجيش السوداني.. هذه المناطق متبقية مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني: اكتمال تطهير الخرطوم من أي وجود لميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
  •  الجيش السوداني يعلن رسميا ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن رسميًا.. الخرطوم خالية من الدعم السريع
  • الجيش السوداني: الخرطوم خالية بالكامل من الدعم السريع ونجدد العهد بمواصلة التحرير
  • انفجارات واشتباكات بين الجيش والدعم السريع في أم درمان
  • الجيش السوداني يتقدم في أم درمان.. ومعارك ضارية مع الدعم السريع (شاهد)
  • هدية أمام ضريح الشيخ
  • الجيش السوداني يحاصر آخر معاقل الدعم السريع غرب الخرطوم