قصة آية ، لقاء يتجدد عبر موقع صدى البلد من خلال بيان معاني القرآن الكريم وأسباب النزول على مدار شهر رمضان 2024، ونتناول فيه اليوم، قول الله- تعالى-:«الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)».

قصة آية 28 من سورة الرعد 

يذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)»، قوله تعالى : " الذين آمنوا " الذين في موضع نصب، لأنه مفعول ; أي يهدي الله الذين آمنوا .

وقيل بدل من قوله : من أناب فهو في محل نصب أيضا. 

وتطمئن قلوبهم بذكر الله أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن ; قال : أي وهم تطمئن قلوبهم على الدوام بذكر الله بألسنتهم ; قال قتادة : وقال مجاهد وقتادة وغيرهما: بالقرآن. وقال سفيان بن عيينة: بأمره. مقاتل: بوعده. ابن عباس: بالحلف باسمه، أو تطمئن بذكر فضله وإنعامه ; كما توجل بذكر عدله وانتقامه وقضائه. وقيل: بذكر الله أي يذكرون الله ويتأملون آياته فيعرفون كمال قدرته عن بصيرة .

وبين أن «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» أي قلوب المؤمنين . قال ابن عباس : هذا في الحلف ; فإذا حلف خصمه بالله سكن قلبه . وقيل : بذكر الله أي بطاعة الله . وقيل : بثواب الله . وقيل : بوعد الله . وقال مجاهد : هم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .

فيما أورد الطبري في تفسيره: قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ بالتوبة الذين آمنوا. و(الذين آمنوا) في موضع نصب، ردٌّ على " مَنْ", لأن " الذين آمنوا " ، هم " من أناب "، ترجم بها عنها . 

وقوله: وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ، يقول: وتسكن قلوبهم وتستأنس بذكر الله، عن قتادة, قوله: وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ يقول: سكنت إلى ذكر الله واستأنست به.

وقوله: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ، يقول: ألا بذكر الله تسكن وتستأنس قلوبُ المؤمنين . وقيل: إنه عنى بذلك قلوب المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قصة آية 1 من سورة البينة.. ما المقصود بـ«منفكين حتى تأتيهم البينة» قصة آية 1 من سورة القدر.. أسرارها ولماذا سميت بهذا الاسم؟

ذكر السعدي في تفسيره: ثم ذكر تعالى علامة المؤمنين فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.

{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.

وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين، فعلى هذا معنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام.

{ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} وهذا إنما يعرفه من خبر كتاب الله وتدبره، وتدبر غيره من أنواع العلوم، فإنه يجد بينها وبينه فرقا عظيما.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قصة آية سورة الرعد معاني القرآن الكريم شهر رمضان الذین آمنوا بذکر الله ق ل وب ه م ذکر الله من سورة قصة آیة

إقرأ أيضاً:

فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما.. أحكامهما وماذا يقصد بالاستطاعة؟

فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما، قالت دار الإفتاء إن من رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء أن كَتَب علينا عِبادَته والاستقامةَ على سبيله، تشريفًا في صورة التكليف، وإِنْعَامًا في هيئة الإلزام، وتربيةً وترقِيَة وعطاءً، فله الحمد وله الشكر، ومن ذلك أن كتب قَصْدَ بيته الحرام لمن استطاع إليه سبيلًا، فقال جلَّ شأنه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 97]. وألحق بالحج العمرةَ وأمر بإتمامهما، فقال تعالى ذكره: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: 196].

فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما
وتابعت الإفتاء إنه إزاء هذه المكانة السامية للحج والعمرة، فقد ضمّنهما ربّنا سبحانه أطرافًا من سائر العبادات وحباهما بمعانٍ وأسرار، وعِبَر وآيات جديرة بالتوقف عندها، والتأمل فيها والتعرُّض لنفحاتها عسى الله تعالى أن يكتب لنا الفوز بها علمًا وعملًا.

ففي الحج -وأيضًا العمرة- صلاة وإنفاق وصوم وذبح وسفر كالهجرة قلبًا وقالبًا، وسعي وطواف وذكر ودعاء وجهاد، وتذكر شريف لموكب العابدين من لدن أبي الأنبياء إلى خاتمهم عليه الصلاة والسلام... فهو عِبَادَةٌ جامعة، ومنهاج سلوك إلى الله تعالى، ومنهاج حياةٍ لمن استوعب معانيه ومغازيه... وهو مقام تجديد عهد وتوبة، ومآب إلى الله تعالى ومتاب يغتسل فيه المسلم من كل أدرانه، وينسلخ فيه عن سيئات أعماله وأحواله؛ ليعود منه طاهرًا مُطَهَّرًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ حَجَّ البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِه كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» [أخرجه البخاري (ج2/ 553 رقم 1448) وفي (ج3/ 1026 رقم 2632) ط ابن كثير اليمامة، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج9/ 21 رقم 17583) ط دار الباز].

والحج تشريع لتحقيق التوحيد والعبودية الحقة لله رب العالمين، وهو تدريب على الالتزام والاستقامة على الأمر، ومن ثم اشتملت رحلته على شعائر وحرمات: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج: 30]، ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].

وهو تربية على معنى التعظيم والاستعظام لأوامر الله تعالى ونواهيه، وتربية على الدقة والضبط والجدية والإتقان، وتربية على الوحدة والاجتماع والتعاون وعيش حقيقة الأمة الواحدة، والإنسانية المتساوية، وتربية على تعظيم ما عظَّم الله تعالى، وحسن الانقياد لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بلا إذلال ولا إرهاق ولا حرج، إنه فاعلية بلا تضييق ولا حرج، وعنوان أحكامه ومَعلمه الأعلى: «افعل ولا حرج» [أخرجه البخاري (ج1/ 58 رقم 124) ط ابن كثير - اليمامة. وأخرجه مسلم (ج2/ 949 رقم 1306) ط إحياء التراث العربي].

وتابعت: المسلمون -ولله الحمد - لا يزالون على الحج والاعتمار مقبلين حريصين، يُبدون أمام الله تعالى وأمام سائر الخلق أشواقهم الحارّة إلى زيارة البيت العتيق والقبر الشريف وما بينهما من معالم الإيمان والتوحيد، فهم بذلك أمة إجابة، وهم دعاة لسائر الأمم للاستجابة لله ورسوله، وهم في حجّهم نموذج لبقاء الأمة الواحدة الجامعة التي تؤمن برب واحد وتصدر عن كتاب واحد ونبي واحد هو خاتمة عقد أنبياء الله المصطفين.

وشددت أن الاستطاعة المشروطة للحج والعمرة تتحقق بقوَّةِ البدنِ وتحمُّلِ مشقة السفر وأداء المناسك، وبأمن الطريق، وبأن يملك نفقة زاده من طعامٍ وشرابٍ ومبيتٍ ونفقةِ المواصلات التي توصله إلى البلاد المقدسة ذهابًا وتحمله إلى بلاده إيابًا دون تقتيرٍ أو إسرافٍ، وأن تكون هذه النفقة زائدة عن احتياجاته الأصلية واحتياجات مَن يعول مدة غيابه من مسكنٍ، وثيابٍ، وأثاثٍ، ونفقةِ عياله، وكسوتهم، وقضاء ديونه.

طباعة شارك فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما فضل الحج والعمرة فضل الحج

مقالات مشابهة

  • فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما.. أحكامهما وماذا يقصد بالاستطاعة؟
  • علي جمعة: القلوب القاسية قد تنفجر منها ينابيع الرحمة
  • قواعد من الحياة
  • صورة اليهود في القرآن الكريم
  • ماذا يحب الله تعالى ؟.. علي جمعة يجيب
  • سر سورة يس.. لها 10 عجائب في قضاء الحاجة وفك أشد الكرب
  • خطيب المسجد النبوي: سيرة النبي محمد رحلة مفعمة بالدروس
  • وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها .. هذا آخر موعد لتلاوتها
  • خطيب المسجد النبوي: سيرة النبي محمد دستور يصلح حال البشرية كلها
  • شجرة الخيزران وحبل الله وزوال الظالمين