إسلام الخلاط وسوء الطالع.. تأملات في النحس العربي (2-2)
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
في عالم القمار والمقامرين تتم المراهنات المعروفة عادة وبخاصة في سباق الخيل بترجيح فوز فرس على بقية الخيول، والقوانين الضابطة لهذا الموضوع لا تقوم على حسابات دقيقة، وإنما تقوم على استعراض سيرة الحصان في السباقات الماضية، ومن ثم فالحدس والتخمين والاحتمالات هي المرجح الأول لفوز الحصان المختار في هذا النوع من المقامرة.
ومن سوء الطالع أن يتجه الحدس والتخمين في كل مرة إلى المراهنة على الحصان الخاسر، ويترتب على ذلك خسارة المال بيقين، لكن الأكثر سوءا وغرابة وجنونا هو أن يراهن مقامر لا على فرس في السباق، ولا حتى على بغل خارج السباق، وإنما يختار حمارا هزيلا ليراهن عليه في غير سباق.
بعض الناس بالفعل يسلك هذا المسلك مدفوعا بغلّ وكراهية لفكرة ما، فيدفع بماله وجهده في عكس الحقائق والقوانين الكونية الثابتة، ويوظف لذلك دوائر ومؤسسات وكتاب ومراكز دراسات، ويستأجر باحثين ليشوهوا الفكرة التي يعاديها صاحبنا.
الممول حامل دفتر الشيكات ومعه الجوقة المستأجرة، تحسب أن الإسلام أصابه الكبر وله ذرية ضعفاء، فيجتهد المؤلفة جيوبهم بأقلامهم وأبحاثهم في البهتان والكذب "ويتكادمون على دين الله تكادم الحُمر"، ولا تتحرج تلك الجوقة من تسخير كل قواها لخدمة وإرضاء الممول في ابتداع دين جديد مُصَنَّع في خلاط العته العقلي يطلق عليه "الديانة الإبراهيمية"
الممول حامل دفتر الشيكات ومعه الجوقة المستأجرة، تحسب أن الإسلام أصابه الكبر وله ذرية ضعفاء، فيجتهد المؤلفة جيوبهم بأقلامهم وأبحاثهم في البهتان والكذب "ويتكادمون على دين الله تكادم الحُمر"، ولا تتحرج تلك الجوقة من تسخير كل قواها لخدمة وإرضاء الممول في ابتداع دين جديد مُصَنَّع في خلاط العته العقلي يطلق عليه "الديانة الإبراهيمية" يجمع في عقيدته كل التناقضات، كما تتكون عبادته من خليط مختصر من كل الديانات. يعني كما يقال في المثل المصري "سمك لبن تمر هندي"، فتراهم بقصد وسبق إصرار، يبذلون كل جهد في التزوير والتحوير والتشويه، وهم يعلمون يقينا أن كل جهد يُبذل في هذا المجال تأثيره وقتي، وبقاؤه ليس محكوما عليه بالفشل فقط، وإنما بالمحو والمحق، مهما بلغت قوة المال خلفه، وستكون العاقبة أن يلحق العار والخزي بالممول وخدمه المستأجرين.
وتلك سنة كونية وقانون حاكم في ثوابت الوجود الاجتماعي في الأفراد والمجتمعات والناس.
النموذج لذلك بعض الأنظمة الحاكمة التي تعيش حالة "فوبيا" (خوف مرضي) من كل ما هو إسلامي المنشأ والاتجاه، وتحاول أن تخفي هذا الغل تجاه الإسلام الحقيقي، فتجمع المؤلفة جيوبهم والمختلة أفكارهم من شتات الأرض وتغدق لهم العطاء في محاولة لصناعة إسلام بديل هو إسلام "الخلاط" الذي ينتج "سمك لبن تمر هندي".
خلاط الإسلام البديل تكاليفه عالية وعوائده الخسار، والجهد المبذول فيه لتزوير التاريخ وتدنيس الحقائق والتلبيس على خلق الله لو بذلت الأنظمة ربعه في تطور البلاد وتنمية المجتمعات لربما وصلت إلى مصاف الدول الكبرى، لكن العمى الإرادي والأهواء الضالة يسيطران على قرار هذه الأنظمة لدرجة الهوس أو الصرع
الجوقة المستأجرة لهذا الخلاط عمال غير مهرة ولا يتقنون الصنعة، ولا يحسنون تسويق السلعة (سمك لبن تمر هندي)، وإنما يكشفون عوار الفكر وعورة التوجه وقبح المنتج، وكم هو رخيص ومبتذل.
خلاط الإسلام البديل تكاليفه عالية وعوائده الخسار، والجهد المبذول فيه لتزوير التاريخ وتدنيس الحقائق والتلبيس على خلق الله لو بذلت الأنظمة ربعه في تطور البلاد وتنمية المجتمعات لربما وصلت إلى مصاف الدول الكبرى، لكن العمى الإرادي والأهواء الضالة يسيطران على قرار هذه الأنظمة لدرجة الهوس أو الصرع، فلا تجد مصيبة حلت بالمسلمين في مكان ما إلا وكان المال السياسي المغتصب من حقوق الناس خلف تلك المصيبة.
الكارثة الكبرى أن كل هذا البذل الشيطاني سيذهب سدى، لأن غباء أصحابه قادهم إلى معاندة الله في وعده، ولذلك فلن يرفع الله لهم راية، ولن يحقق لهم غاية، فضلا عن فضيحة الحال وسوء المآل، تأمل ما قال ربنا جلا وعلا: "وَمَكَرُوا مَكْرا وَمَكَرْنَا مَكْرا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَة بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَة لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ" (النمل 53-50).
وعجيب أمر النحس العربي حين يراهن لا على حصان خاسر فقط، وانما يراهن على حمار فاشل لا يصلح حتى لحمل سبخ ولا ليجر عربة.. والجنون فنون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المال السياسي الاسلام تشويه المال السياسي سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: الدفاع عن الوطن لايحتاج إلى إذن من أحد ومقاومتنا خيارٌ راسخ في مواجهة العدو الإسرائيلي
الثورة نت/..
أكد أمين عام حزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الجمعة، أن ”الدفاع عن الوطن لا يحتاج إلى إذن من أحد، وعندما يُطرح بديل جادّ وفعّال للدفاع، “نحن جاهزون ان نناقش كل التفاصيل، ولسنا بعيدين عن البحث والتفاهم مع من يدّعي القدرة على الحماية”.
ودعا الشيخ نعيم قاسم، من يطالبوا المقاومة بتسليم سلاحها أن يطالبوا أولا برحيل العدوان، “لا يُعقل أن لا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبون فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه”.
وأضاف تعليقًا على من يراهنون على الخارج أو يختبئون خلف القوى المعادية: “أخطأتم التقدير. شعب المقاومة لا يهاب الأعداء، ولا يسلّم بحقوقه. الإنجاز الحقيقي هو تحرير الأرض، واستعادة السيادة، ونحن لهذه الدعوة حاضرون، وجاهزون دائمًا”.
وأكد الشيخ قاسم ، خلال كلمته في الليلة التاسعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع)، وفق موقع المنار، على أن إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) هو إحياءٌ لتعاليم الإسلام بآفاقه الواسعة، ومنهجه الذي يواكب مستقبل الإنسان.
وكما أكد أن الإسلام ليس طقوسًا جامدة، بل مشروع متكامل للإنسان، يقوم على ثوابت ترتبط بالفطرة الإنسانية، ويترك مساحة متغيرة تتفاعل مع الزمن والظروف والتجربة الفردية.
واعتبر الشيخ قاسم أن” ظهور شخصيات رائدة في لبنان تتمسّك بالنهج الإسلامي، وتُجسّد الثوابت، هو ترجمة عملية لما نؤمن به ونلتزم به”.
وقال : “في معركتينا الأخيرتين، ‘أولي البأس’ و ’طوفان الأقصى’، خضنا المواجهة إلى جانب شعب غزة، وقدمنا عددًا كبيرًا من الشهداء، بينهم نساء وأطفال، شاركوا في ساحة المعركة، لأن المقاومة شاملة، لا تميّز في التضحية والعطاء”.
وشدد الشيخ قاسم على أن” الوطنية الحقيقية هي التمسك بالأرض، والدفاع عنها، وتربية الأجيال على حبها والانتماء إليها”.
وقال أمين عام حزب الله: “نحن نؤمن ببلدنا، وننتمي إلى أرضنا، ولا تعارض بين الإسلام والوطن، بل الإسلام يحثّ على حب الوطن والدفاع عنه، والتمسك بأرض الآباء والأجداد، والعيش بنموذج طاهر وصادق في رحابه”.
وأشار إلى أن خيار المقاومة في لبنان مستمد من الإسلام، ومن نهج الإمام الحسين (ع) والسيدة زينب (ع).
وختم الأمين العام لحزب الله، بالقول: “مقاومتنا ليست شعارًا، بل خيارٌ راسخ في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يعبث بأرضنا. لا بد أن يرحل، ولا خيار أمامنا سوى مقاومته ومواجهته حتى يخرج”.