عربي21:
2025-05-08@19:48:38 GMT

شركة المرعبين اللا محدودة

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

اسمح لي عزيزي القارئ أن أتحامل عليك، فلطالما تحملتني، وأن أتقمص دور الناقد الفني في هذا المقال لمدة دقيقتين فقط، وربما أقل، بحسب سرعة قراءتك، وأن أحكي لك عن سبب اختياري عنوان هذا المقال والمستوحى من فيلم رسوم متحركة أمريكي أُنْتِج من قبل شركة "بيكسار" وتحملت شركة "والت ديزني بيكتشرز" مسئولية توزيعه. الفيلم تم إنتاجه عام 2001، وتمت دبلجته (ترجمته الصوتية) للعديد من اللغات، ومنها العربية، وحقق نجاحا كبيرا في جميع أنحاء العالم، الفيلم كان يحمل اسم "شركة المرعبين المحدودة".



الفيلم يتناول قصة الشخصيتين "سولي" و"مايك" اللذين يعملان في شركة لتوليد الأشباح تُدعى شركة المرعبين المحدودة، حيث يقومون بجمع صرخات الأطفال لإنتاج الطاقة لمدينة الوحوش "مونستروبوليس". يعتمد الفيلم على فكرة أن الوحوش تخاف من البشر مثلما يخاف البشر من الوحوش.

يتميز الفيلم بقصته المبتكرة والمشوقة، بالإضافة إلى تقنيات الرسوم المتقدمة التي كانت رائدة في ذلك الوقت. ثم إنَّه يحمل رسائل مهمة حول قبول الاختلاف والتعاون، إذ يظهر كيف يمكن للأفراد المختلفين العمل معا لتحقيق أهداف مشتركة.

إلى هنا عزيزي القارئ سأعود إلى مهنتي الحقيقية، كاتب سياسي، وأسقط ما أردته من هذه المقدمة على واقعنا المرير، الذي يحمل الكثير من المآسي، في ظل خذلان وضعف غير محدود من الحكومات، وتراجع الرؤى الاستراتيجية لحماية الأمن القومي للأمة؛ يظهر بالنتيجة على سلوك الآخر نحو أفراد هذه الأمة، ويخلف حالة كراهية نحو من ينتمي إلى أمة الإسلام؛ مع كل ظهور لشركة المرعبين غير المحدودة التي تتبنى العنف في العالم، وتترك صورة ذهنية للعالم بأن الإسلام دين عنف واعتداء على الآخر، على خلاف جوهر هذا الدين الذي لم يشرع استخدام العنف إلا على معتدٍ ولرد اعتدائه، أو لإزاحة طاغية يمنع تبليغ دين الله بالحسنى بين الناس، ولهم حق الاختيار بعد الدعوة (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، وهو في ذلك يريد الخير للبشرية بتطبيق العدل والمساواة بين البشر.

أما شركة المرعبين المحدودة فهي شركة تتحدد مسؤولية المساهمين فيها بما يمتلكونه، فداعش ومنذ بداية إعلان دولته المزعومة، التي تنشر الرعب وتولد طاقتها من صرخات وأنات الناس، تستثمر فيه مخابرات الدنيا، بداية من إيران، بعد أن تأسس بموجب القوانين الأمريكية وهو ما تحدث به ترامب، مرورا بكل الأنظمة الديكتاتورية في منطقتنا، بالإضافة إلى الحكومات اليمينية المتطرفة التي تريد صناعة عدو، ووجدت في الإسلام ضالتها بعد الحرب الباردة.

منذ أيام تبنى تنظيم الدولة "داعش" مسئولية الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في إحدى ضواحي موسكو، الذي راح ضحيته 130 قتيلا من المدنيين، وأظهرت المقاطع المصورة التي نشرها التنظيم مدى بشاعة وسادية منفذي العملية، بعد أن اعترف من تم القبض عليهم بأنهم تم تجنيدهم عبر تطبيق تلجرام قبل شهر تقريبا، وأنهم لا يعرفون الأشخاص الذين زودوهم بالسلاح وبمكافأة خمسة آلاف دولار تم تحويل نصفها عبر حساب بنكي غير معروف صاحبه، على وعد بإرسال الباقي بعد تنفيذ عملية القتل العشوائي المتفق عليه. لكن هذه الاعترافات الأولية تضع علامات استفهام حول مكان وتوقيت العملية وتزامنها مع الحرب في غزة، لا سيما وهي تأتي أعقاب مجازر الاحتلال ضد المدنيين والنازحين الفلسطينيين، ومشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار وتسليم الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة للكيان المحتل، دون حل جذري للأزمة، وهو ما جوبه بحق النقض "فيتو" من قبل كل من روسيا والصين. كما أنه يأتي بعد هجوم واسع لروسيا على مدن عدة أوكرانيا في إطار حربها الدائرة منذ ما يقارب العامين، ما جعل روسيا -أحد المساهمين في شركة المرعبين المحدودة- تتهم أوكرانيا بتنفيذ الهجوم، ما يعني استخدام "داعش" في إحدى العمليات التي يستفيد كل مساهم من حصته في الشركة لتحقيق المكاسب.

ولعل ما يؤكد الفكرة هو إعلان أمريكا علمها المسبق بالتحضير للعملية، ثم موقف الصحف الروسية من العلمية وإطلاق كثير منها في تحليلها للهجوم؛ تأكيدات بأن بلادها لا عداوة لها مع الإسلام والمسلمين، وأن العملية أبعد ما تكون عن المسلمين، بل زادت إحدى الصحف بأن وضعت استطلاعا للرأي على موقعها الإلكتروني؛ كانت الخيارات فيه تتجه إلى أوكرانيا وأمريكا.

لكن هناك سؤالا كبيرا بكبر الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام، التي توجه في الغالب ضد الأبرياء سواء في بلادنا العربية والإسلامية أو في الغرب: لماذا لم يغضب ذلك التنظيم أو أخوه الأكبر لأكثر من 30 ألف فلسطيني قتلوا خلال الأشهر الخمسة الماضية؟ ولماذا لم يغضبوا للنساء اللاتي اغتصبن خلال الأيام الثلاثة التي سبقت عملية موسكو؟ ولماذا لم يغضبوا ويوجهوا طاقتهم لإنقاذ الإيجور أو الروهينجيا، ولماذا لم يتحركوا لمسلمي الهند؟ ولماذا كانت بنادقهم موجهة للثوار في سوريا ومن قبلها العراق، وفي ليبيا لاحقا قبل أن يقضي عليهم الثوار؟ ولماذا لا يتحركون لإنقاذ الأسرى في سجون الطغاة؟ أسئلة كبيرة لا تجد إجابة في ظل سكوت وخنوع وذلة ضربها الله على قلوبهم، ولم يتحرروا من قبضة مخابرات وأنظمة معادية لكل حركة أو أيديولوجية تحررية تريد للعالم العدالة والسلام.

فيلم "شركة المرعبين المحدودة" أكد على فكرة عدمية، مفادها أن الوحوش تخاف من البشر؛ مثلما يخاف البشر من الوحوش، وأنه يجب إخراج البشر من عالم الوحوش حتى يتسنى لهم استغلال البشر لا سيما الأطفال من خلال إرعابهم لتوليد الطاقة من صرخاتهم، في حين ينتهي الفيلم باكتشاف الوحوش بأنه يمكن توليد الطاقة من ضحكات الأطفال والناس، مع ذلك تستمر شركة الوحوش في النموذج الذي اختارت لتوليد الطاقة من صرخات البشر، فلا سلام، ولا عدل سيعم هذا العالم ما دامت تقنية استخراج الطاقة مبنية على آهات الناس وأوجاعهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الرعب داعش روسيا روسيا داعش هجمات الرعب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

موعد خروج مودة الأدهم من سجن النساء.. أكملت 5 سنوات خلف القضبان

مازالت تقضى مودة الأدهم الشهيرة بفتاة التيك توك عقوبة السجن التى أيدتها عليها محكمة النقض، ووفقا لقرار القبض عليها بتاريخ 5 مايو 2020، أكملت مودة في 5 مايو الجاري، 5 سنوات داخل السجن، من عقوبتها التي حددت بالسجن 6 سنوات، ليتبقى لها عام واحد على أن تخرج من سجن القناطر في شهر مايو 2026.

وكانت قد قضت محكمة النقض بجلسة 11 فبراير الجارى، برفض الطعن رقم 12737 لسنة 91 قضائية، المقدم من مودة الأدهم الشهيرة بفتاة التيك توك على حكم حبسها 6 سنوات.


ونشر "اليوم السابع" منطوق الحكم على المتهمين، حيث قضت المحكمة برئاسة المستشار محمد أحمد الجندى، وعضوية المستشارين أيمن عبد الخالق، ومحمد أحمد صبرى، بمعاقبة المتهمة حنين حسام غيابياً بالسجن المشدد 10 سنوات، ومعاقبة المتهمين مودة الأدهم ومحمد عبد الحميد، ومحمد علاء، وأحمد صلاح، بالسجن المشدد 6 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه لكل منهم، لاتهامهم جميعاً بالإتجار فى البشر.

وكانت النيابة العامة، قررت فى وقت سابق، إحالة حنين حسام ومودة الأدهم وآخرين، للمحاكمة الجنائية؛ لاتهامهم بالاتجار فى البشر.

وتضمنت التحقيقات أن الفتيات تظهر عبر التطبيق فى بثٍ مرئى مباشر متاح لكل المشاركين بالتطبيق، وإنشاء علاقات صداقة وتجاذب أطراف الحديث مع المتابعين له، مُستغلة فترة حظر التنقل إبان الموجة الأولى لكورونا بالبلاد ومكوث المواطنين بمنازلهم؛ مقابل وعدهن بالحصول على أجورٍ تزيد بزيادة اتساع المتابعين لهما.

وحسب أمر الإحالة، اتهمت النيابة العامة حنين حسام بالاتجار في البشر بأن تعاملت في أشخاص طبيعيين هن المجني عليهن الطفلتين "م. س" و"ح. و" واللتان لم يتجاوزا الـ18 من العمر، وأخريات بأن استخدمتهن بزعم توفير فرص عمل لهن تحت ستار عملهن كمذيعات من خلال أحد التطبيقات الالكترونية للتواصل الاجتماعي "تطبيق لايكي" يحمل في طياته بطريقة مستترة دعوات للتحريض على الفسق والإغراء على الدعارة بأن دعتهن "على مجموعة تسمى لايكي الهرم" أنشأتها على هاتفها ليلتقوا فيه بالشباب عبر محادثات مرئية وإنشاء علاقات صداقة خلال فترة العزل المنزلي، الذي يجتاح العالم بسبب وباء كورونا بقصد الحصول على نفع مادي.

وأضافت التحقيقات أن المتهمة استغلت الطفلتين المذكورتين استغلالًا تجاريًا، بأن حرضت وسهلت لهن الانضمام لأحد التطبيقات الإلكترونية التي تجني من خلالها عائد نظير انضمام الأطفال وإنشاء مقاطع فيديو لهن.أمّا عن المتهمة مودة الأدهم، فاستخدمت الطفلة "ح. س" وشهرتها "ساندي، والطفل "ي. م" واللذان لم يتجاوزا الثامنة عشر من العمر في تصوير مقاطع فيديو رفقتها ونشرها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مستغلة ضعفهما وعدم إدراكهما للحصول على ربح من ورائهم.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • حيل سهلة لعلاج التبول اللا إرادي عند الأطفال
  • البشر عاشوا في الغابات المطيرة الأفريقية قبل 150 ألف سنة
  • محطة مطار نيويورك الجديدة تختار الشراكة مع الخطوط الملكية المغربية ضمن مجموعة محدودة من الشركات
  • باكستان تدعي اسقاط 12 درون هاروب التي تصنعها شركة إسرائيلية
  • غزة وفلسطين ..من صنعاء لهم فجر الحرية
  • عودة وحش أعماق المحيط الهادئ.. ماذا ينتظر البشر؟
  • الشفاء البطيء… سرّ جروح الإنسان التي تتحدى سرعة الطبيعة!
  • موعد خروج مودة الأدهم من سجن النساء.. أكملت 5 سنوات خلف القضبان
  • الوحوش المجنّحة تحلّق مجددًا: قاذفات B-52 الأمريكية تهبط في المحيط الهندي وسط توتر متصاعد
  • أوروبا تتجه للاستغناء عن الغاز الروسي وسط خيارات قانونية محدودة