ضيف وجمهور وطبق في سهرة البيت
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
المخرج سعيد موسى لـ«عمان»: «اعتمدنا إيقاعا سريعا للبرنامج.. والديكور يشعر المشاهد أنه في بيته»
كانت خطواتي تتسارع وأنا في طريقي لبرنامج «البيت»، وهو الشعور الذي يخالج كل امرئ وهو في طريقه للعودة إلى بيته، لعلّه ليس «بيتي» ولكن ما زالت تلك الرغبة في الوصول إليه تكبر في داخلي كلما أخذتني خطواتي للأمام أكثر، كانت لحظة الدخول تؤكد الفضول في داخلي، فأنا حقا أدخل إلى «البيت» كما هو شكل بيوتنا جميعا، يجلس في «الصالة» المخرج سعيد موسى، برفقة المذيع قصي منصور، يرحبان بوصولي وكأني إحدى ضيوف «البيت»، وعلى جهة اليسار يقف الشيف عيسى اللمكي ليحضر وجبة مسائية شهية حتما، وعلى اليمين كانت المذيعة حوراء الفارسية في غرفة «التلفاز» تتفقد الشاشة الكبيرة، والمكان هنا وهناك ممتلئ بأهل ذاك «البيت».
خمس دقائق فاصلة قبيل أن تدق العاشرة لإعلان لحظة بدء «البروفة»، شعرت بالتشويق، لا سيما مع صوت المخرج سعيد موسى الذي يشبه صوت القائد الذي يوجه فريقه للحظة الانطلاق، الخطة جاهزة وكلّ في موقعه، في انتظار إشارة البدء، والسير بخطوات دقيقة وفق السيناريو المكتوب، وباتباع الخطة المدروسة.
البرنامج الذي يبث مساء كل يوم في تمام الساعة الحادية عشرة مساء، وحتى الواحدة صباحا، يحمل اسم «البيت»، وهو سهرة رمضانية تبدأ باستضافة المذيع الرئيسي قصي منصور لضيوف من مختلف الأوساط سواء أكان أديبا أو مثقفا أو فنانا أو مصمما أو مؤثرا أو أحد المشاهير، من سلطنة عمان وخارجها، بالإضافة إلى فقرة المسابقة مع الجمهور من خلال أسئلة متنوعة في مجالات ثقافية مختلفة تقدمها المذيعة حوراء الفارسية، والأسئلة من إعداد خالد الحجري، كما تتخلل الفقرات فقرة المطبخ مع الشيف عيسى اللمكي الذي يقدم أطباقا مختلفة في كل يوم.
عناصر البيت..
وفي حديث لـ«عمان» مع المخرج سعيد موسى قال: «أشكر إدارة التلفزيون والمسؤولين في وزارة الإعلام على منحي هذه الثقة لعمل برنامج تلفزيوني، وكانت الفكرة المطروحة أن يحتوي البرنامج على استضافة ضيف ومسابقة للجمهور، وقمت بالتفكير بمسألة ربط فكرة المسابقة باللقاء في ذات الوقت بأسلوب جذاب، وغير قابل للتشتت، وجاءتني فكرة البيت، فالبيت معروف بعناصره، حيث يحوي على «صالة الجلوس»، وغرفة للتلفاز، والمطبخ، فجمعنا العناصر الثلاثة في هذه الفكرة، لنقوم بتوزيع الفقرات، ونتيح مجالا للتنقل بين الفقرات الثلاث».
وعن العمل الفني للبرنامج قال المخرج: «تم الاعتناء بالديكور جيدا، ليظهر العناصر التي توضح فعليا شكل البيت، وهو ما تم إنجازه من قبل شركة منفذة لعمل الديكور والإضاءة كما أردنا له»، وأضاف: «فيما يتعلق بالرؤية الإخراجية لي فقد أردت أن يكون إيقاع البرنامج سريعا، حتى لا يصاب المشاهد بالملل، وتكون مسألة الانتقال سلسة ومشوقة للمشاهد، وهو فعلا ما وجدناه من خلال البرنامج لا سيما مع التوافق الذي صار بين المذيعين».
واستطرد سعيد موسى: «اعتمدنا في التصميم على استخدام الشاشة الكبيرة جدا، وسعينا ألا نعتمد على وجود جرافيكس وإنما صورة شبه واقعية لمنظر حديقة من خارج البيت تحوي على سلم، وبعض الإكسسوارات في الداخل».
سرعة الإيقاع ..
وقال المخرج سعيد موسى: «ميزة البرنامج هو الجذب باستخدام أسلوب سرعة الإيقاع، فأطول فقرة تأخذ مدة 15 دقيقة، وعلى الرغم من أن البرنامج طويل لمدة ساعتين، ولكني اعتمدت على سرعة الإيقاع مع التمازج بين الفقرات والانتقال بينها بطريقة جاذبة وسلسة. وأشار مخرج البرنامج إلى أن الجمع بين ثلاث فقرات، وهي كمثابة برنامج بحد ذاتها، هو أمر صعب بالتأكيد، ولكن التحدي هو أن تنجح رغم الصعاب.
وعن فكرة البرنامج تحدث المخرج عن بدايته في العمل عليه منذ السيناريو الأول، وقال: «قمت بالتخطيط والتفكير والعمل عليه خطوة بخطوة، وعلى الرغم من قصر الوقت، إلا أننا استطعنا إنجازه بالشكل المرجو، وكما هو ظاهر للجمهور من خلال الشاشة».
مسيرة إخراجية حافلة..
وعن مسيرة سعيد موسى الإخراجية للبرامج الجماهيرية المباشرة قال: «مشوار طويل في إخراج وإعداد وإنتاج وطرح أفكار للبرامج، حيث بدأت مشوار العمل في برامج رمضان منذ التسعينيات، البداية كانت ببرنامج «كلمات متقاطعة»، وبعدها برنامج «ساعة حظ»، وثم برنامج «رمسة» مع المذيع خالد الزدجالي، وبعد ذلك برنامج «على السحور»، وعملت في برنامج مع المذيعة سهى الرقيشية أثناء فترة جائحة كورونا كان يحمل اسم «عن بعد»، وقبل عامين عملت برنامج مسابقات مع المذيعة ابتهال الزدجالية، كان أستوديو افتراضيا، وبرنامج «القلعة» في 2017 مع حسن الملا، وهذا البرنامج -الذي أعتز به كثيرا- كان من أكثر البرامج نجاحا من حيث الشكل والمضمون والنتائج من ردود الأفعال، ومشاركات الجمهور حيث وصل عدد الرسائل النصية لحوالي مليونين».
وأضاف: «أستطيع أن أقول أن هذا المشوار الطويل يتبعه حب وشغف لهكذا برامج، وهذا هو الشعور الذي ينتابني الآن وأنا أخرج من البيت لأتوجه للـ«بيت»، لممارسة عمل أحبه وأقضي ساعتين من المتعة على الهواء مباشرة، وعلى الرغم أن البرامج المباشرة بها الكثير من التركيز والتحدي مع النفس، ويكون فيها المخرج مسؤولا عن مجموعة من الأشياء في البرنامج، كيف تقوم بتسريع البرنامج وبإيقاع سريع، وانتقال المذيع من فقرة إلى أخرى، ولكن الخبرة الطويلة جاءت بتوفيق من الله سبحانه وتعالى».
جمهور البيت ..
وحول تجربة «البيت» وما يضيفه للمسيرة الحافلة للمخرج قال: «البيت من البرامج المهمة في مسيرتي الإخراجية، فهذا النوع من البرامج تشعر أنك تجمع 3 برامج في برنامج واحد، وأتمنى أن المشاهد يجذبه هذا التمازج للمسائية الرمضانية». وأضاف: «بالطبع نحن تهمنا آراء الجمهور، ورأيهم بالبرنامج، وما قد وصلنا حتى الآن هو ردود أفعال إيجابية».
ويأمل المخرج سعيد موسى استمرار «البيت»، وقال: «الاستمرار هو ما نتمناه حقيقة، وإن استمرار البرنامج للعام القادم ربما سيكون أكثر اتقانا، وإدخال التكنولوجيا والتقنية بصورة أكبر، مع الاعتماد على الجرافيكس، وعلى الرغم من كوني راضيا كل الرضا عن النسخة الأولى من البرنامج، ولكني أطمح للأفضل إن استمر البرنامج في نسخ جديدة في الأعوام المقبلة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وعلى الرغم
إقرأ أيضاً:
مشاركة 25 من طلابنا في برنامج "تعزيز" بالمملكة المتحدة
مسقط - الرؤية
انطلقت في المملكة المتحدة فعاليات النسخة الثالثة من برنامج "تعزيز"، بدعم من شركة تنمية نفط عُمان، وتنفيذ من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان "جيوتك"، وبإشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم.
ويستهدف البرنامج نخبة من الطلبة المجيدين من منطقة الامتياز التابعة لشركة تنمية نفط عُمان، بهدف تمكينهم أكاديميًا ومهاريًا ضمن بيئة تعليمية دولية متكاملة.
وينفذ البرنامج في جامعة بورنمث بالمملكة المتحدة بمشاركة 25 طالبًا تم اختيارهم بعناية من خريجي برنامج "معرفة" الذي نُفذ في الجامعة الألمانية العام الماضي وركز على تعزيز القدرات المعرفية والنقدية لدى الطلبة.
ويمتد برنامج "تعزيز" على مدى 4 أسابيع ويجمع بين المحتوى الأكاديمي المكثف والتجربة الثقافية الغنية والأنشطة والمهارات المتنوعة، ويشمل البرنامج ورش عمل في القيادة والتواصل الفعال، إضافة إلى دورات متخصصة في تطوير اللغة الإنجليزية وزيارات ميدانية لمؤسسات تعليمية وثقافية مرموقة في المملكة المتحدة تمكّن الطلبة من استكشاف بيئات تعليمية جديدة والانفتاح على ثقافات متعددة.
وقال الشيخ يعقوب الشهيمي مدير عام مركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي بوزارة التربية والتعليم، أن البرنامج يُسهم بشكل فعال في تطوير مهارات الطلبة المشاركين من خلال انخراطهم المباشر في أنشطة تعليمية متقدمة تتيح لهم تحقيق استفادة فورية وملموسة.
وأشار إلى أنَّ الوزارة تحرص على الإشراف المباشر على المحتوى العلمي لضمان توافقه مع المعايير التربوية المعتمدة بما ينعكس إيجابًا على مستوى التحصيل العلمي ويعزز قدراتهم الأكاديمية والشخصية بما يدعم مسيرتهم التعليمية والمهنية المستقبلية.
وأكد يونس بن عبد الله العامري مدير تنمية المجتمع بشركة تنمية نفط عُمان، أن الشركة تثمّن الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المنفذة والمشرفة، وتؤكد التزامها المستمر بدعم برنامج "تعزيز"، الذي يُعد امتدادًا مباشرًا لنجاح برنامج "معرفة"، مضيفا: "لقد لمسنا نتائج إيجابية وملموسة من مخرجات الدفعتين الأولى والثانية، وهو ما يعزز ثقتنا في أثر هذا البرنامج على المدى البعيد في بناء جيل طموح ومؤهل."
وذكر يوسف الدرويشي مدير الإعلام والاتصالات بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان والمشرف العام على البرنامج: "تجربة برنامج تعزيز تُعد محطة تعليمية مُثرية جدًا لطلبتنا في هذه المرحلة العمرية؛ إذ تسهم في بناء المعرفة الأكاديمية، وتعزيز مهارات اللغة الإنجليزية، وتطوير المهارات الحياتية، إلى جانب التعرف على ثقافات مختلفة من خلال التفاعل المباشر مع طلبة دوليين، ونحن نحرص في إدارة البرنامج على ضمان استفادة الطلبة الكاملة من جميع مكوناته، وقد أثبتت النسخ السابقة نجاح البرنامج من خلال الأثر الإيجابي الملموس على المشاركين."
ويمثل برنامج "تعزيز" نموذجًا وطنيًا ناجحًا للتكامل بين القطاع الأكاديمي، والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، في سبيل رعاية المجيدين من أبناء منطقة الامتياز وتأهيلهم للريادة في مستقبل السلطنة.