بعد 171 يومًا من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا يقضي بوقف مؤقت لإطلاق النار في القطاع، مع إلزام حركة حماس بتسليم فوري وغير مشروط للأسرى الإسرائيليين وضمان تمرير المساعدات الإنسانية للمدنيين. 

ورغم ذلك، تلقى القرار انتقادات بسبب انحيازه للجانب الإسرائيلي وعدم إلزام إسرائيل بوقف مستدام لإطلاق النار أو حل مستدام للقضية الفلسطينية.

الدكتور أيمن الرقب، محلل سياسي فلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أكد أن نتنياهو لن يلتزم بقرارات مجلس الأمن، ومن المرجح أن يواصل تمرير مخططاته، بما في ذلك اجتياح رفح، وذلك بدعم من الولايات المتحدة.

 وأضاف الرقب أن المشهد الحالي يعيد إلى ذاكرتنا قرار مجلس الأمن 2334 الذي طالب بوقف الاستيطان دون أن يلتزم به الاحتلال.

وفي السياق نفسه، اعتبر الدكتور طارق فهمي، المتخصص في الشؤون الفلسطينية، أن نص القرار يظهر انحيازًا للجانب الإسرائيلي، حيث يقتصر وقف إطلاق النار على شهر رمضان فقط، دون التطرق لإطلاق الأسرى الفلسطينيين، مما يعزز المخاوف من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية.

إذا، يبقى السؤال حول التزام الجانب الإسرائيلي بالقرار ومدى حمايته لرفح من مخططات الاجتياح البري قائمًا، مع استمرار الشكوك حول استعداد الولايات المتحدة لفرض ضغط حقيقي على إسرائيل.

 

تحليل السيناريوهات المحتملة بعد قرار مجلس الأمن بشأن غزة

 

بعد قرار مجلس الأمن بوقف الحرب على قطاع غزة خلال شهر رمضان، تنبأ المحللون بسيناريوهات مختلفة للتطورات المحتملة. هذه السيناريوهات تشمل:

1. تنفيذ القرار وضغط سياسي دولي: يرى البعض أن الكرة الآن في ملعب مجلس الأمن لضمان تنفيذ القرار بشكل مستدام، وقد يكون هذا التنفيذ مرهونًا بضغط دولي ورغبة في احترام الإرادة الدولية.

2. أزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل: قد يؤدي القرار إلى تصاعد الأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة في ظل امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، مما قد يعكس تجاوبًا مبدئيًا للرفض الدولي للسياسات الإسرائيلية.

3. تصعيد من إسرائيل: قد يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمزيد من التشدد والعناد، مما يؤدي إلى مزيد من الانخراط في عمليات عسكرية في رفح.

4. ضغوط داخلية وتراجع: قد يواجه نتنياهو ضغوطًا من الداخل الإسرائيلي ومن الولايات المتحدة، مما قد يجعله يتراجع عن خطط الاجتياح وينفذ القرار.

بالنهاية، يظل من المهم رصد التطورات القادمة لمعرفة السيناريو الذي سيتحقق، وما إذا كان سيؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود من وقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجلس الأمن غزة الحرب على غزة حرب الإبادة نتنياهو اسرائيل فلسطين قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة الولایات المتحدة قرار مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

حشود الجوعى في غزة تعود أدراجها خالية الوفاض بعد إطلاق نار قرب مركز مساعدات أمريكية

في مشهد مأساوي، عادت الحشود الجائعة من سكان غزة خالية الوفاض بعد إطلاق النار الذي وقع أمام مركز مساعدات أمريكية غربي رفح. وقتل وأصاب العشرات وسط تضارب في الروايات حول مصدر النيران وملابسات الواقعة. اعلان

وكان إطلاق النار قد قتل وأصاب أكثر من 200 شخص في رفح بينما خلف حادث مشابه قرب محور نتساريم ضحايا آخرين.

تحولت محاولة الآلاف من سكان قطاع غزة اليائسين للحصول على قوتهما إلى مأساة دامية، عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على حشود كانت تتوجه لتلقي مساعدات غذائية في رفح، ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا على الأقل وإصابة 175 آخرين، وفقًا لما أفاد به مسؤولون طبيون وشهود عيان.

وقع الحادث على بعد نحو كيلومتر من مركز توزيع مساعدات أمريكية تابع لمؤسسة غزة الإنسانية، حيث توافد المدنيون بأعداد كبيرة أملاً في الحصول على مواد غذائية، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية وانهيار النظام الغذائي في القطاع.

وقال الشهود إن إطلاق النار استهدف الحشود دون سابق إنذار، مما أدى إلى حالة من الفوضى والتدافع، فيما لم تصدر أي تعليقات رسمية من الجيش الإسرائيلي حول الحادثة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

Related"ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيليمحاولة جديدة لكسر الحصار عن غزة.. ناشطون يتوجهون عبر البحر إلى القطاعأهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار

في المقابل، أكدت المؤسسة الخيرية أن عملية توزيع المساعدات تمت "بدون أي حوادث"، ونفت وجود إطلاق نار أو فوضى في محيط الموقع، وهو أمر تناقضه روايات الشهود والمصابين الذين وصلوا إلى المستشفى.

في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، شهد تدافعًا كبيرًا لإسعاف الجرحى، بينهم حالات حرجة تتلقى العلاج في غرف الطوارئ، في وقت تفتقر فيه المرافق الصحية إلى الإمدادات الأساسية والطاقة.

على صعيد آخر، تقول كل من إسرائيل والولايات المتحدة إن الإجراءات الجديدة المتعلقة بتوزيع المساعدات تهدف إلى منع حركة حماس من الاستيلاء على هذه الموارد. إلا أن إسرائيل لم تقدم أدلة تدعم هذه الادعاءات، في حين نفت الأمم المتحدة حدوث عمليات اختلاس منهجية.

ورفضت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الكبرى العمل ضمن الإطار الجديد لتوزيع المساعدات، مشيرة إلى أنه ينتهك المبادئ الإنسانية الأساسية، ويمنح تل أبيب حق تحديد من يستلم تلك المساعدات، كما يُجبر السكان على التنقل إلى مواقع محددة تحت سيطرة إسرائيلية، ما يزيد من خطر النزوح الجماعي.

تواجه الأمم المتحدة صعوبات بالغة في إيصال المساعدات الإنسانية منذ خفف الجيش الدولة العبرية من حصاره الكامل على قطاع غزة الشهر الماضي، لكن القيود لا تزال مشددة، في ظل انهيار الأمن وانتشار أعمال السلب والنهب، ما يجعل عملية إيصال المساعدات تحديًا شبه مستحيل.

وحذر خبراء دوليون من أن قطاع غزة يتجه نحو كارثة إنسانية محققة وشاملة، قد تصل إلى حد المجاعة إذا لم تُرفع القيود وتضمن دخول كميات كافية من الغذاء والماء والدواء.

يأتي ذلك في ظل استمرار الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، عندما اجتاح مقاتلون من حماس مناطق جنوب إسرائيل، وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون، واختطفوا 251 آخرين. ولا تزال الحركة تحتجز 58 أسيرًا، يُعتقد أن ثلثهم على الأقل على قيد الحياة، بعد أن تم الإفراج عن باقي الرهائن في صفقات سابقة أو خلال فترات تهدئة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • استمرار فتح معبر رفح البري من الجانب المصري لليوم الـ 87 علي التوالي
  • الأغلبية الحكومية: ملف الصحراء مقبل على حل نهائي بعد الموقف البريطاني التاريخي
  • يقظة الدبلوماسية المغربية تتصدى لمخطط جزائري خبيث بمجلس الأمن
  • ترامب يحذر: إلغاء الرسوم الجمركية يهدد بانهيار اقتصاد الولايات المتحدة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يُصدر تعليماته للجيش بمواصلة التقدم في غزة رغم المفاوضات
  • ترامب: إلغاء الرسوم الجمركية يعني انهيار اقتصاد الولايات المتحدة
  • استشهاد 30 فلسطينيا في هجوم إسرائيلي قرب مركز توزيع مساعدات بغزة
  • "فتح": حماس "دقت كل الأبواب وذهبت إلى الولايات المتحدة لكنها لم تتجه نحو منظمة التحرير الفلسطينية
  • حشود الجوعى في غزة تعود أدراجها خالية الوفاض بعد إطلاق نار قرب مركز مساعدات أمريكية
  • بري: حزب الله جمع سلاحه وملتزم بوقف إطلاق النار