بوابة الوفد:
2025-07-12@21:32:18 GMT

شراكة شرعية أوروبية (٢)

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق، السعى الدولى نحو ترفيع العلاقات مع مصر، والتى كان آخرها سعى الاتحاد الأوروبى إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية والشاملة مع مصر، وهو ما يؤكد تفهم الدور المحورى لمصر، وأن انعقاد القمة المصرية الأوروبية ما هو إلا انعكاس لدور مصر الريادى وحجم قوتها فى المنطقة، مع التأكيد أن مصر حققت عدة مكاسب من وراء هذه الشراكة، أبرزها أن هذا التعاون يجلب حزمة قدرها 7.

4 مليار يورو تصب لصالح الاقتصاد المصرى، مما يسهم بقوة فى تخطى أزماته الحالية، إضافة إلى هذه القمة بمثابة شهادة دولية وعالمية تسهم فى جذب كثير من الاستثمارات الأجنبية لمصر والتى أكدها دعوة مجلس الوزراء إلى التحضير للجلسة الثانية للمجلس الأعلى للاستثمار برئاسة الرئيس السيسى، مما يعزز من موقف مصر السياسى والدبلوماسى فى أى مواقف تتبناها، إضافة إلى مصر وظفت هذه القمة لصالح خدمة القضية الفلسطينية، للتأكيد أن مصر تمثل لاعبًا أساسيًا فى منطقة الشرق الأوسط، وبرغم كل هذه المكتسبات، لكن تبقى مجموعة من التحديات يجب على الحكومة مواجهتها، أهمها ضرورة تنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية وتحقيق الاستقرار الاقتصادى على المدى الطويل، وذلك عبر المضى قدمًا نحو تعميق مرونة الاقتصاد المصرى، وزيادة تنافسيته، وتوطيد صلابته فى مواجهة الصدمات بمختلف نطاقيها المحلى والدولي،عبر مرحلتين للإصلاح الاقتصادى، المرحلة الأولى، الإصلاح المالى والنقدى. أما المرحلة الثانية فهى الإصلاح الهيكلي، والتى يجب أن تقوم على تنفيذ حزمة إصلاحات هيكلية جذرية وهادفة على مستوى خمس منظومات رئيسية تشمل المنظومة الديموغرافية وتنمية الأسرة والمجتمع، منظومة التمويل، منظومة اللوجستيات، منظومة الأداء الحكومى، ومنظومة التشريعات، وهنا لا بد من إعادة النظر فى مدى اتساق عملية الإصلاح الهيكلى مع رؤية مصر 2030 والأهداف الأممية للتنمية المستدامة،ودون تحميل المواطن أى أعباء جديدة،مما يضمن تفعيل واستدامة رؤية مصر المستقبلية، ويدعم قدرة الاقتصاد المصرى على تحقيق النمو الاحتوائى المتوازن والتنمية الاقتصادية والإجتماعية والبيئية المستدامة. وبالتالى فإن ما نؤكد عليه أن عملية الإصلاح الهيكلى فى مصر يجب أن تقوم على تأهيل وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، فضلًا عن زيادة تنافسية،وزيادة حجم الصادرات المصرية وتحقيق هدف الدولة للوصول بحجم الصادرات المصرية إلى قيمة 100 مليار دولار سنويًا. أيضاً ضرورة تنويع وتعزيز المدخرات المحلية، وتسريع وتيرة التحول الرقمى والشمول المالى، مع استكمال المشروعات التى تخدم استراتيجية الدولة للتحول الرقمى فى جميع القطاعات. ويبقى الأهم وهو القاسم المشترك للنماذج التنموية العالمية المتمثل فى تضيق الفجوة التنموية بين أقاليم الدولة المختلفة عبر توطين الإصلاحات الهيكلية فى جميع المحافظات المصرية خاصة صعيد مصر، والذى يحتاج إلى مزيد من الإجراءات الإصلاحية, لذلك نأمل أن تستهدف حزمة الإجراءات الإصلاحية الهيكلية، العمل على إعادة الاستقرار إلى الاقتصاد الكلى لمصر، وخفض مستويات الدين الحكومى وصولًا إلى ضمان استدامته، واستعادة استقرار الأسعار فى الأسواق المحلية، وخفض معدلات التضخم، مع الاستمرار فى الدفع بالإصلاحات الهيكلية العميقة لتعزيز النمو الاقتصادى الذى يقوده القطاع الخاص، بما يسهم فى زيادة تنافسية الاقتصاد المصرى وخلق فرص العمل. لتحقيق هدف مصر القومى بالوصول إلى 145 مليار دولار صادرات مصر بحلول عام 2030.


رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري منظومة التمويل د علاء رزق الاقتصاد المصرى

إقرأ أيضاً:

10 خيارات أوروبية لـمعاقبة دولة الاحتلال على الانتهاكات في غزة

كشف الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، الخميس، عن قائمة تضم 10 خيارات سياسية قيد الدراسة للرد على ما اعتبر انتهاكا من جانب الاحتلال الإسرائيلي لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، بموجب اتفاقية الشراكة الموقعة بين الطرفين.

وبحسب وكالة "رويترز"، تتضمن الوثيقة التي أُعدّت للدول الأعضاء في الاتحاد مقترحات تتراوح بين إجراءات رمزية وأخرى جوهرية، أبرزها تعليق جزئي أو كلي لاتفاقية الشراكة التي تنظم العلاقات التجارية والسياسية مع "إسرائيل"، إلى جانب مقترحات أخرى مثل وقف التعاون الأكاديمي ضمن برامج "إيراسموس+" و"هورايزون"، وفرض قيود على سفر الإسرائيليين إلى دول الاتحاد، بل والنظر في فرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين متورطين في انتهاكات لحقوق الإنسان، أو فرض حظر على الأسلحة التي قد تُستخدم في العمليات العسكرية في غزة.

وتأتي هذه التحركات عقب تقرير صدر الشهر الماضي عن الاتحاد الأوروبي، أشار إلى مؤشرات قوية على تجاوزات إسرائيلية خلال الحرب المستمرة في قطاع غزة، وهو ما أثار قلقا متناميا بين دول الاتحاد بشأن التزام الاحتلال الإسرائيلي بالمعايير الحقوقية المتفق عليها.


ورغم أن تنفيذ معظم هذه الإجراءات يتطلب إجماعا بين الدول الأعضاء أو موافقة أغلبية منها، إلا أن دبلوماسيين أوروبيين أعربوا عن شكوكهم في إمكانية التوصل إلى توافق على الخيارات الأكثر صرامة، في ظل وجود انقسام داخل التكتل بشأن الموقف من إسرائيل. ومن المتوقع أن يطرح هذا الملف رسميًا خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الثلاثاء المقبل.

في المقابل، حاول الاحتلال الإسرائيلي امتصاص الغضب الأوروبي، إذ أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد، كايا كالاس، عن توصل الجانبين إلى تفاهمات تهدف لتحسين الوضع الإنساني في غزة، عبر تسهيل دخول المساعدات وفتح المعابر، وهو ما قد يُنظر إليه كمحاولة لخفض التوتر قبيل انعقاد الاجتماع المرتقب.

غير أن رد الاحتلال الإسرائيلي على تقرير الاتحاد لم يخل من التحدي، حيث وصفه مسؤول إسرائيلي بأنه "أحادي" ويعكس ما أسماه "ازدواجية المعايير" التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي في تعامله مع "إسرائيل"، زاعما أن العمليات العسكرية الجارية في غزة مشروعة وضرورية للقضاء على حركة حماس.

مقالات مشابهة

  • خرج بطريقة غير شرعية.. أحمد موسى: أشكر بلجيكا على تسليم مصر تابوتا أثريا
  • "النقل" تحذر من إقامة معابر غير شرعية على قضبان السكك الحديدية
  • علاج الكسل في العبادة.. روشتة شرعية للخشوع أثناء الصلاة
  • شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
  • تحذير من المساومة على الجولان.. لا شرعية لحكومة ترسم حدود السيادة السورية
  • وزير الري يُطلق ورشة عمل لتحديث كود الري والصرف ليواكب المتغيرات المائية
  • 10 خيارات أوروبية لـمعاقبة دولة الاحتلال على الانتهاكات في غزة
  • في جولة تفقدية لبشري.. أبو حيدر يطلق خطة شراكة بين الاقتصاد والبلديات
  • توقيع مذكرة تعاون مشترك بين جهاز تنظيم إدارة المخلفات وجمعية الهلال الأحمر المصرى فى مجالات الاستشارات البيئية
  • أندية أوروبية وسعودية تتنافس لضم جون أرياس